قناة الجزيرة
رجل من حنين وحنان وغربة، تعلم الرسم وهو يستنبط الألوان من الشجر والحجر، يصوره عالمه بحبل من اللوحات، إنه الرسام الإريتري محمود دبروم.

حلقة (2017/3/9) من برنامج “المشاء” سلطت الضوء على تجربة الرسام الإريتري محمود دبروم، الذي يلعب في لوحاته الأطفال وتمشط فيها النساء الجدائل ويتباهى الشباب.

في إريتريا ولد دبروم عام 1938 وترعرع بين جبالها وأنهارها، ورغم أن القرية الصغيرة التي ولد بها لم يكن بها ألوان، فإن الطبيعة الساحرة خلقت في دبروم حب الألوان ودفعته لممارسة الرسم في سن السابعة بالقلم الرصاص.

ومع تقدم السن والممارسة ولعدم توفر الألوان كان دبروم يستخدم المواد المحيطة به بأوراق الشجر وبعض الأحجار لصناعة الألوان وإضافتها إلى لوحاته.

بداية الترحال
وفي سن الثانية عشرة انتقل الرسام الصغير إلى العاصمة الإريترية أسمرة، للإقامة مع أخته الكبرى بعد وفاة والديه، وهناك شاهد في حي الإيطاليين محلات لبيع اللوحات الزيتية، وانبهر بقدرة الرسامين الإيطاليين على تجسيد ملامح الإنسان.

وفي عام 1957 انتقل دبروم إلى المملكة العربية السعودية للبحث عن فرصة عمل، وأثناء إقامته كان يحرص على شراء جميع المجلات العربية أسبوعيا، وهو ما مكنه من إتقان اللغة العربية، ثم التحق بجمعية الفنون الجميلة في جدة.

ورغم إقامته لعقود في السعودية ثم انتقاله إلى بريطانيا منذ 10 سنوات، لا تزال إريتريا وشعبها وأرضها حاضرة في وجدانه لوحاته، ويتمنى أن ينتقل إليها في يوم من الأيام.

ويحرص دبروم كما يقول على  تنويع لوحاته، فقد مارس أنواعا مختلفة من الرسم التشكيلي كالواقعية والتجريد والسريالية، كما جسد القضايا العربية المختلفة ولا سيما القضية الفلسطينية في كثير من لوحاته.