السيادة الوطنية في حماية الشعب 

ارتريا كيان سياسي كغيرها من الدول التي هي عضو في عصبة الأمم ولها علمها وعملتها قامت بنضالات شعب وأكملها بالاستفتاء الذي صبغها بالشرعية القانونية بمقتضى الأعراف المتبعة .

في داخل هذا الكيان مواطنون يطلق عليهم ارتريون  وهم يمثلون جزءا عزيز في منطقة القرن الإفريقي وبالعودة للتاريخ قبل تقسيم المستعمرين وقيام الكيانات السياسية على الجغرافية من الطبيعي أن تكون لها امتدادات عرقية ولغوية بحكم تواجدهم على هذه الأرض قبل تقسيم المستعمرين وخلال الفترة تجانسوا وانصهروا اجتماعيا يعيشون وهم متكيفين مع بيئتهم ويحترمون بعضهم البعض ووضعوا قوانين وأعراف تحكمهم وتمكنهم من العيش بسلام وينعمون باستقرار .

هذا الانصهار والتجانس الذي امتد لسنين مكنهم من الاعتزاز بالانتماء لهذا الكيان وأصبح جزء من مزاجهم ويتمتع بمكانة في قلوبهم مما جعلهم يتماسكون أمام محاولات الأعداء للتفريق فيما بينهم طمعا لطمس هذا الكيان  وتمكنوا بالتلاحم عبر نضالات سياسية وعسكرية من تمكين كيانهم في الاستمرار ضمن منظومة الأمم  وكان كفاحا مريرا .

وبما أن الكيان الارتري يقع في بقعة جغرافية حيوية هامة فقد أضحى مطمع كل الدول الكبرى ودول الجوار ولذا صار موضع صراع فيما بين تلك القوى التي تسعى للهيمنة على الاقتصاد العالمي عبر التواجد على الممرات المائية الحيوية والتي من يسيطر عليها يصبح من السهل تمرير سياساته متخذا من موقع ارتريا وإطلالها على باب المندب سلاح تهديد وتامين مصالح إستراتيجية .

إزاء هذا الصراع صار شعبنا ضحيتها ودفع الثمن غاليا طوال عقود من النضال ولكن بتماسكه وإرادته الصلبة استطاع أن يحظى باستقلاله ولكن وبالرغم من ذلك يظل الصراع ممتدا ولكن بأدوات مختلفة وبحيل في غاية من التعتيم ويكون مفعولها باديا وظاهرا بعد حين من الزمن  .

شعبنا الارتري والذي تعرض لامتحان الاستفتاء  بالرغم من تحرير كامل ترابه إلا انه وبمشاركة فعالة في الاستفتاء استطاع تجاوزه بنجاح أكد بان نضالاته كانت عن قناعة وتضحياته كانت برضى وبرغبة وبذلك أزاح الستار الأخير الذي تمسك به الأعداء لتشرق شمس الاستقلال على بلادنا وارتريا أصبحت وطنا وانتماء وسيادة .

كلنا يعلم بان الثورة الارترية وبكل تشكيلاتها استطاعت أن تغرس لدى الارتريين حب الوطن وكراهية الأعداء والوعي بما يحيك به الأعداء من محاولة تفريق الارتريين على أسس دينية وعرقية وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر والانتماءات للتنظيمات التي كانت قائمة عندئذ إلا أن الارتريين شكلوا وحدة في اتجاه تحرير الوطن واستقلالية كيانهم ومؤمنين بأن التحرير مسئوليتهم جميعا وان المستقبل المشرق يستحقه كل الارتريين ، ولذا في أي وقت لم يضعف الانتماء للوطن والتمسك به وبذل المهج من اجله وتواصلت التضحيات بالبذل والعطاء  واحد تلو الآخر في ميادين القتال وبين الجماهير بالخارج حتى تحققت الإرادة الارترية .

وإزاء كل تلك التضحيات شعبنا لم يذهب نضاله سدى بل تحقق الاستقلال وبعد تحققه كانت الرغبة لدى الارتريين التوجه نحو بناء ارتريا  مع طي صفحة الماضي بكل مراراتها وفتح صفحة جديدة مليئة بصور من التلاحم من اجل النهوض بإرتريا وبشعبها ولتلحق بركب الدول المتقدمة ويتمتع شعبنا باستحقاقاته النضالية من الحرية والكرامة والسيادة على أرضه ويساهم كل الارتريين في وضع لبنات الدولة الفتية العملاقة في القرن الأفريقي تكون نموذجا للديمقراطية  .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46145

نشرت بواسطة في ديسمبر 15 2021 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010