أوضاع اللاجئين الإرتريين في ظل غياب اهتمام الجهات المعنية

إعــــــلام

التحــــالف الـــــديمقراطي الإرتــــــري

22.07.2006

من المعلوم أن حالة اللجوء هي انعكاس لحالة عدم الاستقرار والصراعات والأزمات في بلد ما ، وليس بالتأكيد تعبير عن حالة سلام واستقرار . وما تفضي إليه هذه الأوضاع غير المستقرة ليست جديدة سواء على مستوى العالم أو على مستوى بلادنا.

وفي الوقت الحالي فإن مشاكل اللجوء تعد واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه عالمنا نتيجة تزايد الصراعات والأزمات ، وفي ظل غياب ضمان الحقوق والحريات الأساسية ، وبالنتيجة تزايد أعداد اللاجئين في كل أنحاء العالم .

وفي إرتريا فرض اللجوء على الإنسان الإرتري منذ فترة طويلة تمتد من أيام حرب التحرير وإلى ما بعد الاستقلال وإلي اليوم جراء عدم الاستقرار في بلاده ، والتي تحول دون عودته لبلاده ، بل وتضطره حالة عدم الاستقرار مجددا لمغادرتها ، بالرغم من أن الإنسان الإرتري من أكثر شعوب العالم حبا وعشقا لبلاده .

وإذا رجعنا للوراء قليلا للوقوف على أسباب اللجوء ، نجد أن شعبنا عندما طالب سلما باستقلال بلاده وسيادتها الوطنية ، ووجهت تلك الدعوة من قبل القوى الاستعمارية التي تتعارض مصالحها مع تلك المطالب الوطنية المشروعة بالرفض والصدود. وإزاء ذلك لم يكن أمام شعبنا من خيار سوى الكفاح المسلح لاسترداد حقوقه المغتصبة . وكان من نتائج ذلك إعلان المستعمر سياسة الأرض المحروقة التي أفضت إلى نزوح ولجوء مئات الآلاف من أبناء شعبنا إلى الدول المجاورة ومختلف دول العالم الأخرى . ولم تكن غاية اللجوء عند شعبنا الحفاظ على الحياة وإطالة أمدها وإنما كانت الغاية البحث عن ظروف مواتية أكثر للإنخراط في النضال من أجل الاستقلال الوطني . والدور النضالي الذي كان يضطلع به اللاجئون من مختلف مواقعهم في مرحلة النضال واسهاماتهم البارزة في هذا المضمار ، هي خير دليل على أن لجوءهم لم يكن غرضه مجرد الحفاظ علي أرواحهم .

ومن نافلة القول أن اللجوء وعدم الإستقرار ناجم عن الاستعمار . وبالتالي عند الحديث عن عودة اللاجئين لابد أن نضع في الحسبان انتفاء الأسباب التي اضطرتهم إلى للجوء. فبعد استقلال إرتريا كان من أهم الأجندة العاجلة هي عودة اللاجئين إلى ديارهم .

ولم تقتصر هذه الرغبة على اللاجئ الإرتري الذي لطالما انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ، بل أيضا كانت رغبة المجتمع الدولي . وعلى الرغم من ذلك لم يبد نظام ” هقدف ” الاستعداد لتنفيذ هذا البرنامج ، ولم تتعد مواقفه في هذا الإطار بعض المسرحيات التي كان يهدف من ورائها تحقيق مكاسب مادية فقط . ويجب الإشارة هنا إلا أن نظام ” هقدف كان يتخوف من عودة اللاجئين خشية زياد نسبة الوعي السياسي في أوساط المواطنين نتيجة رفد التيار الرافض لنظامه بقوة إضافية تتمثل في اللاجئين العائدين . وهذه الحقائق ليست اجتهادا منا ، بل حقائق نقلها بعض الذين عادوا واضطرتهم الأوضاع القائمة للجوء مرة أخرى . وهي في نفس الوقت حقائق يعرفها المجتمع الدولي مثل ما يعرفها المواطن الإرتري.

عموما فشل النظام في وضع قضية اللاجئين ضمن أولوياته الوطنية وفي مقدمة القضايا التي يجب التصدي لها . ولم تقتصر مساوئ النظام على عدم إعادة اللاجئين الذين مضى على لجوئهم عند الاستقلال أكثر من ثلاثين عاما ، بل أصبح النظام سببا في لجوء أعداد أخرى جراء سياساته القمعية.

في مرات قليلة حاول النظام الظهور بمظهر الحريص على عودة اللاجئين والقول بأن الأرضية مهيأة لعودتهم إلى بلادهم . إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى بدأت سياساته تفرز لجوءا جديدا في أوساط المواطنين بالداخل بعد أن ضاقت عليهم الحياة في إرتريا ، في ذات الوقت الذي تستمر فيه سياساته المعيقة لعودة اللاجئين إلى وطنهم .

لذا بدلا من أن يعود اللاجئ الذي كان يحلم بالعودة إلى بلاده ويستقبل من قبل أهله وذويه هناك انقلبت الآية وأصبح اللاجئون القدامى يستقبلون أهلهم من الداخل في معسكرات اللجوء .

ولا يصعب تصور حالة البؤس والمرارة والصدمة التي تصيب اللاجئ في معسكرات اللجوء . ويجمع المراقبون على أن أعداد اللاجئين بعد الاستقلال يشكلون أكثرية على اللاجئين قبل الاستقلال وأغلبهم من فئة الشباب وهنا مكمن الكارثة التي تهدد مستقبل الإنسان والكيان الإرتري في ظل غياب الاهتمام اللازم من الجهات المعنية وعلي رأسها المفوضية السامية لشئون اللاجئين الدولية والمجتمع الدولي عموما إزاء ما يتعرض له الشعب الإرتري .   

  

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6980

نشرت بواسطة في يوليو 22 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010