أفورقي في مستودع الخزف

فتحي_عثمان

اصبح المؤتمر الصحفي في ختام زيارة الرئيس افورقي إلى نيروبي محل تندر لدرجة أن البعض أطلق عليه اسم: “زنقة افورقي”. والزنقة ليست بالمعنى المغاربي، بل المعنى المشرقي وهو “الورطة”.
بالفعل دخل الرجل في ورطة في الرد الانفعالي على أسئلة الصحفيتين واللتين ركزتا اسئلتهما حول عدد القتلى من الجنود الارتريين في الحرب الأهلية الاثيوبية والاتهامات حول انتهاكات حقوق الانسان ومدى تأثير الانسحاب الارتري على عملية السلام الاثيوبي وأخيرا سؤال حول تواجده الطويل على سدة الحكم وعما إذا كان رئيسا ل”مدي الحياة”.
أولا: فخامة الرئيس اسياس افورقي ليس متعودا على المؤتمرات الصحفية المشتركة والتي تعقب زيارات رؤساء الدول. ففي ارتريا لا يقدم الرئيس زواره إلى الصحفيين (آخر من زاروا ارتريا هم الرئيس الكيني نفسه، والرئيس الصومالي، ووزير الخارجية الروسي)
لا يؤمن الرئيس بهذه المؤتمرات لأنه لا يؤمن بحرية الصحافة، وسجله ضدها واضح، ثانيا لا يوجد مراسلون أجانب للمؤسسات الإعلامية العالمية في اسمرا، وأخيرا لا يحترم فخامة الرئيس اعلامه التابع له.
ثانيا: الرئيس نفسه وضمن العزلة المفروضة عليها انحصرت دائرة زيارته في السنوات العشر الماضية في اثيوبيا والامارات والسودان وفي كل هذ الزيارات لا يقدم الرئيس نفسه إلى الصحافيين. ويتفادى رجال المراسم في الدول المضيفة من ادراج المؤتمرات الصحافية في ختام زياراته المعلنة.
ثالثا: بسبب عدم تعوده على هذه الاجراء الإعلامي والدبلوماسي أنه في المؤتمر الأخير لم يكن يتحدث من ورقة مكتوبة امامه، بل أطلق العنان للسانه حتى أنه “بصم بالعشرة” على كل ما قاله الرئيس الكيني، لدرجة أنه قال له بالحرف الواحد “لنعتبر كل ما قلته يا فخامة الرئيس هو البيان المشترك والختامي لهذه الزيارة.”
رابعا: جاءته الطامة بأسئلة الصحفيتين واللتين اشرنا اليهما، وهنا، وكعادته وعادة كل مؤيديه واتباعه ومحبيه انهم عندما لا يجدون الإجابات فأنهم ينفجرون غاضبين ويوزعون الاتهامات بينما المسألة لم تكن تحتاج إلى اتهامات للمؤسسات وهجوم على “طريقة تفكير الصحفيين”
على السؤال الأول كان من الممكن أن يقول بكل هدوء بأن “القوات الارترية كان تؤدي واجبا إقليميا قبل أن يكون وطنيا والهدف منه إحلال السلام، وأن التضحيات التي تبذل بهذا الصدد يجب أن تليق بحجم المهمة. وليس مهمتي الآن الكشف للصحفيين عدد قتلي القوات الارترية ولكن ما اريد أن أؤكده أن أي ارتري سقط في هذه المهمة النبيلة فهو يترجم تاريخ اسلافه وأن ذلك سيكون فخر للبلاد مستقبلا”
بالطبع،هذا في حال أنه يؤمن بأن الحرب كانت كذلك.
بالنسبة لانتهاكات حقوق الانسان ” الزوغة منها صعبة” ولكن كان ممكن أن يراوغ في مساحة أن اثيوبيا والتي “دعت ورحبت” بالقوات الارترية لم تشتكي من انتهاكات ضد مواطنيها، فلماذا يتعب الصحفيون انفسهم في البحث عن سجل القوات الارترية في اثيوبيا. وطبعا يجب ان يكون فخامته مستعدا لما يترتب على هذه الإجابة من أسئلة.
اما الانسحاب من عدمه كان الممكن أن يحيل إلى مسألة الترتيبات الأمنية بعد الاتفاق خاصة وأننا وضعنا “الأمور في نصابها” وسوف نحرص على استتباب الأمن في اثيوبيا.
لكن فخامة الرئيس وكما يقول أحد محبيه المخلصين أجاب على الاسئلة “بلباقة”. حقا أنها لباقة “الثور في مستودع الخزف”

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46774

نشرت بواسطة في فبراير 14 2023 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010