ألم قلم

كلما تأمل حاله استبدت
به أسئلة :
لماذا يستأثر به الإكراه،
يمنة ويسرة وشمالا وجنوبا؟
ولماذا يراد منه أن ينكر دارا وآثارا وقرارا؟
وكأنما غدت هذه كلها عارا وشنارا !!!

أيراد منه أن ينسلخ من جلده؟
أيرفض أصالته؟
أيبدّل أم يتبدّل؟

وهل في مستطاعه أن يبتكر جلدا؟
بينما تظلّ سالفاتُه والمواضي
قائمة على أصولها؟

لماذا يؤمه القهر فيصادر منه
قدائمه،
يدهمه ويهدمه؟
يريده أن يكون كالمنبتّ
لا أرضا قطع ،
ولا ظهرا أبقى !!!

الأمر الذي يجعله
يستحث الوصل بالأصل،
فيُهرَعُ الى المرجِع،
يستدعي التاريخ
للإثبات والترسيخ !!!

وهنا والأدهى والأمر الذي
يتجرعه هذا الشانئ الهارئ
أن يقدّم الماضي
ضده قراءة وقرائن
كلها بينات واثقة
على أن هذا المشنوء
هو ذو الأصل،
ضد إرادة الفصل،
وإدارة العزل !!!

ومهما يبغِهِ المستبد بغيا بالفعل،
ويستعلنه النفي والقتل،
لحرمان العَقِب والنسل،

ومهما يظل يُزجي جهدا مبتذلا
لصناعة التبديل،
فسنن الواقع لا تحابيه،
والمنحدرات تستهوي السيول
فتجرف النافي الجافي
مادام يسكنها توخيا لا توقيا،

وما أكثر الشانئين الناشئين ،
نشوزا أو إعراضا !!!

لكن الثاوي مرتفعات البرّ لا ينجرف،
وعليه أن لا يجزع ولا يبالي،
فالسيل حرب للمكان العالي،

والدهر يرى الوادعين براءة وغفلة
تذروهم الذاريات الهُوج
وتؤمهم المزاعم العُوج !!!
فيسكت ويكبت !!!

فهل الطود صار يفقد قرارَه؟
أم الليل عَدِمَ وقارَه؟

وهل عجزت الأمم
واستنفدت أغراضها؟

ألم تعد ترى أن القوم أولئك تجردوا عن معنى الإنسان فلم يعد في وجههم
منها مزعة لحم !!!

هاهي ترى !!!
لقد انقلب الجِوار جَوْرا
وارتدت القرابة غرابة !!!!

بربك أيها الزمان
أهذا إنسان؟
ما باله؟
ماله لم يعد مائزا بين
السلاسة والسلاسل؟

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ
عوى وصوّت إنسان فكدت أطير،

ذو الحق ما باله مضايقا وملاحقا؟ !!!
لقد غلبه أن يفهم ما يجري،
والمزعجات من الليالي
يظللن رواكد على ظهره !!

والواقع كله شواهد راقبة وراغبة،
يرقُب وحل الإجحاف،
ويرغَب حول الإنصاف .

فهل من وراء التلاع سباع،
أم الجفول يستلزم الضياع ؟

امتلأ الفضاء استفهاما وتساؤلا،
من بين يديه ومن خلفه رصدا.

والإجابة لم تزل يتخطفها الإرجاف
من كل الأطراف !!

وحامل الحقائق محروب وما احتمل.
فهل يحتار بالوجل ، أم يختار الأمل؟
فهو بين الاحتيار والاختيار .

وثمة نفاثات على البريء غِضاب،
من غير جريرة منه ولا أسباب،
وقد ترك لها كل تماسّ واقتراب،
وابتعد عنها بعيدا وبينهما حجاب،

وكلُّ مظنون بشأنها ما هو
إلا وينقض عليه انقضاض
العُقاب على الفريسة بالعِقاب .

ولكن ومع هذا كله فإنه
ينشد من أعماقه ؛

ومهما ادلهم الأسى والجراح
فإني أرى بشريات الصباح

وأدري بِحُذقٍ قراعَ الرَّماح
سواء غدوي أو كان الرواح

وثمة حتما أُقيم النجاح
وألقى عدوي يُقيم النُّواح.

عبدالقادرمحمدهاشم .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46142

نشرت بواسطة في ديسمبر 15 2021 في صفحة الشعر, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010