الأستاذ حامد أود محمود واسلوبه في الحوار

صلاح أبواري

اقتباس من مقال الأستاذ حامد أود بعنوان : ابوراى ومنظمة سدرى.. تضليل وارباك مقصود

” توجها معاكسا لمجتمعهم لمصلحة ذاتية ، يذهبوا الى درجة الانتقام من اهلهم بتعزيز مواقع الغلاة المتجبرين ، تساقط نفر وانسلاخ نفر ، الاضلال بقصد وسوء نية ، الفلسفة العقيمة ، والتملق للجماهير بهدف ارباك المفاهيم ، مايقول عنه جماعة سدرى، بانه تفرد فى الفهم ،ما هو الا زيف  وثرثرة ادعاء ، السطحية السياسية ، هذا سمة طائفة هجعت فى عواصم الضباب ، هذا البلاء من الفكر العقيم ، هذا يزيد من ازدراء الناس له ومنظمته ووصفه بالجهالة ، اظن حتى ان نظام الشعبية او اهل سدرى الحقيقين /الحقيقيين فعلا ،واعنى فعلا هذه الذين من ورائها من مؤسسات كنسية،ومن ورائها جهات بما فيها جماعة مسفن حقوص ، يرد عليه افكه ، وحقيقة كل ما استطيع ان اتفهمه ان اهل سدرى الحقيقين ودبعتاى ومنظماته الكنسية ، الشكوك التى تحوم حول منظمتهم المشبوهة، ان رؤاهم لم تحيد عن رؤية جماعة مسفن حقوس التى تتلاقى معها بل هى صورة اخرى للنظام واجندته ، ابارك لسدرى والسدريون الواهمون منهم والحالمون والخبيثين منهم والخبيثات على وضوحهم ، ان كل ما ذهب اليه الاخ ابوراى مبهم او انه لقرض ذاتى …الخ.”

هكذا اذن اخترت يا استاذ حامد للرد علي المقال ؟؟ هل هذا هو الاسلوب الصحيح للحوار حول فكرة قد تكون صائبة أو خاطئة ؟  وانا احتراماً وتقديراً لهذه المواقع التي نشرت فيها مقالي واحتراماً لشخصك رفعت القلم للكتابة اليك وليس للرد عليك. ان الكلمات النابية والاسلوب الذي تعاملت فيه مع المقال وكاتبه لا ينم ولا يرقى الى ابسط درجات الحوار أو السريرة الطيبة التي كنت آنسها فيك وفي أي اخ آخر مهموم وواعي بتعميق الحوار وأهمتيه. لكل الحق لابداء رأيه في بلده، فهوا شأن عام ولي ولك وله ولها الحق للحديث عن بلده وعن كيفية معالجته للمشكل. اما التهكم والتشكيك في نزاهة من تناقش والذهاب الى الاساءات كلها لا تستحق الرد عليها لأن الرد وفي اقصى درجات ومستوى الأدب والاحترام سوف يقودني الى التهكم عليك كما فعلت وهذا ما لا أريده ولا اسعى اليه.

لقد اشرت في مقالي الأخير بأن الديكتاتورية في ارتريا وفي العالم هي صنيعة العسكرتارية وهي مصانع الديكتاتوريات ولا تزول الا بوسائل ايضاً يمكن الاختلاف والاتفاق حولها، وانا قدمت مقاربتي في رؤية ازالة الديكتاتوريات وهي بالتأكيد ليس نفس المصنع التي انتجته “العسكرية” وقدمت امثله ومستعد ان اصوغ مثلة اخرى … لقد كنت تواقاً الى قراءة مقاربة مخالفة وزاوية رؤية مغايرة لقراءتي لعلي استفيد من قراءة اخرى لكيفية انتاج الديكتاتوريات وكيفية ازالتها لكنك لم تفعل لقد انكرت رؤيتي للمسألة دون ان تقدم رأيا مغايراً ولقد واستفزك مقالي “كما ذكرت” دون ان توضح لماذا وأين الخطأ واين المغالطات في مقالي وأين هو رأيك الصحيح ولم تقدم قيد أنملة رأياً أو قراءة مخالفة علّني استفيد منه أو يستفيد منها ا لقاريء. قلت ان الكثير من الديكتاتوريات سقطت بفعل القوة العسكرية ولم تقدم لا خلفيات ولا تجرتبها ولا حتى أمثلة عليها، كمن يقول إن 1+1 لا يساوي 2 هكذا استهواءً دون تقديم اي مبرر إن وجد!. لقد قرأت لك مقالات عندما كنت في القاهرة وقبل ان تنتقل الى النرويج ولقد كنت أول من حاورك في مقالاتك ولكن صدقني لا ارد على مثل مقالك هذا التي لا تحاول ان تقدم في رأياً بقدر ما تسوق الكراهية والبغيضة بين الاخوة وتزيدنا تشتتا وانقساما والساحة مليئة بهذه النماذج ولا نريد ان نكون جزءاً منها.. بقى شيء واحد عليك ان تعرفه جيداً إن كنت تود معرفة الحقيقة: ان منظمة سدر هي منظمة مجتمع مدني أتشرف وكثيرون من الاخوة المشهود لهم في  ساحة المعارضة بالنزاهة والصدق  والأمانة والشرف ونكران الذات في غيرتهم على شعبهم وعلى وطنهم هم من اسسوها ويقودنها، وسوف لم ولن تسمع يوماً من يقدح في  شخوصنا أو من يجرؤ للذهاب الى ما ذهبت اليه بالقول اننا ” لمصالح ذاتية  ننتقم من  مجتمعنا!!”  أو الى كل ما ذهبت اليه من سوء تقدير لاناس لا تعرف عنهم شيئا ولم تكلف نفسك عناء السؤال عنهم، حتى هؤلاء، الاخوة الذين كانوا قريبين منك في القاهرة وتربطنا بهم علاقات اخوية متينة لا اعتقد مطلقا انهم  ينقلوا اليك بأننا عديمي الشرف ولأخلاق لبيع ذممنا أو ننتقم  من مجتمعنا كما جاء في مقالك . لست الوحيد يا أخ حامد من يرى في المسلم الارتري على انه مستكين وخاضع وعديم  الاخلاق والشرف عندما يعمل مع التجرنياوي لأننا مسكونين بالهزيمة وإن كل مسلم يعمل مع مسيحي فإن المسيحي هو من يقود وهو من يستخدم وهو من يأمر وينهي أما المسلم في ذاكرتك وفي وجدانك الداخلي أو في تجربتك الشخصية فإنه خاضعا مستكينا وذليلاً ومستخدما … الى كل ما قلت من كلمات. فأطلب منك اولاً كسر صورة المسلم التي في ذهنك وقتل صورة المسلم التي في وجدانك فليس كل المسلمين كما تعرف أو كما كنت قد تعاملت لربما معهم في تجربتك السابقة مع النظام وليس كل المسلمين هم مطية وليس كل المسلمون جهلة ومنكسرين واذلاء. وان ما قلهم عنهم بأنهم اسحاب سدري الحقيقون واشرت الى ودي بعتاي ومسفن حقوص فلم يقودونني يوماً كما كنت يا اخ حامد وتعرفهم اكثر مني لأنك كنت احد مأموريهم وهم لا ينتمون  الى منظمة  سدر وإن ارادوا فالأبواب مشرعة لك ولهم ولكنهم لا علاقة لهم بالمنظمة لا من بعيد او قريب. ولربما يخبرك عابر طريق كيف تعاملنا مع ابطالك  هؤلاء ورموزك التي تصورهم في ذاكرتك كالاهرامات وكيف واجهنا وتعاملنا معهم وأي الخيارات كانت الغالبة! لا نقدر العقل بالانتماء للدين أو للإثنية أو القبيلة ولا ننقاد كما في العصور الوسطى لأن الذي يقود عليه ان ينتمى الى هذه الطائفة أو الديانة من الإعتبارات التذي ذكرت.

الاستاذ حامد، إن الذي يريد ان  يناضل لا يتزين بالمعارضة ولا يتشدق بالقيم ولا يتجمل بالاخلاق يصرخ عالياً ليحدث صوتاً مدوياً تدفعه للنيل مع من يختلف معه بتلك الصفات “الغريبة” التي وصفتنا بها في مقالك، ان الأمر ليس انتخابات وتجميع اصوات وارضاء البعض “ولو كانوا اغلبية” ان الأمر لا يعدو كونه قناعات وقراءات وعمل من اجل رفع المعاناة عن كاهل شعبنا هكذا كنا في الثلاثة العقود الماضية وسوف نظل “عندما كنت تناضل في الجانب الآخر من التجربة ” وان خطابك العالي والإنفعالي والقومي والحقوقي كنا رواده عندما لم يتحدث غيرنا في الساحة احداً ، لكن شخصياً امتلكت قراءة مخالفة لتلك القناعة ورأيت ضمان استرداد حقوقنا بالعمل الجماعي طالما الظلم اصبح يعم في الجميع ولو بدرجات متفاوتة ، ورأيت بأن ذلك الخطاب التدميري وبال علينا في المقام الأول قبل ان يكون وبال على من تستهدفهم وعلى الآخرين ، كما رأيت في نهاية  الأمر بأننا مجتمع في طور التكوين أو غير متماسك ومفكك ويحتاج الى بناء بنية هياكله ومؤسساته ولا نعدو كوننا جمع من الافراد اكثر منا مؤسسات في مجابهة هيكل مؤسس بمعنى آخر تريد من اشخاص مبعثرين مجابهة هيكل منظم أو مجابهة تنظيم هكذا رأيت وكتبت واذا آنست في نفسك الاستعداد فانا مستعد ان احاورك لعلك تقنعني وتفيدني او اقنعك. أما الشوفينية التي تتخوف منها وتعاني من آثارها فإنني أرى بأن التعاون مع اثيوبيا يضاعفها ويجذرها ويعمقها وساذج من يعتقد بإن اثيوبيا تسعى من أجل بسط العدالة والديمقراطية في ارتريا أو من يعتقد ان اثيوبيا ليست عدوة الاسلام والمسلمين في المنطقة كما ابدي لك استعدادي لمحاورتك في فلسفة الاثنيات ونشوء الشوفينية وجدليتها واسقاطاتها في ارتريا علني اقنعك بعدم جدوى الطرح وعقمه وتبلده في ارتريا هكذا كتبت على الملأ وهكذا هي قناعاتي. ولم احاول يوماً مجاراة الخطاب السائد  أو دغدغة مشاعر “الإجماع حسب تعبيرك”  ومجاراة السائد الذي اقبعنا في معسكرات اللاجئين ولا ارتضي ابداً لنفسي أو لأي شاب أرتري ان يتبنى خطاب حربي يخاف رواده ومروجوه من الذهاب حتى الى المدن السودانية المتاخمة لأرتريا ويريدون اقناعنا بأن ذلك الخطاب قادر على الحاق الهزيمة العسكرية النكراء بالنظام وزبانيته فهذا الخطاب لا يحمله الا مثقف نتيجة سوء تقدير أو مثقف انتهازي لا يخدم الحقائق ولا يقدم الحلول لمشكلات مجتمعه وشعبه ويكون دائماً عرضة تتجاذفه الثقافة السائدة ويستجيب للضغط الجماعي ليكون خادماً لخطاب الاغلبية الذي الحق بنا الهزيمة تلو الاخرى وهو “الخطاب السائد” المراد تصحيحه وتجويده والتصدي له. وفي الختام اقول لك يا استاذ حامد إن الحقيقة ليست يتيمة أو منبوذة فهنالك من الشجعان من يدافع عنها ويروج لها ويجمع حولها الأغلبية مهما تعرض لهم في شخصهم أو شكك حامد أود في نزاهتم وأخيراً استاذي حامد إن الذي يشكك في نزاهة الآخرين أو في حصولهم على عائد مادي أو مصلحة شخصية فإن هذه الهموم هي همومه وهذا الهاجس يسكنه ويؤرقه وهذا التفكير حاضر في مخيلته فالناس ليسوا سواسياً وقبل ان تقدح وترمي سهامك تبيّن عسى ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين.

 

 

 

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10447

نشرت بواسطة في يناير 26 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010