ارهـــابــيــــات … هـقـدف (1)

بقلم :   قسورة

moday_moday@yahoo.com

 

 الارهاب هو كل فعل يلحق الاذى بحق اناس ابرياء مدنيين عزل ينالهم قتلا وترويعا بالاعتداء على امنهم وسلامة ارواحهم وممتلكاتهم دونما وجه حق بالاضافة الى انه اسلوب همجى بشع يحصد ويقضى على زينة الحياة الدنيا من مال وبنون اعتقادا من المنظمات الارهابية انها سوف تحقق  اهدافها  ايا كان نوعها  وباسرع وسيلة تحقق تلك الاهداف الظلامية بغض النظر عن ما يلحق من اضرار بالبئة والانسان من دمار شامل وللاسف فان هذه الاعمال الارهابية البشعة ترتكب تحت مسميات كثيرة باسم الدين تارة وباسم الفكر والتطرف العرقى وادعاء الوطنية تارة اخرى ومهما اختلفت الوسائل والتبريرات لارتكاب هذه الجرائم فان جميعها تصب فى معانات البشرية والحضارة الانسانية الخلاقة وذلك بنصف الامن والسلام الاجتماعى فى ربوع المعمورة، كما وان اصحاب هذه الوسائل الارهابية لم يفلحو ابدا فى الوصول الى تلك الغايات السرابية  لسبب بسيط وهو انهم  يكشفون عن وجههم الحقيقى للرأى العام مما يحول بينهم وبين المجتمع الانسانى  الذى لا يمكن ان  يقوده  قادة ارهابيون مهما كانت اتجاهاتهم الفكرية والدينية  ومستواهم الاكاديمى وكما يظل مرتكبو هذه الجرائم ارهابيون رغم انوفهم يطاردهم القانون والعقاب الموجب جزاء  بما ارتكبوه من جرائم بشعة ضد الانسانية، اما الارهاب فيظل عديم الهوية والانتماء الى اى مجتمع او دين او عقيدة او موقع جغرافى معين ولذلك فهو منبوذ من جميع الاديان والمجتمعات الانسانية فضلا عن انه عمل يمقـته الله عز وجل حيث يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز فى حق من يقتل النفس البريئة من غير حق فقال تعالى :-

 

(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ . إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)        صدق الله العظيم  المائدة الايات 32 ،33 ،34

 

ولذك فان حرمة التعدى فى الناس وممتلكاتهم هى من المحرمات الثابتة التى لا جدال فيها ولا يمكن ان يعاقب الانسان الا بالحق والقانون اذا خالف او تجاوز لتلك الحدود التى حدها الله سبحانه لتنظيم الحياة العامة والخاصة والمتعلقة بامور الدين والدنيا والقوالب القانونية باختلاف مجالاتها وتعددها التى اجمع عليها المجتمع الانسانى للحفاظ على سلامته وسلامة ممتلكاته وخدمة له فى تسخير الطبيعة وتطويعها اعمارا للارض وبناء لحضارة انسانية عظيمة.

وبالرغم من اجماع الديانات الربانية على اختلافها فى نبذ الارهاب ووسائله وحرمته بلا استثناء لما يشكله من خطر على حياة الناس وممتلكاتهم فان الارهاب اخذ اشكالا واساليب عدة مستهدفا البشرية ليشمل الارهاب الحكم الاستبدادى الفردى الذى لا يخضع الى قانون او عرف الامر الذى يؤدى الى ارهاب الدولة الذى يتمثل فى اعتماد سياسة القمع والاقصاء وانتهاكات واسعة فى حقوق المواطنة بهتك الحريات الاساسية لحياة الناس وهذا ما يعانيه الشعب الاريترى اليوم من ارهاب  وقهر الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة (هـقـدف ) بممارساتها القمعية فى جميع مناحى الحياة لتشكل ارهابا تنظمه الدولة وليكون نظام الحكم ارهابيا بكل المقاييس لقيامه بارتكاب الاعمال الارهابية التالية:-

 

1 – قمع الحريات الاساسية والعامة كحريات الرأى والتعبير والتنظيم والتظاهر السلمى وفرض القيود الحديدية على جميع اشكال الحركة والنشاط العام وتحريم النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

 

2-  القيام باغتيالات وتصفية الخصوم وهذ اخطر انواع الارهاب قاطبة لمايمثله من حرمان فعلى لحق الحياة تعسفا استهدافا لشخصيات وطنية هامة من زعماء سياسين وعسكرين وكوادر ناشطة فى مجال العمل العام لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المكاسب والثوابت الوطنية ومصير الامة بعد تغييب المنافس من المسرح العام بارتكاب جريمة ارهابية بشعة

 

3 –  القمع الفكرى والثقافى وفرض ثقافة  الارهاب بالقوة فى المجتمع الاريترى والعمل على طمس واقصاء الثقافة الوطنية والقيم الخلقية الاصيلة .

 

اذن فالارهاب الحقيقى هو ذلك الارهاب التى تمارسه تلك الدولة القمعية التى تفوح ارهابا فى كل مفاصلها حيث لا تستند الى اى قانون ينظم فيها الحياة العامة لمواطنيها ناهيك عن مصالح الدول الاخرى وكما قيل فان السياسة  الخارجية هى انعكاس للسياسة الداخلية ودول الجوار  الاريترى اكثر من اكتوى بنار النظام الارهاربى  واذا كانت هذه هى الدلائل  والمعايير فان نظام افورقى  يعتبر اكبر تنطيم ارهابى فى العالم لا يقل فى خطورته عن تلك المنطمات الارهابية فى تهديد البشرية وهدم الحضارة الانسانية بدا بالوطن الاريترى والشعب المغلوب على امره وشعوب منطقة القرن الافريقى ومن ثم الى العالم عبر البحر الاحمر الذى يمثل شريان الحياة  لكثير من دول المنطقة والعالم ولذا  يجب ان تشمله حرب الحملة العالمية ضد الارهاب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها خاصة وان النظام يعتقل  (4) من موظفى السفارة الامريكية لدى اريتريا مما يعتبر ذلك تجاوزا سافرا وعلقما تذوقته الولايات المتحدة  فهلا كفرت امريكا عن خطاياها التاريخية السابقة بالوقوف الى جانب الشعب الاريترى فى محاربة نظام افورقى الارهابى الغاشم  .

وفى الختام ارفق المقال بقصيدة الشاعر  الكبير فاروق جويدة  التى صورة فيها معاناة الشعوب المناضلة والمغلوبة على امرها والتى تحمل عنوان(من اغانى مانديلا ) وقد  اتيت بها لان الصورة والحس والمشهد الشعرى فيها كأنه يصور لنا معانات الشعب الاريترى وكأن الشاعر هو احد ابناء هذا الشعب الذى يئن من وطأة الظلم والقهر .

والقصيدة  :  –       من اغانى مانديلا       للشاعر فاروق جويدة

 

حدقت فى رأسى                                      

فلاح الضوء.. وسط الليل فيه                     

 ساءلت نفسى                                         

 اى شيئ يافؤادى تشتهيه                       

اوطانك الخضراء اجهضها                      

خريف القهر.. والزمن السفيه                 

فالناس باعت اجمل الايام                       

فى سوق الجوارى

لم يعد فى العمر شيئ تشتريه                      

باعوا الليالى البكر..                                 

والحلم البرئ .. ونشوة الذكرى              

وباعوا نخوة الزمن النزيه                     

قد شيدوا للقهر اوكارا                          

فصار النهر مقبرة                              

وضاق الماء بالعفن الكريه                               

خنقوا خيوط الفجر فى رحم الليالى       

ثم راحوا يرجمون الضوء فيه           

قل لى بربك يا فؤادى                        

اى حلم بعد هذا.. ترتجيه

       

        ***

فالمخبرون على جدار البيت

فى لعب الصغار

وفى اوانى الزهر

فى تبغ السجائر

المخبرون يلوحون

على رغيف الخبز للجوعى

ويختبئون فى همس السرائر

هم يسكنون جلودنا

ويحدقون من الاظافر والحناجر

واصابع الجلاد فى اعماقنا نار

وفى دمنا خناجر

لم يبق من ثوار هذا العصر

غير سلالة الفئران

تلتهم القلوب .. مع الضمائر

لم يبق من امجادهم غير الليالى السود واللقطاء

والجوعى .. وسكان المقابر

ما بين جلاد .. ودجال .. وفاجر

الكل يحمل فى بلادى اسم  ثائر

هتكوا بكارة عمرنا المغزول من ضوء

المشاعر

داسو رفات الانبياء

وتوجوا الرشاش سلطانا على كل المصائر

هجروا محمدا .. والمسيح

فاحرقوا القداس ..  وانتهكوا المنابر

قالوا بان الوحى يأتيهم اذا شاءوا

 وان البطش دستور الشعائر

قالوا بأن الانبياء جميعهم

فى الاصل من جنس العساكر

آه .. وآه منك يازمن العساكر

         

         ***

يا أيها الجلاد ..

بين القمامة طفلة عرجاء

يصرخ فى جوانحها نزيف

فالعمر عندك ..

ليلة حمراء .. فى قصر منيف

والعمر عندى ..

بسمة الاطفال فى وطن شريف

يا أيها الشبح المخيف

مازلت تبنى كل يوم

فى بلادى حصن زيف ..

ما زال يخرج من جحورك كل يوم

قاتل .. وزمان خوف

مازلت تغرس فى ضلوعى

كل يوم .. الف سيف

       ***

يا أيها الجلاد … ارحل عن ربوع مدينتى

دع أغنيات النورس المقهور

تشرق فوق وجه سفينتى

دع فرحة الفجر الذى

سجنوه فى وطنى .. تعانق فرحتى

كل الملامح هاجرت كالحلم

دعنى كى ارى وجهى

وارحل فى عيون حبيبتى

فمتى اعود الى بلادى

اننى سافرت من وطنى

الى وطنى .. وطالت غربتى

دعنى ألملم فى بقايا العمر

ما أقساه موت كرامتى

انى سأقتل

كل فئران الحديقة .. واللصوص

ومن اضاعوا هيبتى

من نصبوا الطغيان سلطانا

فباعوا عرض امى واستحلوا طفلتى

من مزقوا جسدى ..

وداسوا ضوء عينى واستباحوا امتى

يا أيها الجلاد

سيفك لم يعد ابدا يهز سكينتى

انى سأطلق من قبورك غضبتى

حطمت اصنام المعابد كلها

وعرفت فى زمن النخاسة

اين تاهت قبلتى .. 

يا دمى المهزوم فى صدرى

ويا حلمى الذى صلبوه جهرا

فى سماء مدينتى

يا صوتى المخنوق فى زمن الموالى

يا نزيف براءتى

 يا ايها الوطن الذى قتلوه فى عينى

وراحوا يسكرون على بقايا مهجتى

حريتى يا قبلتى ..

يا موطنى مهما تغربنا

وضاعت فى الدروب هويتى

ميعادنا آت .. فضوء الصبح

يرفع كل يوم .. جبهتى

قد كنت ادمنت الظلام

وداست الاقدام عمرا .. قامتى

يا أيها الجلاد ..

قد دارت بنا الايام

لا تنظر لرأسى .. ان رأسك غايتى

              

          ***

يا أيها الجلاد

لا تطلق خيولك فى دمى

نيشانك المهزوم تاجر

من سنين فى بقايا أعظمى

قد بعتنى حلما ..

وبعت العمر اطلالا

وبعت الارض انسانا بأبخس مغنم

قد بعت للاصنام توبة مسلم

واقمت عرسك فى سرادق مأتمى

ودفنت ضوء الصبح

 فى سرداب ليل معتم

كبلتنى بالصمت

حتى ماتت الكلمات حزنا فى فمى

قيدتنى حتى ظننت

بأن هذا القيد يسكن معصمى

وقتلتنى

حتى ظننت بأن قتل النفس

فى الاديان غير محرم

فالى متى ..

ستظل تركع للضلال

وبين احضان الخطايا ترتمى

الى متى

ستظل خلف سجون قهرك تحتمى

اخرج لتلقى يا عدو الله

حتفك فى المصير المؤلم

وانظر لقبرك انه الطوفان

يلعن كل عهد .. مظلم

لم يبق من ثوار هذا العصر

غير جماجم القتلى ..

وصوت الجوع

والبطش العمى

صارت نياشين الزعامة

فى عيون الناس

جلادا .. ونهرا من دم

قد خدروها بالضلال

وبالامانى الكاذبات ..

والزعيم الملهم

ماذا تقول الآن يا قلبى .. أجب..؟

من كان فى عينيك يوما ثائرا

الآن أصبح فى سجل القهر

أكبر ..  مجرم

    

         *

     *      *  

نواصل

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6497

نشرت بواسطة في سبتمبر 28 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010