فك عناق الاخطبوطين

بقلم فتحي عثمان

يبدو عليك البحر في هذا الصباح
يبدو عليك الاجتياح
“حكيم محمود الشيخ” في ذكرى تحرير مصوع

تبدو ممارسة السياسة في الوسط الارتري في الخارج مثل المجهود الخرافي الذي يمثله العنوان أعلاه. مدخلي لما يأتي مبني على نداء الأخ عبد الله الشريف ود الشريف لتأسيس تنظيم سياسي مختلف. أود المشاركة في هذا الحوار على أمل أن يفتح نقاشا يفضي إلى نتاج ايجابية. أظن ان ممارسة السياسة لا تحتاج إلي المحبة والمثالية، بقدر ما تحتاج إلى الاحترام.


ووفقا لهذا الفهم سأسعي لتفكيك الخلفية التي تتم فيها الدعوات الرائجة من الزاوية التي أقف فيها، وما أقوله يمثل وجهة النظر القابلة لكل الاحتمالات وليس لها قدسية الحقيقة الكاملة مطلقا.
راجت في الآونة الأخيرة الأفكار التالية:
أن المعارضة أصبحت في حالة بائسة والبديل هو التصالح مع الحكومة. حالة يأس تام: نظام يمكن اصلاحه خير من معارضة لا يرجى منها.
الحكومة أو النظام تجاوزا: هو نظام “وطني” اساء أم أصاب، خاصة في موقفه من الحرب الأخيرة.
اللعب في الزمن الضائع: سمة اللعب في هذا الوقت هو التخبط وطيش التسديد، فأحيانا تظهر دعوة أن الاصلاح قادم وأحيانا دعوة معاكسة أن النظام لا محالة زائل.
أنه وتحت مبدأ السيادة الوطنية فإنه لا فرق بين الحكومة والوطن والحاكم والشعب. وشيوع مبدأ الوقوف مع الحاكم هو الوقوف مع الوطن.
اذا كنتم تتهموننا بالخيانة بسبب الوقوف مع حكومتنا، فإننا نتهمكم بالمثل بالوقوف مع الأعداء، رغم صحة الأولى وكذب الثانية. (ليس هناك منطقة وسطى أم مع الحكومة “الوطن” أو الوقوف مع الأعداء)
الإصلاح القادم هو الخيار العقلاني والأفضل مقابل سيناريوهات الخراب السوري واليمني والليبي
نبذ العنف واللجوء إلى السلمية حرصا على الوطن: ( أين هو العنف الذي يدعوا البعض لنبذه؟)
الأركان التي تقف عليها كل الدعوات السابقة هي: أن السياسة هي فن الممكن.
هذا زعم يمثل الانتهازية السياسية لأن الممكن ما دام يمكن تبريره فيصبح سياسة هو النفاق والدعوة لتمرير أي شيء: أولا بالتبرير الفطير ثانيا: بالإرهاب والتخويف. إن السياسة كممارسة إن لم تكن هي الصالح العام وخدمة الشعب فهي فساد وخراب.
الزعم الثاني: هو أن لا أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين بل مصالح دائمة.
أن الصديق الدائم هو المصلحة الدائمة. وهناك أعداء دائمين للشعوب وهم الطغاة وهؤلاء لم يكونوا ولن يكونوا يوما أصدقاء للشعوب. وهذا المبدأ يؤكد سابقه في التلون وتحليل ممارسات الحذلقة
أخيرا: أن أس الصراع مع الطاغية هو صراع شرعية شعبية وطنية قائمة على حكم الشعب بالشعب ومن أجل الشعب، كيف ما رأي مواطنو البلاد ذلك.
أن الصراع ضد الطغيان، أي كان من يمثله في ارتريا (اسياس أو غيره) هو صراع بقاء ووجود، وليس فيه المنطقة الرمادية التي يدعوا لها البعض اليوم عبر ما يسمي بالإصلاح والتصالح.
ثم: هل يدعو أو يؤمن الطاغية بالإصلاح أو المصالحة، أم ان البعض يقدم خدمة ذاتية من تلقاء نفسه!
ولا يقتل ممارسة السياسية إلا تصور كون الكل على قلب رجل واحد: وهذا ما يريده أصحاب الدعوات المذكورة أعلاه. وليكن لهؤلاء مذهبهم ولنا مذهبنا، لا ضرورة لتوحدنا أو اجتماعنا فلكل شمس مشرق ومغرب.
أخيرا دعوة الأخ عبد الله الشريف أحق بها الشباب، وخاصة الشباب الذي اكتوى بنار التخديم العسكري الإجباري والسخرة، هؤلاء الأحق بالمخاطبة ولهم التحية في الداخل والمهجر.
وإذ تمر علينا ذكرى تحرير مصوع فإننا بحاجة لتلك الروح التي حاولت تحريرها في معارك سالينا في عام 1978 ولم تنجح ولكنها لم تيأس فأعادت الكرة في عام 1990 وكسبت الحرية والمدينة معا.
الحلول اليائسة التي تدفع نحو مخدع الديكتاتور سم زعاف.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46222

نشرت بواسطة في فبراير 8 2022 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010