إعلان وحدة اندماجية بين ثلاثة تنظيمات إريترية معارضة

الخرطوم-مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الإفريقي             23/6/2005

أختتم  اليوم  في أديس أبابا اجتماع هيئة القيادة لتنظيمات جبهة التحرير الإرترية (المؤتمر الوطني) والحركة الشعبية والجبهة الثورية الديمقراطية (سدقي).

هذا وقد استغرق الاجتماع يومين متتاليين تخللته مناقشات و حورات و مداولات مطولة ، تناولت كيفية تنفيذ برنامج جبهة الإنقاذ الذي ينص على الوحدة الاندماجية بين تلك التنظيمات على ارض الواقع،  حتى يصبح الحلم حقيقة على حد قول السيد/ عبدا لله آدم – رئيس اللجنة التنفيذية للحركة الشعبية الإرترية.

وترأس الاجتماعات رؤساء التنظيمات الثلاثة د. بيني كيداني ، عبدالله ادم وبرهاني يماني. وعلم “مركز الخليج” بان رؤساء حركتي عفار وكوناما لم يشاركا في الاجتماع، بناءاً على طلبهما الذى تقدما به في وقت سابق،  بغية الحصول على مزيد من الوقت  لدراسة موضوع الوحدة الاندماجية التي أقرتها  قواعد التنظيمات الثلاثة من خلال قرارات المؤتمرات التي عقدتها التنظيمات الثلاثة كل على حده،  حيث منحت قواعد تلك التنظيمات  صلاحيات مطلقة لقياداتها، لتنفيذ الوحدة الاندماجية المزمع تحقيقها، مع العلم ان  قواعد فروع التنظيمات الثلاثة كانت قد تبنت برنامج الوحدة الذي أقرته قيادتها بناءا على قرار القواعد التابعة للتنظيمات المعنية وشكلت لجان مشتركة باسم جبهة الإنقاذ كان أبرزها الاحتفالات المشتركة  التي حيتها تلك الفروع بمناسبة العيد الرابع عشر لاستقلال إرتريا في كل من هولندا وبريطانيا.

و في نهاية الاجتماع مساء هذا اليوم، قد استقبل وزير الخارجية الإثيوبي السيد/  سيوم مسفين قادة التنظيمات  الثلاث ، مساء اليوم وناقش معهم العديد  من القضايا الساخنة على صعيد الساحة الإرترية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر على ملامح المرحلة القادمة.

 كما اطلّع السيد/ مسفين على نتائج الاجتماع وقرار الوحدة الاندماجية وعبر عن سروره بنجاح هذا الاجتماع قائلاً: أن ما تم تحقيقه اليوم يعتبر جزءاً متمما لجهود جادة وعمل سبقته دراسة مستفيضة ومن ثم لقاءات  وحورات  ومشاورات مكثفة،  تم التوصل من خلالها  إلى تحقيق هذا الإنجاز العظيم الذي أعلن ميلاد الوحدة الاندماجية، عبر قرارات جريئة وشجاعة ومسئولة ستعود بنتائج ايجابية على قوى المعارضة الإرترية والتحالف الديمقراطي الارترى بصفة خاصة وعلى استقرار المنطقة في المستقبل على وجه العموم. 

و كشفت مصادر ذات صلة بالاجتماع ، أن قادة التنظيمات ، اطلعت الحكومة السودانية على نتائج الاجتماعات لهيئة القيادة.

وعلم المركز من مصادر مطلعة أن هيئة القيادة اتخذت عددا من القرارات  الهامة  التي تتعلق بتعجيل تنفيذ الوحدة، أبرزها، الاتفاق على عقد مؤتمر “توحيدي” في فترة لا تتجاوز الستة اشهر، واتخذت ايضا عددا من التوصيات في عين الاعتبار، أهمها تشكيل آليات ولجان متخصصة للتحضير للمؤتمر القادم.

ووصفت مصادر مقربة من الاجتماعات ، أن الأجتماع عقد جلساته واختتمها فى ظل مناخ اتسم بالهدوء  وسادته روح المسئولية، حيث ناقش المجتمعون ، كافة القضايا المصيرية الهامة وتوصلوا إلى النتائج التي تؤكد، أن عملية الوحدة هي المخرج الوحيد لإنقاذ الشعب الإرتري،  من ممارسات نظام اسمرا التعسفية.

 كما أكد المجتمعون  من خلال تحليهم بالصبر لتجاوز العقبات وحرصهم الشديد  لتحقيق الوحدة ، أن الوحدة الاندماجية هي احد أهم ركائز الخيارات الاستراتيجية للمعارضة الوطنية في الوقت الراهن والمستقبل.

 

 ولفت أنظار المراقبين حضور د. بيني – رئيس اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإرترية – المؤتمر الوطني ، للاجتماع على الرغم من وفاة ابنته التي رحلت في عمر الزهور ولم يمضي على وفاتها سوى أربعين يوما وهو ما اعتبره المراقبون بانه اهتمام حقيقي لقضايا الوطن والوحدة التي أصبحت فوق كل الاعتبارات.

ويرى المتتبعون لشأن المعارضة الإرترية بان الاتفاق الجديد يعتبر نقلة غير عادية في مستقبل المعارضة الإرترية. وتقرر أن تمضي التنظيمات الموافقة على الوحدة في برنامجها فيما تلحق بها تلك التي لم تعلن موقفها بعد.

ويرى إعلاميون ومحللون سياسيون ان هذه الخطوة كان من المفترض ان تعلن في مؤتمر كاسل العام الماضي نظرا لتطابق برامج التنظيمات الثلاث، الا ان اختلاف برنامج حركتى عفار وكوناما  الذي يرتكز على المطالبة بحقوق القوميات وتقرير المصير حتى الانفصال حال دون ذلك، حيث أن  برنامج التنظيمات الثلاثة التي صادقت على الوحدة لايتضمن مطالب الحركتين.

و من ابرز الإنجازات والإيجابيات التي ستنعكس على التحالف الديمقراطي الأرترى، بفضل  هذه الوحدة الاندماجية  ،سيتجلى بوضوح في أن عدد التنظيمات  ال 16 (ستة عشرة ) ، المكونة للتحالف الإرتري سوف يتقلص عددها لتصبح 13 تنظيماً.

وكما يتوقع المراقبون والمهتمون بملف المعارضة الإريترية ، انه في الأيام القليلة القادمة سيحدث المزيد اتقليص  فى عدد التنظيمات المكونة للتحالف الأرترى الديمقراطي على اثر انعقاد المؤتمر التوحيدي للجبهة الوطنية الديمقراطية المتوقع انعقاده في شهر يوليو القادم من العام الجارى ، علماً بأن هذه الجبهة تتكون فى مجموعها من 7 تنظيمات،  4 منها تقع تحت اطار التنظيمات ال16 المكونة للتحالف الديمقراطى الأرترى.  وهذا بدوره سيلعب دورا ايجابيا  هاما فى وحدة الصف والعمل  في التحالف الذى سيتكون من 9 تنظيمات واحزاب معارضة بدلا من ذلك الكم الهائل ، اى 16 عشرة تنظيما وحزباً، وهذا فى حد ذاته يعتبر طفرة سياسية فى عمل معسكر المعارضة الأرترية، وانجاز ملموس سيدفع بالجماهير الإرترية، بالالتفاف حول المعارضة وتستعيد ثقتها فيها ، حيث تقلص عدد تنظيمات المعارضة فى فترة زمنية قصيرة جدا  الى ما يقارب النصف بفضل اختيار طريق الوحدة بين التنظيمات ذات البرامج المتشابهة كخيار استراتيجي لتحقيق الهدف المنشود للشعب الأرترى.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4665

نشرت بواسطة في يونيو 23 2005 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010