أريتريا : الأهم من المهم الوحدة الوطنية بالعزم والجزم ، لكي لا نجتر الهم والغم ، ونحصد العدم والندم

بقلم : محمود علي حامد

كاتب أريتري مستقل

التاريخ : 14/5/2018م

آن الأوان أن تتحرر الجبهة الشعبية من الباطل الملجلج إلى الحق الابلج لأن سطوتها على البلاد والعباد وإحتكارها الإستقلال بمنتهى الإرتجال والإحتيال والإحتلال . أمر يدعو إلى الإستماع إلى صوت العدل والمنطق والوطن والمواطنة والثورية الحقة التي عدمت الوفاء والعطاء ونكران الذات مهما كانت في النفوس شئ من حتى ، والتي إتخذتها الشعبية وسيلة خاسئة لتتربع على سدة الحكم بسقط لقط المفاهيم الفلسفية الوضعية المستوردة التي جعلتها كتاباً منزلاً لتفرضها على الشعب صاحب الحق الأول في هذا الكسب الوطني العظيم الذي يخص الشعب كل الشعب دون فرز أو تمييز أو إبتكار جهوية وطائفية نتنة تفرق ولا تجمع وتهدد ولا تصون ، وتبدد ولا تحمي ، ليكون مصير الشعب الأعزل في الداخل رعايا وليس مواطنين . ومن في أرض المهجر محجوراً ومحظوراً من العودة إلى أرض الأجداد والآباء الحرة المستقلة بأصوات هذا الشعب الأبي الوفي الذي قدم فداءً للوطن والحرية والإستقلال وإمتلاك القرار وكل نفيساً وغالياً، ناشداً ومتطلعاً لدولة القانون والدستور والعرف التي تحدد الحقوق والواجبات الوطنية العليا والعامة (عدلاً ومساواةً) كي يأخذ كل ذي حق حقه الوطني الشرعي والمشروع ، بما يرضي الله وعباد الله الذي قدموا أرتالاً من جماجم الرجال ، ودماء الشباب ، وعرق الشيوخ ، وحرمان الأطفال من الغذاء والدواء ، والتعليم والكساء ، والتشرد في العراء ، ودموع الأمهات الائي قدمن فلذات أكبادهن قرباناً للحرية والعزة والكرامة والإستقلال الذي يرفض الضلال والإضلال والإحتيال .

فهل يصح أن يكون جزاءهم هذا التهميش والإجحاف والإقصاء وكأنهم هنود حمر والنصارى أمريكان صفر يفعلون ما يشائون بهذا التبجح والإستفزاز الذي تعدى الخلاف السياسي المشروع وغرق في إستفزاز المشاعر الروحية (إنجيلاً وفرقاناً) ورفض اللغة العربية التي يعبد بها المسلمون الله رب العالمين . وفرض اللغة التجرينية لغةً رسمية وحيدة دون وجه حق شرعي ودستوري . متجاهلة الثقل الشعبي المسلم الذي يناهز 75% من السكان . مركزة على فرض الأقلية النصرانية فنبلاء للبلاد والشعب المسلم قطيعاً تحكمه الشعبية بهذه السطوة السوقية وترهات ومتاهات البلشفة التي لا مكان لها في قلوب وعقول الشعب الأريتري (بشقيه نصارى ومسلمين) فإلى أين تسوق الجبهة الشعبية الكيان الأريتري بمزاجها وهواها الأحادي الناشز ، والدكتاتوري القاشم ، والشمولي القابض الذي حول الإستقلال إلى وبالاً وأغلالاً وسوء مآلاً . علماً أن مؤيدي الشعبية مغلوبون على أمرهم ولا سبيل لهم إلا الإستسلام (طوعاً وكرهاً) لأن النظام يسوس البلاد بشريعة غابٍ وإرهابٍ وتسلط على الرقاب وسياسة الحديد والنار .

لذلك الوضع في أريتريا مرهون برأي فرد مغرور وجائر لا يرى إلا رأيه الفردي الذي جعلت منه بطانته الأمعية (أمبراطوراً بدون إمبراطورية) .

عليه الشعب يتقدم بمذكرة إلى الزعيم الأوحد عسى ولعل أن تلد بنات أفكاره  وفقة مع العقل والمنطق والوطن والمواطنة التي تقتضي بعد الحرية والإستقلال مؤسسة دستورية وقانونية وعرفية تبعد هذا الهرف والخرف البلشفي المتعدد تارة بالماركسية والماوية وتارة بالبعثية العراقية ولبعثية السورية والناصرية المصرية والإشتراكية الأوربية وطوراً بالكتاب الأخضر للمعتوه معمر الغذافي .

علماً إن التاريخ الوطني الأريتري محفوظ على ظهر قلب عند هذا الشعب بالكيفية والواقعية وأحداثها السياسية والعسكرية على الحو الأتي :-

  1. حزب الرابطة الإسلامية : الذي أنشأه الجيل الأول الأجداد من (1943 – 1952م) وعندما إغتالت المخابرات الأثيوبية بإرشاد من زعماء النصارى عملاء الإستعمار بقيادة (الثلاثي المشؤوم)
  • القس ديمطروس قبرماريم . ب. الجنرال تلا عقبيت . ج. العميل ربيب الأمبراطور هيلا سلاسل المدعو أسفها دلدو ميكائيل الذي كان مدير مكتب (ألدجزماش أندلكاشو ماساي) الذي كان ممثلاً للإمبراطورية الأثيوبية في أريتريا قصباً وقسراً وكان ذلك في الربع الأخير من عام 1948م الذي إغتالوا فيه رئيس الرابطة البطل الشهيد السيد عبدالقادر محمد صالح كبيري عشية ليلة سفره إلى الأمم المتحدة دفاعاً عن القضية الأريترية العادلة .
  1. حزب الكتلة الإستقلالية : كون خلفاً للرابطة برئاسة البطل الشهيد إبراهيم سلطان علي وإلتف حوله الشعب المسلم من الأقاليم المنخفضة الستة وهي :
  2. دنكاليا . 2. البحر الأحمر . 3. الساحل . 4. وادي عين سبأ . 5. وادي بركا . 6. وادي القاش وسيتيت مضاف إليهم الأقلية المسلمة كقبائل الساهو والأساورتا من إقليم أكلي قوزاي وقبائل الجبرتا من إقليمي سراي وحمساين . ثم مضاف إليهم الثوار الأحرار النصارى أمثال أحفاد الرأس تسمع في حماسين والزعيم المحامي غاندي من إقليم أكلي قوزاي والزعيم العقيد حدقو من إقليم سراي الذين إنضموا إلى حزب الكتلة الإستقلالية داعية الحرية والإستقلال ومناهضة ورافضة للإتحاد الإندماجي الأثيوبي المعتدي والبغيض على قلوب هذا الشعب الأبي الوفي الباسل .
  3. بعد إبتلاع أريتريا وإقالة (حكومة أريتريا) الذاتية الدستورية الشرعية التي أسست تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة في عام 1952م وتقلد زعماء الحزبين المتناقضين والمتباينين التي حكمت البلاد بمسمى حكومة أريتريا والعلم الدولي الأريتري (1952 – 1961م) .

أصاب الأرق أمريكا والقلق حليفتها أثيوبيا الأستعمارية . من اصرار حزب الكتلة الإستقلالية على الحرية والإستقلال ورفضه للإتحاد الفدرالي الأثيوبي ذلك لأن أثيوبيا دولة أجنبية لا يحق لها أن تكون فدرال تحت تاجها الإقطاعي وبما ان أمريكا كانت معارضة إستقلال أريتريا تغلبت على الأمم المتحدة بعدم إعترافها بإستقلال أريتريا . تمكيناً لمخططها المرسوم للإستيلاء على أريتريا وبحرها الأحمر الإستراتيجي .

إقترحت الأمم المتحدة أن يكون الفدرال لعقداً واحداً (1952- 1962م) بعده  يستفتى الشعب بين الإستقلال والإندماج قبل حزب الكتلة الإستقلالية هذا الإقتراح على مضض للحيلولة دون فقد الإنجازات التي حققها الحزب المطالب بالحرية والإستقلال .

وفاجأت أثيوبيا بإيحاء من أمريكا (إبتلاع حكومة أريتريا) وأعلنت في بيناً هزيلاً وزليلاً كان فحواه مضحكات مبكيات : (اليوم عادت أريتريا إلى أمها الرؤوم اثيوبيا الكبرى وأصبحت المقاطعة الرابعة عشر) تلاه كبير العملاء الذي فرضه الإمبراطور رئيس السلطة التنفيذية على حكومة أريتريا دون رضوخه للإنتخابات في الفترتين الإنتخابيتين الثانية والثالثة وهكذا ذهبت (حكومة أريتريا الشرعية) شمار في مرقة على حد قول المثل الشعبي السوداني .

هذا الظلم الصارخ أفرز تكوين (حزب جبهة التحرير الأريترية) في القاهرة في عام 1960م برئاسة البطل الشهيد إدريس محمد أدم ، والبطل الشهيد والساسي المخضرم السيد/ إبراهيم سلطان علي أميناً للأمانة العامة . وعضوية الشباب الأريتري خريجي الجامعات المصرية ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر وهم:-

  1. العضو المحترم السيد/ سيد أحمد محمد هاشم .
  2. العضو المحترم السيد/ ادم أكتي .
  3. السيد/ محمد عنططا .
  4. السيد/ طاهر فداب .
  5. السيد المحترم/ إدريس قلايدوس .
  6. الأنسة/ آمنة ملكين ممثلة الإتحاد النسائي الأريتري .

سمي هذا الركب السامي المجلس الأعلى السياسي الأريتري في عام 1960م وبعد عام واحد كونوا الجناح العسكري وبالتحديد( 1/9/1961م) بقيادة البطل الشهيد العسكري المقتدر السيد/ حامد إدريس عواتي وصحبه الكرام شيوخ الرابطة الأسلامية ، وشباب حزب الكتلة الإستقلالية والمثقفين في الداخل والعسكريين المقتدرين الذين تركوا وظائفهم العسكرية في الجيش السوداني وتدفقوا جماعات وأفواجاً إلى الساحة الأريترية وأدغالها التي كانت منطلقاً ومعقلاً للثوار الأحرار حزب جبهة التحرير الأريتريا حفيدة الرابطة الإسلامية وسليلة الكتلة الإستقلالية ورائدة النضال السياسي والكفاح العسكري التي قامت بمقاومة عسكرية شرسة اسلفت إنتصارات مضطردة وإلتف حولها الشعب المسلم الأريتري مقدماً ماله ونفسه وأولاده قرباناً للعزة والكرامة والحرية والإستقلال وإمتلاك القرار .

كانت جبهة التحرير العسكرية الأم التي نقلت السجال السياسي إلى عسكري ذاع به صيتها في بحر عقداً من الزمان (1961 – 1971م) بما أسلفت من إنتصارات مضطردة حررت بها الأرياف وبعض المدن فتوسعت الثورة سيما بعد أن تفهمت الدول العربية الشقيقة والدول الأفريقية الصديقة عدالة القضية الأريترية وقامت مشكورة بالعون الإعلامي والتعلميمي والعسكري والمادي والمعنوي حتى تحولت الثورة إلى شبه دولة بإنتصاراتها ووحدتها السامقة والملتزمة بإحترام طبيعة الأشياء وتقديس شريعة السماء فبقيت حامية الحمى للشعب الذي كان مضطهداً.

هذه الوحدة السامقة تفتقت بها القريحة الوطنية للشباب النصراني الناضج والصاعد الذين تفهموا عمالة زعمائهم النصارى عملاء الإستعمار الأثيوبي فتدفقوا جماعات وفرادا ذكوراً وإناثاً إلى الميدان طالبين الإنضمام إلى ثورتهم الباسقة. فقوبلوا بحفاوةً وتكريماً ووزعوا تواً وفوراً في لواءات الجيش للتدريب والتجنيد وكانوا أسوداً ضارية على الإستعمار وحماية الشعب من سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية التي كانت تمارسها الجيوش الأثيوبية ومخاربراتها الوحشية . قيد الله الوحدة الوطنية الشعبية للنصارى والمسلمين فكانوا بحمد الله وفضله رجالاً على قلب رجل واحد حتى نهاية عام 1972م .

بكل أسف الإنتصارات المضطردة والتوسع الكمي والكيفي خلق غروراً وفجوراً على النخب السياسية والقيادات العسكرية فإنفرط عقد النظام والإلتزام بالأسس الإدارية جراء توافد المبعوثين إلى الدول العربية الذين حمل كل فريق من مبتعثيه فكراً أيديولوجياً هدفه التسابق إلى الصدارة والقيادة والزعامة الأمر الذي سبب تنقضاً بل وإنحرافاً وإنجرافاً للمفاهيم الفسلفية الوضعية المتشعبة بالشد والجزب والصراع والنزاع والتشرزم والتفريخ . وأول نكسة أصابت الثورة تحويل (جبهة التحرير الأريترية إلى حزب العمل الذي اضاع الجمل بما حمل) وتلاه أول تشظي من الثورة الأم    بفصيل قوات التحرير الشعبية بقيادة الزعيم المغفور له إن شاء الله السيد/ عثمان صالح سبي . ثم بعد زمن وجيزاً أنشطرت الجبهة الشعبية من شقيقتها قوات التحرير البنت البكر للثورة الأم بقيادة خيال المآتى المدعو رمضان محمد نور ظاهراً وقيادة (أسياسي أفورتي) باطناً .

وأخيراً ظهرت حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الشيخ المغفور له/ عرفة محمد عبدالله من جراء الإحباط واليأس والملل الذي أصاب الشعب من هرج ومرج هذه الفصائل على بعضها البعض بالتهم الجزافية دون دليلاً دامغاً فاصبح المدفع والبندقية دستوراً يحكم الساحة حيث كل فسيل إتخذ معقلاً ومنطلقاً خاصاً به والحق يقال كانوا سماً زعافاً على الإستعمار وكبدوه خسائر فادحة . ولن لحكمة يعلمها الله منحهم الجدل ومنعهم العمل جراء التنافس المحموم الذي أصبحوا به (إخواناً أعداءاً) علماً لا ينكر احداً قدحهم المعلى بالتصدي للإستعمار كما لمس الشعب منافستهم المهلكة التي أثاروا بها الحرب الأهلية حتى أصبحت الثورة كنتونات من الفصائل أعزفت الشعب من قضيته الوطنية جراء عدم إحترام الخلاف والإختلاف بين هذه الفصائل التي تقودها النخب السياسية والعسكرية بهذه الكيفية المصلحية الخاصة على حساب المصالح الوطنية العامة والعليا .

(عين الجريمة الوطنية) علماً أن الشعب ليس له ناقة ولا جمل في إختلافاتهم  فلماذا يحتكرون الصدارة التي كانت مقبولة إبان حرب التحرير ولكن بعد الحرية والإستقلال لا يحق لهم فرض أنفسهم صدارة أبدية ولو سلمنا جدلاً إن هذه النخب والقيادات العسكرية تعدادهم 10% من السكان فهل يصح أن يظلموا 90% من الشعب من مركز قواهم العسكرية التي كانت حامية الشعب فإنقلبت عليه ويحفظوا لهم الشعب تقديم زهرات شبابهم إبان الحرب الضروس الطويلة التي يشهدوا بها الشعب بأنهم كانوا بالأمس حماة البلاد والعباد وهم في زهرات شبابهم وبعد المشيب وهن الجسد وتعثر التفكير لتقدم أعمارهم القاسرة سياسياً . ألا يحكم عليهم الحق والوطن والمواطنة أن يصعدوا الشباب ليديروا البلاد بما يرضي الله وعباد الله لما لهم من سواعد قوية وآفاق علم ومعرفة دينية ودنيوية .

عليه من العدل أن نقول جريمة المعارضة لا تقل عن جريمة الشعبية ذات (حكومة الأمر الواقع) التي لا تقيم وزناً لهذا الشعب الذي كان حصناً حصيناً وحارساً أميناً وممولاً كريماً ومقدم الشهداء من أجل الحرية والإستقلال الذي إحتكره فصيل الشعبية المعتدي بدون وجه حق وطني وشرعي وبنفس القياس المعارضة أهدرت زمن القضية العادلة منذ أكثر من ربع قرن ودون الإهتمام بالرأي والرأي الآخر.

وبدون تقديراً وإحتراماً لزعماء الأمة الأريترية منذ النهضة الوطنية التي بدأت :

  1. بحزب الرابطة الإسلامية 1943م أي قبل ميلاد (أسياس أفورقي) بخمسة أعوام حيث ميلاد أفورقي في عام 1947م وكان الزعيم رئيس الرابطة الإسلامية البطل الشهيد السيد/ عبدالقادر محمد صالح كبيري الذي إعتالته المخابرات الأثيوبية بإرشاد عملاء الإستعمار زعماء النصارى بقيادة الثلاثي المشئوم .
  2. خلفه البطل الشهيد السيد/ إبراهيم سلطان بتكوين حزب الكتلة الإستقلالية وجاء هذا الحزب بالحكم الذاتي الأريتري تحت إشراف وحماية الأمم المتحدة في عام 1952م حيث كان أسياس أفورقي يافعاً لا يتعدى (خمس سنوات) وحكمت أريتريا نفسها بزعمائها من 1952 – 1961م (تسع سنوات) بدستوراً وطنياً صادقت عليه الأمم المتحدة عند هذا التاريخ كان عمر أسياس أفورقي 14 عاما فقط ، وبعد إبتلاع أريتريا القسري والغصبي تحولت أريتريا إلى المقاطعة الرابعة عشر لأثيوبيا وإحتلت البلاد بمنتهى البربرية الإمبراطورية وسياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية فتصدت لها جبهة التحرير الأريترية حفيدة الرابطة الإسلامية وسليلة الكتلة الإستقلالية ورائدة النضال السياسي والكفاح العسكري حيث جاء عام 1968م وبلغ (أسياس أفورقي) 21 عاماً ودخل جامعة أديس أبابا وهنالك تفتحت قريحته الوطنية وترك الجامعة من الصف الثاني وقرر الإنضمام إلى ثورته الوطنية جبهة التحرير الأريترية فتلقفته الثورة من أديس أبابا إلى أسمرة ومن أسمرة إلى تسني حيث إستقبله البطل الشهيد/ سليمان أدم سليمان ودخل كسلا موفور التقدير والإحترام وكافئته القيادة العامة لجبهة التحرير الأريترية بتنصيبه عضواً في القيادة العامة لجذب النصارى ولأنه من المتعلمين الذي سوف يقدمون حلاً لرأب الصدع الذي كان بين عزوف النصارى عن الثورة وإقبال المسلمين إلى الثورة وبعثوه كما بعثوا بعض السياسيين والعسكريين وكان نصيبه الصين الشعبية .

كان رئيس الجبهة السيد/ إدريس محمد أدم وقائدها العسكري السيد/ حامد إدريس عواتي وحولهم رجالاً أشاوس بالنضال والقتال والشاهد الإنتصارات المضطردة التي أغلقت الإستعمار الأثيوبي الذي سئم من وحدة الشعب حول ثورته العسكرية حيث كانت جبهة التحرير علماً يشار إليه بالبنان عبر سكان الكرة الأرضية .

ولكي بيري أسياس أفورقي ذاكرته نذكره بأن أول رئيس سلطة تنفيذية لحكومة أريتريا كان البطل الشهيد/ تدلا بايرو وأول رئيس سلطة تشريعية البطل السيد الشهيد/ علي محمد موسى رادآي في الفترة الثانية كان رئيس السلطة التشريعية السيد/ إدريس محمد أدم وفي الفترة الثالثة كان رئيس السلطة التشريعية البطل الشهيد السيد/ حامد فرج حامد وبعد ذلك إبتلعت أثيوبيا  حكومة أريتريا الشرعية الدستورية ثم نذكر الأخ أسياس أفورقي بأن جبهة التحرير تحولت إلى حزب العمل الذي أضاع الجمل بما حمل وبرز وباء التشظي بدءاً بالزعيم الثوري المغفور له عثمان صلاح سبي ثم إنشقت الجبهة الشعبية من شقيقتها البنت البكر التي إنشقت بدورها من الثورة  الأم جبهة التحرير الأريترية وكان رئيس حزب العمل السيد/ أحمد ناصر بيه وبعد النكسة التآمرية كان البطل الشهيد السيد/ عبدالله إدريس محمد صاحب إنتفاضة مارس التي أثبتت وطنية جبهة التحرير الأريترية الثورة الأم كما زاب كلوحة ثلجٍ السياسي المخضرم الأديب الأريب السيد/ محمد سعيد ناود بمحض إرداته وقناعته الشخصية في الجبهة الشعبية وإنخرط فصيله في الجبهة الشعبية لأن أفورقي وعده ان يكون رئيس وزراء لحكومة أريتريا فكان مصيره أن أصبح مدير مديرية نقفا وبعدها ركن في أسمرة بإسم على غير مسمى فرضه أفورقي وسماه مسؤول الدراسات التاريخية لأريتريا حتى توفاه الله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأخيراً جاء التحرير وكان قصب سب دخول البلاد بعد جلاء الإحتلال الأجنبي للجبهة الشعبية التي اصبحت تلقائياً (حكومة تصريف عمل) ليس إلا ! .

هنا أتوقف من جراء ما حاق بالبلاد والعباد من ظلماً وعدواناً وإنتهاك حقوق الإنسان بعد الحرية والإستقلال الذي حوله أفورقي إلى أغلالاً ووبالاً وسواء مآلاً وها هي أريتريا الحرة المستقلة رهينة فصيلة الشعبية فارضة شريعة غاب وإرهاب وتسلط على الرقاب على طول سبعة وعشرين عاماً سيحتفل به في 24/5/2018م المقبل بعد أسبوعين من هذا المقال لذلك أبعث بهذه المذكرة للسيد/ أسياس افورقي ما ذنب التاريخ الوطني وصناعه الزعماء الكرام من عام 1943م – 2018م أن يهمش ويدثر وتلمع الشعبية التي تستعرض جيشها الذي نصفه قد وافته المنية بالحرب الضروس فيذكرون مراراً وتكراراً عبر الفضائية الأريترية ولا يذكرون الزعماء الكرام من 1943 – 1993م وبعدها الذين ينشدون المصالحة الوطنية والحوار الوطني السياسي الذي يثري الرأي والرأي الآخر ويقود الأمة الأريترية قاطبة إلى عقد مؤتمراً جامعاً لتنبثق منه (حكومة وطنية دستورية إنتقالية) تفسح مجال الحرية لهذا الشعب الأبي الوفي ليؤسس أحزابه الوطنية المدنية (أكرر أحزابه الوطنية المدنية) وليس العسكرتارية التي سقتنا كدراً وطيناً بعد الحرية والإستقلال وإمتلاك القرار .

عليه أتمنى أن تستمع الشعبية إلى صوت العقل والمنطق والوطن والمواطنة لنرسي العدالة الإجتماعية ونتصالح ونتسامح  فيما جرى من تحت الجسر من ماءً غزيراً لأننا جميعاً أبناء هذا لوطن العزيز وحماته الذين فدوه بمهجهم الغالية لذلك يقال لكل حصان كبوة ولا نقول أن أفورقي وحده المخطئ لأن خطأ المعارضة المتفككة بالجدل للعقيم والرأي السقيم لا تقل خطأ عن أفورقي .

عليه على الشعبية أن تذكر الله اولاً وعدالة الوطن ثانياً وأن تكفر عن ذنبها ثالثاً لأنها في مركز قوة وعليها أن تعدل وتعتدل والصلح سيد الأحكام راياً سديداً ورشيداً للأنام فغتقوا الله في أنفسكم وشعبكم والأجيال القادمة والحالية التي ستعيش في مهب الريح بهذا النهج الظالم والرخيص الذي يغازل الباطل الملجلج الذي يضحضه الحق الأبلج الذي يقول (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) . صدق الله العظيم

هذا والله أسال أن يهدينا شعباً ونخباً سياسية وقيادات عسكرية وكوارع أيدلوجية جعلت منا أمة تضحك منها الأمم بعد أن حبانا الله جل وعلا بالإنتصار الذي جعلناه بغبائنا الأناني إنكساراً .

 

اللهم فأشهد اللهم فإني قد بلغت

 

بقلم / محمود علي حامد

كاتب أريتري مستقل

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43126

نشرت بواسطة في مايو 25 2018 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010