الإرتريين يودعون جثمان الراحل بالدموع والحزن العميق

 مشاركة إثيوبية كبيرة في مراسم الراحل

المجلس الثوري يشيد بالدور الراحل ويتمسك بمبادئه

أديس أبابا مركز “الخليج”

20/ديسمبر 2005م

ألقيت النظرة الأخيرة على جثمان الراحل سيوم عقباميكائيل رئيس المجلس الثوري في مستشفى الحياة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد ظهر اليوم قبل أن تحلق به الطائرة من سماء أديس ليواري جثمان الراحل في هولندا حيث تواجد أسرته ويدفن هناك، حيث بدأ يتوجه  المئات من الإرتريين من أوروبا وأمريكا للمشاركة في مراسم الدفن.

وفي أديس أبابا أقيمت للراحل مراسم وداع شارك فيها عدد كبير من الحضور من أبناء الجالية الإرترية وقادة الفصائل الإرترية المعارضة المنضوية تحت مظلة التحالف. كما شارك في مراسم ممثلي من الحكومة الإثيوبية والحزب الحاكم يتقدمهم أحد أبرز قيادات الجبهة الحاكمة وعضو المكتب السياسي سبحت نقا، والسفير سليمان مدير مكتب وزير الخارجية، والسفير هيلي كيروس قسسيه، وحبور جبركيدان عضو اللجنة المركزية. كما شارك ممثلي دول تعاون صنعاء في مراسم التوديع.
فيما مثل التحالف الإرتري حضور كبير يتقدمهم رئيس المكتب التنفيذي حسين خليفة،  ومسئول العلاقات الخارجية أحمد محمد ناصر ومنقستآب أسمروم مسئول الإعلام وقرنليوس عثمان مسئول الشئون الاجتماعية، وكذلك تولدي جبرسلاسي رئيس جبهة (ساقم) والأستاذ محمد طه توكل، وكذلك قزائي كيداني ودبساي ولداي اللذان قدموا من السويد وشاركوا في مراسم، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من كوادر التنظيمات المنضوية تحت مظلة التحالف. ونجح تنظيم المجلس الثوري في تنظيم المراسم التي أقيمت في مستشفى (الحياة)، حيث يوجد الجثمان في دور الرابع.

 وفي هذه المناسبة ألقى دبساي بيني كلمة التنظيم التي تناولت السيرة الذاتية للراحل، وعدد نضالاته الوطنية، وأكد استمرار التنظيم في السير على نهج الراحل حتى تحقيق الديمقراطية والسلام والتنمية في إرتريا. وقال دبساي إن الراحل بذل جهود من اجل تقوية المعارضة ودافع عن قضيته، واشاد بالتعاون قوى المعارضة مع المجلس الثوري. وكان دبساي بجانب الراحل منذ لحظة الشعور بالألم حتى فارق الحياة مع كل من منقستآب أسمروم وجمع علي بخيت الذين تحملوا جزء أكبر من مأساة اللحظات الحرجة التي مروا بها ابتداءاً من وفاة الراحل وانتهاءاً بإبلاغ أسرته وقيادة التنظيم حتى توديع جثمان الراحل التي يرافقها جمع علي بخيت.

لحظات حزينة لا تنسى في الذاكرة

سمح للمشاركين في مراسم التوديع بإلقاء النظرة الأخيرة في الطابق الأرضي للمستشفى، حيث ألقى الجميع النظرة الأخيرة على جثمان الراحل، وكان موقف مؤثر، حيث انهمرت الدموع في مشهد أليم امتلأت ساحة المستشفى وملامح الحزن يعلوا وجوه الحضور والصمت يخيم على المكان من شدة الحزن، ويأتي أنين النساء ليكسر هذا الصمت ليعبر الموقف كموسيقية سيفونية حزينة، وتزايد بكائهن ليصل عنان السماء ويعتم سحابها. وكذلك شاركوا الرجال النساء في البكاء لأنهم لم يتدارك ويتمالك إحساسهم المرهف ليعبروا بسيل من الدموع التي تنهمر على خدهم، وخاصة من ربطتهم به علاقات وطيدة ، ولديه معهم ذكريات ومواقف لا تنسى.

وهذا الموقف الأليم وضع تساؤلات عديدة لما يدفن أبناء هذا الوطن بعيدين عن وطنهم؟

 وإن رحيل سيوم يعكس حجم المأساة بأن ينتقل جثمانه إلى هذه المسافات نتيجة جبروت النظام وديكتاتوريته الذي خلق هذا الواقع الأليم، وتكمن المأساة الحقيقية إن في ظل الاستقلال أن يحرم المناضلين في حضن  ثراء إرتريا قبل الممات وأن لا يلبسوا ترابها بعد الفناء، وقد دفن بعد الاستقلال الكثيرين منهم على سبيل المثال وليس للحصر المناضل إدريس محمد أدم في المملكة العربية السعودية ورئيس القيادة العامة محمد أحمد عبده بالسودان وعشرات غيرهم لا يسع المجال لذكرهم، والنظام الإرتري الذي يرى في هذه المعاناة قمة السعادة ولا تكتمل سعادته، إلا وأن يرى الشعب الإرتري يذوق أصناف العذاب والمأساة، وعندما نتذكر تلك المواقف والمعاناة تطفح في السطح وفاة الزعيم عثمان صالح سبي في القاهرة عام 1987 الذي دفن في السودان، وحينها أبدت الجبهة الشعبية استعدادها بدفن سبي في الأراضي المحررة، وكان لا يعدوا ذلك إلا طيبة الخاطر، وكما أبدى حاكم إثيوبيا آنذاك منسجتو هيلي ماريام من باب المجاملة أيضاً استعداده وتعاونه في دفن سبي في أي مكان يطلبونه في إرتريا. إلا أن الحكومة الإرترية لم تبادر حتى من باب المجاملة استعدادها لاستقبال أبطال إرتريا بل تبنت سياسة دفن الأحياء في خطوة تعكس حجم المأساة التي فقد فيها الإنسان الإرتري آدميته.

سيوم في السطور

وإن الراحل من مواليد 1946 في مدينة (مندفرا) جنوب إرتريا. وهو أب لستة أبناء. التحق بجبهة التحرير الإرترية 1964، واعتقل عام 1965، وخرج من السجن عام 1975، وتولى مناصب قيادية بارزة، وفي أغسطس انتخب رئيساً للمجلس الثوري حتى أتته المنية في 17 ديسمبر 2005، يوم السبت في منتصف النهار .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4635

نشرت بواسطة في ديسمبر 20 2005 في صفحة الأخبار, شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010