البحر الأبيض المتوسط يبتلع المزيد من الشباب ألارتري

فرجت

01 سبتمبر 2006م

نتيجة للظروف التي وصلت اليها البلاد، تشهد الحدود مزيداً من الهروب الفردي والجماعي من حالة البطش  والتنكيل التي يمارسها نظام هقدف الديكتاتوري المستبد في ارتريا بعموم الشعب الارتري  والشباب خاصة ، في الاسابيع القليلة الماضية  شهدت الجماهيرية الليبية  محاولات مستميتة  لعبور البحر الابيض،  تم العثور على البعض منها من قبل  سفن تجارية عابرة وأخرى لشرطة الحدود الاسبانية والماالطية والايطالية ، وبعضها ضل طريقه في عرض البحر لينتهي حيث بدأ في الشواطئ الليبية وتأتي  سفينة الموت على رأس تلك التي ضلت.

 تحرك المركب الصغير وقد حشر فيه حوالى 32 راكب  من الارتريين متوجها صوب القارة الاروبية ولكن لجهل الربان وتعطل البوصلة كما ذكر تاه المركب الصغير في عرض البحر المتوسط لأكثر من 17 يوما وقد نفذت المؤن القليلة ليواجه الشباب الشمس المحرقة والجوع والعطش وأمواج الصيف على البحر الأبيض المتوسط ، وبدأت الأرواح الشابة تغادر هياكلها العظمية الى بارئها، وبدأ الآخرون في رمى الجثث واحدة تلو الأخرى  الى أن عجزوا عن رميها في البحر وظلت تلازمهم مابقى من جثث رفاقهم حتى وصلو الى الشواطئ الليبية  ليقبض عليهم حرس الحدود الليبي ويجد بين الجثث ثلاثة أحياء أحدهم مصاب بلوثة جنون للتجربة المرة التى  عاشها خلال أكثر من سبعة عشر يوما  وينتهي بالآخرون  المصير الى المعتقل الليبي. فمن بين  الذين تم  التعرف عليهم كل من الشابين : عبد العزيز صالح سليمان ملكين ، وابن عمته الشاب حافظ يعقوب.

وذكرت وسائل الاعلام الايطالية الاسبوع الماضى ان عشرين ارترياً يعتبرو مفقودين بعد غرق القارب الذى كان يحمل 30 لاجئاً ارترياً بالقرب من ساحل جزيرة لامبوسا. وذكرت المصادر انه قد تم العثور على خمسة جثث وتم انقاذ عشرة اشخاص.

ويذكر النظام الارتري منع أهالي الذين يتوفون اثناء محاولات الهرب من اقامة سرادق العزاء ( الفراش) أو تقبل  العزاء عليهم من الناس.

فنحن في الوقت الذي نترحم فيه على أرواح هؤلاء الشباب والذين هم خسارة كبيرة لأهلهم ولوطنهم نتسآل الى متى يستمر هذا المسلسل الدامي والى متى تستمر هذه الخسارة البشرية الفادحة ؟ ألم يحن الوقت بعد على الهجمة الضارية التي تطيح بنظام الفرد والجنرلات الحمقى ؟ والى متى  يجب ان ننتظر المعارضة الارترية لتحل قضاياها الداخلية وتبدأ في خطوات عملية لمنازلة هذا النظام المستبد فقد طفح الكيل وماعاد في الشعب من طاقة لحمل كل هذا الظلم.

مازلنا نناشد الهيئات الانسانية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في حقل اغاثة اللاجئين ، ودول الجوار يأتي على رأسها  النظام  الليبي، نناشده للمرة الثانية ونقول له :  ان الدافع الوحيد لتدفق اللاجئين الارتريين سياسي بحت وليس اقتصادي وهو ناتج من سياسات البطش والتنكيل الذي يتبعها  النظام الارتري ، لهذا اعطائهم المعاملة الخاصة واقامة المعسكرات التي تأمن لهم انسانيتهم وتمنعهم من خوض هذه المغامرة المميتة.

ونقول للشباب الارتري ان عبور البحر الأبيض المتوسط لن يأتي بنظام جديد في ارتريا بل العكس انه يشدد من قبضة النظام العسكري المستبد في ارتريا, وانما الحل يتأتى من تنظيم وتأطير الشباب لأنفسهم لمقارعة هذا النظام  ان لم يكن من خلال  منظات المعارضة الارترية الموجودة فليخلقوا لأنفسهم  اطارا يلائمهم  وينظم مقدراتهم الشبابية  لمواجهة النظام المستبد في ارتريا سياسيا وعسكريا، وايماننا كبير في الشباب الارتري الذي خلق المعجزات من خلق معجزة اسقاط النظام وانهاء هذه المآساة.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5644

نشرت بواسطة في سبتمبر 1 2006 في صفحة كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010