الإختطاف والإغتيال في السودان

فرجت : كلمة التحرير

نسمع بين الحين والآخر أنّ مناضلاً قد تم إغتياله وترتفع أصوات النواح وتكبر سرادقات العزاء وتتلى كلمات التمجيد وتقرأ صفحات التاريخ والكل يجمع أنه كان عظيما وأنّ يد الغدر الآثمة قد أصابته. يأتي بعد ذلك الكيان الذي ينتمي إليه ويخرج إلينا ببيان هزيل يدين فيه ويستنكر هذا الفعل الشنيع وفي أفضل الأحوال يحتفظ بحق الردّ في الوقت المناسب، وهنا يفترق الفشل والنجاح.
لماذا؟
لأنّ أمرنا يتضح يوما وراء آخر بأنّ عدونا يخطّط دائما لاغتيال أو اختطاف رموزنا وشخصياتنا الفاعلة الواحد تلو الآخر. هذه حقيقة نعايشها في شرق السودان وربما حتى الخرطوم منذ أمد بعيد. نعلم دون شكّ بأنّ هذه الجرائم ستستمرّ سواء قامت مخابرات النظام في أسمرا أو الأخرى المتعاونة معها في الخرطوم. وبما أنّ المستهدف واحد والمستفيد واحد فإنّ الأمر يحتاج إلى وقفة صلبة من أعيان أهلنا في شرق السودان حيث لا يستبعد أنهم في ذواتهم أيضا استُهدفوا سلفا وسيُستهدفون مستقبلا. بل إنّ الأمر الأصعب هو أنّ الجميع يعرف أين يكمن الخطر ومن هم المخبرون النظاميون لأسمرا في أوساطهم وهم يعيشون بين الأهل والأحباب، ويعلم الجميع أنّهم يتربّصون بهم.
وعليه ما العمل؟
نحن نغطّ في نوم عميق والعدو في أفضل حالاته من النشاط ولم ينم يوما مطلقاً!! أمامنا سلسلة الإغتيالات والإختطافات طويلة فلم تبدأ بحسب وهنقلا وعجيب وداير ولن تنتهي بالحالة الجديدة وربما المرتبطة بأحداث أسمرا، وهي اختطاف محمد علي سيدنا حي تشير بعض المصادر إلى أن الرجل تحدّث لبعض الأصحاب عن حراك شعبي يفترض أن تكون كسلا مركزه. ولم يمض على حديثه هذا إلّا بضع ساعات ليتمّ إختطافه من قبل إحدى المخابراتين السودانية والإرترية لينتهي به المطاف في قبضة إساياس. وعليه نحن ملتزمون للقفز فوق بيانات الإستنكار وكلمات الإمتعاض ثم العودة إلى الغرق في سبات عميق.
لِمَ نسكت إنتظاراً لدورنا في الإختطاف أو القتل ألم يكن أجدر بنا أن نتحرك فنكون قادرين للوقوف أمام الخيانة المنظمة والغدر المنتظم؟ ألم يكن أفضل أن نطالب بالفعل الصحيح في مطالبة شعبية للكيان السوداني للقيام بالإجراءات القانونية حيال انتهاك سيادته إن لم يكن متورطاً في الأمر بنفسه.
سؤال آخر ما هي مهمة الأعيان والعمد إن لم يفعلوا ذلك ويقفوا وقفة رجل واحد بحثاً عن الحقيقة.
إن لم يفعلوا ذلك إنتظاراً لدورهم في الإختطاف والقتل، فلتتولّ جماهير شعبنا أمرها ولتحرك لممارسة الضغوط العمد والأعيان أولا ثم على نظام الخرطوم ليقوم بتحقيق في الأمر ويتخّذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في هذا الجرم الشنيع وإعادة المخطوفين إلى أهلهم، خاصة وأنّ المتهم الأول هو دولة جارة يفترض أنها ملتزمة باحترام سيادة الدول.
أيها العمد والأعيان ومن ورائكم جماهير شعبكم، أنّ من يقتلون هم أبناءكم، وأنتم إما أن تقوموا بواجباتكم أوتختبئوا وراء الستائر، وحاشاكم أن تختبئوا، فأنتم ورثة دمات ود أكد بطل الأبطال.
الثورة بكم بدأت وبكم ستكتمل وحق شعبكم بكم سيستردّ ولكن أول مهامكم أن تطهّروا العدوا الذي يسكن دياركم، ثم انهضوا في وحدة وتنظيم للمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال حمايتكم وحماية أهلكم، ولتكن شرطتكم منكم وليكن تأمينكم بيدكم، فأنتم قادرون على فعل ذلك، ولكم ما يوحدكم تجاه الظلم والإضطهاد الواقعين عليكم.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42492

نشرت بواسطة في نوفمبر 17 2017 في صفحة اخبار الجوار, كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “الإختطاف والإغتيال في السودان”

  1. تحيه واحترام وتقدير لامثال هاؤلاء

  2. ربنا يحفظه ويرجعه الى اهله سالما غانما أمثال هذا الرجل ضحو بأنفسهم من اجل قضيتنا العادله ولا قال اهاجر ولا اسافر الى الخليج فقط صبر وقارع العدو من حدوده الغربية ولكن ها اليوم تم اختطافه ونحن نائمون هل سنطالب لاطلاق سراحه هل سندعم ونسند اهله الى ان يفرجها الله عليهم قضيتنا يااخوان قضية كن لاتكن ولكن نحن تنازلنا منها وسنعيش مشردين لا أبناء وطن ونعيش كرماء فيه ولا لاجئين ونحاول ان نرجع الى بلدنا الله غالب

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010