وعدٌ خطير وتحالفات مريبة: هل تدفع ارتريا بتفكك إثيوبيا؟

النخب الحلقة 159:

الترجمة والتحليل السياسي: ابسلاب ارتريا

مقدمة:

في تحليل سياسي خطير ومثير قدّمه الإعلامي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي “ساجد”، كُشف النقاب عن معلومات حصرية تشير إلى تنسيق سري وخطير بين النخبة الحاكمة في ارتريا وجبهة تحرير تيغراي (TPLF). هذه التطورات تحمل في طيّاتها أبعادًا جيوسياسية غير مسبوقة قد تعيد تشكيل خريطة إثيوبيا، وتؤثر بشكل مباشر على موازين القوى في منطقة القرن الإفريقي.

المحتوى المترجم:

بحسب الاستاذ/ ساجد، فإن حكومة ارتريا دخلت في مفاوضات سرية متعددة المستويات مع قادة جبهة تحرير تيغراي (TPLF) وضباط من قوات دفاع تيغراي (TDF). ورغم أن الجانبين ينكران وجود أي تواصل رسمي، إلا أن غياب الانتقادات المعتادة من وزارة الإعلام الإرترية تجاه TPLF، والتي كانت تصفها بـ”السرطان في القرن الإفريقي”، يشير إلى وجود تفاهمات خفية بين الطرفين.

الجديد والخطير في الأمر هو ما كشفه ساجد عن وعد قدمته الحكومة الإرترية للنخبة الحاكمة في تيغراي، يقضي باعتراف ارتريا باستقلال تيغراي إذا ما قررت الأخيرة الانفصال عن إثيوبيا.

هذا الوعد – بحسب الأستاذ/ ساجد – تم تداوله في اجتماعات سياسية وعسكرية سرية عقدت بين الطرفين.

وأكدت مصادر مطلعة لساجد أن الرد الإرتري على طرح استقلال تيغراي كان:

“الأمر يعود إليكم، وإذا أعلنتم الاستقلال سنعترف بكم كدولة، وسنساعدكم في الحصول على الاعتراف الدولي مستفيدين من حلفائنا في إفريقيا.”

التحليل السياسي:

أولاً: دوافع ارتريا وراء هذا الوعد

  1. الرهان على تفكك إثيوبيا:
    تعتقد القيادة الإرترية أن إعلان استقلال تيغراي سيُفجّر صراعًا عسكريًا داخليًا جديدًا داخل إثيوبيا، يُضعف الحكومة الفيدرالية ويشتّت تركيزها. وبذلك تسقط إثيوبيا في مستنقع تفكك شبيه بيوغوسلافيا أو السودان، مما يُزيح خطر العدو التقليدي عن حدود ارتريا.
  2. تقسيم العدو لتقوية الذات:
    تفكك إثيوبيا يعني نهاية الكيان الكبير الذي تعتبره ارتريا تهديدًا وجوديًا. ومن هذا المنطلق، فإن ظهور دول صغيرة متناحرة مكان إثيوبيا سيجعل من ارتريا دولة أكثر نفوذًا في الإقليم، دون وجود منافس قادر على مواجهتها سياسيًا أو عسكريًا.
  3. تيغراي كمنطقة عازلة:
    في حال أصبحت تيغراي دولة، فإنها قد تشكّل منطقة عازلة بين ارتريا والحكومة الإثيوبية في أديس أبابا. وهذا يعزز أمن ارتريا الاستراتيجي ويُقلّص فرص المواجهة المباشرة مع قوات الحكومة المركزية.
  4. التحكم في المنفذ البحري:
    لن تكون تيغراي المستقلة قادرة على الوصول إلى البحر دون الاعتماد على الموانئ الإرترية أو السودانية. وهذا سيجعلها مرتبطة سياسيًا واقتصاديًا بإرتريا، ويمنح الأخيرة أوراق ضغط استراتيجية على الدولة الجديدة.

ثانيًا: التحذير من فخ ارتري

ورغم كل ذلك، يُحذّر الاستاذ/ ساجد النخبة في تيغراي من الانجرار وراء هذا الوعد الإرتري، معتبرًا أن ارتريا لا تسعى لدعم تيغراي بقدر ما تسعى لتدمير إثيوبيا من الداخل. فالحلم بانفصال تيغراي قد يكون مجرد أداة تستخدمها أسمرا لتسريع انهيار الدولة الإثيوبية.

ويشدد ساجد على أن TPLF وقوات دفاع تيغراي يجب أن لا تقع في فخ التلاعب الإرتري، ويجب أن تسعى لعلاقات مستقرة مع جميع الأطراف دون التورط في مشاريع تفكيك خطيرة.

خاتمة:

إن المعلومات التي قدّمها ساجد تكشف عن مستوى خطير من التحولات الجيوسياسية في القرن الإفريقي، حيث تتقاطع أطماع الانفصال، بحسابات الاستراتيجية الإرترية، والطموحات الإقليمية لبعض النخب الإثيوبية. إنّ دعم ارتريا المحتمل لاستقلال تيغراي ليس فعلًا بريئًا، بل تكتيك مدروس لتفجير إثيوبيا من الداخل وتحويلها إلى كانتونات عاجزة، تُمكّن أسمرا من بسط نفوذها دون حرب مباشرة.

لكن، في المقابل، إن تحققت هذه التوقعات، فإن منطقة القرن الإفريقي ستكون أمام زلزال سياسي قد يتجاوز تيغراي ليشمل أوروميا، بني شنقول، الصومال الإثيوبي، وأقاليم أخرى. وهو ما ينذر بانفجار إقليمي واسع قد يعيد رسم خريطة إثيوبيا بالكامل.

المصدر:
قناة الأستاذ ساجد على يوتيوب:
‏Views and News by Sajid – تحليل حصري عن اتفاق TPLF و ارتريا
رابط الفيديو
https://youtu.be/Se5kUedP0Jc

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….

ابسلاب ارتريا


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47592

نشرت بواسطة في مايو 30 2025 في صفحة آبسلاب ارتريا. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010