إنطلاقة قطار المؤتمر الوطنى العام

بقلم /ابو رامى/ بيرث

لقد انطلق قطار المؤتمر الوطنى العام ، وها هى مفوضية المؤتمر الوطنى قد شرعت  الى قيادة القطار  الميمون الى وجهته التى حددها  الملتقى  الوطنى  ، وها هى جماهير  شعبنا الراغبة الى التغير الديمقراطى  قد شرعت بكل همة  الى إعداد الزاد الذى يعينها فى رحلتها الى المؤتمر . وبما ان رحلة القطار تستغرق  عاماً كاملآ ، فانه لزاماً على القطار خلال هذا الزمن ان يتوقف فى محطات اساسية  وجوهرية هى من صلب مهام المؤتمر الذى سيكلل بنجاح كبير انشاء الله ، متى ما اكمل تلك المهام بكل صدق وشفافية ووضوح تام .

وهذه المحطات هى  :-

1-         المحطة الاولى :-الوحدة الوطنية ارضاً وشعباً:-

ان الايمان بالوحدة الوطنية هى الارضية الصلبة والإنطلاقة القوية نحو إيجاد  نسيج وطنى واحد متين ، وان هذا الإيمان بالوحدة قائم على مبادىء واسس تحكم كل مكونات الشعب الاريترى وهى تقوم بالدرجة الاولى على  المساواة التامة واقرار الحقوق الكاملة ، وكفالة الحريات ، لافرق بين مواطن وآخر والجميع سواسية امام القانون .

عليه مطلوب ترسيخ هذه المفاهيم واقرارها بالشكل الذى يجعلها المرجعية التى تحكم المجتمع الاريترى كافة ، وبقوتها يتم ازالة مخلفات الاستعمار ، وجبروت النظام الدكتاتورى المتسلط على حقوق شعبنا . ان تجربتنا الوطنية غنية للاستفادة منها فى هذا المضمار . وبالتالى المطلوب فى هذه المرحلة الدقيقة والحساسة ان نرتقى الى المرتبة الوطنية العليا بحيث يكون شعارنا  العملى  ( الوطن الواحد …. الشعب الواحد ) ولا يعلو على ذلك اى شىء .

وحدتنا الوطنية قوتنا الحقيقية .

2-المحطة الثانية :- الدستور المؤقت :- الدستور هو

المشرع الأساسى والمرجع والحكم والفيصل   لمجمل واقع الدولة والمجتمع ،فى كافة هياكله ، والموجه الضابط لأليات العمل . وبما انه كذلك  وأكثر  فان أية دولة لا يمكن ان تقوم على الحق والعدل والمساواة فى غياب الدستور الوطنى الذى يجمع على صياغته واقرار مواده التى تحوى على صغيرة وكبيرة من شؤون الوطن من قبل الشعب بكل ارادته القوية . عليه والى حين اقرار دستورى وطنى دائم بعد التغير الديمقراطى وزوال النظام الدكتاتورى ، فان مرحلة التغير الديمقراطى فى حاجة  ماسة الى دستور انتقالى  حتى لا يتعرض الوطن لظروف الفراغ الدستورى وتعم البلاد الفوضى الادارية ،لغياب الضابط والموجه وفق احكامه الصارمة . من هنا تأتى أهمية اقرار مسودة دستور انتقالى  لمرحلة التغير الديمقراطى يقرها المؤتمر الوطنى العام . لذا يتطلب من كافة جهة الاختصاص الاريترى والعون بجهات عليمة ان يدلو بدلوهم لإنجاز ذلك وبما يحقق ويضمن حقوق شعبنا كافة .

3-المحطة الثالثة :- العمل السياسى :- بما ان الشعب الاريترى برمته منضوى فى اجنحة سياسية متعددة ممثلة فى تنظيمات واحزاب وجمعيات وهيئات ومجتمع مدنىى …..الخ الكل يهدف الى انجاز عمل سياسى من أجل خدمة البلاد والعباد كلآ وفق منظوره ووفق منطلقاته ووفق قرأته ودرجة استعداده ، الامر الذى ادى الى وجود تكوينات متعددة  ومسميات سياسية كثيرة تعج بها الساحة الوطنية الاريترية ، لذا فان المرحلة الحالية دقيقة جدا، وان منعطف المؤتمر الوطنى غاية فى الاهمية من أجل  ايجاد و  خلق واقع سياسى واحد وجديد من أجل وطن معافى وسليم. لذلك اصبح امام كل هذه القوى السياسية  بمختلف توجهاتها واقع يفرض عليها الإمتثال للمشاركة الفاعلة فى اطار يجمعها والاخرين للوصول الى إقرار وصياغة وتنفيذ استراتيجية تغير ديمقراطى واحدة ولن تتم هذه الاستراتيجية ما لم نأتى جميعاًبكل صدق وتفانى واخلاص حاملين رؤيتنا النضالية وكل الادوات وخلاصة تجاربنا الى المؤتمر الوطنى فى ظل الاحترام المتبادل والقبول الواضح بالرأى الأخر وصولآ الى  صياغة منهج واحد نلتزم به، بعيداً كل البعدعن تصفية الحسابات وفرضية الأنا والشروط المسبقة .  صحيح قد لا نجمع فى المراحل الاولى على منهج واحد 100% لكننا على الاقل نجمع على الثوابت الوطنية ، والمبادىء الاساسية ، ويأتى فى مقدمتها سرعة الخلاص لشعبنا من الويلات والبؤس والحرمان . عليه اصبح لزاماًعلى الجمع السياسى بلورة مفهوم العمل السياسى الجامع الواحد، وخلق حراك سياسى موحد بعيداً عن التمترس المعهود . والوصول الى المؤتمر الوطنى باوراق سياسية ،تضيق هوة الخلاف وتدفع باتجاه الارضية الواحدة وتلك هى امانة وطنية على الاعناق .

4- المحطة الرابعة  :- اللاجئين والمهجرين والمهاجرين اللاجئين:- وبؤس اللجوءمنذ اكثر من ثلاثون عاماً .

المهجرين :-انتزعت اراضيهم ومنازلهم وتم تهجيرهم الى مواقع لايوجد بها ادنى مقومات الحياة الكريمة .

المهاجرين :- معاناتهم القاسية فى دول المهجر فى انحاء المعمورة .

مطلوب الخروج برؤية عمل تحد من معانات هؤلاء والعمل لضمان عودتهم الكريمة الى ارضهم ومنازلهم ووطنهم .

5 – المحطة الخامسة :- الاعلام والثقافة :-

الاعلام هو المرآت التى تعكس الواقع ومكوناته وحركته ، و  متى كان الاعلام حاضراًبكل قدراته ضمن حركة الواقع الوطنى ومعطياته يكون السلاح الاقوى ، والقوة الفاعلة الاكثر تأثيراً والأقوى تحريضا ًوالوسيلة المثلى لكشف كل المخططات الهادفة الى عرقلة النضال الوطنى وتقويضه .وبما ان الاعلام كذلك فاننا فى أمس الحاجة الى دور الاعلام فى هذه المرحلة الانتقالية ، على كل الاقلام الوطنية وكل المواقع العنكبوتية بلورة أهمية المؤتمر الوطنى العام والدفع بكل الراغبين الى التغير للمشاركة فى انجاح المؤتمر العام .

6- المحطة السادسة :- الاعتماد على الذات اولآ :-

بما اننا نعمل بمبدأ الاعتماد على الذات ، وهذا ما تأكده تجربتنا النضالية فى مواجهة الجيوش الاستعمارية  بالاعتماد على الذات  حيث حققنا ذاتنا .وحتى يكون قرارنا فى ايدينا ، وتطبقاً لمقولة ( من لا يملك قوته لا يملك قراره ) فان احتياجات عقد المؤتمر الوطنى يجب ان تغطى من مساهمات وتبرعات جماهيرنا الوفية ، ساهموا بسخاء وشاركو بمساهماتكم الكريمة فى صنع القرار الوطنى الهادف الى التغير الديمقراطى العاجل .

7- المحطة السابعة : الاعداد لقضايا اخرى ذات الاهمية من المفترض ان يتطرق اليها المؤتمر ، وتكون عوناً له فى تسير مهامه بنجاح .

هذه المحطات وغيرها السالفة الذكر عندما تتمكن جماهيرنا فى كل مكان من إعداد الدراسات الكافية لها وتناولها بكل شفافية ومصداقية ، فى ظل الانحياز الكامل الى الوطن الواحد والشعب الواحد ، بعيداًعن التخندق والتشرذم. عندها سيكلل المؤتمر بنجاح كبير باذن الله ، ويتحقق ماتصبو اليه جماهيرنا الأبية وينال كل ذى حق حقه .

هكذا انطلق قطار المؤتمر الوطنى ، هيا بنا جميعاً نتفاعل معه بكل قوة  وتفانى  واخلاص ليتمكن من الوصول الى محطته الاخيرة محملا بأراء ومعالجات الجماهير و تحميه رعاية الجماهير بعد المولى .

ان المؤتمر الوطنى الجامع حدث فى غاية الاهمية يجب ان نجمع عليه وإن اختلفت مشاربنا وتوجهاتنا .

غايتنا جميعاً نجاحه …..

واللــــه نســـأله التــــوفيــق والســـداد

—————–  ابو رامى / بيرث

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9813

نشرت بواسطة في نوفمبر 24 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010