إرتريا نحو الحرب أم السلام والحوار الوطني .

بقلم: أبو همد حريراي

 

كثيرة هموم المواطن الإرتري وكبيرة آمال وطموحات الشعب الإرتري ولكن يا ترى إلى أين ستقودها قياداتها : نحو السلام الذي يأمل فيه كل المواطنين لينعموا بالاستقرار ويبنوا وطنهم ويعيشوا في ظل سلام ووئام أم ستقودهم حكومتهم إلى حرب دموية تجرف ما تبقي من أبناء الوطن ؟ أم سيكون لها خيار أخير وتعترف بالمعارضات الوطنية التي نبذتها وأنكرت وجودها داخليا وخارجيا؟ هذه التساؤلات يطرحها الكثيرين من العقلاء الذين يخشون على وطنهم ويتمنون لأبناء وطنهم السلام ليبنوا دولتهم في ظل قانون ودستور يكفل الحريات لكل المواطنين دون التمايز بينهم في الأعراق أو اللغة أو الدين في إطار القانون .

ولكن من يتابع الأحداث وتطوراتها الآنية يظهر لـه في الأفق العديد من الإشارات التي لا تخلو من التطور الخطير والمفاجئ بين الدولتين حيث آثار الحرب وآثارها لا تزال قائمة وإن حاول النظام الإرتري تجاهل آثار الحرب الأولى وأسبابها ومسبباتها ولربما عومل نشوبها في المستقبل القريب أو البعيد قد تكون قريبة مالم يتعقل النظام الإثيوبي أولا ثم النظام الإرتري بدرجة ثانية وتعقل النظام الإرتري أحسب أنه يكمن في طرح حوار وطني بناء بحيث يجمع حوله كل الكتل الإرترية ويتحاوروا في وضع مستقبل آمن لوطنهم وشعبهم أما إن كان صوته أي النظام الإرتري العصا لمن عصا فسيكون آخر نعش لـه في مهزلة التاريخ التي سيقود إليها الشعب الإرتري وسيزج بأبنائنا في محرقة لسنا بحاجة إليها ونحن تقول إن البناء وإن كان صعبا ومكلفا فهو أسهل لأبناء إرتريا من الخراب والدمار والحرب.

وأنا أتسال ماهي الإشكاليات التي تواجه النظام الإرتري من قبول الآخرين في أطراف المعارضة الإرترية ؟ أليس من اليسير أن يطرح مبادرة سلام وإن كانت شكلية كما تفعل العديد من النظم كي يحفظ أمن واستقرار البلاد ؟ وإذا رفض خيار السلام مع الدول المجاورة له هل من المعقول أن يرفض السلام مع أبناء الوطن ؟ هناك مجموعة عقد سياسية تابعة الجبهة الشعبية منذ فترات طويلة ولكن لم يتعقل الحزب الحاكم بعد أن سار نظام يحكم الدولة الإرترية وغلب عليه صوت الأنـــا وهذا هو المرض الخطير الذي يهدد وحدة الشعب الإرتري المستقبلية وهذه السلبية لا يمكن أن يتخلص منها النظام الإرتري إلا بطرح حوار جاد ومبادرة صادقة من أجل البناء إن كانت له نوايا صادقة في بناء وتعمير البلاد.

ولكن إثر التوترات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام فإن الخراب قادم وإن الحرب قد تهيأ لها النظام الإرتري حسب ما يقول ولكن من أجل من ؟ السلطة أم الشعب !إن كانت من أجل السلطة فإن الشعب الإرتري سيتبرأ من هذا النظام وإلى غير رجعة وإن كانت من أجل الوطن فالوطن بحاجة إلى سلام وسلام حقيقي أكثر من حاجته إلى الحرب ودمار الذي تشمئز منه نفوس الملايين .

وإذا وقعت الحرب وهو مايسمى بالخيار اللاعقلاني فهل سنخوض حربا بهذا الجيش الذي نسمع عنه ؟ وهل الحرب ستحسم الأمر لمصلحة الشعب الإرتري أو الشعب الإثيوبي ؟ أعتقد أن الحرب لكلا البلدين ما هي إلاّ دمار وخراب ونتائجها معلومة مسبقا ليس المنتصر فيها من فتل أبناء شعبه ولكن المنتصر من حقن الدماء بوسائل دبلوماسية ورية مستقبلية بناءة وهذه لايمكن أن تتحقق إلاّ بحوار واسع ولملمت شتات الرؤيا الإرترية سواء أكانت في المعارضة أو الحكومة وهذا الطرح قد يشمئز منه البعض ولكنه هو السبيل الأمثل لإنقاذ الوطن ولبنائه بناء متماسكاً في كل علاقاته الإقليمية والدولية أما إن أراد النظام الإرتري أن يبني الوطن بساعد مشلول فهذا الخيار لايبني الوطن كما أنه لاينقذ الوطن من مغبة إشكاليات مستقبلية .

والذي يتمناه كل الإرتريون لوطنهم ومواطنيهم هو السلام وأن القوة العسكرية التي يحاول النظام الإرتري التطاول بها على المواطنين أولاً وعلى دول الجوار لا نريدها إلاّ أن تكون قوة وطنية نشارك بها في مرحلة البناء والتعمير والدفاع من أجل الوطن وحقوق المواطنين وسلامة البلاد وحفظ أمنها ولهذا نقول كل الخيارات تبقى مفتوحة أمام إرتريا ويبقى السلام مفتوح حتى أمام إثيوبيا فلا أعتقد أن نظاما ما يسعى إلى إبادة شعبه في حروب لا يجني منها سوى الموت والخراب فعلى إثيوبيا أن لا تبادر الشعب الإرتري بحرب لأن نفوس الإرتريين مازالت مشحونة من جرح إثيوبيا التي قتلة وشردت الآلاف إلى خارج وطنهم ولا يزال الإرتريون في المهجر يتابعون أو ضاع الوطن بكل مشاعرهم وحواسهم .

وللخروج من كل المآزق المحلية والإقليمية والدولية يجب أن يطرح الحوار لأن وحده هو الذي يمثل منهج البناء وطريق السلام وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى لم الشمل الإرتري بعد أن قوية شوكت المعارضة وتفاهمت في قانونية الحكومة المؤقتة والمستقبلية وما أحوج البناء إلى تكاتف الجهود وإن كان العديد من الاخوة يرون أن النظام لابد من إسقاطه فحن نقول يجب أن يسقط ولكن بشرعية دستورية فالأرض الإرترية ستبقى وتتوارثها نظم مختلفة وليست الحرب هي الخيار الأخير للإرتريين وليست هي الخيار الأخير للإثيوبيين أيضا بل السلام هو الأكثر ضمانا وأمنا للبلدين ولكنه سلام تفتح فيه كل المسارات وتطرح فيه كل القضايا على مائدة المفاوضات ولا يوجد مشكل مستعصى ليس لـه حلا فمن يقول لنا أن الحرب هي الخيار الوحيد لإحلال السلام في المنطقة نقول هذا هراء وتسفيه للعقول .

وربما الكثيرين لا يتفاءلوا بمستقبل العلاقات الإرترية الإثيوبية بعد نشوب الحرب الأخيرة بين الدولتين ونحن نقول أن العلاقات هي علاقات شعوب وليست علاقات حكومات آنية وإن تفاعل معها الشعب في فترة زمنية فهي ليست دائمة ولكن الدائم هو السلام المبني على علاقات احترام متبادل بين دول الجوار والحوار هو الطريق الأمثل لبناء إرتريا المستقبل . 

homdhriry@yahoo.com


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6094

نشرت بواسطة في فبراير 17 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010