الثورة مستمرة

كثير من ابناء الشعب الارتيري الصابر و المغلوب على امره ؛ إضافة إلى المراقبين اقليمياً و دولياً يمرون بحيرة و تساءل كلما حدث شيء ما ذو طابع امني أو سياسي للدولة الارتيرية ؛ فالنظام الطائفي المتطرف و بقبضته الدكتاتورية المحكمة تمكن طوال فترة حكمه العشرينية أن يقمع معارضيه في المهد و بشتى سبل التنكيل و البطش الدموي ؛ و بغض النظر عمّا كانت هذه المعارضات مطلبية( معوقي جيش التحرير ) أم سياسية ذات محتوى و مضامين تغيرية داخل الجبهة الشعبية او خارجها ؛ و كان دوماً يُتبع عملياته الاجرامية تلك بمحو آثار المذابح و الاغتيالات والاعتقالات التي يقدم عليها بصور متكررة.
فالرجل( المعتوه افورقي ) مجرم تمرس على هذا النهج المافوي ( المافيا ) قبل اعتلاءه سدة السلطة (1993م) عقب تحرير الوطن من المستعمر الاثيوبي ؛ و ارشيف التصفيات داخل الجبهة الشعبية ( المنقع ) و خارجها ( اغتيال مناضلي الفصائل الارتيرية في السودان ) محفوظة في اضابير جهاز المباحث و الامن للنظام ؛ انتظاراً ليوم الحساب القريب إن شاءالله.
والسؤال الذي المطروح الآن و بعد حركة 21يناير :— لماذا لم يتمكن أسياس و عصابته من قمع حركة 21 يناير قبل أو بعد إعلانها عن نفسها في بيانها القصير الذي تُلي للعالم من مبنى وزارة الاعلام و تلفزيون الدولة في اسمرا نهار 21يناير؛ فقد تأكد حتى اللحظة أن النظام الطائفي الدكتاتوري في اسمرا عجز و لم يتمكن هذه المرة ان ينجز ما كان يقوم به سابقاً في مثل هذه الاحوال ؛ أي انه و بعد 25 يوماً من انطلاقة حركة فورتا ؛ خرج المعتوه إسياس للعلن و علامات اليأس بادية في وجهه ليقول كلام مبهم ؛ بلسان مرتبك ؛ أن اللذين قاموا بهذا العمل هم افراد بعدد اصابع اليد مشاكسون لا يعرفون ماذا يريدون…. إلخ ؛ وما درى إبن مدهن براد إن هذه المفردات اكدت من حيث لا يدري فشله و وهنه نتيجة شدة تأثير الصدمة التي حدثت له من حيث لا يحتسب.
امّا قوله؛ انه تمكن من اخماد تمرد هؤلائ المشاكسين كذبة فاضحة نجدها في السؤال التالي :—

من هؤلاء المشاكسون (اسماءهم ) و إلى اية جهة ينتمون أو من اية مؤسسة من مؤسسات الدولة المسلحة ( سلاحاً خفيفاً و ثقيلاً ) انطلقوا فجر ال21 يناير ؛ المعتوه اسياس لم يجب ؛ بل كان حريصاً كل الحرص ان ألاّ تفلت كلمة او عبارة او زلة لسان ضد وزارة الدفاع ورجالاتها من ابسط عسكري إلى اكبر رتبة عسكرية .
 
الآن قراءة الحدث ( حركة 21يناير) تشير بوضوح إلى :—-

1. ان حركة فورتا التصحيحية هي داخلية( ضمن تنظيم الجبهة الشعبية ) تعبر عن المرحلة الأخيرة لمسيرة الاصلاح التي بداءتها مجموعة ال 15 من قيادات الجبهة الشعبية و المعتقلون منذ سنوات .
2. العملية ( تحرك فورتا21يناير ) يبدو منظمة بأعلى مستويات الحيطة و الدقة التي ستوصلها إلى اهدافها؛ و مبرمجة بخطوات محسوبة منها خطوة الاعلان عن نفسها ( بيان 21 يناير) ثم فتح الحوار مع الرئيس إسياس وعصابته بهدف تجنيب الدولة الارتيرية المسار الدموي الذي عهده و تمرس عليه اسياس.
3. الحركة التصحيحية ( فورتا 21 يناير ) و من خلال بيانها تعلن للشعب الارتيري ؛ بانها سوف تستمر و لا رجعة ( النصر أو الموت ) حتى تحقق اهدافها ؛ و على كل من يريد اللاحق بالركب ( التنظيمات الارتيرية المعارضة ) على متن المبادئ المعلنة في بيانها القصير فليفعل ( الاتصال بها بأية وسيلة للتنسيق ) و إلا فالقاطرة انطلقت و لا محطة توقف لمسيرتها.
4. النظام في اسمرا في اضعف حالاته ؛ فلا احد من الشعب الارتيري سيدافع عنه و لا الدكتاتوريات البائدة ( الغذافي و مبارك ) ستلحقه من قبورها و سجونها ؛ فهو معزول داخلياً و اقليمياً و دولياً و هذه حقيقة يدركها المعتوه رأس النظام في اسمرا قبل غيره .


المعارضة الرئيسية للشعب الارتيري داخل الوطن و إن غاب عنها التنظيم جراء بطش و قمع النظام في اسمرا ؛ فهي مثلها مثل كل معارضات الشعوب التي عاشت تحت وطأة الدكتاتوريات العربية و غيرها متأهبة للانغضاض على العدو؛ مترقبة الخطوة التالية من الحركة التصحيحية (21يناير ) لتنغض على الدكتاتور الطائفي المتخلف مرة و للأبد و صولاً للكرامة والحرية و العدالة والديمقراطية .
 
صالح إدريس

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30344

نشرت بواسطة في فبراير 18 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010