“أسمرا” عاصمة الجمال ومهوى البال ومأوى الآل؛

شعر : عبد القادر محمد هاشم


هَلْ هَهُنَا يَرتَئِي الفِردَوْسَ ذَا البَصَرُ
أَمْ  هَذِهِ  حُسنُها  مِن  تلكَ ينشَطِرُ؟

أم أنّها  استُثْنِيَت مِنَ المِثَالِ فَلَا  
يَأتِي بِهَيئَتِهَا التَّمْثِيلُ  وَالصُّوَرُ؟

تُزْرِي بِمَا تَزدَهِي الْحِسَانُ مِنْ أَلَقٍ
تَبُزُّ    فائقةً     فَتَختَفِي     الْأُخَرُ

كالشَّمْسِ سَاطِعَةَ الأضواء مُفرَدَةً
يَخفَىٰ  بِطَلْعَتِهَا  الأنوَارُ  والقَمَرُ

يَقُولُ    زَائِرُهَا    بَعدَ    الِّلقَاءِ   بِهَا
مَا ضَاعَ  فِي غَيْرِهَا مِنْ عُمْرِهِ هَدَرُ

فَلا تَلُمْ  مُستَبَىٰ الفُؤَادِ عَن  رَغَمٍ
تَسبِيهِ مُنشَغِفاً   وذَا   لَهُ   ظَفَرُ

يَجتاحُهُ  عَارِمُ  الإعجَابِ مُندَهِشاً
مَا  هذهِ  الفِتنَةُ  الغَرَّاءُ  يَاقَدَرُ؟ 

فمَن يَرَ   المَبهَجَ  الأخَّاذَ  خِلْقَتَهَا
يَنزل به شغف   يَذرُو   وَلَا يَذَرُ

مَا  شُوهِدَتْ أَبَداً  جَردَاءَ  عَارِيَةً
وَكَيْفَ تَعرَىٰ الَّتِي  الْبَهَاءَ  تَدَّثِرُ؟

وَالأُفقُ مِن حُسنِهَا الوَضَّاءِ مُبتَهِجٌ
مِرآةُ   مُؤتَلِقٍ   يَزِينُهَا النَّضِرُ

والْأخريَاتُ وَإن بَدَوْنَ فِي حُلَلٍ
مِنَ الجَمَالِ الَّذِي يَزهُو وَيَزدَهِرُ

لَكِنَّهُنَّ إذَا رَأيْنَ ذِي بَرَزَت
فَحُسنُهُنَّ الّذِي أَبدَينَ يَندَثِرُ

حتّىٰ   ذُكَاءُ   إِذَا جاءَت  تَمُرُّ  بِهَا
تَكُونُ مِنْ حُسنِهَا خَجْلَىٰ فَتَسْتَتِرُ

تَصطَادُ  زائرَهَا   فَلا   تَرَاهُ   نَجَا
مِن قَهرِ عاطِفَةٍ تَحمَىٰ  وتَستَعِرُ

تَسبِيهِ   مُوثِقَةً   لَّهُ   وَمِن   عَجَبٍ
أنَّ السَّبِيَّ بِذَا  الإِيثَاقِ   يَفتَخِرُ  !!

مَهْمَا يَفُت حُبُّهَا شَأوَ القِيَاسِ بِهِ
فَلَا  تَرَاهُ  عَنِ   العُذرِيِّ   يَعتَذِرُ

وإن تَجِد مُغرَماً هَوَىٰ الغَرَامِ سَلَا
فَذَا السُّلُوُّ لَدَىٰ هُوَاتِهَا نَكِرُ

ومَن يُطِلْ غَيبَةً أو كان لَمْ  يَرَهَا
فذاكَ لم يُغنِهِ عَنْ خُبْرِهَا  الْخَبَرُ

ومَن تَكُن خِيفَةُ الأعداءِ تَمْنَعُهُ
مِن  مُشتَهاهُ  وَيَستَخِفُّهُ الخَوَرُ

فَذَا لَعَمْرُ الفَتَىٰ هُوَ السَّقَامُ  الَّذِي
بِهِ  القُصُودُ عَنِ الغَايَاتِ  تَندَحِرُ

لكِن إذَا مَا الفَتَىٰ استَطَاعَ زورتَهَا
فَالسُّقمُ يَجتَثُّّهُ  نَسِيمُهَا  العَطِرُ

لَمَّا    يَشَمُّ  شَذَا   التّربَاءِ فَائحةً
فَعِندَها  خَوَرُ الإِحجَامِ   يَنبَتِرُ

وإذ يُؤانِسُها حَتماً سَتُدهِشُهُ
وكيفَ لَا  وَهيَ  اللَّأْلَاءُ والدُّرَرُ؟

يَا  مُنْيَةً    نَذَرَ     الْعُشَّاقُ    رُؤْيَتَهَا
هل تَسْمَحِينَ لَهُمْ يُوفُوا بِمَا نَذَرُوا؟

هُمْ عَازِمُونَ عَلَىٰ الوِصَالِ واقتسموا
حَتَّىٰ وَلَوْ نَالَهُمْ  فِي  وَصْلِكِ الْضَّرَرُ

وَكُلُّ  حُرٍّ    يَرَىٰ    لُقْيَاكِ    غَايَتَهُ
مَهْمَا يَكن دونك الأَهْوَالُ وَالخَطَرُ.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46776

نشرت بواسطة في فبراير 14 2023 في صفحة الشعر, الصفحة الثقافية, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010