ارتريا بعضوية مراقب في جامعة الدول العربية الى متى؟(1من2)

في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس إسياس أفورقي بعد زيارته للدوحة في 29/05/2002م اوردته جريدة القدس العربي اللندنية بتاريخ 30/05/2002م قال عن الجامعة العربية إنها أي الجامعة العربية لا تمثل شيئا في العالم العربي ولا في الاقليم الذي تقع فيه ارتريا فضلا عن افتقارها لاي فعالية مما يؤكد عدم توافر مسببات الانضمام اليها ومهما بلغت العواطف التي تثار بشأن الجامعة فان أي مواطن عربي يدرك تماما أن هذه المؤسسة لا تملك أي دور من أي نوع وان عدم تأثيرها يساوي عدم وجودها بعد هذه المقدمة

هذا التصريح وغيره من التصريحات يوضح الموقف الرسمي الارتري من جامعة الدول العربية بل ومن العرب عموما وهو ذات الموقف الذي تغير فجأة في يناير 2003م عندما أعلنت ارتريا عن رغبتها الاكيدة الانضمام الى الجامعة العربية بصفة مراقب مع امكانية ان تتحول الى عضو دائم في نهاية عام 2003م وهو المطلب الذي لم يتحقق حتى كتابة هذه السطور وهذا الموقف الذي أصاب كثيرين من المحللين والمراقبين للشأن الارتري بالدهشة والحيرة وأثار تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التحول المفاجئ في سياسة الرئيس اسياس والحكومة الارترية تجاه الجامعة العربية من ناحية والعالم العربي شعبا وحكومات من ناحية أخرى وهل هذا التحول نتيجة تبني النظام استراتيجية جديدة في سياسته الخارجية ترتكز في احدى مقوماتها على البعد العربي أم أنه تحول تكتيكي نابع من ظروف موضوعية معينة آنية بحيث يمكن أن تحدث ردة ثانية بعد زوال هذه الظروف الموضوعية هذه لأسئلة وغيرها سوف نحاول الاجابة عنها من خلال هذه الاسطر القادمة ولكن اذا سمح لي القارئ الكريم ان اعطي نبذة مختصرة عن العلاقات العربية الارترية منذ فجر الثورة بدء بحركة تحرير ارتريا التي سبقت جبهة التحرير الارترية لعل هذه النبذة تساعدنا كثيرا في فهم التطورات الاخيرة .

 

العلاقات العربية الارترية أثناء الثورة:

يمكن القول ان العالم العربي لعب دورا هاما في مرحلة الكفاح المسلح الذي خاضه الشعب الارتيري ضد الاحتلال الاثيوبي الذي اراد أن يقضي على الاخضر واليابس في ارتريا حيث كان العالم العربي المنفذ الوحيد للثورة الارترية بمختلف فصائلها ومشاردها الفكرية والنضالية الى العالم الخارجي فقد لعبت كثير من الدول العربية دورا هاما وكبيرا بل محوريا في حسم الصراع بتقديم الدعم المادي والمعنوي وأحيانا العسكري والاعلامي للثورة الارترية فمثلا مصر كانت القاعدة لانطلاقة الشرارة الاولى للثورة الارترية المتمثلة في جبهة التحرير الارترية وكان السودان احدى نقاط الانطلاقة الرئيسية للفصائل الارترية بل كان المعبر الوحيد الذي من خلاله تتم عملية امداد الثورة بالسلاح حتى ولو كان ذلك من الخارج الا انه كان عبر السودان ولا يزال السودان يستضيف في أرضه مئات الالاف من اللاجئين الارتييين بعد استقلال ارتريا بأكثر من 14 سنة من الاستقلال والحرية وهؤلاء اللاجئين ترفض الحكومة الارترية عودتهم بحجة انهم من الاصوليين الارهابيين  كما قامت دولا عربية عديدة بمنساندة نضال الشعب الارتري بدء باليمن الشمالي وسوريا والعراق ودول الخليج1 . 

هذا عبارة عن بحث مطول يخوض ويغوث في معرفة طبيعة العلاقات العربية مع ارترية الثورة وارتريا الشعب وارتريا الثقافة والتاريخ  ولعل هذا الذي دفع الى هذا التقارب بين الثورة الارترية والعالم العربي عدة امور منها قرب ارتريا ومجاورتها للعالم العربي ورفض معظم الاطراف الدولية والاقليمية تقديم مثل هذا الدعم والعون وبشعور العالم العربي بانتماء ارتريا الحضاري والثقافي العربي  وان كان البعض يضيف بعدا رابعا يتمثل في الحيلولة دون التفاف اسرائيل على الامن القومي العربي وتطويقه بحزام امني من خلال اثيوبيا وارتريا .

العلاقات العربية الارتية بعد الاستقلال

يمكن تقسيم هذه الفترة الى ثلاث مراحل أساسية ورئيسية:

المرحلة الاولى من 1991م الى 1998م

المرحلة الثانية من 1998م الى 2001م

المرحلة الثالثة هي المرحلة الراهنة

 

المرحلة الاولى:

لم يمض على استقلال ارتريا سوى عدة شهور حتى أدارت وجهها للعالم العربي بالرغم من الدول العربية الافريقية المجاورة لها كانت سباقة في الاعتراف بها قبل أي دولة افريقية اخرى حيث اعترفت بها كل من مصر والسودان باستقلاله عقب اعلان الرئيس أفورقي نتيجة الاستفتاء الشعبي ثم أعقبتها كل من اليمن وسوريا وتونس ولبنان والجزائر والمملكة العربية السعودية – ملاحظة –  كثير من الدول الافريقية كانت اثيوبيا عندهم تصل درجة التقديس الإلهي الذي يحرم الخوض فيه وحتى عندما كنا طلاب في الجامعة كانت تواجهنا اشكالية كبيرة في اقناع الطلاب الافارقة بأننا شعب مظلوم تم اغتصاب ارضنا وممتلكاتنا واعراضنا ولكنهم كانوا يعتبروننا مجرد متمردين قطاع الطرق خارجين عن سلطة الدولة وهيبتها وما ارادوا الا اضعاف دولة كبرى في افريقيا ولعل الموقف المعادي للعرب جاء اتساقا مع توجهات الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي يراسها الرئيس افورقي والذي افصح عنها في 1990م أي قبيل استقلال ارتريا بفترة وجيزة عن ميل واضح لمعادات العرب والانتماء الى العروبة بقوله لقد سئمنا من التدخلات الخارجية المتواصلة طوال 25 سنة في شئوننا الداخلية ولن نكرر اخطاء الماضي لا نريد ان نكون دولة عربية وهذه مشكلتنا باحتصار مع العرب3 كما اعلنت القيادة الارترية بعد الاستقلال مباشرة انه لا فائدة كبيرة تجنى من العلاقات العربية مقابل تدعيم العلاقات مع اسرائيل ثم اتضح الامر بصورة اكثر وضوحا في التقري الذي قدمه أفورقي في 12 فبراير 1994م أمام الجبهة الشعبية التي تحكم ارتريا حيث اعلن فيه ان الجبهة الشعبية لن تراهن تاريخيا على علاقاتها بالعرب وتعتبرهذه العلاقة فاشلة من الناحية التاريخية ولا اساس لها في علاقات الثورة الارتيرية وتطلعات الدولة الارترية المستقلة وقد حاولت الحكومة الارترية تقديم عدة حجج لتفنيد هذا الموقف منها ان بعض الدول العربية حاربتنا مع اثيوبيا ولعل هذه الحجة واهية بدليل ان ارتريا نفسها اقامت علاقات دبلوماسية مع اثيوبيا على سبيل المثال ليبيا من الدول التي حاربت مع اثيوبيا وارتريا الان تقيم معها احسن العلاقات وهناك مبرر ثاني يتمثل في انها تعاني من المد الاصولي الوافد اليها من الدول العربية ويهدد وحدتها الداخلية ولعل هذا هو سبب صراعها مع السودان الذي يقدم دعما مباشرا في تصورها لحركة الجهاد الاسلامي الارتري لكن التبرير المنطقي هو ان ارتريا وجدت ضالتها المنشودة في اسرائيل ومن ورائها واشنطن لذا قامت بالتضحية بالعلاقات مع الدول العربية في مقابل توطيد علاقاتها مع تل أبيب وواشنطن ولكن انقلب السحر على الساحر ولذلك وجدنا الموقف الاسرائيلي والامريكي في الحرب الاخيرة كان واضحا مع اثيوبيا وحتى الان الموقف الامريكي هو من وراء التعنت الاثيوبي في تنفيذ قرار المحكمة الدولية واتفاقية الجزائر في ترسيم الحدود بين البلدين لذلك شهدت العلاقات العربية الارترية تدهورا حادا خاصة مع دول الجوار العربي فنجد تأزمت علاقاتها مع اليمن في ديسمبر 1995م بسبب النزاع في الحدود البحرية الذي طاد أن يؤدي الى حرب شاملة ولكنه انتهى بتحويل الموضوع الى محكمة العدل الدولية التي أصدرت حكمها في 1998م وكذا الامر مع جيبوتي بسبب النزاع حول السيادة على الجزر البحرية ولكن تدخل فرنسا كان قاب قوسين او ادنى والنزاع العربي الارتري الثالث هو مع الجارة السودان الذي يكاد يكون  وصل الامر بين البلدين في طريق مسدود اللهم الا المبادرة الليبية الاخيرة التي جمعت الرئيس اسياس بالبشير علها تكون فاتحة خير هناك ضوء صغير في نهاية النفق ينبؤ بنهاية للقطيعة الارترية السودانية والتهم الموجهة تجاه السودان من قبل ارتريا هي دعم حركة الجهاد الاسلامي الارتري سابقا     وفي خطوة غير مسبوقة تخالف الاعراف والقوانين الدولية تم تسليم مبنى السفارة السوداني في العاصمة اسمرا الى المعارضة السودانية . يلاحظ في المقابل توطيد العلاقات مع اسرائيل ولع هناك عدة اسباب دفعت كلا الجانبين لتوطيد هذه العلاقة منها:

وضع ارتريا الاستراتيجي في المنطقة حيث تمتلك ارتريا اكثر من 1000 كلم  على شاطئ البحر الاحمر

تمتلك ارتريا حوالي 126 جزيرة في البحر الاحمر اكبرها مجموعة جزر دهلك

طبيعة النظام الحاكم في ارتريا وعلاقته مع امريكا

ضعف الاقتصاد الارتري فضلا عن البنية التحتية واعتماد اسمرا على المساعدات الخارجية كمصدر ثابت من مصادر دخل البلاد.

معاداة نظام الجبهة الشعبية كل ما هو عربي:

وقد بدأت العلاقة تتوطد من قبل اعلان استقلال ارتريا  حيث عين الكيان الصهيوني في الفترة ما قبل الاستفتاء ممثلا مقيما له في ارتريا ثم سفيرا مقيما قدم اوراق اعتماده في مارس 1993م أي قبل شهرين من اعلان الاستقلال في مايو 1993م وقد قام أفورقي بزيارتين قيل انهما كانتا لاغراض علاجية من الحمى الدماغية التي يعاني منها وبعد هاتين الزيارتين توطدت العلاقة التي لعبت فيها سفارة الكيان الصيوني باسمرا دورا كبيرا حيث تم اعتماد منح دراسية ودورات تدريبية سنوية للارتريين ووصل الامر الى حد اعطاء اسرائيل جزر في المياه الارترية وتفيد التقارير الصحفية بان الكيان الصهيوني قام بتأجير حوالي ستة جزر في المياه الارترية ثلاثة لاغراض التجسس ولعمل العسكري والاستخباري وثلاث لتسمين الابقار وتغذية السوق الاسرائيلية بالمواشي ولحومها بالاضافة الى وجود ستين مستشارا عسكريا اسرائيليا في ارتريا  وستة زوارق حربية مزودة بشبكة اتصالات متقدمة في ميناء مصوع وطائرات تجسس من طراز دلفين هذه المعلومة من البحث أخذت من مراجع كتبت ما قبل الحرب الاخيرة مع اثيوبيا والتي سنشير اليها خلال البحث على التطورات الحادثة الآن ويفيدالمراقبون وجود سفن حربية اسرائيلية في ارتريا بل ان افورقي من خلال زيارته السرية التي قام بها الى اسرائيل في نوفمبر 1995م تم تزويده بالآتي:

 ستة زوارق حاملة للصواريخ

ستة طائرات هيلكوبتر

منظومة رادار بحري ومجموعة صواريخ بحر – بحر كما وقعت ارتريا اتفاقية أمنية عسكرية مع اسرائيل في فبراير 1996م تضمنت الآتي:

 التزام اسرائيل بكل احتياجات ارتريا في المجال الدفاعي لمواجهة التهديدات القادمة من اليمن والسودان

تشكيل فريق عمل دفاعي يضم خبراء في شؤون التسليح

الاسراع بارسال مجموعة من المختصين لتطوير المنظومة الدفاعية البحرية والجوية الارترية

وتشير تقارير صادرة عن مكتب المقاطعة التابع لجامعة الدول العربية ومقره دمشق بأن هناك 620 ضابطا وعنصرا من العسكريين الاسرائيليين قد تولوا تدريب القوات الارترية خلال تسعة أعوام من بعد التحرير وأشرفوا على جميع محطات التجسس على السودان واليمن.

 1998م – 2001م  تميزت هذه المرحلة بسمة أساسية وهي فترة الحرب الحدودية بين ارتريا وأثيوبيا بسبب مثلث بادمي والتي اندلعت في مايو 1998م ثم تجددت في مارس 1999م  وثالثة في مايو 2000م ونظرا لتفوق الجانب الاثيوبي وتراجع تل ابيب عن دعم اسمرا لجأ أفورقي للعرب طالبا الدعم والعون وقد كان لبعض دول الخليج كالسعودية وقطر والتي تبنت مبادرة الاصلاح بين أسمرا والخرطوم كان لهما دورا هاما في هذا الشأن ثم لعبت ليبيا هي الاخرى دورا لا يقل أهمية في عملية الوساطة بين الجانبين الارتري والسوداني ولقد كان لاغلاق ملف الصراع  بين اليمن وارتريا بعد حكم محكمة العدل الدولية دورا هاما في تحسين العلاقات العربية الارترية ويكفي ان اتفاق وقف اطلاق النار بين الجانبين الارتري والاثيوبي في 10/12/2002م كان في بلد عربي هو الجزائر صحيح انها كانت ترأس آنذاك منظمة الوحدة الافريقية الا انه يعد مؤشرا على القبول الارتري بالجانب العربي وبل يلاحظ ان افورقي اتخذ عدة مؤشرات او خطوات في اتجاه كسب ود العرب منها:

 تغيير وزير خارجيته ذو التوجهات الافريقية هيلي ولديتنسائي واستبداله بوزير عربي مسلم هو علي سيد عبدالله

 دعوة افورقي للمنظمات العربية للاستمثمار في ارتريا

تأكيد كما ذكرت جريدة الصحافة الدولي السودانية في 26/08/2000م أي بعد نهاية الحرب مع اثيوبيا على رغبة حكومته في الانضمام لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي

مطالبة الحكومة السودانية بايفاد مدرسين لتعليم اللغة العربية وكذلك مناشدة الارتريين المقيمين بالدول العربية والسودان العدة لتدريس اللغة العربية بعد ان كان في السابق يرفض تعيين شخص تلقى تعليمه في دول عربية

 

المرحلة الثالثة:  العلاقات الراهنة

من العرض السابق يلاحظ ان علاقة افورقي بالدول العربية تتوقف على حسب علاقته مع دول الجوار خاصة اثيوبيا من ناحية وعلى علاقاته بكل من تل أبيب وواشنطن من ناحية ثانية  ولعل هذا كان دافعا له كما بين في المرحلة الثانية اللجوء الى الدول العربية وتأكيده على رغبته في الانضمام الى الجامعة العربية وبمجرد انتهاء الحرب  نجده يعود الى مواقفه السابقة من العرب كما اتضح من تصريحه الصحفي بعد زيارته للدوحة حيث اكد ان الجامعة لا تمثل شيئا في العالم العربي ولا في الاقليم الذي تقع فيه ارتريا ولكننا وجدناه  في يناير 2003م يتخذ خطوة هامة على الجانب العملي وليس القول فقط تتمثل في انضمام ارتريا الى جامعة الدول العربية بصفة مراقب مع التصريح بامكانية الانضمام بصفة كاملة الى الجامعة نهاية عام 2003م   وهذا ما يدفعنا الى تناول اسباب ذلك والتي لن تخرج في جوهرها عن الاسباب السابقة وان كان الخلاف في التفاصيل من هذه الاسباب

تجدد خلافاته مع اثيوبيا بسبب الحدود بين الجانبين والخلافات حول تبادل الاسرى

 رغبة ارتريا في الخروج من العزلة المفروضة عليها في الوقت الراهن والمتمثلة في تحالف صنعاء الثلاثي الذي يضم كل من اليمن والسودان واثيوبيا الدول الاعداء لارتريا مع تحسن طفيف في العلاقة مع اليمن حاليا ومع احتمال تحسن طفيف مع السودان كذلك اما مع اثيوبيا على فوهة البارود وهذا التقارب من قبل الرئيس افورقي محاولة القضاء على حلف صنعاء وابقاء اثيوبيا معزولة  وذلك من خلال التقارب الى العالم العربي وتطبيع العلاقات مع اليمن ومحاولة رأب الصدع مع السودان من خلال ليبيا وهو يعتبر انتصارا لارتريا بكل المقاييس

وهناك فشلت ارتريا في استمالة واشنطن حيث كانت تراهن عليها ثم تل ابيب في الحصول على الدعم المادي والعسكري مما يجعلها قوة اقليمية كبرى لذا عرضت على واشنطن من خلال سفيرها هناك جيرما أسمروم انه ليس من الضروري ان تنطلق الولايات المتحدة في غاراتها على العراق من السعودية بينما يمكنها ان تفعل ذلك  بسهولة من ارتريا كما ذكرت بعض المصادر الفرنسية ان امريكا هيأت ميناء عصب الارتري بكل اللوازم الضرورية لضرب العراق بناء على اتفاقية ثنائية مع اسمرا لكن بالرغم من ذلك يبدو ان واشنطن فضلت عدم التعويل على ارتريا خاصة في ظل سياسات النظام المتأزمة مع دول الجوار وانصرف اهتمامها بالمقابل الى جيبوتي المجاورة

 الاتحاد الاوربي قام بتجميد كافة المساعدات لاسمرا باستثناء المساعدات الانسانية بعد قيام افورقي بتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض اجراؤها في ديسمبر 2002م

تدور الاوضاع الاقتصادية لارتريا في الاونة الاخيرة التي يمكن ملاحطتها من عدة مؤشرات اساسية فوفقا لتقديرات البنك الدولي عام 2000م بلغ متوسط الدخل الفردي 170 دولارا فقط سنويا في حين ان معدل التضخم خلال الفترة من 1995م والى 1999م بلغ 6.1%  وتشهد حاليا البلاد حالة من العجز في الميزان التجاري ومن ثم في الموازنة العامة فقد بلغ عجز الميزان التجاري عام 1999م ما يعادل 480.7 مليون نقفة خاصة بلغ عجز الموازنة في نفس العام 2.551.9 نقفة اي ما يعادل نسبة 43.8% من الناتج المحلي الاجمالي وقدرت ديون البلاد الخارجية في ذات العام 253.9 مليون نقفة ومن هنا فان ارتريا ترغب في انعاش علا قاتهابالدول العربيةمن اجل رفع التبادل التجاري مع الدول العربية التي لها علاقات تجارية معها بالفعل من ناحية وزيادة عدد الدول التي يمكن ان تكون شريكة تجارية لها في المستقبل  من ناحية ثانية خاصة وان مبادلاتها الخارجية تقتصر على دولتين عربيتين غير افريقيتين هما السعودية والامارات واذا اضفنا الدول العربية الافريقية فسوف يرتفع العدد الى اربعة دول بعد اضافة كل من السودان وجيبوتي فالميزان التجاري لارتريا مع الدول العربية اقل بكثير اذا ما قورن بحجم المبادلات مع الدول الاخرى غير العربية من ناحية كما ان هناك عجز في الميزان التجاري مع الدول العربية من حانية فالبنسبة للنقطة الاولى يلاحظ ان حجم الواردات من الدول العربية الاربعة وهي الدول المذكورة لم يزد عن الثلث في اقصى تقدير حيث بلغ 32.9% عام 1996م ثم تراجع الى 32% فقط عام 1997م ثم شهد تدهورا حادا في 1998م حيث بلغ 19.7% ونفس الامر بالنسبة لصادرات حيث بلغت صادراتها للدول العربية  وهي السودان والسعودية فقط 13.06% عام 1996م ثم ارتفعت لتصبح 18.5 عام 1997م ثم بلغت 28.2% عام 1998م واذا انتقلنا الى النقطة الثانية فسنجد ان هناك عجزا في الميزان التجاري للاتريا مع الدول العربية بلغ 19.3% عام 1996م واصبح 13.5% عام 1996م وان كان قد حقق فائضا في 1998م بلغ 7.5% من هنا يمكن فهم اسباب توجه ارتريا صوب الجامعة العربية وان كان هذا يطرح تساؤلا حول ما اذا كان التحول تكتيكي ام استراتيجي يرى بعض المحللين الارتريين ان هذا التحول هو تحول تكتيكي كما يتضح من تطور العلاقة مع الدول العربية التي ترتبط في قربها او بعدها على المتغيرات الاقليمية والدولية كما سبق وان رأينا ولعل كان هذا دافعا في محاولة النظام بامساك العصا من المنتصف ولعل هذا ما يفسر اسباب عدم تقديم طلب بشأن الانضمام الكامل وانما الاكتفاء بصفة مراقب الان لان الانضمام الكامل سوف يلزم النظام بمواقف معينة في اطار الجامعة العربية فيما يتعلق بالقضايا العربية  لذا فهو يفضل الجلوس في مقاعد المشاهدين فيما ستسفر عنه الايام القادمة فذا ساءت الاوضاع الاقليمية والدولية يمكن ان يتقدم خطوة الى الامام في اطار الانضمام الكامل للجامعة والا فانه قد يكتفي ببقاء الوضع كما هو عليه أو ربما يفكر في الخروج واعطاء ظهره للعرب .

 

 

 

المصادر والمراجع:

 سعد ناجي جواد وعبدالسلام ابراهيم بغدادي – الامن القومي العربي ودول الجوار الافريقي – مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

محمد علي كرار – ما وراء زيارات أفورقي للدول العربية

علي مرة – صراعات القرن الافريقي والدور العربي المأمول

صحيفة الخليج الاماراتية – 13/07/2002م

 صحيفة الوطن العمانية – 25/07/2002م

د جلال الدين محمد صالح – مقال – الجبهة الشعبية وعضوية المراقب بالجامعة العربية 12/01/2003

أحمد أسناي – مقال – نرحب بالسفير الارتري في الجامعة العربية

اعتمدنا في استخلاص النسب والارقام من الجداول المأخوذة من البنك الدولي

 


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5962

نشرت بواسطة في يونيو 21 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010