رسالة الطاغية إسياس أفورقي الموجهة إلى شعب تيغراي
النخب
الحلقة 153:
الترجمة والتحليل: ابسلاب ارتريا
ترجمة الخطاب:
في رسالة غير رسمية نقلها الناشط الإرتري “اول سعيد.”، المقرب من النظام الإرتري، إلى الناشط التيغراوي “برهان”، تم توجيه الرسائل التالية إلى شعب تيغراي:
- دعوة مفتوحة: إرتريا ترحب بجميع النشطاء والتيغراويين لزيارة البلاد والعمل من أجل السلام وتحسين العلاقات الثنائية.
- ضمانات إنسانية: لن يُسمح بتكرار الحصار الذي تعرض له شعب تيغراي، ولن يموت أحد جوعًا بسبب نقص الغذاء. إرتريا مستعدة لمشاركة مواردها مع شعب تيغراي، كما فعلت مع اللاجئين السودانيين خلال الحرب الأهلية السودانية.
التحليل السياسي:
تأتي هذه الرسالة في سياق توتر متصاعد بين إرتريا وإثيوبيا، خاصة بعد استبعاد إرتريا من اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي (TPLF) في نوفمبر 2022.
من الواضح أن أفورقي يسعى لاستغلال الانقسامات داخل تيغراي لتعزيز نفوذه الإقليمي والضغط على حكومة أبي أحمد. هذا التحرك يُظهر محاولة أفورقي للعب دور الوسيط والداعم لشعب تيغراي، رغم تورطه السابق في النزاع.
التحليل الاقتصادي:
إريتريا، التي تعاني من اقتصاد متدهور وعزلة دولية، ليست في موقع يمكنها من تقديم دعم اقتصادي حقيقي لشعب تيغراي. تصريحات أفورقي حول مشاركة الموارد تبدو غير واقعية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى أن إرتريا لم تسمح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة للاجئين السودانيين الذين دخلوا أراضيها.
التحليل الاجتماعي:
يحاول أفورقي استغلال الروابط العرقية والثقافية بين النخب الحاكمة في إرتريا وتيغراي لتعزيز نفوذه. ومع ذلك، فإن سجل إرتريا في قمع الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان يجعل من الصعب تصديق نواياها الحقيقية. الرسالة تبدو كجزء من حملة دعائية تهدف إلى تحسين صورة النظام الإرتري وتبرير تدخلاته في الشؤون الإقليمية.
التناقضات والاستغلال العرقي:
من المفارقات أن أفورقي، الذي شارك في الحرب ضد تيغراي، يقدم نفسه الآن كحامٍ لشعبها. هذا التناقض يُظهر استغلاله للورقة العرقية لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة في ظل تدهور علاقاته مع أبي أحمد. الرسالة تُظهر محاولة لضرب أبي أحمد تحت الحزام من خلال دعم خصومه في تيغراي.
الخاتمة:
- رسالة أفورقي إلى شعب تيغراي ليست سوى محاولة لتلميع صورته واستغلال الأوضاع السياسية لتحقيق مصالحه الخاصة.
- على الشعب الإرتري والنخب المعارضة أن يكونوا واعين لهذه المناورات وأن يعملوا على فضحها ومواجهتها.
- التغيير الحقيقي في إرتريا لن يأتي من خلال استغلال الأزمات الإقليمية، بل من خلال إصلاحات داخلية حقيقية تعيد للشعب الارتري حقوقه وحرياته.
المصدر:
إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….
ابسلاب ارتريا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47575