أسألوني عن مارس

saeedai@maktoob.com

بقلم / ود سعيداي

أسألوني

قد يشفي الجواب

قليلاً من غليلي

فلرُبّ صدر

ضاق ذرعاً

من تزاحم الأحجار

ورجمها تاريخ رفاقي

أسألوني

عن الفوارس

كم كانت الشمس تعشقهم

وكذا النجوم في جنح الدُّجى

تستأنس بأنفاسهم في الوادي

إيمانهم بالأرض

قد ضخّ الدماء

والقلب يهتف

لا .. نخيل

لا .. خليل

لا .. سناء

لو صار أشرم

نجماً في سمائي

وتربع البؤس خلف مئذنة أمامي

أسألوني

عن الرمال

عن الصخور

كم كانت بالمروءات

منهم تزخر

وللجمع تنادي

والخيل تشهد

عن أنين الرمضاء

وفوقها الأقدام لا تتعثر

 وبالنصر تنشد للمعالي  

أسألوني

عن يدٍ

لم تمتد

الى قريب أوبعيد

عن بطونٍ

رغم الجفاف رغم التصحر لا تبالي

ولم تسعَ الى الغذاء

فما الجسم بالغذاء

إذا ما عشعش

في العقل الخواء

وصار للغزاةِ لا يعادي

أسألوني

عن مارس

شمعةً وضّاءة

لم تطفئها

رياح العابثين

الساخطين على القراءة

من قراءة روايتي

الساخطين على الغناء

من غناء أنشودتي

فالطير يسمع

والزهر يخشع

والدهر ينصف شهادتي

أسألوني

قد يشفي الجواب

قليلاً من غليلي

عن ملحمة

بلّل الثرى أنفاس محبيها

وتلى الزمان أذكار بواديها

فلا القيود ولا الصدود

كانت أسواراً لميلادي

أنا الشعب

أنا السيف .. أنا التاريخ

أنا الحضر .. أنا النصر

أنا الشجر

أنا الأغصان تتدلّى

وفوقها العصافير تشدو مآثر أعلامي

وتكتب اسم مكاني

فوق الصخور

وعلى أرصفة دروبي بلون دمائي

مارس / 2006

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7882

نشرت بواسطة في أبريل 19 2006 في صفحة الشعر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010