إلى متى سيظل التعامل مع هذه العقلية .!

إعلام التحالف الديمقراطي

11/07/2006م

قبيل جفاف مداد إتفاقية إعلان المبادئ بين ممثلي الحكومة السودانية وجبهة الشرق التي وقعت برعاية أسمرا أعلن فيها – أيضا- عن ميلاد تحالف جبهوي جديد بين فصائل معارضة لإتفاق أبوجا بمسمى(جبهة الخلاص الوطني) متبنيا كافة الوسائل الإعلامية والسياسية والعسكرية لمواجهة الإتفاق الذي وقع مع أكبر فصائل دارفور ، وتجسيدا لذلك تبنى هذا التحالف العملية العسكرية التي إستهدفت (حمرة الشيخ) بشمال كردفان ، ولأن أحداث كهذه- الإعلان والهجوم-  ما كان لتمر دون موقف رسمي فقد أصدرت الخارجية السودانية بيانا في05/07/2006م وجهت فيه إحتجاجا قويا على السلطات الإرترية وإستدعت سفيرها بالخرطوم وطلبت منه تفسيرا رسميا للموقف الإرتري ، إلاّ أن أسمرا والتي تستمرئ أن تعامل بصورة متفردة عن العالم أجمع ، فلا ينقد لها تصرف أو تحاسب على موقف ، فقد رأت في ذلك تحاملا عليها وصارت تشرع للخارجية السودانية مهامها وحدودها ، بل وجعلت من نفسها ناطقا رسميا لمؤسسات الدولة السودانية في وقت عجزت فيه عن تعيين وزيرللخارجية لها منذ مايقارب عاما كاملا ..!

 

غني عن القول أن الدولة السودانية لها وسائلها للرد ، غير أن مايعنينا هنا الأسلوب الذي تحدثت به أسمرا في هذا الصدد ، فقد إنبرى السيد عبدالله جابر مسؤول الشئون التنظيمية بالحزب الحاكم والممسك بالملف السوداني لوسائل الإعلام  بتصريحات متضاربة في مضمونها ، ومثيرة للتوجس في مراميها ، ففي الوقت الذي يتحدث فيه وكأنه يكشف سرا خطيرا بعلم ممثلي حكومة الوحدة الوطنية والحركة الشعبية لوجود قيادات هذا التحالف في أسمرا بل وإجراء بعضهم لقاءات بها .. وسعي نظامه لإلحاقهم بركب التوقيع على الإتفاق المبرم بأبوجا.. إلى أن حكومته ليس لها مبادرة محددة في هذا الشأن .. ثم ليعود ويتحدث عن وجود إتصالات مع قيادات سودانية وزيارات لأسمرا للتحاور مع تلك القيادات .!

 

هذا التضارب في الأقوال والذي ينشئ إنطباعا أوّليا بمحدودية الخبرة الدبلوماسية لغة درجت عليها قيادات نظام أسمرا في كافة الفترات التي شهدت نوعا من التطبيع أوالتحسن في علاقات النظامين طوال العقد الماضي ، فكل مبادرة من الخرطوم حيال أسمرا إلاّ وقوبلت بنوع من هذه التصريحات ، والذاكرة لم تتبخر منها أحاديث التوعد بإسقاط حكومة الخرطوم عنوة أو نهاية المشروع الحضاري وغيرها من التصريحات التي أعقبتها تطورات جسام . 

 

فالخرطوم أكدت أنها كانت على علم بما يجري في أسمرا وإفترضت – على الأقل وفي ظل إستضافة أسمرا لمفاوضات الشرق كوسيط  حظى بثقة الطرف الحكومي – أن يتم إحتواء هذه التحركات ، وعموما فالوجود السوداني المعارض بأسمرا ليس حدثا طارئا ، والحقيقة غير القابلة للبس أن المجتمع الدولي وبمستوى عال من المشاركة في مفاوضات أبوجا – بوجود هذاالمسؤول ضمن منبرالشركاء- قد توصّل إلى صياغة حلول لمشاكل دارفور لمن قبل منهم ومن لم يقبل، وعموما فإن الأمر يعني أطراف القضية الأساسيين وأهلها أدرى بشعابها، ولكن الذي لايمكن إغفاله هو ما الذي يسثطيع هذا النظام تقديمه لإقناع تلك القوى الرافضة للإتفاق ..؟  خاصة وإن النبرة التي إتّسمت بها تصريحات عبدالله جابر عكست حال من عدم الرضى حيال ما تم التوصل إليه ..؟ فهل قررت أسمرا إعادة الأمور في الغرب إلى المربع الأول حتى تتولي حل كافة مشاكل السودان على أنغام دورها الأوّلي في مسار الشرق ..!

 

إن عقلية المغامرة ظلت هي الثابت الأساسي طوال عقد ونصف في منهجية التعامل الخارجي لهذا النظام عموما ، وإن هذه القاعدة حكمت تصرفاته حيال دول الجوار كافة ، وكثيرا ما يجنح لتفسير محاولات الآخرين لتحسين مستوى العلاقة به إما خضوعا منهم أو ضعفا بهم لتتصاعد في مخيلته فرص فرض هيمنته المطلقة ، والقضية لم تعد متى يقلع هذا النظام عن مسلكياته هذه ، إنما كيف يتم التعامل معها وقبل فوات الأوان .  

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6961

نشرت بواسطة في يوليو 11 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010