التنظيم الجديد: معركة بقاء ام اصطفاف جديد

 بقلم: عثمان صالح اسماعيل

 oaadoi@yahoo.com                                                                   

 يذ كر أن التنظيمات التي أعلنت عن توحد فيما بينها، كانت تخرج إلينا من وقت لآخر ببيانات وتصريحات صحفية تؤكد علي سلامة سيرها إلي الوحدة التي كانت تقصدها ،حتى جاء  اليوم الموعود وأعلنت فيه عن اندماج وانضمام فيما بينها ليكون المنتج الجديد :( حزب الشعب الديمقراطي الارتري )  خرجت علينا أصوات من بينها تؤكدعدم شرعية وقانونية مانتج وصدر من اجتماع المانيا، لتجاوزه وخرقه الكثير من النظم واللوائح والمرجعيات التي كانت قد تأسست عليها (التنظيمات)وعملت بها لفترات طويلة، حيث لايمكن التعديل فيه أو حل التنظيم، أوالد خول في تنظيم آخر إلا بالمصادقة عليه من قبل المؤتمر العام ، مما لفت أنظار الكثيرين الي حقيقة ماجري خلف الأسوار في المدن الأوروبية  والتي ختمت أخيرا بألمانيا، وتركت ظلالا كثيفا وموقفا ضبابيا  في وسط الرأي العام الارتري، والتي فعلا  اذا ما صح ماتنادي به هذه الأصوات ،قطعا ستعتبر هذه سابقة خطيرة تشير الي طبيعية ماتم هناك كمايدل ان المخرج لم يك ماهرا لدرجة انه اخرج المولود مشوها يواجه معركة البقاء من أول استهلاله كما لم يك مقنعا(المنتج) إلا للمخرج الذي كان يرتب الأموربعيداعن الأنظاروعلي نحو ما كان يراه هو.

دفعتني هذه الأصوات المنادية الي عدم دستورية التنظيم الجديد إلي المراجعة والوقوف علي المشهد من خلال الاستعراض التالي:

1.  الشرعية والدستورية لهذا المكون الجديد:

  المعروف من أغلب التنظيمات الارترية أنها تلتزم بقدر كبيير لما تقره من نظم ودساتير تنظم أعمالها ،كما تحرص علي عقد اجتماعاتها الدورية والمؤتمرات التنظيمية بشكل منتظم ،سواء كان ذلك في فترة الكفاح المسلح او مابعضها،ونجد امثلة كثيرة علي ذلك إلا هذه الحالة التي أمامنا يبدو انها قد خرجت من المالوف للوضعية والظروف التي عاشتها التنظيمات المجتمعة في هذا الكيان الجديد ،لان كثيرا من قيادات مجالسها الذين انتخبوا في المؤتمرات التنظيمية  من قبل قد انسحبوا كيفيا او تساقطوا  الي النصف  في أحسن الأحوال وذلك كحالتي الحزب الديمقراطي والحركة الشعبية لدرجة انهما لم يكملا حصتهما الا بالتعيين من وسط العضوية العادية وبالكاد ،اما المجلس الثوري  حاول ان يعالج ازمته بداية من خلال التحول الي حزب حلم به من عام1971م وشق له التحالف في عام 2007م   كما حاول بعدها ان يشق  صفوف آخرين ،وعندما صدت امامه كل الطرق لملم  المتردئة والنطيحة تحت  شعار( التنظيم الرائد) وعقد مؤتمره وغيرالاسم الي( حزب الشعب الارتري) تاركا وراءه ارثا ثقيلا من الفشل الذي لازمه طوال حياته السياسية ، ولم يمض علي ذلك عام حتي سارع الخطي في نسج خيوط هذا التوحد ولو علي حساب الأخلاق والنظم وتخرجه من ازمته التي كان يعاني منها، وطالما هو المستفيد وتحقق له رغبة الانتشاء ولو لفترة مؤقتة.

 

 اذن هذه الأصوات خاصة من الحزب الديمقراطي والحركة الشعبية  تكون محقة في مناداتها للتجاوزات القانونية  والغبن الذي لحق بها من جراء ذلك ،وهي اصوات ليست  قليلة، وهناك  من شملتهم قائمة (القيادة المركزية) اسقط اسماؤها من المشاركة في المناسبة بحجة التأشيرات لأنها كانت تنادي بمثل ذلك ولو بشكل خجول.

 ولعقد الاجتماع في المانيا  بعيدا عن مشاركة الآخرين  قصة أخري وهي التستر علي الذين هم وراء العملية تخطياطا ودعما وبالطبع هم الذين يريدوا ان يكرسوا تجربة الشعبية ( مدرسة الإقصاء والإرهاب والديكتاتورية والطائفية)ويسعون الي تغيير شكلي للنظام لاجوهري وللحسابات المعروفة.

2.القيادة الجديدة:

التكوين من ثلاث مستويات وبعدد كبير وموزعين علي قارات لن يجعلها ان تكون قادرة علي الديناميكية والتحرك وسيكرس ذلك الفردية  وغياب المؤسسية وبالتالي ستتركز القوة في المستوي الأول الذي له فيها  المجلس الثوري أكثر من النصف وهو مايجعل الآخرين و بقية المستويات   مجرد أحجار علي رقعة الشطرنج .وهي تجربة  مرت بها الجبهة الشعبية وأدت في النهايةالي  ماعليها اليوم مع القياس الفارق من حيث الزمان والمكان، والامكانات والقدرات .

 

 واختيارها كذلك لولد يسوس عمار لم تكن موفقة لانه اصولي  متطرف جدا بذيئ اللسان   مصاب بمرض الانانية وهوالمعروف علميا( بالتوحد ) ويزيد مع الشيخوخة ، ولايلبس الا نظارة سوداء ولا يفهم من الصراع الا الصراع الصفري ، يفرق ولايجمع . ورجل بهذ الصفات لايصلح ان يكون سياسيا ناهيك ان يكون قائدا. لذلك كثير من آمال  التنظيم الجديد ستتكسر علي تطرفه لاسيما وان القيادة  خضعت في تكوينها للولاء والمحسوبية  ، ومهما تطعم  بأسماء ديكورية تكرر تجربة فاشلة تجاوزها الزمن لن يفيدها في شئ.

 

3.التسمية:

  التسمية لهذا المكون الجديد تعترض تماما مع تسمية التحالف  (الجامع للمعارضة  )ولاحظ الفرق مابين( التحالف الديمقراطي الارتري)  و( حزب الشعب الديمقراطي الارتري ) الفرق هو فقط مابين التحالف  وحزب الشعب سيلتبس جداعلي الارتريين ناهيك علي غيرهم  ويحمل في ذلك دلالتين:

 

–         يبدو  أنه متعمدا لأنه كان بالامكان تلافيه وامكانية التدليس علي الآخرين واردة بصورة كبيرة وذلك من خلال الايهام بأنه التحالف كما في مثل مؤتمربروكسل.

–        في حالة حدوث خلاف بينه والتحالف سيظهر نفسه كأنه كتلة مقابل التحالف  ولاسيما ان هناك مايدور خلسة في وسطهم وتبحث امكانية الخروج من التحالف لانهم اصبحوا قوة يمكن الاستغناء عنه حسب زعمهم.

وعليه  يحق للتحالف أن يطالب بحقه في التسمية  ويطالب المكون الجديد بتعديل اسمه  ولاسيما انه لم يعمد بعد.

 

4.البيان الختامي

     كان البيان وبكل المقاييس مفاجئا للجميع حيث تناسي تماما   الاشارة الي المعارضة الارترية او التحالف  وانكفأ فقط علي نفسه ،وكان هذا واضحا منذ البداية حيث لم يتم تحضير او دعوة أي طرف آخر ارتري للمشاركة  وهو خروج عن المعهود في المعارضة الارترية وعرفها، ومؤشر واضح  في الوقت نفسه الي المقاصد والنوايا التي يريد أن يذهب إليها التنظيم الجديد وقطعا لن تكون سليمة،وهوما دفع الاخرين الي عدم التفاؤل  من البداية لأن الآثر يدل علي المسير والبعرة تدل علي البعير.

 

واخلص من هذ الاستعراض الموجزان التنظيم الجديد واجهته حالتين:حالة استحالة البقاء حيا علي المستوي السياسي  بالأدوات القديمة، خاصة بعد التجارب الفاشلة التي مر بها كل طرف من الأطراف المشاركة ،  وحالة ان لا يحشد الجمع الا علي اساس من التمركز حول الفكرة الروحية الإستراتيجية التي لايستطيعواالبوحة عنها مخافة ان يظهروا بما يرموا به الآخرين ،وفي النهاية تغلبت الحالة الثانية وتنادوا عليها مما يعني أنه اصطفاف جديد  وبشكل علني هذه المرة وبدون حياء مهتدين في ذلك بكبيرهم الذي علمهم السحر، ولكن هيهات ان الشعب الارتري لن يلدغ من جحر مرتين ولن يؤمل علي مثل هؤلاء أبدا وستكون له خياراته  اذا ما ارادوا ان يكرروا التجربة الفاشلة والمريرة  مرة  أخري  .

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1311

نشرت بواسطة في يناير 17 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010