الببغاء

الى حمدان كاتب السلطان نهدي هذه القصيدة ونتمنى له مزيدا من الانحناء تحت نعل السلطان والانحدار الى هوة من عفن نهديه فصيدة الببغاء.

 

الببغاء

  للشاعر:  محمد الهادي الجزيري

                                          ( اليه كاتبا مفردا، متعددا، متناسلا رغم عقمه)

لوجهك أحلى ابتسامة

تؤكد أن الغراب حمامة

ولكن أغبى المساكين يدرك أنك قابيل

حتى وأن كان مثلك أعمى.

 

لأنت الفتى الشاعر الأول الآخر البين بين

ولكن أرمح بيمناك يا سيدي أم قلم؟

ثيابك دم

وخلفك ألف حسين

وبين يديك ثمار الغمامة.

 

نعم أنك الببغاء ولكن

أما علموك من الأبجدية الا ” نعم”؟

أتجهل تلك القديمة كا الله، تلك الحبيسة كالآه

تلك الطويلة مثل العصا؟

أتجهل “لا” ولماذا ومتى وعلام

أتجهل “لا” يا بشر القتامة؟.

 

لأنت الفتى ابن هذا الظلام العظيم

ولكنه الشعر لا يتغمد الا اليتامى.

أتكتب أم تنحني فوق كراسة الدرس قوسا يخام السهام؟

أتكتب أم تتسول في عتبات الملوك

ليلقوا عليك الوسام؟

أتكتب أم تتجمل بالمفردات البديعة كى لا نراك؟

أتكتب أم تتبختر بين السطور

كعاهرة تترصد ابناءنا في الأزقة والطرقات؟

أتكتب أم تكبت الكلمات

وتمحو حروف الشهامة؟

أتكتب أم تنحني لالتهام النبات؟

أتكتب أم تتقيأ لحم الحمى؟

أم تخبأ رأسك في الوحل مثل النعامة؟

 

لأنت العفيف النظيف الشريف اللطيف الظريف الخفيف السخيف

تهرج في مأتم الأرض كى يضحك القتلة

وتذرف دمع التماسيح ان نفقت فأرة في تهامة

صلبنا أمامك، قص لنا ألف ألف جناح

 سلبنا أمامك، جاعت فراخ لنا وتعرت حبيباتنا للرياح

ووارى الكرام الكرام

طردنا من الأرض والكلمات

وحاصرنا الوحل والوحش  من كل صوب

ولم تلق يوما عصا أو حصاة

ومازلت تلقي علينا السلام!!

وحق الفجيعة انا لنبكي بعيدا عن الورقة

مخافة أن يتغدر وجه القصيدة

أو تتعرى تماما لأوجاعنا

فتحجب عنا الكلام

والله انا لنقتطع الخبز من شجن شائك

وندثر غيماتنا بالهوى ونشد الحزام

كى لا نلوث كفًا

تصافح في غيهب الوقت جيل القيامة

والله لم ينحن الظهر الا لغرس الكرامة

ووالله انا نقدس هذا التراب الذي ليس غير تراب

ونؤمن بالله من أجل من أوغلوا في التراب:

” لكى لا نصدق أن لا لقاء غدا وأن لا عناق غدا”.

 

فيا كم  نحُن الى سادة علموا الشجر الاستقامة

وحق الفجيعة ضاق بنا الوطن القبر رغم امتداده

“من مأتم في كرن الى دمعة في مصوع” *

وحق الفجيعة انا نموت نموت نموت

ولكننا لن نغير شكل الاقامة

ولن نترك القبر للعنكبوت

سنبقى هنا خمرة للندامى وخبزا لكل البيوت

سنبقى هاهنا باقة من يتامى

اذا كتبوا أجتمعوا رغم سمك المسافة

رغم الحصارات والزمن الاخطبوط

سنبقى هنا مزقا متحذرة في التراب

ولن نتعفن حتى وان أغلقوا كل باب

وسدوا النوافذ، سدوا الكوى والمنافذ سدوا المسام

فلسنا وحق الهوى نتنفس هذا الهواء الحرام

لهذا نغيب لماما

ولكننا لا نموت تماما.

 

هكذا نحن ، ما بين موت وموت نزحزح عنا الركام

ونستنشق التبغ والحبر

نستنشق الأغنيات العذارى وغيماتنا والمدامة

هكذا نحن بين موت وموت نغني

ونرقص من ألم الذبح كى نتفادى السقوط

وسنرقص، نرقص في هامش الوقت حتى القيامة

هكذا نحن ، ما بين موت وموت نعالج طوق الحمامة

هكذا نحن، نجمع ما في الأيادي الحزينة من عنب وفتات

ونوقد نار القرى

فيحج الينا المجانين من كل منفى

وننزع عن جرحنا الصمامة

كم أردنا الحياة

ويا كم زففنا الى أوراقنا ( لندين ) الظلام

هكذا نحن ندعو البهاء البهاء

” ونسمي ” الجذام الجذام

فياأنت ما أنت حتى نناديك يوم القيامة؟

أبغل، لنسأل مولاك من أين أهداك هذا اللجام؟

أكلب، لنسأله كيف تلتهم الأرض رغم الكمامة؟

وربﱠ الغرابة، ماأنت ﺇلا قمامة أسيادك العابرين

 

لهذا فقط

تجمع حولك كل الذباب

وأسرى اليك جميع الكلاب

وحج دجاج وبط

وطافت بجيبك كل القطط

ولكن، ألا تستحي يا قمامة

“تكدست” في عتبات الملوك

وجاء الغراب ليدفن هابيل فيك

ففضل عنك التراب

وفاخر قوم أبيك بأنه محض غراب

وطار الى ربه زاهدا في القمامة

تكومت في عتابات الملوك وحاكيت قبة (شيخ عبد القادر)*

فبال عليك دليل الصعاليك

ثم أستحم بشلال خمر  وهام

عرفناك ياذابح الكلمات عرفناك

فأخلع قميص النبي

وضع فوق قرنيك تلك العمامة

عرفناك ياذابح الكلمات

فخذ ما أستطعت من الأرض وأذهب

عليك دماء بلادي الحمامة.

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8055

نشرت بواسطة في أغسطس 13 2006 في صفحة مزبلة التأريخ. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010