اجعلوا قاعاتهم مغلقة وكراسيهم خالية

جاء رمضان بكل ما يحمل من معان سامية وقيم عالية وبكل ما يمثله للمسلم من موسم يتعرض فيه للنفحات ويجتهد فيه بالطاعات ويصبغ حياته اليومية كلها بما يتناسب وهذه الشعيرة العظيمة في نومه وصحوه وأكله وعاداته وعلاقاته الاجتماعية وعمله الوظيفي وينسحب ذلك على الأطفال والصغار تكون لهم فيه ذكريات خاصة تكبر معهم وتشيب ، كل ذلك يحدث في رمضان على مستوى الفرد والأسرة وتتعبه في ذلك الأجهزة الإعلامية للدول فتلون برامجها بلون رمضان، منها ما يقل من هذه اللونية ومنها ما يكثر ولكن لا تخلو برامجها من إشارة بعيدة أو قريبة إليه فإن لم يكن ذلك بالبرامج الدينية وتلاوة القران فبالشعارات والإعلانات الرمضانية و وكل ذلك وغيره يمثل لدى المسلم حياة رمضانية يعشها في شهره يودعه فيها أعماله ويرجو في نهاية الموسم أن سكون حصاده أجرا مضاعفا وثوابا جزيلا فضلا من الله ونعمة منه على عباده .

ولكن دعونا نلقي نظرة على أوضاع شعبا الارتري المسلم في ظل العصابة الطائفية الهقدفية التي آلت على نفسها جهارا نهارا أن تحارب المسلمين في وطنهم فتحرمهم لذة العبادة ومناجاتها وتعكر عليهم صفوها وتكدر عليهم معايشتها وذلك بكل ما يتنافي وهذه الشعيرة المباركة من برامج وممارسات ، فتخلو فضائيتها (العرجاء) من أية إشارة أليه طيلة الشهر المبارك ولما جاء عيد القدين (يوحنا) فإن الفضائية المشوهة بدأت تعلن عن برامجها لهذا الحدث قبل يومين حتى توجته بيوم مفتوح وبث مباشر ماجن مخمور من ارض ساوا ومعسكرها سيئ السمعة ، ثم تبعته الأيام التالية بإعادة تلك المشاهد الممسوخة عدة مرات إمعانا في الأذية واستهتار بالمهمشين من أبناء الوطن .

أيها المهمشون في شتى أرجاء المعمورة وانتم تعيشون هذه الأيام المباركة من العشر الأواخر في رمضان وما يتبعها من أيام العيد المبارك اربأوا بأنفسكم أينما كنتم أن تحضروا احتفالات العيد التي سيقيمها النظام ليس احتفالا بكم ، كلا والله ولكن اختلاسا لمشاعركم وسرقة لجيوبكم وطمسا لهويتكم وإمعانا في إذلالكم ، إذ ليس من المنطق والمعقول أن يحارب النظام شعائرنا طيلة الشهر المبارك ثم يدعي أن يحتفي بعيدنا على الطريقة التي تدر له الأموال وتفسد له العقول وتخرب له الأعمال الصالحة التي كان يعيشها المسلم في شهره حتى يختمها بحفلة ماجنة لا تخلو من أنواع الفسق والفجور، قفوا مع أنفسكم  ودواتكم وقفة تأمل ومحاسبة وقرروا أن لا تكونوا لعبة بأيدي عصابات الهقدف الطائفية التي لا يهمها إلا مصلحتها واحتفلوا بطريقتكم الخاصة وفق ما يمليه عليكم دينكم وعاداتكم التي تتماشى وقيم الدين ومعاني الرجولة والشهامة وقيم العفة والستر فالفرحة في العيد مطلوبة شرعا والاحتفاء به سنة نبوية .

ولكن ليس في ديار الظلمة وجاليات الشعبية التي تقتلنا كل يوم وساعة وأملي أن نرى قاعاهم خالية وكراسيهم فارغة وبضاعتهم مردودة إليهم ودورهم مغلقة وليعود فنانوهم من حيث أتوا خائبين خاسرين إلى ديارهم يجرون ذيل الحرمان ويلبسون لباس العار.

وكل عام وشعبي الإرتري المهمش بألف خير.

حامد صالح

Hasm216@hotmail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7686

نشرت بواسطة في سبتمبر 19 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010