اعرف عدوك: محمد العروسي : بوق الدعاية الإثيوبية وبذاءة اللسان في خدمة أوهام التوسّع والهيمنة

المقدمة:
وسط ساحة إعلامية متخبطة تتصاعد فيها نبرة الكراهية والإثارة، خرج علينا الإعلامي والبرلماني الإثيوبي محمد العروسي كصوت نشاز لا يعرف للاتزان سبيلاً، ولا يملك من أدوات الإعلام إلا الصراخ، ومن أدوات السياسة إلا الاستفزاز. بأسلوب سوقي لا يليق بمقام نائب في البرلمان، راح يشتم المصريين، ويُهين السودانيين، ثم أدار لسانه المتطاول نحو إريتريا، مطالبًا بمنفذ بحري على شواطئها، في تعدٍّ سافر على سيادة وطن مستقل ومُعترف به دوليًا. في هذا المقال، نسلّط الضوء على هذه الشخصية المريبة، نُفكك خطابه، ونرد عليه من موقع السيادة الإريترية والكرامة الوطنية.
من هو محمد العروسي؟ سيرة هزيلة وأجندة مشبوهة
محمد العروسي يحمل صفة “نائب برلماني” في إثيوبيا، ويشغل منصب رئيس مجموعة “الصداقة مع دول غرب آسيا”، وهو أيضًا مستشار لوزير المياه والطاقة. رغم هذه العناوين البراقة، إلا أن خلفيته الأكاديمية غامضة، ولا توجد معلومات موثوقة عن تحصيله العلمي أو إنجازاته المهنية، وكأنه صُنع ليكون أداةً في مشروع تضليلي أكبر. استخدامه المفرط للغة الشتم والتحقير يعكس خواء فكريًا، وعجزًا عن ممارسة أي خطاب عقلاني أو تحليل منطقي، مما يطرح علامات استفهام حول كيف ولماذا تم تصعيده إلى هذه المناصب.
أسلوب منحط ولغة لا تليق برجال الدولة
العروسي لا يخجل من استخدام كلمات سوقية في برامجه ومنصاته، ويعتمد على البذاءة بدلًا من الحجة، وعلى الصراخ بدلًا من العقل. تهجم على المصريين مستخدمًا لغة لا تليق بإنسان عادي، ناهيك عن مسؤول، ثم انقلب على السودان، ليكمل دائرة الانحطاط بتطاول سافر على إريتريا، معتبرًا أن من حق إثيوبيا الحصول على منفذ بحري من أراضيها! وكأن السيادة الوطنية تُختصر بلسان طويل وعقل قاصر.
ادّعاء المنفذ البحري: أطماع إثيوبية بلسان أجير
تصريحات العروسي حول حق إثيوبيا في منفذ على البحر الأحمر ليست إلا تكرارًا ممجوجًا لخطاب آبي أحمد وأوهامه الاستعمارية. العروسي يروّج للفكرة وكأنها “حق طبيعي”، متجاهلًا أن إريتريا دولة مستقلة منذ 1993، وأن حدودها مرسّمة ومعترف بها أمميًا. المطالبة بأراضي الغير بهذه الوقاحة لا تعكس إلا عقلية استعمارية بائدة لم تتغير في جوهرها رغم تغيّر الأنظمة.
من إرتريا: الرد على الأفاكين
الشعب الإريتري لا ينتظر دروسًا من إعلاميين مأجورين، ولا يسمح لأحد، كائنًا من كان، أن يُملي عليه سيادته أو يساومه على شبرٍ من أرضه. من ساحل عصب إلى مصوع، ومن زولا إلى دهلك، البحر الأحمر إريتري بدماء الشهداء، لا بثرثرة العروسي. على هذا المدّعي أن يعلم أن لسانه لن يمد له جسرًا نحو البحر، بل هو حبل يلتف على مشروع الهيمنة الذي يتهاوى يومًا بعد يوم.
خاتمة:
إن محمد العروسي لا يمثل صوتًا سياسيًا، بل مجرد ظاهرة صوتية جوفاء وظيفتها إثارة الفتن وخدمة أجندة التوسع الإثيوبية بلباس إعلامي فاسد. ومثل هذه الشخصيات ليست إلا أدوات في مشروع أكبر لتقويض استقرار المنطقة وتخريب علاقات الجوار. على شعوب القرن الأفريقي أن تتكاتف لفضح هذا الخطاب وقطع الطريق أمامه، لأن من يبدأ بالتحريض اللفظي، ينتهي بإشعال الحروب.
المصادر:
- تصريحات محمد العروسي على قناة “سي بي سي” الإثيوبية – أرشيف 2023–2025
- تحليل قناة العربية لخطاب آبي أحمد حول البحر الأحمر – ديسمبر 2023
- تقارير الأمم المتحدة حول سيادة إريتريا وحدودها – أرشيف مجلس الأمن 1993 و2002
- بيانات الحكومة الصومالية بشأن رفض اتفاق ميناء بربرة – يناير 2024
- دراسات مركز الأهرام حول الأطماع الإثيوبية في البحر الأحمر – 2024
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47571