إرتريا نزيف وأنين مواطن وجراح وطن ( قصة رحيل المناضلة خديجة عمر نموزجا )

 يقول المولي سبحانه وتعالي( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون ) صدق الله العظيم

khadija omer

إنتقلت إلي رحمة الله الأخت خديجة عمر شيخ عمر رحمها الله في يوم 11نوفمبر 2014. خديجة من مواليد 1963 في حرقيقو درست المرحلة الإبتدائية في مدرسة المرحوم باشا صالح كيكيا.وبعد مجزرة حرقيقو الثانية التي قتل فيها أكثر من 265  وكانت خديجة شاهدة علي تلك المجزرة وقتل إبن عمتها وبنت عمها امام عينها (الوالدين رحمهما الله ورحم موتي كل المسلمين).بعد ذالك خرج الجميع إلي الجبال المحيطة بالقرية وذهب بعض أهل القرية إلي معسكر دبعت أقامته الجبهة الشعبية للأجئين. في تلك الفترة التي بلغ السيل فيها الظبي وقام الإستعمار الأثيوبي بسياسة الأرض المحروقة هب الشعب الإرتري بحمل السلاح نسائه علي رجاله وشبابه . في تلك المرحلة حتي البنات اللاتي كن يعشن في مجتمع محافظ تركن الأهالي وحملنا السلاح وكانت الأخت خديجة واحدة منهم حيث إلتحقت بالثورة وعمرها 14 عاما وعملت في جهاز المنظمات الجماهيرية ومن ثم تزوجت في الميدان  مع المناضل الأمين شيخ صالح والذي كان يعتبر من كوادر وقيادة الشعبية . بعد  التحرير عملت خديجة مع إتحاد العام للمراة الإرترية وكانت إحدى قياداته.وكلمة للتاريخ عندما كنت أسأل خديجة هل كانت تضحياتكم ونضالكم كان من أجل بناء دولة ديكتاتورية فاشية كانت تقول ليس أبداء وإنما تم إنحراف وتحريف المساروفشلنا في بناء دولة العدالة والقانون. علما كل المناضلين وشهداء الوطن كان حلمهم أن يعيش  شعبهم وأبنائهم في مجتمع يسوده العدل والأمن والحرية ولكن أكثر المتضررين من نظام الشعبية اليوم كوادره وأبنائهم خاصة  الذين لهم راي مخالف للديكتاتور

 

 

ترددت كثيرا في كتابة مقال عن وفاة  المناضلة خديجة عمر شيخ عمر ورحيلها من دنيانا الفانية  يوم الأثنين الماضي

وبحكم  صلة القرابة كان عندي تواصل وأتابع وضعها الصحي وكفاحها وصبرها علي ما أبتليت به من مرض لمدة تزيد عن عقد إضافة إلي مضاعفة معناتها بعد إعتقال والد بناتها الأربع المناضل الأمين شيخ صالح ,هذا الأمر اثر في صحتها ونفسيتها لأن ازداد قلقها علي مستقبل بناتها ورعايتهم حيث هي في القاهرة تصارع المرض ووالد بناتها في السجن وليس لديهم اي أخبار عنه ولا علم لديهم عن سبب  ومدة سجنه .

في الفترة الأخيرة وعند تدهور وضع الأخت خديجة الصحي  طلبت وهي في هذا الوضع أن تذهب إلي إرتريا لمقابلة بناتها وهنا أصبحنا في موقف صعب نريد أن نحقق رغبة الأخت خديجة  الأخيرة حيث ان تحتضن وتكون قريبة من فلذات كبدها وهذا حق إنساني مشروع , لأن الإنسان يحتاج أحبته وأهله في مثل هذه المواقف ولكن بعد نقاش صعب كان الراي أن تبقى في مصر لأن في إرتريا لا تتوفر المسشفيات المتخصصة والعلاج المطلوب.في المقابل تمت مساعي ليسمح لبناتها السفر إلي مصر حتي يكون بقرب من والدتهم ولكن لم تكلل تلك المساعي لنجاح. هذا الأمر أحزنني كثيرا وجعلني أطرح أسئلة. هل إندثرت القيم والمشاعر الإنسانية في إرتريا؟ هل الذين يحكمون إرتريا ينتمون إلي المنظومة الإنسانية أم هم مخلوقات ليست لها صلة بالإنسان؟ هل الشعب الإرتري محكوم عليه بالسجن المؤبد أم شعب حر في أرضه؟ إذا كان حرا لماذا لايتمتع بالحركة كبقية الشعوب؟ إذا كان الخوف من الهروب لماذا لا تحل الأسباب التى تجبر الشعب إلي الهروب من الأرض الذي ضحي الشعب الإرتري من أجلها؟ وهل يعقل أن يدفع الشعب ضمان مادي يبلغ قيمته 5000$ لكل من اراد السفر لخارج البلاد اليس هذا دليلا واضحا بأن الشعب الإرتري يعيش في سجن مفتوح وكله متهم حتي يثبت برأته.

ما جعلني أكتب عن قصة خديجة رحمها الله وفرج الله علي المناضل الأمين شيخ صالح وكل سجناء الراي والمظلومين في إرتريا لترابط الحالة الإنسانية والوضع السياسي في إرتريا. كنت أتمني أن يسود العدل والتسامح والقيم الإنسانية النبيلة التي يعرف بها الشعب الإرتري العفة التسامح والتعاون… وأن أكتب كل خير عن بلدي ولكن مأراه وأسمع به من ظلم ومعاناة عظيمة ومحن وإبتلاءت يتعرض لها الإنسان الإرتري , في الداخل من قبل النظام وفي الخارج من عصابات التهريب ومصاعب طريق الهجرة حيث يتعرض البعض للموت عطشا وأخرون غرقا في المحيطات.قصة خديجة ذكرتني بقصة المناضل الأسير إدريس ابعري حيث تم إعتقاله مع المجموعة ال 15 ولايعرف عنهم شيئ . حيث تعيش بنته دون علم عن إبيها لتعيش نفس معاناة والدتها التي أختطف والدها من قبل الإحتلال الأثيوبي وتم إعدامه . هل تغير شيى من معانة ومحنة الشعب الإرتري بعض الإستقلال؟ .

إن إختيارى أنين مواطن وجراح وطن عنوان لهذا المقال أو لقصة خديجة لأن قصتها تحكي عن مدى تدني مستوي حقوق الإنسان والمواطنة في إرتريا ومعاناة الإنسان فيها وجراح وطن ينزف كل يوما دما دمعا وشبابا يتحدى المستحيل هروبا من جحيم أسياس وزمرته.وسوف ياتي يوما يقتلع فيه الشعب الإرتري النبتة الخبيثة التي أفسدت حياته وحطمت مستقبل شبابه . ختاما  اللهم أغفر وأرحم لخديجة عمر ونور لها قبرها وأحفظ ذريتها وأدخلها فسيح جناتك وأرحم كل موتي المسلمين وفرج علي القابعين في السجون ظلما أين ما كانو أمين.

 

 

عثمان كراني

السويد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32029

نشرت بواسطة في نوفمبر 17 2014 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010