الحاج ابراهيم محمد احد زعماء اريتريا

الحاج ابراهيم محمد (ولع فانوس) احد قامة من قامات اريتريا ويكنى (بولع فانوس) أي بريق المدينة او وجه النور ويكنى بهذا حيث كانت اياديه بيضاء وابو الفقراء والمساكين  وملجأ وسندا لكل مظلوم و لم يكون يرد من قصده وطرق بابه دون ان ينفس كربته ويحل قضيته ولذا سمي بولع فانوس.

rabittavoice

صورة من صوت الرابطة الاسلامية بعد عودتهم من امريكا من اليمين الحاج ابراهيم محمد والشيخ ابراهيم سلطان والشيخ محمد عثمان حيوتي

ولد الزعيم/ الحاج ابراهيم محمد في قوحيتو 1897م  ودرس القرآن ومبادئ الدين  الاسلامي على ايدي الشيوخ الموجودين آنذاك في مدينة عدي قيح ولم يتوقف على ذلك بل تلقى التعليم الاساسي  في المدارس الايطالية وقد كان  يتقن اللغة الايطالية تحدثا وكتابة واشتغل بالتجارة ونجح فيها ، برغم ان الله  وسع  رزقه ولكن معاناة شعبه ووضعهم  تحت الاستعمار لم يعجبه ولم يهدأ له بال وبدأ يتجه الى السياسة بقوة واصبح شغله الشاغل اريتريا وفي نهاية الاربعينيات فترة تقرير المصير والنضال السياسي من أجل الاستقلال  تفرغ مناديا  للحرية والاستقلال وكان له دور بارز في تأسيس الرابطة الاسلامية وكان احد اركانها ودعاتها ونشر فكرها ومبادئها في اوساط قبائل الساهو ، وكتلة الانضمام (اندنت)  ما كانوا  يخشو احد مثل الحاج ابراهيم وفي عام 1949م  تم اختياره وفدا ليسافر الى امريكا للدفاع عن اريتريا مع وفد يترأسهم شهيد الوطن عبد القادر كبيري وبعد اغتيال الشهيد عبد القادر كان في محاولة لمنعهم من السفر عبر رسائل التهديد بالقتل ولكن لم يتزحزحوا من موقفهم ولم تخيفهم تهديدات حزب اندنت بل زادهم اصرار وقوة وتوجه الوفد الى امريكا مقر الأمم المتحدة ممثلين للرابطة الاسلامية برئاسة الشيخ ابراهيم سلطان كل من الحاج ابراهيم محمد والشيخ محمد عثمان حيوتي وفي مقر الامم المتحدة دافعوا بقوة بمستندات وأدلة دامغة وقدموا احتجاجهم ضد هيلي سلاسي المدعوم من قبل امريكا وسجلوا احتجاجهم ورفضهم للانضمام القصري مع اثيوبيا وحملوا الامم المتحدة مسؤولية ما يقع على الشعب الارتيري وعند عودته من نيويورك استقبل الحاج ابراهيم في مدينة عدي قيح استقبال الفاتحين يليق بمقامه ومدينة عدي قيح لم تشهد تجمع جماهيري مثل ذلك اليوم حتى يومنا هذا وفي تلك الحقبة كانت عدي قيح مركز للحركة السياسية وقبلة لكل السياسيين واعيان ارتريا  للتشاور والتنسيق مع الحاج ابراهيم  و ناصر باشا وقاضي علي  وسياسيين واعيان عدقيح للتحرك للتباحث والتنسيق بكيفية التخلص من هذا العدو البغيض اثيوبيا.

وعند اول زيارة لهيلي سلاسي الى مدينة عدقيح طلبت سلطات الاثيوبية من الحاج ابراهيم محمد ان يكون على رأس وفد مستقبلي الملك ورفض أن يأتي ويستقبله وحاولوا اغرائه بالمال وتارة بالتهديد ولم يتنازل عن موقفه ايمانا منه ان استقبال الملك ووضع يده بيد الملك هو اقرار بحكم اثيوبيا واعطاء شرعية للاستعمار و من هذا الموقف الشجاع يتضح لنا جليا صلابة ومدى عظمة الرجل شامخ وبعد عودته من امريكا التنافس مع اذناب اندنت لم يستمر طويلا هم الوطن انهك حيله وتمكن عليه المرض  وجاء القدر ليضع حدا للصراع وفي 1967م  لب نداء بارئه ودفن في مدينة عدي قيح رحمه الله   واريتريا في وقتـنا الحاضر في حاجة الى زعماء وعمالقة مثل الحاج ابراهيم وعبد القادر كبيري والشيخ ابراهيم سلطان وعثمان سبي.

بقلم محمد برهان  mohamedbrhan@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37978

نشرت بواسطة في أكتوبر 8 2016 في صفحة التاريخية, المنبر الحر, شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010