ارتريا من الداخل : حكم الارهاب –الاعتداء على قداسة الاسرة

شاهد على الأحداث

                 حكم الارهاب –الاعتداء على قداسة الاسرة

  فرجت : 22 -اكتوبر 2005

* كشخص  معايش للأحداث ، ومقيم بالعاصمة أسمرا، يؤرقني حجم الفارق الكبير  بين ما ينقل عبر وسائل الاعلام وحجم المآساة التي يعيشها شعبنا ةالجرائم التي ترتكب بحقه – هننالك غياب شبه كامل لأنشطة  مراقبة حقوق الانسان في ارتريا، برغم العمل الدؤوب والجبار التي تقوم به منظمات وأفراد مثل :EHRAG   و  EHDR-UK بالاضافة الى منظمات سياسية وأهلية في معسكر المعارضة العاملة لفضح وتعرية جرائم التظام ضد شعبنا في ارتريا، فانماتم نشره لا يسوى قطرة  من محيط هذه الجرائم.

 

خلال الشهور الماضية نقلت معظم مواقع الانترنيت الارترية أخبار اعتقال الأباء والامهات من قبل نظام هقدف، ومما يزيد من بشاعة الجريمة هذه المرة أن ضحاياها هذه المرة هم من الشيوخ الاباء والامهات. ورغم حدوث مثل هذه الاعتقالات والمعاملة المشينة للمسنين من شعبنا، حتى قبل بروز مشكلة الحدود مع اثيوبيا على السطح. الا ان حجمها هذه المرة فاق ما حدث من قبل نظام الجبهة الشعبية الحاكم في مرات سابقة. فنظام الشعبية كان يقوم بين حين وآخر باعتقال اباء وامهات بتهمة مساعدة ابنائهم للهرب خارج ارتريا لتحاشي الذهاب الى ” ساوا ” كما انني على علم بعدة قضايا مثل هذه تعرض فيها الأباء والامهات الى الاعتقال والتعذيب والاهانة المشينة بالاضافة الى مشاهدتي الى حادثتين  أخريات.

ففي ديسمبر  1996م كنت في رحلة  عمل وزيارة  الى دنكالبا. ففي أحدى القرى الساحلية شمال ” طيعو ” ونحن في الطريق مرت بجانبنا  في الطريق المترب عربة حكومية من نوع ” تايوتا” نصف نقل لمحنا عدد من الشيوخ يتوزوعون جلوسا على اطراف السيارة، بينما هم في حراسة أثنين من العسكر تدلت أحدى ساقي كل منهما من على طرفي السيارة. رغم اننا لم نتبين  أو نتعرف عليهم لكن من الواضح ان هؤلاء الرجال مقبوض عليهم من قبل العسكر ولم نتمكن ايضا من معرفة السبب الرئيسي لحجزهما في ذلك الوقت. ولكن فيما بعد علمنا انهم كبار وشيوخ القرى المحيطة جمعوا من ثلاثة ادارت محلية  في المنطقة. فالوقت كان وقت التسجيل لما يسمى  بالخدمة الوطنية، ووزارة الدفاع كانت تعد فيما أظن – ان لم تخني الذاكرة – للحملة السادية فادارة  منطقة ” طيعو ” تابعة لمحلية ” عراتا ” مثلها مثل كثير من المحليات خاصة الريفية تفرض عليهم حصة معينة  وتصدر اليهم الأوامر بالحصر والتسجيل  وعليهم بالتسجيل وارسال الكمية المطلوبة من الشباب فادارة منطقة ” طيعو ” بدورها تقسم الحصة المطلوبة  الى المحليات والقرى التي تقع تحت ادارتها. ولكن وكما يحدث في كل مرة  وفي كل مكان  ان شباب القرى والمناطق  يختفون  عندما يتم الاعلان عنما يسمى بالخدمة الوطنية ونتيجة لذالك معظم القرى والمحليات لا تتمكن من ارسال الكمية المطلوبة. والرجال الذبن شاهدناهم في طريقنا ماهم االا كبار وشيوخ وادارات  هذه القرى التي فشلت يالاتيان بالحصة المقررة من قبل وزارة الدفاع.

 

 

قضية أخرى كنت على علم بها في عام 2001م ، كان بطل الصقة فيها رجل في منتصف العمر كانت تجمعني به علاقة شخصية ولنطلق عليه السيد / م . دعى هذا الشخص الى نقطة الشرطة القريبة من سكنه في اسمرا ، وعند ذهابه  جعلوه ينتظر ساعات  طوال حتى يسدل الظلام استاره، ثم أخذه رجال أمن في ملابس مدنية الى احدى بيوت الاعتقال غير المعروفة من قبل. حتى السيد/ م  رغم عيشه في اسمرا طوال حياته لم يتمكن من تحديد المكان بعد اطلاق سراحه فيما بعد، رغم تخمينه للحى الموجود به بيت الاعتقال هذا. عن طريق تحسسه لما حوله يعتقد ان المنزل  عبارة عن فيلا ذات دور علوي  واحد في منظقة سكنية ، الفيلا بها عدة غرف ذات جدر عالية. عند وصوله وضع في غرفة صغيرة ذات سقف واطئ. لم تمضي ساعات من وصوله حتى حضر اليه المتحري وأمطر السيد/ م بالاسئلة عن اختفاء ابنه الطالب بالثانوية، ثم أتبع ذلك الضرب والتعذيب لعدة ساعات  وليستمر ذلك لاربعة ايام بلياليهم  مع ابقاء يديه مبربوطتان خلف ظهره، بربطة معروفة محليا ( بالسيد المسيح ).

بعد ايام من خروجه كان يتردد الى المستشفى لعلاج تورم يديه ووجهه وظهره المئان بالجروح. ومن سخرية القدر ان السيد / م كان من المتعصبين للجبهة الشعبية معظم حياته.

 

الحادثة التالية جرت في أحد احياء العاصمة اسمرا  وشهدها صديق أعرفه وذلك في عام 2002م وهي تدور حول اعتقال احدى موطني الحى : امرأة في منتصف العمر كانت  بنتها من المتوقع ان تذهب الى ساوا ولكنها اختفت كما يفعل اقرانها رفضا للذهاب. ففي المرة الأولى استدعيت  من قبل الادارة المحلية وطلبوا منها احضار ابنتها وذكرت لهم انها لاتعرف مكانها. ففي صباح أحد الأيام أخذت من منزلها عنوة ووضعت في السجن. هذه الأم التعسة كانت احدى الأديدات ” اى الامهات النشطات تجمع التبرعات وتساهم في الحملات خاصة حملة المجهود الحربي التي تمت تحت عنوان ( وطني قلادتي ). حيث تبرعت باحلى التي تملكها  كما ان لها اثنين من الابناء فيما يسمى بالخدمة الوطنية علمت مؤخرا باستشهاد أحدهما عام 2003م.

يذكر صديقي كيف انه سمع صراخا واصواتا عالية صباح ذلك اليوم من منزل تلك المرأة، ثم رأى كيف انهم سحبو المرأة بارض الدار وخرجو بها  الى الشارع، ثم وضعوها معفرة بالتراب  على عربة نصف  نقل  كانت في انتظارها امام المنزل لتذهب بها الى جهة غير معلومة؟

 

 

 

 قصة أخرى قساوتها تتفطر لها القلوب، وهي انه تم القبض على امرأة من مواطني العاصمة وتم أخذها الى أحدى بيوت لاشباح التي تكاثرت مثل الفطريات على وجه العاصمة الجميل. عند دخولها الى عنبر النساء هالها  العدد الكبير من النساء . ومن كل الأعمار وعندما استقرت في مكانها أخذت عيناها تحاول التعرف الى المكان، ووقعت عيناها على جسد هزيل ملقى على نصف  فرش من الحصير ” برش ” ورأسها بالكاد  يتكئ على الحائط. يبدو انها في السبعينيات من العمر. تهمة هذه الحبوبة مثل تهمة بقية الامهات كانت متهمة بتهريب حفيدها  حتى لا يذهب الى ” ساوا “!؟

 

 

سكان العاصمة اسمرا يتهامسون عن البيوت المريبة  التي تنتشر بالعاصمة ، بيوت تبقى هادئة بالنهار ودائبة الحركة بالليل لكثر الاشباح التي تدخل وتخرج منها بالليل ، بعض هذه البيوت رسمي وعلني البعض الآخر سري وتحت الأرض. هذه الفلل المنتشرة في انحاء متفرقة من احياء العاصمة اسمرا تستخدم للحجز المبدئي ثم يرحل  المغلوبون الى جهات  غير معلومة. مغارات التعذيب هذه يسطر عليها البوليس السري  وله مطلق  الحرية  في ان يستخدم كل وسائل التعذيب  لانتزاع الاعترافات. الناس في المدينة  يتحدثون عن صراخ واصوات أنين تقطع صفو ليل المدينة. هنلك بعض المواقع  التي  أعرفها أو علمت بها عن طريق اصدقاء وهي بيوت الاشباح الموجودة في كل من :  ” ترافلوا ” ” ماى تمناى ” بالقرب من  ” رديو مارينو ” وخلف  ” منوبلو”.

 

* نقلا عن عواتى كوم.

فرجت.

22-10-2005

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5610

نشرت بواسطة في أكتوبر 22 2005 في صفحة كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010