فيروس كورونا COVID-19 يجسد مخاوف حقيقية والنظام الإرتري يتكشف

عام 2020 الذي يجعله علامة فارقة في تاريخ البشرية هو وباء كورونا الذي جعل من العالم يقف متحدا ومتعاونا في مواجهته وهذا الوباء لم تستثنى منه أي بقعة من العالم ، ونتيجة لهذا الوباء وتأثيراته الاجتماعية والنفسية اصيب الاقتصاد العالمي بأزمة حادة نظرا للإجراءات الاحترازية التي قامت بها الدول من وقف لمعظم الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وذلك للحد من انتشار الوباء الذي لا يزال يحصد ارواحا في مختلف دول العالم في تفاوت ملموس في حدتها في تعداد الوفيات .

ازاء هذه الازمة تابعنا التفاوت بين الدول من حيث مقدرتها وامكاناتها على السيطرة وتوفير كل ما يلزم من مواجهة الفيروس من مقرات للحجر الصحي وتوفير الكمامات والقفازات والمطهرات والمستشفيات الميدانية بكل مستلزماتها علاوة على توفير للمواد الغذائية بوفرة وذلك نسبة لإقفال الحدود ، فقد لوحظ الفرق بين زعماء العالم من حيث القيام بمسئولياتهم واعطاء جل اهتماماتهم للوضع وافرازاته ووضع كل امكانات دولهم المادية والبشرية لمقاومة الوباء ليس هذا فحسب انما حتى البحث لوضع الحلول للخروج من للإشكالات التي قد تتمخض عنه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية من اثار سالبة .

وتابعنا ايضا معظم الدول كيف تتابع وتهتم بشئون رعاياها داخل الوطن وخارجه بحيث تقوم بتقديم المساعدات تتمثل في وقف لسداد الالتزامات تجاه مؤسسات الاقتراض وايقاف سداد الضريبة وسن سياسات اخرى تساعد المواطنين في تجاوز الازمة لاسيما وان معظم العاملين في القطاع العام والخاص ملتزمون بالبقاء في بيوتهم كأجراء احترازي اتخذته معظم دول العالم .

نحن نشعر بقلق شديد تجاه شعبنا الارتري بداخل الوطن وفي معسكرات اللجوء فالمواطنون بالداخل اصلا لا يجدون الرعاية الصحية والنظام في ارتريا نجده علاوة على عجزه في تقديم خدمات المعيشة للمواطنين فلا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب ولا خدمات طبية والمستشفيات على قلتها تفتقر الى الكادر الطبي وعدم توفر الأدوية ، وشعبنا على هذا الوضع من فقر ومعاناة مع الامراض بشتى انواعها يجيء هذا الوباء ليضع النظام في اختبار صعب امام شعبه والمجتمع الدولي ، وفعلا تابعنا كيف ان الاهمال وعدم الاكتراث هو سيد الموقف بداخل الوطن ، في الوقت الذي سعت فيه الدول ومنذ ظهوره في الصين في وضع تحوطاتها وترتيباتها بفرضية امكانية انتشار الفيروس على رقعة واسعة من العالم ، حيث ان العالم اصبح قرية صغيرة والتنقل فيما بين الدول اصبح اكثر سهولة ، وقد تابعنا ومنذ اعلان اول حالة ظهرت في ارتريا عبر قادم من النرويج وعلى متن طائرة امارتية وتم الاعلان عنه عبر تويتر لمسئول اعلام النظام الذي لم يتحدث عما قامت به حكومته ازاء المسافرين الذين كانوا على متن الطائرة ، ولم تقم بتوعية المواطنين بالاحترازات التي جرى الاعلان عنها عبر تلفزيون النظام وتوجيه المواطنين بما يخص الفيروس وخطورته واساليب وقائية يجب اتباعها الا متأخرا وبعد ان انتشر الفيروس في كل دول الجوار وبكثرة ، كذلك لم يجري أي تطمين للمواطنين بعرض الاستعدادات التي لدى الحكومة اسوة بالدول الاخرى التي تعنى بمواطنيها وتهتم بحياتهم وتسهر على سلامتهم وقد كونت لجان عليا لإدارة ازمة كورونا تشارك فيها كافة الجهات المعنية وذلك للحد من الهلع والذعر النفسي الذي اصابهم

وان مما يقلقنا اكثر هو ان الاجراءات التي فرضها النظام من ايقاف للتنقلات بين المدن والقرى واقفال للمحلات والمتاجر تأتي على مواطنين يعتمدون في معاشهم

على رزق اليوم باليوم فكيف لهم ان يتحملوا المدة هذه وهم يمنعون من ممارسة مهامهم اليومية كل هذا يضاف الى سيطرة النظام على اموال المواطنين باحتجازها بالبنك حيث لا يسمح لهم بالسحب الا في حدود ضيقة مما يعني ان هذه الاجراءات هي امعان في المعاناة الحياتية وما ستسفر عنه بالتأكيد سيكون كارثي .

وهناك شريحة هامة جدا من ابناء شعبنا الذين يقبعون في سجون النظام والتي لا تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة ولا تراعي فيها الشروط المرعية دوليا ولم يخضعها النظام للجهات الصحية والحقوقية الدولية ، وشعبنا يعرف بان هناك اعداد مهولة يسجنون في داخل حاويات فهؤلاء الابرياء ماذا سيكون مصيرهم عند تعرضهم للفايروس الذي بدء يتزايد ظهوره باعتراف النظام وبإمكاناته المعدومة والتي هي ليست محل ثقة في الحكم على المعلومات التي يفصح عنها بشان الفيروس نظرا لعدم مصداقية النظام حيث يسعى دائما لعكس صورة معاكسة لما هو واقع في حياة الناس ، ومما يؤسف له حقا ان النظام وبالرغم من وجود هذا الوباء الكارثي الذي وضع مستقبل العالم بأكمله في خطر كان المفترض ان يكون راس النظام في ظهور لمواجهته وان يبدي استعدادات الدولة لمواجهة الازمة ليظهر تضامنه مع العالم ، وعلى العكس من ذلك تماما نجد العديد من كوادره ينشطون في جمع الاموال من اجل مواجهة تزايد قوة مقاومة النظام وذلك من خلال السعي للسيطرة على منصات التواصل الاجتماعي التي تزعجه وتسبب له قلقا اكثر من قلقه بفيروس كرونا مما يؤكد وبما لا يدع مجال للشك بان النظام همه كله البقاء في السلطة حتى ولو بقيت ارتريا دون أي مخلوق يدب بالحياة فيها .

العديد من الحكومات والدول التي تخشى من المساءلة القانونية والاخلاقية نجدها في مثل هذه الازمة تسعى في بذل ما في وسعها للحفاظ على حياة السجناء وهم يقضون في السجون تنفيذا لأحكام صدرت بحقهم فالدولة مسئولة عن مواطنيها جميعا امنهم وصحتهم ، وعليه نجد الكثير من هذه الدول وضمن محاولاتها للسيطرة على فيروس كورونا تجتهد في مراجعة الوضع الصحي بالسجون وتأهيلها لتتماهى مع ازمة فيروس كورونا وتضع برامج للتفتيش الصحي الدوري وتمضي اكثر لكي تسمح لبعض السجناء بوضعهم بحجر صحي ببيوتهم وخاصة من كبار السن ومن

الذين يعانون من امراض مزمنة كارتفاع الضغط والسكر وازمة التنفس وغيره مما يستدعي في ظل هذه الظروف ان يعيشوا في ظروف استثنائية ، وهذه الدول تسعى في هذا الاتجاه مدركة بانه في حالة تفشيه داخل السجون بالتأكيد سينقل الى من يقومون على حراسة السجون والضباط والاداريين فيه وحتى لا يجد الوباء منفذا للانتشار بين المواطنين يأتي الاهتمام بهذا القطاع .

فاذا كانت الدول التي تقوم سجونها على اسس ومعايير دولية وتخضع للتفتيش المحلي والدولي نجدها تسعى جاهدة في توفير مزيد من الرعاية تماشيا مع الازمة التي اصابت العالم ذعرا وخوفا فكيف يمكن تفسير سكوت النظام وتجاهله الا ان يكون مضيا في الاستهتار بأرواح الابرياء ومما يزيد الانسان الارتري حسرة هو ان بعض الكمامات والقفازات التي حصل عليها النظام كمساعدة وزعت على اقرباء راس النظام ومن حوله من زبانيته وذويهم اما عامة الشعب فمتروك مصيرهم ليواجهوا كل الاحتمالات .

فالسجناء في الدول التي تقوم على الدستور والقوانين وتحترم التزاماتها تجاه المواثيق الاممية ومهما كانت جرائمهم هم شريحة هامة من الشعب وليس بمحكوم عليهم بالإعدام او بالبقاء في السجون للابد بل هم سيعودون للحياة مرة اخرى ويسهموا في رعاية اسرهم ويتحملوا مسئولياتهم الوطنية وبناء وازدهار دولهم .

وحيال هذه الازمة التي تخنق العالم تسعى كل الدول في التعاون مع منظمة الصحة العالمية في وضع توجيهات هذه المنظمة موضع التنفيذ وتظل على تواصل معها لتكشف لها برامجها وخططها وذلك لتستفيد من امكانية المنظمة وممن لديها من الخبراء المتخصصين في محاربة الاوبئة والجائحات ونحن لا نتوقع من النظام في ارتريا ان يكون مهتما بمواطنيه وهو الذي يقوم بتشرديهم ويضايقهم في معاشهم وجعل من حياتهم مسلسلا من افلام الرعب والهلع مما صار امنية الصغير والكبير الخروج من الوطن بحثا عن الامان وحريته الشخصية .

اننا في حزب النهضة الارتري ننادي كل الناشطين الارتريين في مجال حقوق الانسان بان يولوا احول شعبهم وخاصة السجناء جل اهتمامهم وان ينقلوا هذه

المخاوف الى كافة الهيئات والمنظمات الدولية التي قامت من اجل حماية حقوق الانسان اينما كان في العالم .

ونتوجه بالنداء الى منظمة هيومان رايتس HRW للنظر في حقوق الانسان في ارتريا ، كما نتوجه بالنداء الى كل المنظمات التي تنشط في مجال رعاية حقوق السجناء لكي تعير اهتماما لأوضاع السجن والسجناء في ارتريا من اجل انقاذ ارواح الابرياء حتى لا يكونوا ضحية لفيروس كرونا نظرا لعدم الاهتمام من النظام وفي غيبة من المجتمع الدولي الذي ينبغي ان يقدم يد العون والمساعدة ، ونشير في هذا الصدد بان مطالبة بأطلاق سراح السجناء السياسيين ومرتكبي الجرائم المنخفضة فورا قد صدرت من منظمة حقوق الانسان في 2/4/2020م وذلك للحد من مخاطر فيروس كورونا ، وبالطبع هذا لا يكفي اذا لم تمارس ضغوطات دولية على النظام بشكل اكبر من أي وقت مضى لكي يتجاوب مع مثل هذه النداءات والمطالب الملحة كذلك نتوجه بالنداء الى الدول التي تستضيف وتؤوي للاجئين مشكورة على ما تقوم به من رعاية وتوفير الحماية الامنية لهم بان تشمل ضمن حملتها في مقاومة فيروس كورونا معسكرات اللجوء لديها وهي اكثر عرضة من المدن ، كما نتوجه بالنداء الى منظمة الامم المتحدة متمثلة في المفوضية السامية لشئون اللاجئين بان تجد معسكرات اللجوء التي يتواجد فيها الارتريون بأعداد كبيرة وخاصة في السودان واثيوبيا وجيبوتي واليمن واسرائيل وليبيا العناية والاهتمام بتوفير مزيد من المواد الطبية الوقائية تساعدهم من الحماية من هذا الوباء ، وعلى المنظمات الطوعية الارترية والافراد الناشطين بان يجتهد الجميع بتقديم كافة المساعدات للاجئين الارتريين للحفاظ على حياتهم من خطر فيروس كورونا COVID-19 .

حزب النهضة الارتري – مكتب الاعلام

3/4/2020م

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44296

نشرت بواسطة في أبريل 15 2020 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010