الأزمان الإرترية تعيد نفسها

دائما وفي كل مكان يعقب رحيل الدكتاتور اشكالات وتموجات للبلد الذي يحكمه فإذا مرض تصارعت أقطاب النظام تنازعا على مواقع النفوذ في وظائف الدولة وهو ما حدث تماما في اسمرا في السنين القريبة الماضية حيث قتل البعض وابعد البعض الآخر وجمد اخرون وارتفعت اسماء مغمورة وطمست اسماء مشهورة داخل البيت المسيحي الحاكم وقد صاحب كل ذلك دعاية مضللة للشعب الارتري عن احوال افورقي وامراضه بهدف زرع الشك والريبة وعدم المصداقية في كل خبر يتعلق بذلك  بهدف احاطته بهالة من الهيبة والتعظيم بسبب الغموض  المحير للمواطن البسيط .

        ومنذواوائل التسعينيات تحدثو عن بديل افورقي ليس للبحث الجاد عن بديله ولكن من باب الاحتياط ومن باب قراة المشهد الارتري وجس النبض ، وبذلك تخلص افورقي من رفاقه الاساسيين حين وجدهم ينظرون الي وجهة اخرى غير وجهته وهي ان ينشدو الاصلاح والتغيير ثم تخلص من المسلمين بذريعة الانقلاب مدنيين وعسكريين .

  هذه السيناريوهات مازالت متواصلة بل واتسعت رقعتها ودائرتها الي خارج النظام وخارج البلد ادوار اخرى وممثلين اخرين وبرامج مطابقة مما وضع الارتريين في حيرة وتسائل ما الذي ترمي اليه ؟ ما المراد ؟ ما المطلوب ؟ ما الهدف ؟ …

اجتماعات هنا وهناك فرنكفورت ونيروبي و”قحتيلاي” في الداخل في تزامن وبرنامج موحد وان تعدد واختلفت التسميات .

لكن اسياس مازال موجودا وارواح الغول السبعة التي فيه كما يعلق الارتريين مازال لها بقية لذلك مهما كان تاتي عمليات البحث عن بديله ضمن تمثيليات شائعات موته وترويج مرضه ثم تكذيبها عمليا من خلال ممارسته لاعماله وظهوره بمظهر طبيعي.

ومع ذلك نسبة لعدة قرائن يمكننا ان نفترض بانه وصل الي مرحلة حتى ان وجد لا يستطيع ممارسة نشاطه ومتابعة شئون السلطة  .

ولذلك نفترض :-

– اسياس استفحل مرضه والوريث ليس مفقودا وانما تهئ له الساحة لتمكينه من اعادة التمثيليات القديمة ولايجاد القبول من الشعب والمعارضة للنظام الحاكم القادم بثوب جديد .

– ضمان سيطرة المسيحيين على السلطة ليس خيار المسيحيين الارتريين وانما هو خيار خارجي معروف الاسباب والدوافع والخلفيات .

– صفحتي النظام الداخلية والخارجية لا خلاف جوهري بينهما لذلك هما كاليدين للجسد الواحد بالنسبة للنظام الحاكم .

من هنا لا يمكن ان يخدع احد بان بديل افورقي لم يعرف بعد ولم يقرر فهذا عصر التخطيط ولا يمكن لنظام فئوي قومي ان ينتظر حتى يزحمه الآخرون فحتى الديمقراطيات المزعومة في الغرب وغيره لا تنتظر لحظة الصفر لتبحث عمن يقود وينتخب ، وبالتالي الحكومة البديلة جاهزة برئيسها ووزرائها وخططها السياسية وبرنامجها المتكامل ومن ثم ياتي الحراك الخارجي ضمن برنامج التهيئة للقبول وضمن شق الصف المعارض بين مقرب ومبعد ولضرب بعضه ببعض .

لقد سقطت في المانيا كل مطالب المعارضة الاساسية والاستراتيجية وهي خطوة سيبنى عليها حتى تصبح مطالب المعارضة فقط مطالب انصرافية تنحصر في المشاركة في السلطة والقبول بالتنظيم والاعتراف به  وقد نجحت لعبة فرانكفورت فالتوقيع شهادة القبول والرضى مستقبلا في تلك القضايا وهو استدراج ومصيدة وان كان الخصم غائبا وصور الامر وكانه تفاكر وتناصح  “مزاح يعني ” .

ستبقى قواعد نظام الشعبية الاساسية ثابته وان زال افورقي وحدثت فيه اصلاحات  لانها اساسا بنيت علي اسس استراتيجية وتصور ايديولوجي وثقافي اقصائي انفرادي لا يسمح لغيره ان يقترب وبالتالي لا يمكن ازالته الا بحراك شعبي شامل يحدث التغيير الجذري المتكامل ولذلك ليس الخطا في التعامل مع البديل الاصلاحي وانما الدخول بلا اهداف او التنازل عن اساسيات المطالب الاستراتيجية  .

وبصورة اجمالية يمكن الافتراض ان اي نظام جديد سيحرص على مايلي :-

– تفكيك وتشتيت تنظيمات المعاضة  وايجاد كيانات وهمية بديلا عن كيناتها الجامعة الحالية .

– الترغيب والترهيب لضمان تسابق الجميع الي النظام واطروحاته وان كانت وهمية .

– تقسيم المعارضة بين من هم جزء من النظام اصلا ومطالبهم اصلاحية وتكميلية وليست استراتيجية وبين من يجب احتوائهم من الجانبين .

– تتم كل العمليات وفق منهاج مدروس وتخطيط محكم من قبل اجنحة النظام في الداخل والخارج في غياب تنسيق وتعاون لدراسة الوضع وتوحيد الرؤى والجهود

حسب ما هو مشاهد من قبل معارضته التقليدية  .

الي غير ذلك ….

الذي نراه من هذه البدايات والارهاصات ان الازمان الارترية المعهودة ستعيد نفسها كما يقول مثل البداويت ”  تال تالوكو ووا  وآب ” وترجمته ، مصيرك ستقعي في الشرك يا نفسي ، فشعارات الوطن للجميع والحريات المتاحة  ليست في الافق الآن الا ان تكون في مراحل تالية وبالتالي فاليحذر المسابقون قبل غيرهم  ان يلدغوا من نفس الجحر .

ليس هذ تشائما  لكنه قد يكون انعدام لرؤية شاملة فماذا نقرأ في هذه الطلاسم وماذا نرى وسط هذه الضبابية وما ذا نتوقع من خلف تلك الاسوار المقفلة والثكنة العسكرية المحروسة  دون ان يكون هذا فقدا للامل وياسا وحسرة .

الشعب الارتري هو الذي عارض نظام الشعبية ولم يقبل باي من سياساته الاجرامية وتحطمت في صخرة صموده كل برامج المحو الثقافي والحضاري والتهجير والاخلاف الديمغرافي ، نعم لقد كانت الماساة كبيرة والضرر جسيم  في كل انحاء ارتريا لكن ثمرة الصمود والمعية الالهية في نصرة المظلوم ان تآكل نظام الارهاب المتسلط من الداخل حتى اصبح كالصخر علي الهاوية .

هذه هي الحقيقة التي ان غابت عن الذين يريدون ترميم النظام رجعوا الي المربع الاول ، وان غابت عن المعارضة اصبحت كمن لا في العير ولا في النفير .

لقد نشأت الحركة الاسلامية الارترية ليس نصيرا للشعب الارتري وانما هي انتفاضة الشعب  حين بلغ الطغيان حده وقتل الشعب الاعزل  بدم بارد واستهدف الناس في دينهم واموالهم واعراضهم اذ كان جل من حمل فيها السلاح يومها ملكيا خالصا فكانت نصيرا لكل الشعب دون تمييز لشئ مهما قال عنها المغرضون والمرجفون ، وكانت ضمن من شكل النواة الاساسية لاطر المعارضة التجمع والتحالف ثم المجلس الوطني  مع انها لا يستطيع احد ان يلوي لها ذراعا ولو انفردت .

ولذلك يمكنني القول بناءً علي برنامجها العام وثوابتها المعروفة حيث لا املك سوى ذلك انها ستعمل على دعم  كل ما يخفف اعباء الشعب  والعمل على كل ما يخلق التعايش بين فئاته القومية او الدينية ويدعم السلام والاستقرار في ربوع البلاد بعيدا عن الاطماع السلطوية والترهات السياسية لان الحركة دائما مع خيار الشعب بارادته الحرة ومع خيار الشعب في ضمان حقوقه اي هي ضمن النسيج الوطني تتفاعل معه وتتآلف ، مع ضمان ان لا يخدش ذلك شئ في قواعدها المنهجية وثوابتها العقدية  ، اقول هذا لان البعض مع علمه ببرنامجها يريد ان يطابقها مع داعش ومثيلاتها رغم الخلافات المنهجية والعقدية البعيدة بينهما .

والله اعلم والله نسأل التوفيق والسداد  .

              salehkarrar@Gmail.com           23/11/2015                    صالح كرار

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35907

نشرت بواسطة في نوفمبر 24 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010