إسطوانة التأمر الخارجي المشروخة ..

بقلم المهندس / سليمان دارشح

22/12/2015م

عندما يتحدث المسؤلون في حكومة  اسمرا من خلال  أجهزتهم الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية في أمر من الامور اعتادوا  أن يذكروا أن هناك تآمر خارجي يستهدف تدمير البلاد  وشعبها ، وهذه مزاعم في غير مكانها وليس هناك تآمر ولا يحزنون ، بل بهذأ الحديث يريدون تعليق كل ما يحدث في البلاد من اعتقالات وأغتيالات وضائقة معيشية ومصادرة الحريات ، على مشجب التآمر الخارجي !!

ظل هؤلاء الحكام – الهقدف – يكررون منذ ربع قرن هذه الاسطوانة في إلحاح شديد إلى أن سئم الناس هذا الحديث المقرف والمعاد والمكرر ، والذي اصبح من كثرة تكراره وإعادته لا يدخل أذاناً ولا يستقر في عقل .. ويقول المثل :( إذا زاد الشئ عن حده إنقلب إلى  ضده ) ، وبالتالي إنقلبت أكاذيبهم ضدهم ، وأدرك الشعب ، كل الشعب مدى غبائهم وخبلهم وأخفاقاتهم وسوء معالجاتهم للمشاكل والأزمات ، وفشلهم من تقديم أي عمل أو خدمة لها ذكر وبقاء لهذا البلد وشعبه .

لقد تبيت للناس ان حكام إرتريا – الهقدف- يسكن عقولهم مرضاً مزمناً اسمه التآمر ، وهي حالة مرضية قديمة مرتبطة بهم وناتجة في الاساس من عقدة  النقص وعدم  الثقة في النفس بالآخرين ، وفوق هذا وذاك من اين .. يعطي من يشكو نقصاً ويفتقد ما يعطيه !! وبذلك أصبح حديث المؤامرة الذي يروجونه  ، هو حديث يسري في عروقهم وليس لهم هم ولا عمل غيره !!

ومن هنا يرون كل دولة من دول العالم تدين أعمالهم  الاجرامية ضد الإنسانية هي دولة متأمرة !! وكذلك يرون كل مواطن حر شجاع يخالف رأيهم أو يكون خارج منظومتهم  الإرهابية – الهدف- وهو خائن ومتآمر وغير وطني يجب تصفيته جسدياً أو سجنه في الحفر المظلمة تحت الأرض ليعذب ويموت ببطء.

وفي راينا يعود ذلك إلى نفوس  هؤلاء الحكام السيئة. ، التي ترى اي رأي أخر هو العدو اللدود ، وهو البعبع ، وهو الشر الذي  يجب مكافحته وتصفيته ؟؟

ومع هذا سيظل الرأي الآخر موجوداً وله مكانته وتأثيره ، مهما بذلوا هؤلاء المجرمين ضربه وتحجيمه وطرده والتنكيل باصحابه .

وهنالك حقيقة واضحة للعيان واضحة كأنها الشمس في رابعة النهار ، ولكن لمن يرفع إليها بصره ، يحدق فيها ملياً ، أما هؤلاء الذين يطأطئون روؤسهم إلى الأرض ويخافون ويرتجفون ويترددون ، والذين لا يرون سوى  تحت أقدامهم ، فإنهم لم يرون أو يبصروا هذه الحقيقة رغم وضوحها وهي : أن الشعب عندما يجد أن جلَّ هم حكومته  هو السعي الجاد لاسعاده وتوفير سبل العيش الكريم واسباب الحياة له ، وإنها- حكومته – تضع مصلحته العامة فوق أي مصالح ذاتية لافرادها وطاقمها وتسعى لوحدته وقوته وعزته ، وتقر حقوقه الدستورية وحرياته  العامة والخاصة .. أن شعبنا يصل إلى مثل هذه القناعات والرضى بالحال ، فإن من الصعب أن تولد بينه وبين حكومته  بلبلة ومشاكل لان الشعب هنا ومن تلقاء نفسه سيكون حامياً مدافعاً عن الوضع السياسي لبلده ، لأن هذا الوضع سبب سعادته واستقراره ، وتقدمه .

أما الحال في ارتريا مخالف لما سبق  ذكره.. فهناك حكومة زرعت الريح وحصدت العاصفة .. ودمرت حياة الناس كلها وحالوها إلى عذاب وبؤس متصل وجحيم لا يطاق وسدت كل موقع وإتجاه قصده مواطن ليقضي فيه غرضاً أو منفعة .!! كما تخازلت من مد يدها لهذا الشعب  وإنهاضه من تخلفه ووضعه على الطريق الصحيح ليمضى نحو غاياته المرجوة !!

نعودة مرة أخرى ونقول: أن اسطوانة تدخل جهات أجنبية في شئون البلاد  التي تروجها حكومة أسمرا ، اضحت اسطوانة مشروخة ممجوجة لا يستمع لها أحد ولا يصدقها أحد … فابحثوا عن غيرها !!

وان الناس ليسو بهذه السذاجة حتى تنطلي عليها مثل هذه الاقوال التي تطلق على عواهنها  جزافاً .. فكفى الشعب تهريجاً وتضليلاً وأقوال ترسل في الهواء .  عجيب هذا النظام .. أي مأومرة يتحدث عنها!!  ألا يعلم أن المؤامرة القذرة والخسيسة والمعروفة للصغير والكبير داخلياً والمعروفة لكل دول العالم ، هي مؤامرته على هذه البلاد وشعبها!!

نقول للدكتاتورية العسكرية – الهقدف – المغلفة بالثورة الزائفة : أن زمن ذر الرماد في العيون قد ولى ومشجب التآمر الخارجي الذي استخدموه غطاء لنشر فسادهم وحبك مؤامراتهم الدنيئة  قد علم به القاصي والداني ومأواهم الزوال . ان أجلاً أو عاجلاً .

ويبقى القول: أن ما يجري في ارتريا اليوم من أحداث  وتظاهرات واحتياجات متصاعدة ، هو بداية النهاية لاحتكار السلطة من قبل حزب الهقدف  ، ولم يعد ثمة أدنى شك بأن الربيع الأرتري  سيجتاح ثنائية  الفساد والاستبداد التي تشترك فيها غالبية الانظمة الدكتاتورية في العالم وهذا الربيع القادم ، ليس تفاؤل وأمل كما يظن البعض ، بل هو حقيقة وواقع قادم بأذن الله تعالى ، لبزوغ فجر جديد في  ارتريا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36185

نشرت بواسطة في ديسمبر 24 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010