أفورقي هل سيقدم علي المصالحة مع المعارضة الإرترية علي غرار مفاوضات الشرق السودانية

بقلم / أبو وضاح

كم كان لنا الفخر والشرف وبلادنا تستقبل لأول مرة في تاريخها وفودا إقليمية ودولية رفيعة المستوي الذين قدموا إليها من مختلف الجهات خاصة الحضور العربي المتميز والكبير للمشاركة في حفل توقيع النهائي لمفاوضات الشرق بين حكومة الوحدة الوطنية في السودان وجبهة الشرق التي تمت برعاية إرترية في أسمرا لتجعل من العاصمة الإرترية عروس المنطقة ولتكون محل اهتمام الجميع، حيث توجهت إليها كل الأنظار الإعلامية المحلية الإقليمية والدولية ،ومما لاشك أن الحدث بعث في نفوسنا نشوة الابتهاج وبلادنا تتوج محادثات السلام السودانية إلي غايتها المنشودة وهو يعد حافظ كبير من التقدير والاحترام من قبل الأشقاء السودانيين الذين هم اكثر منا نشوة بهذا الانتصار الذي يؤمن شرق السودان من ويلات النزاع والصراع.

إلا أن إرتريا التي ظلت تعاني منذ فترة طويلة بعزلة إقليمية في منطقة القرن الأفريقي وجدت من وراء استضافتها لمفاوضات الشرق سمعة طيبة، حيث وصفتها وسائل الإعلام المختلفة بالإيجابية وثمنت علي جهودها  التي بذلته من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المفاوضة.

خاصة تصريحات الوفود العربية المشاركة وهي تمدح الدور الإرتري الذي لم يتوقع في يوما أن يكون بهذا القدر من العقلانية، واعتقدوا ان تكون لهذه الدولة الصغيرة والوليدة دور كبير في مستقبل المنطقة . وأن عظمة المناسبة دفعت بالأمين العام للجامعة العربية أن يتوجه نحو إرتريا للمرة الأولي منذ توليه رئاسة الجامعة وهو حدث تاريخي يسجل لإرتريا في المحافل الدولية وإقليمية وتجعل منها دولة ذات وزن وثقل سياسي في المنطقة كما تطمح إليها اسمرا.

لكن كثير من المراقبين اعتقدوا أن ما تقوم بها الحكومة إرتريا مع الأشقاء السودانيين هو الضحك علي الذقون حيث أنها لم تفكر يوما لحل مشاكلها الداخلية وخاصة أن لديها اكبر تجمع معارض من حيث الكم في المنطقة يقل مثيله في كل الأحوال والمستويات ، إذ كيف لها أن تكون وسيط مناسب وفعال في حلحلة قضايا الآخرين وهي تتجاهل وتقض الطرف عن مشكلاتها الداخلية التي هي واضحة للعيان بل الكثيرين شككوا في جدوا تلك الجهود وأكد أنها تريد أن تحقق من وراء  هذا الزخم شيء ما. وفي كل الاحوال يبقي السؤال المطروح هل ستقدم حكومة أفورقي بإقامة مصالحة وطنية مع المعارضة الإرترية علي غرار مفاوضات جبهة الشرق السودانية.

ومهما اعتبرها البعض بأنها دولة إيجابية لها ثقل في تحريك السياسيات الإقليمية ولها القدرة في لعب دور محوري في حل الأزمات والصراعات بالمنطقة أن لم تكن هي صانعة تلك الأزمات، فانها تبقي في نظر الإرتريين والمتعاطفين معهم والمتابعين للشان الداخلي في إرتريا أنها دولة شيفونية هاضمة لحقوق ومغتصبة لكرامة الإنسان الإرتري وأن ما تقوم به تجاه الآخرين هو تضليل الرأي العام العالمي لتغطي علي الجرائم التي ترتكبها في الحق الشعب الإرتري ولطالما أنها دائبة في رفض مبدأ الحوار والجلوس مع المعارضة الإرترية الحاضرة والغائبة من أزمة الشعب الإرتري والميتون عند الرئيس الإرتري وتنكر لوجودهم في الأرض ولم يعترف بان لديه ما يسمى معارضة وهو يجعلا ننحي باللائمة إلي المعارضة الإرترية التي فشلت في ان تثبت وجودها حتى الآن فضلا عن كونها لم تثير القلاقل والتهديدات التي تجبر أفورقي ليعترف بها ثم يطالبها  بالحوار معه. ولكن إذا افترضنا جدلا أن المعارضة غير مجدية أو لم يعد لها وجود أصلا لماذا إذن لم يصالح الشعب الإرتري المناضل الذي يعود له الفضل في استقلال هذا البلد والذي يعاني في الوقت الحالي من شتات جراء السياسيات الخاطئة للنظام وقد اجمع الشعب الإرتري في الوقت الحالي بان حكومته غير رشيدة وهي ضد مصالح الشعب وحرياته المكفولة وهو ما جعله المواطن الإرتري يشجع فلزات أكباده للهروب من إرتريا إلي مصير مجهول ولمحدودية الخيار أمامه يكون قرار الهروب صائبا بعد الشيء.

وأخيرا الأجدر بالحكومة الإرترية أن تعالج قضاياها وأزمة الثقة القائمة بينها وبين الشعب الإرتري من خلال إصلاحات ملموسة وأن تحقق التنمية الاقتصادية والحكم الرشيد لتجذب الإرتريين من الخارج وليس أن تكون بلد طارد لهم.

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6662

نشرت بواسطة في أكتوبر 18 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010