الجماهيـر الارتـرية بمـدينة كســلا السـودانية تودع المناضل الوطنى،القائـد الشـعبى الشـيخ/ حســـين حـــامد ســمرالعـــــول

فى مسـاء يوم الأربعـاء الموافق 28 يوليـو 2004م ودعـت جماهيـرنـا الوفية بمـدينة كسـلا أحـد الآبـاء المعلمـين الـذين أفنوا حياتهم فى سـاحة النضـال الوطنى، غيبه المـوت ونحن أحوج الى مـدرسـة الصمود التى كان يمثلهـا العـزيـز الـراحل، غيبه الموت بعـد ان ظل طـريح الفـراش منـذ عشـرة أعوام مضت .. مـات الأسـد فى فـراشـه وهـو الـذى كان كل من عـرفه يجـزم بأنه مـرشـح للاسـتشـهـاد فى سـاحـات الوغى او بيـد أعـداء الحـرية والعـدل والـديمقـراطية .. غيبه الموت قبل ان يصـل الى اسـتـراحة المقاتل التى كان يـرددهـا كثيـرا، وكان يعنى بهـا العودة الى الوطن الغالى ومـدينته التى يعشـقهـا، فالـرجل من عشـاق النضال والقتال المتواصـل المـريـر منـذ الاربعينيـات، اذ ظل يقاتـل المسـتعمـر وكل من أنحـرف عن الخـط الوطنى الـذى اجمع عليه شـعبنـا المنـاضل، قاتل المسـتعمـر بالمنشـورات التحـريضية والبنـدقية واعـداد الشـباب واصلاح حامـلات الجنود وباليـد واللسـان .. ودعته الجماهيـر الوفية كلهـا شـيوخـا وشـبابا ونسأءا وأطـفال وهى تتـرحم على روحه الطاهـرة، ودعته والافواه تـدعو له بالـرحمة وان يتقبله ألله بـرحمته الواسـعة .. ودعته وهى تسـتـذكـر مآثـره وافعـاله ونضالاته وصولاته وجولاته المتعـددة وقفشـاته السـياسـية الموجهة، تـلك التى لا تخجـل فاعلهـا ومن عاصـره أو عـرفه عن قـرب وكل من أسـتمع الى تاريخه النضالي الناصع، كان الـراحـل أول من اسـتخـدم سـلاح النكتة السـياسـية ضـد الخصوم والأعـداء، الآ انه كان حـريصـا على ود الجمـيع .. فالى السـيـرة الـذاتية للـراحـل المعلم :

 من مواليد 1925م بمدينة اغردات، بدأ حياته مـزارعا فعاملا ، كان من شباب الـرابطة الاسـلامية ومن ثم الكتلة الاسـتقلالية، كان من اوائل الـذين انضووا تحت لواء جبهة التحـريــر الارتـرية فى نهاية عام 1961م عنـدما كان يعمل ميكانيكيا بشـركة (أنجبـــا) ومن ثم انتقل الى شـركة (سـتاى)، كان يوجه سـائقى البصات بضـرورة حمل رسـائل الثورة وكذلك السلاح مستفيـدا من موقعه المهم فى الشـركة وتأثيـره القوى على الشـباب، كان منـزله مسـتودعـا للنشـرات التنظيمية وسـلاح الفـدائيـين العاملين فى المدن، الا انه كان موضع ثقة بعض الضباط وقـريبـا منهم بسـبب شـخصيته المؤثـرة والمعـروفة لـدى سـائـر سـكان المـدينة وحديثه الجـذاب الـذى كان يسـلب البـاب سـامعيه، وفيمـا بعـد اصبح وضعه حـرجا بعـد اسـتسـلام الفـدائى المـدعو,, اسـماعيل،، الـذى سـلم نفسـه للسـلطات الاثيوبية فى مـدينة أغـردات، وفى صباح احـد الايام اتت قوة كبيـرة من الجيـش والشـرطة واحاطت بالمنـزل، وعنـدما لم يجـدوه قاموا بأحـراق المنزل فتصاعـدت الادخنة وعلت اصوات الـرصاص لان المنـزل كان مخبئ به بعض الـذخائر الخاصة بالفدائيـين، وقـد نجـت زوجه التى خـرجت تحمـل طفلهـا الـرضيع بأعجوبة بمسـاعـدة الجيـران، ولكن الفارس كان قـد غادر المنـزل والمـدينة قبل دقائق من مجيئ الجنود محملا بما تمكن من حمله من ودائع العمل الفدائى والنشـرات الـدورية التى كانت معـدة للتوزيع، عمل الفارس بالميـدان لبعض الوقت ولانه كان يعانى من بعض الامـراض التى لا تمكنه من الاستمـرار هناك، تم نقله الى فـرع كسلا وكان مسـئولا عن بيت الضيافة بالاضافة الى تعاونه مع القائمـين على شـئون جـراج الثورة ومهام اخـرى متعـددة االمواقع، أشـتهـر الفارس بصناعة وتـداول النكتة السياسية اللاذعة .. ومن نوادره التى اضحكت الفـرقاء الخصوم معا، حينمـا جاء الفارس يوما الى صيوان عـزاء لاداء الواجب، وكان حينئذ يحتكم الشارع الارترى الى سـلطان الفـرقة والخـلاف الذى شـب مابين قادة الفصائل الارتـرية 1987م، فى جو ذلك الخلاف كانت الجبهة الشـعبية تصطاد الابطال بكل خسـة دون ان يتهمها ذوى القتيـل او مؤيـديه، فالشـماعة كانت جاهـزة ـ كل يتهم احـدث خصومه بما يحـدث ضـده او ضـد حليفه، فى ذلك الوقت كان آخـر خلاف تنظيمى مابـين التنظيم الموحـد وجبهة التحـريـر الارتـرية، كان اتهام الموحـد موجه ضـد الجبهة على اثــر اى عملية غـدر جبانة تقوم بها الشـعبية، عنـدئـذ جاء الـراحـل مع بعض المعـزين، وبعـد الفـراغ من التـرحم على روح المتوفية لم يجلـس كمـا فعل من أتوا معه، بـل ظل واقفـا فى مقـدمة صيوان العـزاء وقـال سـاخـرا من الاشـاعـات المغـرضة التى كانت تتـردد آنـذاك ( سامحك الله ياعبـد الله ادريـس.. لماذا قتلت هذه العجوز المسـكينة)، فضحك كل الجالسـون بالصيوان وقاموا لتحيته بمـا فيهم حفيـد المتوفية وكان عنصـرا قيـاديـا بالتنظيم الموحـد آنـذاك، الجـدير بالـذكر هذا الفارس ظـل طـريح الفـراش منـذ اكثـر من عشـرة اعوام متتالية .. فهل يستحق منا الـذكـر وكفى ام لابـد من الاحسـان الى اسـرته والتعاون معهـا بمواسـاتهـا ورفع معنوياتهـا وزيارتهـا بين حين وآخـر … يـرحمك الله ياشـيخ حسـين ناضلت فأحسـنت النضال .. ورميـت بالقفشات البـريئة فأضحكت المتخاصمون معا .. صبـرت فى اوقات المحن ومعاناة النضال، كمـا صبـرت على الابتلاء بالمـرض وان شـاء الله أجـرك عنـده عظيمـا. رحمة الله على المعلم الـراحل وصحبه الكـرام الـذين سـبقوه الى الـدار الآخـرة، اللهم تقبلهم بـرحمتك واسـكنهم فســيح جنـاتك مع النبيـين والصـديقـين والشـهـداء، والهم آلهم وذويهم ومعارفهم الكثـر الصبـر وحسـن العـزاء، انـا لله وانـا اليه راجعون، ولا حـول ولا قوة الآ بالله العلي العظيم .                                                           

جابر سعيد- ارض الهرم

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8668

نشرت بواسطة في يوليو 28 2004 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010