دار فور بين إرتريا وإسرائيل

16/08/2004    قدمه لكم / ود قماط 

بعد صدور تقرير عن بعثة جامعة الدول العربية الى إقليم دار فور السوداني أكد أنه لا وجود للحرب ابادة عرقية في الإقليم ، صدر تقرير آخر عن لجنة تحقيق الاتحاد الأوروبي ينفي هذا الاتهامات الأميركية التي وجهتها إدارة بوش للحكومة السودانية إرضاء لجماعات الضغط الصهيوني والمسيحية الأصولية ورددها أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان الذي اصبح بوقا للسياسات الأميركية خاصة بالنسبة للقضايا الإسلامية والعربية .

ويبدوا الانحياز وعدم التوازن واضحا في قرار مجلس الأمن الذي ركز على إدانة وتهديد الحكومة السودانية ومليشيات الجنجويد العربية، دون الإشارة إلى حركة التمرد التي بدأت فظائع القتل والنهب والتخريب، وتجاهل المصادر الأجنبية لتمويلها وتصليحها .

ومن بلجيكا أرتفع صوت عاقل وشاهد عيان أيضا حيث قال وزير التنمية والعمل المشترك في الحكومة البلجيكية أرماند ديديكر بعد عودته أخيرا من زيارته إلى السودان شملت المنطقة الغربية حيث إقليم دار فور أن أي توجه دولي بالتدخل العسكري بإقليم دار فور في الوقت الحالي سيزيد الأمور تعقيداً وقد يتسبب في كارثة فعلية .

وقال الوزير في تسريحات لصحيفة ” لا ليبر ” اليومية البلجيكية إن التفكير في الإقدام على هذه الخطوة في منطقة شاسعة تفوق مساحة بعض الدول الأوروبية يعتبر نوعا من الجنون الفعلي، وأبدى دهشته وسخريته من المقترح البريطاني بإرسال 5 آلاف رجل عسكري إلى إقليم دار فور، وقال أن التفكير بنشر القوات بتلك المنطقة يستلزم الاستعانة بعشرات الآلاف من الجنود .

ولمح الوزير البلجيكي إلى ان البعض يبالغ في الحديث عن مشكلة الإقليم السوداني، وبدلا من ذلك لا بد على الجميع العمل على توفير الإمكانيات المادية وغيرها من أجل مساعدة السكان في تلك المناطق .

(الشرق الأوسط 20/6/1425هـ).

ورغم أن الأيدي الإسرائيلية الخفية قد بدت واضحة في تحريض جماعات التمرد في غرب السودان، استمرارا لتقاليد الدعم الإسرائيلي القديم لتمرد جون قرن في الجنوب وتمويله وتسليحه، فإن إن شقاق عشرة من كبار قادة التمرد في دار فور ولجوءهم بأسلحتهم ومع 20 من جنودهم الى القوات الحكومية قد أكد أن قيادات حركة التمرد يزورون إسرائيل بشكل منتظم، وأن الخلاف الرئيسي الذي أدى الى خروج العشرة القياديين المنشقين هو إصرار قيادة الحركة على الارتباط بإسرائيل، مما يفسر تنظيم الجاليات اليهودية في أوروبا وأميركا للمظاهرات تأيداً لحركة التمرد واستثارة وسائل الإعلام، وتبنيهم لدعاوى التطهير للأفارقة في دار فور .

وإذا تذكر القارئ الكريم اتهامات الرئيس السابق بل كلنتون للسودان بأنها تستضيف معسكرات لتدريب الإرهاب الدول، وقصف الأمريكيين لمصنع أدوية في الخرطوم بحجة أنه ينتج أصلح كيماوية محرمة دوليا، فإن حكومة الرئيس بوش ومن ورائه حكومة تابعه توني بلير لا تذكر شيئا عن معسكرات تدريب وتسليح وتسليح مختلف فصائل التمرد السودانية التي تستضيفها ارتريا منذ سنوات، والدور المشبوه الذي يقيوم به الرئيس الارتري اسياس افورقي ضد استقلال ووحدة السودان لصالح إسرائيلي، التي أصبحت أرتريا افورقي هي قاعدتها العسكرية والتجسسية في منطقة البحيرات وأعالي النيل وشواطئ البحر الأحمر، مما يهدد كثيراً من المصالح الحيوية والإستراتيجية للدول العربية .

هل يكفي تحرك الجامعة العربية الأخير لتطويق الأزمة الدولية المفتعلة من الأمريكيين حول قضية دار فور ؟!.

لا ابدوا أن لدى الأمة من التخطيط واجتماع الكلمة وتعبئة الجهود وحشد الإمكانيات، ما يكافئ الأخطار الفادحة التي تهددها، أو يواجه التآمر الصهيوني الذي يتربص بكل قضاياها، أو يحبط الهجمة الأمريكية التي أسفرت عن أقبح وجهها ومخططاتها.

الكاتب السعودي : محمد صالح الدين

جريدة المدينة السعودية ـ السبت 28 جماد الآخر 1425هـ

الموافق 14 اغسطس 2004م ( لعدد 15088 ) السنة السبعون

msalahuddin@makpublish.com

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5781

نشرت بواسطة في أغسطس 16 2004 في صفحة تقارير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010