اختناق سياسي وانفراج موهوم

بقلم : أبو همد حريراي

لا يدري المواطن الإرتري من المخنوق الشعب أم النظام ؟ ولكن الواقع تردى بكل ما تعنيه كلمة التردي فالوضع الداخلي يزداد سوءا يوما بعد الآخر والمحيط الدولي والإقليمي يترقب شبح حرب لا محالة من وقوعها في ظل النظام المتغطرس على شعبه وجيرانه وإن كانت مشكلات الشعب بلغت ذروتها في التعقيد والتردي من ناحية السياسة والناحية الاقتصادية فإنّ النظام مازال يراهن على العصى السحرية وشماعة علاقات الجوار الوهمية مع السودان باعتباره الحلقة الضعيفة في دائرة الصراع الإقليمي لعدة اعتبارات منها: أن السودان يعاني مشكلات سياسية في جنوبه وغربه وربما حتى في شماله وهذا لاينكره النظام السوداني لأنّه شخص في كثير من الأحيان مشكلاته وسعى إلى حلها بطرق ووسائل سلمية ومعلوم أن اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة السودانية مع الجنوبيين كان بداية حقيقة لانفراج الأزمة لولا تفاقم مشكلات الغرب في إقليم دارفور وتدخل إرتريا فيها أيضا وحتى هذه سعى النظام السوداني لحلها بوسائل متعددة وهي في طريقها إلى الحل الحقيقي لأنّ الشعب السوداني تتولاه قيادات واعية تفكر في مسيرة شعب بكامله وأمة بكاملها ووطن بكل ما يعنيه معنى الوطن أما المشكل الحقيقي لدى النظام الإرتري لايدري هو مع من يصارع مع السودان لإسقاط حكومته باعتبارها تحمل أيدلوجية تخالف نهجه الدكتاتوري أم لأن الحكومة السودانية تعادي الحكومة الإرترية باعتبار العلاقات مع جارتها إثيوبيا التي تتميز بعلاقات طيبة مع السودان وهنا يجب أن تعترف بأن حكومة الشعبية من شدّة جهلها بمفهوم العلاقات الدولية خلطة بين ورقتين ورقة الحرب مع إثيوبيا جارتها وجارة السودان وحليفة الشعبية بالأمس القريب وإن اختلف السراق في تقسم الكعك فتقاتلوا وأبادوا الأبرياء من أبناء الشعبين الجارين واليوم مع نذر الشؤم الذي يهدد البلاد تسعى حكومة إرتريا مرة أخرى لخلق علاقات طيبة كما تدعي مع جيرانها كيف يكون هذا ؟ وكيف تخلق علاقات مع جيرانها وهي لاتملك علاقات داخلية مع شعبها دولة يهرب منها المواطن بعد أن دفع من أجلها – أعنى البلاد – كلّ ما يملك من مال ودم ثم يتركها المواطن هاربا بروحه باحثا عن مأمن كيف يبحث الإنسان المأمن في بيت غيره ولا يأمن في بيته ؟؟ أمر عجيب ووضع لا يتصور وواقع لا يطاق لذلك نقول من المخنوق حقيقة هل الشعبية ؟ أم الشعب الإرتري ؟

كثير من التقارير تقول إن المخنوق هو الشعب الإرتري وليست الشعبية لأن الشعبية قالت : لا يهمها المواطن يهرب. يموت. ينتحر. ينفجر. يذهب إلى إي جحيم المهم عندها أن تبقى حكومة الشعبية على السلطة لأنها ترى في نفسها كفاءة خارقة للعادة وأن كل الساسة الإرتريين لا تفكير لهم ولاهم لديهم سوى التجول في العواصم واللقاءات في الفنادق وهذا ترويج كاذب لأن السياسيين الإرتريين لو كانوا هواة فندقة لما تألموا لمعانات الشعب ولو كانوا واهمين لما خططوا وشرعوا ونظموا أنفسهم في صفوف من أجل صياغة الوطن ومستقبله وكل القيادات السياسية المعارضة لا تعارض من أجل المعارضة لأنها تكره الشعبية كلا ولكنها تبحث عن الوطن الذي حلمت به أجيالها منذ سنين وتسعى من أجل فك عقد الخناق عن كاهل الشعب وليس عن كاهل الشعبية .

أما مساعي الحكومة إلى السودان وبحث نوافذ ليس من أجل الشعب الإرتري بل من أجل فك اختناقها لتجمع المواد التموينية والبترولية بعد أن عصفت بها أزمتي السياسة والاقتصاد وأزمة البنزين أكبر دليل على إفلاسها الاقتصادي .ويأتي سعيها لتقول للمحيط الدولي أنها مجموعة مسالمة- أي الشعبة-  لا تعادي جيرانها. ولكن المجتمع الدولي وقبله المحيط الإقليمي أدرك تماما أن الشعبية غير مؤهلة لحكم إرتريا كدولة في وغير قادرة على خلق علاقات دولية مع المحيط الإقليمي والدولي.

 ومع ذلك سعت لمبادرة كاذبة ومخادعة ومبادرة ما هي إلا حبر على ورق وليس لها في أرض الواقع شيء تريد أن تكمم أفواه السودانيين حتى لا يتكلموا عن المنكوبين النازحين من ديارهم من أبنائنا الأعزاء بعد أن أنهك كاهلهم النظام الفاسد بالقهر والجبروت واليوم يسعى لكي لا يعرف المجتمع الدولي ما يحدث لهولاء الذين يفترشون التراب في غربة كلها معانات وعذاب من المسؤول عن هذا هل المعارضة الإرترية أم الشعبية ؟ ؟؟ لاشك أن الشعبية فرطت في أقل الحقوق وأدناها للمواطن الإرتري فخنقته بل وقتلته وسجنت منه أكبر قدر ممكن ولا أبالغ إن قلت إنّ السجون في إرتريا لم تشهد في تاريخ إرتريا عدد من المواطنين السجناء مثل ما شهدته في فترة حكم الشعبية وأن نسبة الجريمة لم ترتفع في إرتريا مثل ما ارتفعت في عهد حزب سمى نفسه العدالة والاسم لا يليق به فهل بعد هذا اختناق آخر للشعب الإرتري لا مفر إما الموت والسجون وإما الهروب والبحث عن مأمن يعيش فيه الإنسان بكرامته ولكن الشعب الذي ينزح اليوم يحمل كل القسمات التي رسمت على الأرض الإرترية وإن خرج منها اليوم ذليلا بسبب المجموعة المتغطرسة سيعود لها غدا وهو قوي السواعد وهكذا علمته التجربة الإرترية في نضالها المرير .

أما الاختناق السياسي الذي يعانيه النظام سيفجره ويموت به ميتة ذليلة ولن تنجوه مبادرات الوهم الكاذب التي أرسل لها جابر المريض في عقله لن تأتي بالحل السحري وإن كذبوا علي الشعب بأن قالوا إنهم اتخذوا خطوات حقيقية من خلال اللقاءات مع القيادات السودانية ومن المفرقعات الكاذبة جاء في اللقاء الكاذب في تطوير العلاقات المفقودة أن :(الحكومة الإريترية  …..خطوة  أساسية تمهد الأرضية المناسبة  للنهوض  بالعلاقة  نحو آفاق جديدة ورحبة …التأكيد على الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية الوطيدة بين الشعبين والعمل من اجل تعزيزها  وترشيدها  بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين  الشقيقين ) هل هذا ممكن ؟ العاقل يتساءل عن أي علاقات تحكي حكومة الشعبية ؟ ومع من مع دولة جارة احتضنت الشعب الإرتري في أحنك محنه. عن دولة جارة شاركت الإرتريين في كل مراحل النضال الوطني. نبحث معها علاقات جديدة هذا كذب وافتراء على الشعب الإرتري لأنّه يعرف أن العلاقات السودانية الإرترية علاقات جوار وعلاقات ثقافة وتاريخ مشترك في منطقة القرن الإفريقي أما ما تبحث عنه زمرة الشعبية فهو انفراج من الاختناق السياسي للمحيط الذي طوقها لعداوتها المستمرة والدائمة لكل جيرانها ولا توجد دولة جارة لإرتريا إلاّ وكان معها أو لازال معها الشغب حتى اصبح الشعب الإرتري بسبب ذلك منبوذ من قبل جيرانه. ثم متى كانت العلاقات بين الشعبين سيئة ؟ تاريخ العلاقات السيئة بداء بتاريخ الحكومة الإرترية التي تريد أن تكذب التاريخ وتكذب الواقع وشعبنا المناضل الشريف البطل لم تعرف لـه أي علاقات سيئة على مدى التاريخ مع أي دولة ولكن (أنتم يا ناس الشعبية ) بهذه  العامية نقول: إن الشعبية بها مرض خبيث وتعاني عقلية الأنا وهذا لابد أن يجث بكل الوسائل المتاحة أمام الشعب الإرتري ولن يأتي الانفراج بما يتصورنه الحلقة الضعيفة ولكن سيقتلهم الوهم .


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6096

نشرت بواسطة في أكتوبر 17 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010