إعلام التحالف بين الجهود والجحود

محمود طاهر                                                27/1/2010م 

الاعلام لغة يشمل تعريف الاعلام المتعارف عليه، وهذا ينطبق على كل الفضائيات والاذاعات والصحف وغيرها من وسائل اعلامية.. أما الاعلام اصطلاحا، هو ذلك الاعلام الذي يختزل كثيرا من الفضائيات والاذاعات والصحف ويغربلها غربلة دقيقة جدا فلا ينفذ من غرباله الا ما ينفع الناس فذلك هو الاعلام الهادف.(مظفر قاسم).

والاعلام يمثل السلطة الرابعة في الانظمة الديمقراطية، وذلك لدوره الكبير في رفع درجة وعي المواطنين لقضاياهم، اضافة لكونها اداة مراقبة ومتابعة للاداء الحكومي كما هي موجهة لبعض القضايا التي لا تسترعي انتباه الحكومات بتسليط الضواء عليها، والإعلام يعمل على نقل الحقائق بصورة صحيحة الى الجمهور، بطريقة لاتقيده ولا تحدده ، والانطلاق بحرية في الرأي والكلام والتعبير، والإعلام هوالملاذ الذي يلجأ اليها الناس اذا شعروا بالظلم والغبن وضياع حقوقهم المشروعة، كما يعتبر العدو الاول للانظمة الديكتاتورية التي تعمل علي تغيب الاعلام الحر ومحاربته وتستعيض عنه بإعلامها الكذوب الذي يلون الحقائق ويصبغها بما يتوافق ويتماشى مع اهداف الديكتاتور،وتأتي محاربته لما للإعلام الحر من دور في كشف وتعرية اخفاقات تلك الانظمة في البلدان التي تحترم مواطنيها.والإعلام في ظل التطورالتكنولوجي والاتصالات، وفي ظل ثورة المعلوماتية يسهم بقوى في تشكيل المواقف وصنع السياسات وتوجيه صناع القرار وتكوين الرأي العام .

واذا اردت ان اتحدث عن الإعلام  الارتري خاصة المعارض والذي اسميه مجازاً بالإعلام المعارض والذي اريد ان احدده بإعلام التحالف الديمقراطي الإرتري لانه يمثل النواة الجامعة لكل الإتجاهات السياسية وهذا هو المفروض والطبيعي في مثل هكذا مكان .وهذا بدوره يمثل ان تكون رسالته متزنة وتعبوية في نفس الوقت ولا يمكن ان تتماثل في شكلها اومضمونها بالادبيات التنظيمية،وهذا إضافة أعباء لأعباء آخري ساتناولها، وذلك للاستفادة القصوى من هذه الفرصة المتاحة والمتمثلة في (برنامج تلفزيون اخبار ارتريا ) لان المعروض حالياً لا يتناسب والطموح واسباب ذلك لاتخفى على الجميع ولكن يمكن اجمالها في الاتي:ــــــــ

1/عدم توافر الامكانات والكوادر البشرية المدربة لممارسة هذا العمل الاستراتيجي بصورة ترضي رغبات العاملين والمتلقين معاً، لان العمل الماثل يمثل اجتهادات فردية لمجموعة وثلة مخلصة ومتفانية، لا يتعدى عددها اصابع اليد الواحدة . وقد يستغرق  العمل في الساعة التي يتم بثها اسبوعيا في القسم العربي ومثلها في التجرينية،  الكثيرمن الوقت والجهد، لا يتخيله المراء ومرات عديدة يعود هؤلاء الاخوة من استوديو التلفزيون عند الساعة الـ10مساء، بعد خروجهم من منازلهم عند الـ7صباحاً وكل هذه الجهود والتضحيات والتي ينظر اليها البعض باستاذية وترفع تتقاصر امام مآسات الشعب الارتري .

2/عدم توفرمعينات العمل من آلآت تصوير فيديو، او كاميرات فتوغرافية، اضافة الى اجهزة حاسوب ،لان الموجود لايفي بالحاجة صراحة. اذا لا يصدق القارئ بان القسم العربي، ومثله التجرينية، الذي عليهم ان يقوموا بالعمل في ثلاثة اتجاهات، الإذاعة ،التلفزيون ، لنشرة الدورية، كل هذا العمل يتم في جهاز حاسوب واحد ، لكل قسم وتحتاج في ذلك الإذاعة، ثلاثة ايام في الاسبوع، التلفزيون يومان، في الاسبوع ، النشرة شهرية .

3/عدم تهيئة الاجواء المناسبة، من سكن ومعيشة،وتصفح قنوات ، ومواقع، لما لهذا من اثر طيب على المردود الفني والابداعي لإن العمل التعبوي يحتاج الي الإطلاع كما الى التحفيز النفسي، إضافة الى عدم وجود برامج واضحة المعالم فكل ما يتم هو عبارة عن اجتهادات يشكر عليها الاخوة  .

4/التدخلات التنظيمية، لما لها من تأثير سلبي على مجمل العمل، لان هؤلاء الكوادر ذات ميولات تنظيمية مختلفة. و استخدام المصالح العامة لحسابات فئوية ضيقة .

واقول صراحة يمكن التغلب على هذه المشاكل والمتاريس بقليل من الجهد والعزم يأتي اولها الإقتناع بجدوي هذا العمل الإعلامي من قبل التنظيمات المعارضة، ومهما بلغت من ضعف في الجانب المادي لا يغلبها توفير الكثير من هذا المذكور .

ولأن ترشيد إستخدام هذه الوسيلة بطريقة صحيحة، سيجعل من كل الشعب الارتري يتوق وينتظرموعدبثها ،وهوما اثبت بمالايدع مجال للشك بانه انجع وسيلة حتى الان، حسب القراءة  والمتابعة الموجودة ، واكثرها تواصلاً في ايصال الرسالة والمعلومة للمستهدفين، وسيتم التفاعل مع ما يتم طرحه ومن ثم الاقتناع، لياتي من بعده التجاوب الشعبي والذي بدوره سيعجل برحيل النظام واقتلاعه من جزوره الهشة، وهذا يتطلب من التنظيمات ان ترتقي الي مستوي الهدف الكبير، والتفريق بين المصلحة العامة والخاصة،وإعلاء شأن العامة، اضافة الى الفصل بين الموقف التكتيكي والاستراتيجي، وعدم الخلط المتعمد ، الذي يمارس بينهم لعدم ارباك المواطنين، ومن ثم يسهل خداعهم من جانب النظام، وضرورة الترفع عن الخلافات الايدولوجية والقومية، والنظر اليها بموضوعية والتعامل معها كواقع معاش وموجود، وليس كحالة طارئة يستدعي التعامل معها إعلان حالة طوارئ، لإن إختلاف الأفكار لا يمكن ان يقف عائقاً امام المهمة المنوط بها من الجميع، والهدف الاساسي التي كونت على اساسه هذه التنظيمات، والتي ارتضتها لنفسها، وهي خلاص هذا الشعب من براثن وطائفية النظام، وهذ يتطلب منها عدم الإنشغال بقضايا وصراعات جانبية، ينهك قواها في معارك وهمية ويصرف عنها الناس.

وتجربة برنامج اخبار ارتريا التي زادات عن عامها الثاني بقليل، تحتاج الى مراجعة وتقيم، لتلافي السلبيات والمحافظة على المكتسبات، وقد اصبح للبرنامج مشاهدين على مستوي القطر ودول المهجر، ومستوى المشاهدة له في الداخل في تزايد مستمر، حسب ما يرد من اخبار، وهذا يحتاج من الجميع بان يكون التجاوب مع هذا البرنامج باعلى درجات الوطنية .

ومن المعلوم ان الشعب في الداخل قد بلغ اقصى درجات الإستياء من النظام، ويتمنى زواله، ولكن عدم وجود البديل المناسب، في ظل التشرزم الحاصل هو ما يؤرق ويشكل هاجس اضافي لمعظم قطاعات الشعب التي لا تعرف الكثير عن المعارضة، الا من خلال ما ينقله إعلام النظام والذي في مجمله  يعتبر مضلل ومغرض، والجبهة الشعبية قد شحنت وخربت وعي الشباب على مدي ثلاثة عقود بعد ان استفردت بالساحة، واوصلت ما ارادت ايصاله من معلومات، وشمل ذلك الجغرافيا والتاريخ، لذا تجد النظرالى هذه المعارضة ياتي مسحوباً بهذه السحب الدخانية الكثيفة، التي تحجب الرؤية الحقيقة، وعدم وجود اعلام اخر غير الحكومي ابقى على الصورة كماهي، اذا لم تزيد سوداوية وقتامة، ولذلك من الطبيعي ان تكون نظرتهم الي التنظيمات مريبة ومشككة نتيجة لفعل هذه الرسائل السياسية المغلوطة، وقد اقتصرت علاقة الشباب الارتري مع  تنظيمات المعارضة، في جانب شخصي ومصلحي بحت، تتمثل في دور الوسيط بينهم والحكومة السودانية في تسهيل حركة السفر من والي المدن الكبيرة ،او في محاولات إطلاق سراح بعض المقبوض عليهم لمخالفتهم قوانين التواجد الاجنبي في هذه المدن، ولم تتطور او ترتقي الى اكثر من ذلك . ومسح هذه الصورة السيئة التي رسمها النظام في مخيلة وذاكرة الكثير من الشعب، تحتاج الي جهود مضاعفة من العمل التعبوي والمدروس ولابد ان تصل الصورة الحقيقية لهؤلاء الاجيال والشباب، وقبل هذا ان يكون الناس على مستوى عالي من المسؤولية والتحدي بالبعد والنئي عن المطارحات والسجالات الاعلامية، من خلال هذه الوسيلة التي لاتخدم القضية . وعندما نجعل رسالتنا تعبر عن اهدافنا واشواق الجميع دون فرز سيتدافع الجميع لِلحاق بصفوف المعارضة، بدل البحث عن منافي جديدة قريبة وبعيدة وبتكاليف باهظة الثمن في النفس والمال وهي عجلة لا يمكن ان تتوقف في ظل بقاء هذ الديكتاتور على راس السلطة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1438

نشرت بواسطة في يناير 27 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010