الجالية الأرترية بأستراليا ترجم مهرجان إسياس أفورقي

فرغ قبل قليل أريتريو أستراليا من تظاهرتهم للعام السادس علي التوالي ضد مهرجان النظام الدكتاتوري السنوي في أستراليا، وقد حققوا كعادتهم جملة من النتائج الايجابية يتمثل أولاهما علي محافظتهم علي العهد الذي قطعوه علي أنفسهم برفض النظام البغيض في اريتريا، وثانيهما انحيازهم الي الشعب الاريتري ومطالبه العادلة في الحرية والأمن والاستقرار، وحافظ المتظاهرون للعام السادس علي التوالي علي فقرات التظاهرة المتفق عليها مسبقاً من إلقاء الكلمات التضامنية والهتافات المضوية المخترقة لقاعة مهرجان التدليس والخداع محققين أبسط أهداف المظاهرة المباركة وأكثرها براءة وهي إحراج النظام والموالين له وذلك برجمه وإغراقه بصيحات الحق والمطالبة بتحقيق الأمان والعدالة وهي مطالب بالتأكيد تسيئ للدكتاتور والمحيطين به من بطانة السوء، وفي اليوم الأول أعطيت الكلمات للجنة المنظمة ولإدارة الجالية الأرترية بملبورن وللمناضل/ محمد نور أحمد، الذي أعترف بأنه فرداً عادياً وليس أكثر أهمية من أي مواطن أرتري حر وشريف يتظاهر الآن ضد النظام وأعترف بفشل المعارضة الأرترية وإخفاقها تماماً في تحقيق هدفها المتمثل في تغيير النظام وأشاد بالتحرك الشعبي والمبادرات الفردية المطالبة بالتغيير، وسوف تعطي يوم غد السبت الفرصة لجمعية كبار السن الأرترية وللرعيل الأول وللمرأة ولناشطين وطنيين من الجالية الأرترية. وألهب الفنان البروندي/ وليام وللعام الثاني مشاعر المتظاهرين بأغنيات حماسية ذات مفردات عميقة وشكرهم لإعطائه الفرصة للتنديد بأحد الأنظمة الأفريقية الفاسدة، وطالب برفع وتيرة النضال وتشديد الخناق علي طغاة أفريقيا والعمل دون كلل وملل لإرسالهم الي مزبلة التأريخ تطاردهم لعنات  شعوبهم المقهورة، ودخلت أسرة الفنان الراحل/ يماني باريا للعام الثالث علي الخط بتجهيز “البن” وتوابعها في ساحة التظاهرة، هذا وأستمر المتظاهرون حتي منتصف الليل في إلقاء الهتافات والشعارات وعرض الأشرطة المرئية وتشكيل حلقات رقص وزادوا من صوت المكبرات التي كانت تسمع بالداخل ويصعدون من هتافاتهم ومن مطالبهم بزوال إسياس وعصابته كلما مرً من أمامهم أحد الداخلين، وأشتكي البعض من سماعهم لعبارات مهينة ومسيئة لرئيسهم  اسياس ومندوبه  وأنهم يجدون إحراجاً  شديداً في ذلك، وكان أنصار النظام تقدموا العام الماضي بشكوي ضد المتظاهرين بسبب جثث رمزية موضوعة أمام مقر المهرجان وأدعوا أن تلك الجثث  تسبب لهم إضطرابات نفسية ووساوس قهرية (ماشاء الله فيهم خير!!) وأنها أصبحت ترعب  صغارهم، لكن شكواهم ذهبت أدراج الرياح، بإعتبار أن مايفعله رئيسهم بالشعب الأرتري هو أكثر من ذلك بكثير، وأستحدث المتظاهرون هذا العام بالإضافة الي الجثث الرمزية رمزاً آخر يعبر عن المعاقين وجرحي حرب التحرير الذي أستهزأ النظام بمطالبهم وفتح فيهم النار في أول تذمر لهم وهو ماعرف بمذبحة “ماي حبار” في بداية الإستقلال، كما قام المتظاهرون بتعليق الشعارات المكتوبة علي قطع الأقمشة والأوراق ويلوحون بها باستمرار، كما قاموا بتوزيع التقارير الدولية التي توثق إنتهاكات حقوق الانسان في أرتريا وتتحدث عن الأوضاع المزرية في البلاد تحت الدكتاتور إسياس أفورقي، وتمكنوا من شرح أهداف المظاهرة وأسبابها للمارين من الأستراليين الذين كانوا يتحققون من ماهية مايجري، وكذلك للشرطة الأسترالية التي جرت المظاهرة تحت إشرافها للعام السادس علي التوالي.

 

وتقام مظاهرة ملبورن السادسة في ظل إحراج وإستياء شديدين يشعر بهما النظام الأرتري وطاقمه الدبلوماسي الواهن في أستراليا بعد أن ظنوا أن المظاهرة ستقام فقط لعام واحد تتبعها استكانة وخضوع ومن ثم دخول للمهرجان ولم يعتقدوا ألبتة أن المظاهرة يمكن أن تستمر لستة أعوام، وقد زاد من حرجهم بعد أن بدأت المظاهرات تشكل تهديداً حقيقيا وأن تأثيراتها أصبحت واقعية ملموسة لن ينكرها إلا أعمي ضرير أو مغرض شرير، ومن تأثيراتها الواضحة هروب ستة من أفراد الفرق الفنية بين عازف ومطرب وإحجام كبير وخطير عن دخول المهرجان وخوف أنتاب النظام هذا العام جعله يجلب فنانين من أمريكا فقط، وقد وقع مؤخرا خلاف في مسألة جدوي الإستغناء عن فنانين الداخل وعبر البعض في أجتماع نظمة السفير والقنصل بأن ذلك أشارة علي أنتصار المتظاهرين، وتفيد أخبار موثوقة بأن المهرجان شهد حضوراً هزيلاً وفاتراً بالرغم من مجانية الدخول للكثيرين لدواعي التصوير، ولم يستطع المنظمون تحديد الأسعار خوفاً من الضرائب، ويتحقق المتظاهرون الآن من نوعية التأشيرة التي قدموا بها الفنانون الأرتريون من أمريكا لمعرفة إن كانت تسمح لهم بآداء الأغاني أم أنها تأشيرة زيارة  عادية ومن ثم ملاحقتهم قانوينا في حالة وجود أي مخالفة فوق الأراضي الأسترالية.

 

هذا ويعتقد الكثيرين بأن مؤشرات كثيرة تدل علي النظام الأرتري بدأ يفقد حماسه لإقامة المهرجان في أستراليا بعد أن بدأ يتلقي ضربات موجعة ويتعرض رئيسه ومناديبه أمثال الأمين محمد سعيد المعروف علي نطاق واسع “بديك العدة”  لإستهزاء وسخرية من المتظاهرين، وكان النظام وفي عام 2003 وعلي أعلي المستويات ناقش مظاهرة ملبورن ورأي فيها ظاهرة خطيرة لكنه راهن علي عدم أستمرارها وتوقع فتور القائمين عليها، مع ذلك قرر عدم وقف المهرجان لأن ذلك سيعد إنتصاراً للمتظاهرين وأنه سيشكل سابقة خطيرة يمكن أن تتكرر في دول أخري، مع ذلك أستطاعت القوي الوطنية ان تحول المهرجان لصالحها وأن تعبر عن القضايا الحقيقية للشعب الأرتري ومظاهرتها كل عام تطرح السؤال الحيوي والمهم ما الجدوي من المهرجان؟ لماذا يريدوننا أن نحتفل؟ في وقت يشعر فيه الشعب الأرتري بالمرارة والإهانة وتنتابه مشاعر إحباط ويأس وقلق في ظل جرائم منظمة ومنهجية ـ وليس أخطاء كما أعترف يماني قبرآب وعبد الله جابرـ ترتكب بحقه صباحاً ومساءً.

 

ملبورن ـ اللجنة الإعلامية

الجمعة 4 يناير 2008.

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7674

نشرت بواسطة في يناير 4 2008 في صفحة مسيرات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010