أكذوبة أًبـَّوي حقوص ورفاقه هل لها من نهاية ؟!

بقلم الأستاذ / محمد عثمان  الأَوَدِي

‏17‏/09‏/2005م

 

 

لم تكن الحركة الإسلامية الإرترية التي انتظمت أرجاء الوطن الحبيب إثر الانتفاضة الشعبية الغاضبة في وجه جبهة أفورقي عام 1988م إلا امتداد طبيعي لمجاهدات الشعب الإرتري وعطاءات أجياله المتجددة .

حيث استطاعت قيادة الحركة أن توجه الانتفاضة بما يجنب الوطن فتنة الانقسام الطائفي والذي كاد أن يجر إليه من قبل الجبهة الشعبية التي تصدرها أفورقي ورفيقه مسفن حقوص !

ونتيجة لترشيد وجهة الإنتفاضة وحصر فعلها في مقاومة نظام الطائفية ومناهضة عقلية الإقصاء وفرض أحادية الثقافة -في مجاوزة واضحة للحقائق التاريخية والجغرافية الماثلة على الأرض – أخذت مواجهة الحركة ومعركتها مع النظام شرعيتها القانونية وسارت في أطرها الرسمية .

وبذلك نالت مجاهدات الحركة وعطاءاتها في ميادينها المختلفة ووسائلها المتعددة مباركة الشعب ورضائه ، الّلهُم إلا من قبل قلة قليلة من سدنة النظام وحماة المصالح الشخصية من المتورطين أصلاً في تدمير البلاد وتشريد شعبها .

إن قدرة الحركة وقيادتها في إدارة المعركة طيلة هذه الفترة وتسيير دفتها بصورة ذكية دون انحراف أو انجراف عن سواء السبيل جعلها محط أنظار الكثير من المراقبين للشأن الإرتري كقيادة واعدة .

فتركيز الجهود كان ولا زال حول تعرية النظام وتوجيه الرأي العام الإرتري لمقاومة النظام بكل السبل الكفيلة والوسائل المشروعة لإزالة النهج الدكتاتوري  والتفسخ الاجتماعي  والغباء السياسي  الذي  تدار به البلاد جعل منها  دولة بلا صديق حميم في ظل حكومة الرفاق .

وبذلك تعد الحركة  منطلقة من ضمير الشعب  ومسنودة بإرادته القوية الراغبة في تغيير النظام حتى تلحق إرتريا بركاب الدول  المتقدمة . 

 هذه الرغبة العارمة عبر عنها الشارع الإرتري بحمايته للحركة ودعمها مادياً ومعنوياً  الأمر الذي ثبت أقدامها بعد توفيق الله وحفظه في عمق الساحة الإرترية رغم محاولات النظام البائسة منذ ظهورها وإلى اليوم  .

ولم نسمع طيلة تلكم الفترة إلا الإشادة والشكر من قبل الشعب لهذه الحركة لقوة جرأتها في تفكيك البنية السياسية والتنظيمية للنظام من خلال ضربها مفاصل قوته وقطع أوصاله للتعجيل بإسقاطه الفعل الذي حير  حقوص ورفاقه ناظرين إليه بعين  الحسرة والحسد والتربص .

ومما يلاحظ في الأوانة الأخيرة ظهور بعض الأصوات النشاز العاطلة عن الحركة والفعل والتأثير مع ادعائها الكاذب أنها معارضة للنظام في الوقت الذي نجدها تحاول عبثاً النيل من المعارضة الفاعلة بغرض التشويه والتشويش على الرأي العام الإرتري بعدم جدوى المقاومة الشريفة والمسلحة التي تبنتها الحركة ضمن فعلها  السياسي كواحدة من وسائلها في التغيير .

ومن المعلوم سلفاً لدى جميع  شعوب العالم التي سارت في طريق التغيير والتحرر أن هذه الوسيلة من أنجع الوسائل وأمضاها في التغيير .  

والقائلون بعدم جدوى المقاومة المسلحة هم من الذين فقدوا الهمة وفشلوا في مهمة  التغيير من قبل  فوجدوا أنفسهم خارج لعبة السياسة والتوجيه بعد أن لفظتهم الساحة لسوء موضعهم وفشل مناهجهم إلى آخر أصقاع الدنيا فهم يبكون على محنتهم ليس إلا !! 

يقضي على المرء في أيام محنته  ***    فيرى حسناً ما ليس بالحسن

وغالب هؤلاء من قوى اليسار البائد الذين تسببوا في هزيمة الثورة ، ونقول لأولئك وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر !!

وهنالك أيضاً  مجموعة البراميل الفارغة كما عبر عنهم رفيقهم أفورقي  – وأهل مكة أدرى بشعابها – كما يقول المثل العربي في قوة المعرفة ، وهي المجموعات التي خرجت على النظام من داخله معلنة انشقاقها وتمردها في شكل أفراد يشغلون مناصب وزارية ومواقع سياسية وذلك اثر انهيار أكذوبة مشروع التقرنة في البلاد . وعلي رأس هذه المجموعات الهاربة مسفن حقوص وزير الدفاع السابق للنظام ومنذ ظهوره على ساحة المعارضة لا زالت تتحكم عليه عقليته الأحادية الأولي حيث لم يستطيع التخلص منها بصورة كلية فخلوه من الأفق السياسي الرحب سيؤدي به حتماً إلى نهاية لا تحمد عقباها !!

فاحترام خيارات الآخرين وقناعاتهم ورؤاهم السياسية في التغيير من أبجديات العمل السياسي والديمقراطي وهو الأمر الذي لم تدركه بعد عقلية حقوص العقيمة وتنظيمه البائس !!

وبذلك ستصدق فيهم بلا ريب تنبؤات بعض المراقبين والتي مفادها أنه تنظيم غير مؤهل لخوض غمار العمل السياسي والديمقراطي في الحاضر والمستقبل من خلال استقراء سلوكهم الشائن في الوسط المعارض والمتمثل في التحالف الديمقراطي الوطني .

وكان من الأجدى سياسياً أن يسائل ويحاكم ناهيك أن يتطاول مسفن حقوص ورفاقه الهاربين بجرائمهم في حق الشعب قبل أن يتم إدماجهم في المعارضة لولا سماحة الطرف الإسلامي وخلقه النبيل الذي ظل يحفظ للوطن الإرتري وحدته الجغرافية والسياسية بتجاوزاته الكريمة عن زلات الطرف الآخر .

فحقوص الذي كذب على المواطن الإرتري مراراً منذ يوم أن سدن النظام الدكتاتوري وحارب لبقاء السلطة الطائفية تعزيزاً لقبضتها ثم خرج عليها مدعياً للحرية والديمقراطية التي لم يوفق في سلوك دروبها إلى اليوم !

أكبر أكذوبته قوله أنه يمتلك قوة لا يستهان بها داخل مؤسسة النظام العسكرية تمكنه من الانقلاب عليه حتى يصنع بذلك الادعاء الكاذب هالة على نفسه وتنظيمه لدى دول المحور والمحيط .

وفي سياق تلكم الأكذوبة الكبرى تأتي هذه البيانات الكاذبة والباكية والتزلف بالتعازي على قتلى جيش النظام دون أن يبدي أي أسف يذكر على شهداء الحركة كأنهم ليسوا إرتريين أو لهم حقٌ في الوطن يدافعون عنه شبان وشيب !

أغريبٌ أن تعلمي أنّ لي دياراً          ولي ماض ٍ وحاضر وغد

أم أن إرتريا فصلت على مقاس حقوص ورفاقه منذ الاستقلال ولا تستوعب الآخر رؤية ومواطنة !!؟

إن هذه البيانات الجوفاء شهادات إدانة مسبقة تدمغ حقوص وتنظيمه بخلوه من ضمير الإنسانية والوطنية .

ويحمد لقيادة الحركة عدم ردها على نباح حقوص ورفاقه الموتورين ليرد عليهم الشارع الإرتري الصامد بنفسه كأقوى رسالة ناطقة .

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6342

نشرت بواسطة في سبتمبر 24 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010