اقلام فى خدمة الأستبداد { رسالة الى الأستاذ محمد عوض ؟}

عمرليلش- لاهاى

  مما لاشك فيه يسعدنى… كما يسعد الكثير من ابناء وطنى ارتريا ان نقرأ وبإهتمام ولهفة مواضيع تخص ارتريا  يكتبها غير الأرتريين وخاصة من دول الجوار وبالتحديد السودان ، وهذا لايعود الى العلاقات الأزلية والمصالح الأستراتجية المشتركة التى تربط الشعبين فحسب ، بل لأن مشكلة العلاقة بين قضايا المنطقة ومثقفيها لازالت قائمة على ازدواجية غير متوازنه،  ازدواجية تقوم على تزلف معارضة الدولة لأنظمة الجوار على حساب معارضة اهل الجوار،  بإلاضافة الى التعتيم الأعلامى الدولى ضد معاناة الشعب الأرترى ، ولذا كلما كتب غير الأرترى عن ارتريا ، تجدنا مسرعين فى قراءة اوسماع الحدث ، لعلنا نجد شاهد عيان غير ارترى  يعكس صورة هذا الشعب المغلوب على امره فى مواجهة ارهاب الدولة المنظم الذى يمارسه نظام القمع فى اسمرا. والحق يقال اننا وفى اغلب الأحيان نصاب بخيبة امل لان بعض وسائل الأعلام  العربية  تطالعنا وتحت عناوين دعائية مدفوعة الأجر،  بمواضيع مغلوطة ليس لها اى اساس من الصحة وتعكس صورة غير واقعية وصحيحة لمعاناة الشعب الأرترى.

 وكان  تحليل الأستاذ محمد عوض ، بعنوان ” السودان وإريتريا‚‚ القطيعة والفشل الدبلوماسي”  الذى ورد فى احد الصحف القطرية ونشره  موقع ” عونا” الوطنى مشكورا ، هو آخر تلك المصادر الدعائية التى تخدم الأستبداد من خلال اقلام مأجورة، وهذا ما دفعنى  ان ا توجه برسالتى هذه الى الأستاذ المعني، بالرغم من اننى فى الحقيقة لا ادرى ان كانت هذة السطور ستصله ام لا  وفق قانون الصحافة الذى يكفل حق الرد فى نفس الصحيفة .

واننى اذ اكتب هذة الأسطر القليلة، اؤكد للأستاذ محمد عوض ان الساحة السياسية الأرترية فيها من الكفاءات المتميزة فى مجالات سياسية مختلفة مايغذى فينا التفاؤل ويحفظ الأمل فى المستقبل.

 

السيد محمد عوض:

لفت نظرى فى تحليلك، اقرارك بأنك على دراية تامة بمجريات الأمور واحداثها فى ارتريا، حيث ذكرت قائلاً:( ومن خلال تجربة طويلة في التعامل مع الساسة الاريتريين وتحديدا من جانب «الجبهة الشعبية» الحاكمة الآن اعرف وغيري كذلك انهم يتعاطون مع السياسة بشفافية عالية فهم يعادون بوضوح ويصادقون بأمانة وتلك خاصية …الخ)، هذه الفقرة بالذات ، جعلتنى ان اعتقد، بل ان اطمع فى انك ستنحاز الى الشعوب وقيمة الحرية والعدالة ، بعد ان سرقت تلك العصابة التى وصفتها انت بالشفافية …. الحرية والأمن والأستقرار وفرحة الأستقلال  من الشعب الأرترى.

 فبالله عليك سألتك بأسم رافع السموات بلاعمد….. اين وكيف تلمست شفافية هذا النظام؟

 اى بالأحرى هل لك  ان تنير عقولنا وتنور معلوماتنا وتوضح لنا اين تكمن تلك الشفافية؟؟؟  فإذا كنت تقصد ان شفافيته واضحة المعالم فى عدوانه الواضح  كما ذكرت انت فى تحليلك فأقول لك انك محق فى هذا الوصف واوافقك الرأى ان زمرة  العصابة الحاكمة فى ارتريا يعادون بوضوح، اللشعوب والحرية ….  وهذا يتجلى فى عدائهم السافر للشعب الأرترى بوضوح  ودون خجل او وضع  اى اعتبار  للقيم الأنسانية  التى سنتها الأتفاقيات والمعاهدات الدولية اوالأديان السماوية  التى تكفل حرية الأنسان. حيث  اصبحت ارتريا ليس وطنا ، انما سجن كبير مفتوح كل شيئ فيه ممنوع ومحرم. فحرمت فيه الحريات بجميع انواعها … لا وجود  لحرية الفكر والأعتقاد والتعبير والتصرف والأختيار .

 

السيد عوض:  

إن هذا النظام ،  ووفقاً لقولك وتحليلك، انه  يعادى فعلاً وبشفافية ووضوح، و حتى هذه اللحظة، الحرية … نعم يعادى وبوضوح  تلك القيمة الأنسانية الفطرية. فإن سياسة الشفافية لهذا النظام وصلت به ان يبغى فى الأرض استكباراً ، فإختلق القيود وسن قوانين الأستعباد واذلال الشعب. ولذا اهنئك بتحليلك الدقيق،  ووصفك للنظام بما ينبغى وصفه به،  مطابقا للأصل…. حيث سياسة العداء للشعوب والحرية هى نهجه ومنهجه وإذلال الشعوب غايته.

اما ما يخص قولك: ( ويصادقون بأمانة) ….. هذا كذلك واضح من خلال علاقات نظام اسمرا الحميمة مع دول الجوار…. فله علاقات حميمة مع كل من اليمن واثيوبيا والسودان  وجيبوتى… اليس كذلك يا استاذ “عوض”؟!!!  فلماذا الكذب والنفاق والأفتراء  وما هى مبررات شهادة الزور؟ فإذا كان هذا لهدف الحصول على بعض الدراهم والدنانير …. فتذكر اخى ان ملوك وسلاطين من ملكة الأموال الطائلة والذهب والفضة والقناطير المقنطرة و القصور هم الآن من سكان القبور. فلم يأخذوا من ممتلكات دنياهم شئ… بل ربما تركوا الفتنة بين ابناءهم واالخلاف بسبب الميراث.

 

السيد عوض:

كنا نظن  ان التعتيم الأعلامى على الجرائم التى ترتكب فى حق الشعب الأرترى ، راجع الى اننا نحن الأرتريون لم نحسن ايصال صوتنا للرأى العام العالمى  بالطريقة المثلى ، ولذا كنا نلقى اللوم على انفسنا ، و لكن ومن خلال قرأتى لتحليك، تأكد لى انك وسائر كّتاب العالم المأجورين تملكون الحقائق الكافية ومثل هذة”التحاليل السياسية” تكشف لنا انكم تعلمون عن معاناة الشعب الأرترى وانكم تمتلكون الملفات الكاملة، ولكنكم تأبون الاّ ان تكونوا فى ركاب الأعلام المتخلف الذى لايخجل من توظيف المعلومة لخدمة الجهات المانحة، بدلاً من توظيفها لخدمة القيم السامية والمبدأ.

فالصحافة والكتابة الحرة الأدبية والأجتماعيه والسياسية وابداء الرأى فى القضايا بطريقة صادقة مطلوب وهو من الحركة الضرورية لإحياء المجتمع وإنضاجه ورفع مستوى تفاعله مع الأحداث وتحقيق الأهداف التى بها يعم الخير والرفاهية والرقى والحضارة الأنسانية . الاّ ان دائرة العمل السياسى المتخصص يجب ان تكون اكثر دقة وتحكما وضبطاً فى الأداة.

 

السيد عوض:

اما ما يخص سؤالك الذى تقول فيه:( لماذا لم ترد الخرطوم التحية بمثلها؟)

فتحية اسمرا للخرطوم كانت تتمثل فى ان قامت الجبهة الشعبية فى الماضى وبالتحديد  قبل تحرير تراب الوطن من المستعمر الأثيوبى، بتصفية الكوادر الوطنية الأرترية والشخصيات السياسية والعسكرية ذات التأييد الجماهيرى العريض جسدياً فى السودان. ولا اظن انك تجهل هذه الحقائق اذا صدق ادعاؤك الألمام بالقضية الأرترية. واما بعد التحرير مباشرة استمرت فى اتباع نفس السياسة وعلى ارض السودان  كذلك ، بل وصل بها الأمر الى اختطاف كوادر واعضاء قيادات التنظيمات السياسية الأرترية الأخرى من السودان الى اسمرا واذكر هنا على سبيل المثال  وليس الحصر القائدين ” ود باشاى” وبهلبى” عضوى المجلس الثورى لجبهة التحرير الأرترية فى عام 1992.

فهل كان ينبغى على السودان ممارسة نفس نهج “الجبهة الشعبية” لتحرير ارترية، وتقوم بقتل وتصفية اعضاء وكوادر وقيادى المعارضة السودانية  فى اسمرا جسدياً،  او خطفهم منها و من ثم احضارهم للخرطوم، رداً على التحية بمثلها!!!!! والجواب سأتركه لك وللقارئ الكريم.

 

السيد محمد عوض:

اسمح لى ان اقول لك، ان  قراءتك عن مجريات الأحداث فى المنطقة خاطئة وتحليلك الذى تشرفت به ، يؤكد انك تعانى من فقرالمعلومات و الحصول على اخر المستجدات ، او ربما تملكها ولكن لاتريد استيعابها كما ينبغى وانما كما يريد المانحون. فالتدهور الأقتصادى فى ارتريا وصل ذروته، والتدهور الصحى اصبح ظاهرة لاتخفى، والكبت الأمنى هو سيد الموقف فى البلاد وسياسة العنف والبطش وإثارة المشاكل والفوضى ومحاربة الآخرين محلياً ودولياً هى السياسة التى يحتكم عليها نظام اسمرا القمعى.

وفى الختام اؤكد لك ان من يرد عليك هنا ليس شخصاً يسعى الى تسجيل موقف سياسى او الترويج من اجل مانح انما مواطن ارترى غيور على وطنه وجيرانه الأوفياء ويهدف الى تناول القضية بموضوعية.


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6600

نشرت بواسطة في فبراير 26 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010