أفورقي يعلن توفير الغذاء والمياه النقية للشعب الإرتري ويوجه انتقادات عنيفة إلى واشنطن وأديس أبابا

رصد – مركز “الخليج”

21/نوفمبر 2005م

بث التلفزيون الإرتري لقاء مع الرئيس الإرتري إسياس أفورقي مساء السبت الماضي باللغة التجرينية استغرقت أكثر من ساعتين والنصف، تناول فيها العلاقات مع إثيوبيا والسودان وأمريكا ومجلس الأمن الدولي، وتطرق اللقاء على الوضع الداخلي وإفرازات الحرب الأخيرة مع إثيوبيا، وتأكيداً لما نشره المركز في وقت سابق إن لقاء أفورقي لم يتضمن أي جديد للوضع الداخلي، حيث دافع عن سياسته الداخلية التي تركزت عن الدفاع عن السيادة الوطنية، وتحدث عن التنمية قال إن بلاده حققت إنجاز تنموي، وفي آن واحد كانت تواجه العدوان الإثيوبي ومعركة البناء والتعمير. وجدد الحرب على الفساد واعتبره آفة يجب استئصاله، وتطرق حول عملية هروب الشباب، وضرب مثلاً هروب 140 ألف شاب أمريكي إلى كندا أثناء حرب فيتنام لدلالة بأن ذلك لا يعني شيء . وكشف أفورقي عن استمرار عملية التآمر على إرتريا من أعدائها التاريخيين وعلى رأسهم إثيوبيا التي تستخدم عملاء من الإرتريين الذين خانوا وطنهم. وقال إن الحملات والتشويه التي توزع عبر نظام أديس أبابا وحلفائه لم يكن لها تأثير، فإن الشعب الإرتري متماسك اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولم يتطرق أفورقي على الإصلاحات السياسية والاقتصادية  ولم يشير حول الديمقراطية والتعددية السياسية، ووجه رسالة الوحيدة إلى الشعب الإرتري في ختام حديثه لنظرته المستقبلية إنه سيوفر الغذاء والمياه النقية وشبكة الاتصالات والمواصلات وسيؤمن لإرتريا حدودها هذه كانت الكلمة الأخيرة.

 إلا أن خطاب الرئيس الإرتري خصص الجزء الأكبر للهجوم على إثيوبيا، وتحدث بإسهاب حول الوضع في إثيوبيا، وأعلن في خلاصة تقييم سياسة الحكومة الإثيوبية، وقال إن النظام الحاكم قد انتهى عمره الافتراضي منذ عشرة سنوات. وقال إن التوقيت قد أكتمل ولم يتبقى له إلا ثواني في القوت الضائع. وقال إن بطاقة إطالة العمر مدتها خمسة سنوات التي أعطيت له من أمريكا قد باءت بالفشل. ووجه الرئيس الإرتري أكثر العبارات حدة، وقال إن النظام الإثيوبي مستعد للتحالف مع أي قوى في سبيل البقاء، حيث ضرب مثل وقال هناك مثل شعبي إثيوبي يقول فيه (مس هابتام مشوما أديكا تمثاثيلك نبر) أي (حتى تضمن العيش  يمكنك التعايش مع عشيق أمك). وضرب مثل أخر  يقول فيه ( قبو كن وي أب قبو تطكع) (كن جبلاً أو إتكي على جبل). وقال إن سياسة النظام الإثيوبي هي سياسة (مكافيلية) في سبيل بقاءها تفعل ما تشاء. وقال الرئيس الإرتري ما زلنا نتساءل عن دوافع واسباب التي دفعت لنظام إثيوبيا للعدوان على إرتريا، ونعتقد ضمن الأخطاءات الاستراتيجية الثلاثة التي وقع فيها النظام كان الحرب على إرتريا، وفي سياستها الداخلية اعتمد فرق تسد وإضعاف القوميات الكبيرة وخلق أزمات على مستوى الإقليم، واعتمد على استمرارية النظام على العمل الخارجي وخاصة الاعتماد على أمريكا لاستمرار الحكم.

وعلى سبيل المثال أعلن النظام الحرب على إرتريا لكي يتقرب إلى بقية القوى التي كان يعتبرها قوة شيفونية واستعلائية، وللاقتراب منها كان ثمن رأس إرتريا عربون للعلاقة مع تلك القوى، فذهب النظام أبعد وعرض في المزاد العلني الموانئ الإرترية وخاصة ميناء عصب. وأشار أفورقي إلى وجود أهداف سرية للحرب الأخيرة. وقال لا يمكن للنظام أن يدخل في حرب مدمرة دون هدف استراتيجي، وهو مسح إرتريا من الخارطة وتذرع بأسباب ودواعي وهي بما أسماه  بالنزاع الحدودي في منطقة (بادمي). وأعلن أفورقي تحول إثيوبيا إلى الابن المدلل لقوى خارجية وخاصة أمريكا، وبدأ يستخدم عصا أمريكا لاستمرار نظامه، وبذلك إن النظام أصبح عبداً مأموراً للقوى الخارجية وهذه من الأخطاء الرئيسية التي  وقع فيها النظام باهتمامه بالخارج بدلاً عن ترميم  بيته وإصلاح شئونه الداخلية اعتمد على العامل الخارجي لترتيب أوضاعه الداخلية والنتيجة كانت انتفاضة الشعبية الكبيرة.

وقال إن من الأخطاءات الاستراتيجية للنظام الإثيوبي أيضاً نشر العصبيات والنعرات الطائفية والقبلية بين الأورومو والأمهرا والقوميات الأخرى واشار إلى محاولة التمزيق لجبهة أورومو التي ناضلت لإسقاط نظام منجستو وشاركت في الفترة الانتقالية،إلا أن النظام تآمر عليها  واليوم نرى محاولة جديدة لتفجير الصراع بين أمهرا وأورومو وتأجيج الصراعات بين بقية القوميات. وأكد أفورقي خصوصية العلاقات مع الشعوب الإثيوبية، واعترف بالقدر الجغرافي الذي كرمت به إثيوبيا لتكون جارة لإرتريا. وقال إن العلاقات ستكون متميزة بعد زوال نظام أديس أبابا. وأكد عملية التزوير في نتائج الانتخابات التي شهدتها إثيوبيا. وقال إن مركز كارتر للسلام أعلن فوز الحزب الحاكم قبل إعلان نتيجة الفرز كما تورطت ووزارة الخارجية الأمريكية في عملية التزوير. وقال إن سفارتها في أديس أبابا شاركت في عملية التزوير من أجل فوز النظام. كما صفقت بعد الدول مثل بريطانيا للنظام. وأشار إن مثل تلك العمليات التي شاركت فيها أمريكا أخلت بعملية السلام والاستقرار في إثيوبيا وأخلت بعملية التوازن الداخلي لصالح النظام الذي وصل إلى حافة الانهيار على حد تعبيره.

وتطرق أفورقي حول سياسة واشنطون تجاه إرتريا وإثيوبيا والمنطقة عامة، قال إن الدور الأمريكي في المنطقة سلبي حيث أنحاز إلى جانب إثيوبيا، وهذا التحالف قائمة منذ أكثر من خمسة عقود، حيث ساندت الإمبراطور هيلي سلاسي  في  احتلال إرتريا بالقوى، وفي عدوان الأخير التي قام به إثيوبيا ساندت الإدارة الجديدة أو القديمة للنظام الإثيوبي، والتأييد الأمريكي للنظام الإثيوبي  واضح حتى في الصراع الداخلي،  وهذا نعتبره ضمن الأخطاء التي تنتهجها السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة. وكشف أفورقي تقسيم أفريقيا إلى عدة أقاليم لحماية المصالحة الأمريكية. وقال إن أمريكا ما زالت  تمارس سياسة الحرب الباردة وتبحث عن حلفاء لها في مناطق واسعة من العالم، وأشار سياسة المحاور التي تبنتها أمريكا. فمثلاً تقسيم أفريقيا إلى أجزاء، من الغرب مثلاً تمثل سياسته نيجيريا، وفي الجنوب القارة جنوب أفريقيا. وفي الشرق إثيوبيا وكينيا، وأوضح أفورقي من حق أمريكا كدولة كبيرة أن تحمي مصالحها دون اعتماد على وكلائها لقيادة العالم بالوصايا وخاصة في شرق أفريقيا. وقال أن بلاده لا تقبل في سيادتنا الوصايا من أي طرف وكما لا نقبل تقسيم أفريقيا إلى أجزاء .

وتناول أفورقي في لقائه جهود المجلس الأمن الدولي، وكشف عن تلقي رسالة من رئيس مجلس الأمن الدولي إن إرتريا منعت التعاون مع مجلس الأمن الدولي وما لفت انتباه في الرسالة أن مجلس الأمن الدولي ذكر إن الأمين العام أبلغه بدخول قوات إرترية في المناطق الآمنة ويقول إن الأمين العام تلقى هذه المعلومات من رئيس وزراء إثيوبيا، وعبر عن دهشته لاعتماد الأمين العام على معلومات صادرة من العدو، وأوضح إن مجلس الأمن الدولي يسعى لحماية النظام الإثيوبي، ووصف تحركات المجلس الأمن الدولي هي محاولة لإنقاذ النظام الإثيوبي، وأكد تمسك بلاده على أهمية تنفيذ قرار مفوضية التحكيم ، وطالب مجلس الأمن بتنفيذ القرار حتى لا يكون مبرر لاندلاع الحرب الجديدة، وقال إذا استمر الحال كما هو عليه من احتلال أراضينا سوف يكون خيارات أمامنا لحماية سيادتنا. واختتم أفورقي بإيجابية ونظرة مستقبلية للعلاقات مع السودان، وأكد عودة العلاقات الطبيعية مع السودان.

 وقال إن الخلافات مع النظام الحاكم في السودان على مدى 15 عاماً هي كثيرة يعلمها الجميع تجاوزت حدود السودان، وامتدت إلى مناطق واسعة في العالم. ورحب بالاتفاق الذي تم في كينيا، وهي خطوة جيدة ونحن وقفنا معها وبذلنا جهود لتنفيذ الاتفاقية، وذلك ضمن سياستنا أن يشمل الاستقرار في المنطقة.

مشيراً إلى تأييد إرتريا لحكومة الوفاق الوطني، وأعلن أفورقي إغلاق الملفات الخلافية وبدء مرحلة جديدة من العلاقات. وعبر عن رغبة بلاده للتعاون أوثق مع السودان. وقال إن بلاده سوف تساهم  بحل بقية مشاكلها ومساعدتها دون التدخل في شئون الداخلية، وفق إطار علاقتنا وفي حدود المصالح المشتركة بين البلدين.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4660

نشرت بواسطة في نوفمبر 21 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010