الحراك الشبابي وموقعه في خارطة المعارضة الإرترية

عبدالرازق كرار

مدخل:-

جدلية الثنائية والتوازن هي واحدة من الجدليات التي تشغل حيزاً كبيرا في الفلسفة الانسانية والتراث المعرفي ، مفردات الليل والنهار ، الظلام والنور ، الغيب والشهادة وغيرها من القائمة الطويلة من الثنائيات أو المتقابلات ظلت ولا تزال مصدر بحث وإلهام مستمر للفلاسفة والأدباء وعلماء الاجتماع والفنون ، وفي ظل وجود هذه الثنائية  تبدأ رحلة البحث عن التوازن ضمن اطار الثنائية أو التعدد ،

والبحث عن التوازن هي رغبة عميقة كامنة في الوجدان والعقل الباطني للإنسان ، حيث تجد هذه الرغبة تتجلى في صياغة الشعر حيث صدر البيت وعجزه ، وتجد الطفل يرسم اللوحة البريئة فيضع الأب من جهة والأم من جهة اخري ، أو يصنع نافذتين للبيت ، أو فرعين للشجرة ، وهكذا تستمر رحلة البحث عن التوازن بين المتقابلات ، متماثلات كانت أو متناقضات لتكون واحدة من محددات طريقة التفكير الانساني ، والحال في إرتريا في معظم جوانبه ليس بدعاً عن ذلك فكثير من جوانب تفكيرنا السياسي ، ومشروعاتنا السياسية تحكمها هذه الثنائية مع إجتهادات مقدرة للخروج من مفهوم الثنائية الى التعدد ، فستجد متقابلات/متناقضات الاسلام والمسيحية ، العربية والتغرنية ، المرتقعات والمنخفضات ، الجبهة والشعبية ، وقد تمتد القائمة الى اكثر من ذلك بكثير ، وبغض النظر عن مدي دقة هذه الدلالات في التعبير عما تحلمه ، وما يتم تحمّيلها له من ظلال تبقى مصطلحات حية تحكم أو تؤثر في صياغة تفكيرنا ومن ثم في تحديد مشروعاتنا السياسية الحالية والمستقبلية ، وفي ظل ثقافة المتقابلات لن تعدم أن تجد من يضع الحراك الشبابي في مقابل المعارضة الارترية ، باعتبار أن مصطلح المعارضة ينصرف الى التنظيمات السياسية ، بينما الحراك الشبابي ينصرف الى النشاط الشبابي المنظم منه وغير المنظم خارج أطر التنظيمات السياسية ، وإذ لا تهدف هذه المقالة إلى البحث عن مدى دقة وصدقية هذه المصطلحات ، لكنها تبحث في طبيعة الحراك الشبابي ، وكيف انه أخذ شكله الحالي بحيث غلب على كافة ادبياته وثقافته وقياداته مكون إجتماعي واحد ، وهل هنالك امكانية لإعادة التوازن لهذا النشاط الذي لا يختلف اثنان في معسكر المعارضة والمراقبين للساحة الارترية على أنه النشاط الأبرز والأكثر تأثيراً في الوقت الحالي بحكم الطبيعة الديناميكة الغير مركزية لهذا الحراك ، وما هو موقعه في خارطة العمل المعارض بشكل عام وعلاقته بالتنظيمات السياسية على وجه الخصوص ، وهل هنالك إمكانية لإعادة صياغة وتعريف هذه العلاقة بشكل مختلف عما هي عليه الآن ، عموماً المقال ينطلق من فرضية أن ظاهرة بهذه الأهمية والخطورة في تشكيل مستقبل البلاد تحتاج الى مناقشة موضوعية ومعالجات جدية لإعادة التوازن بحيث يعكس نشاطها آلام وآمال المجتمع الارتري بكافة مكوناته القومية والاجتماعية والثقافية والدينية والاقليمية ، ويكون موقعها في خارطة المعارضة متسق مع ما يمكن أن يسهم إيجابياً في دفع الحراك الكلي بإتجاه تغيير الوضع السياسي في إرتريا لوضع يقوم على الأهداف والمبادئي التي ينادي بها كل دعاة التغيير الديمقراطي في إرتريا.

 

الحراك الشبابي التعريف – السياق التاريخي :-

تلقائياً ينصرف الذهن الى العامل العمري للتّعرف على الحراك الشبابي ، ولكن يبدو ان العمر ليس العامل المحدد لطبيعة هذا النشاط وإن كان بالتأكيد أحد المحددات ، ولكن يمكن بسهولة التعرف على عوامل أخري مثل العمل أو الرغبة في العمل خارج التنظيمات والمظلات السياسية ، واستخدام لغة تترواح بين اليأس من هذه القوى ووصفها بأنها جزء من المشكلة في سقفها الأعلى ، وضرورة إصلاح هذه القوى في حدها الأدني ، يضاف الى ذلك عامل اللامركزية حيث تتوزع هذه القوى على أركان الأرض الأربع حيثما يتواجد الارتريون ، مع تركيز واضح في اروبا وامريكا ولكنها لا مركزية مضرة في بعض جوانبها مع ضعف إن لم يكن انعدام التنسيق ، ولكن تظل السمة الأبرز لهذه الظاهرة هي استخدام وسائل التقنية الحديثة واعتماد شبكات التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك (Facebook) ، واستخدام وسائل نضالية غير تقليدية مثل برنامج )جمعة التحرير( الذي يستهدف سكان الداخل من خلال رسائل تحريضية ، والمظاهرات ، ومواكب الاعتراض على كافة الانشطة التي تقوم بها الجاليات الموالية للنظام في الداخل ، ومحاولات إحراج رموز النظام الذين يشاركون في هذه الانشطة ، كالمطاردة المشهورة ليماني قبراب في شوارع نيويوك العام الماضي ، بيد انه ليس من الانصاف حصر الحراك الشبابي واسهامه في هذه الظاهرة ، فمساهمة الشباب في المعارضة الارترية تعود الى بدايات ظهور المعارضة الارترية فمعظم القيادات في التنيظمات الاسلامية أوالقومية كانت من فئة الشباب عندما أنخرطت في العمل المعارض في إطار تنظيماتها في بداية او منتصف التسعينيات ، ذلك أن عمل الشباب من خلال تنظيمات المعارضة كان هو الخيار الأنسب إن لم يكن الخيار الوحيد في تلك المرحلة لجهة ان ثقل المعارضة في تلك المرحلة كان  في السودان ، حيث تعتبر المعارضة هنالك في جلّها امتداداً او انعكاساً للخلافات بين التنظيمات الارترية في مرحلة الكفاح المسلح ، وعليه فإن مواصلة النضال من خلال تلك الآليات كان هو الخيار الطبيعي ، يضاف الى ذلك وجود السودان ضمن منظومة العالم الثالث الذي لا تشكل فيه منظمات المجتمع المدني قوة يوضع لها كثير حساب ، ولكن بعد تداعيات الحرب الارترية الاثيوبية المتمثل في الانشقاق الذي شهدته الجبهة الشعبية ، والاعتقالات التي طالت مجموعة الـ 15 وانصارهم والصحفيين ، ومن ثم تدفق أعداد كبيرة من الشباب الارتري الى دول الجوار ومنها الى العالم عبر الطرق الشرعية وغير الشرعية ، وتركز هؤلاء الشباب في القارتين الاوربية والامريكية ، بدأت ظهور منظمات المجتمع المدني إن صحت التسمية ، والحركات الشبابية ، ويمكن ان نعزي ذلك لعدة اسباب نذكر منها:-

1/ خلفية الشباب القادمين من الداخل ، الذين لا يعرفون المعارضة في الخارج ، وكل ما يعرفونها عنها هو سلبي من خلال دعاية النظام ، كما ان معرفتهم بالقيادات التي انشقت من النظام في الداخل وكونت تنظميات سياسية في الخارج ، جعلتهم يصفونها بأنها اسوأ من النظام كل هذا خلق حاجز نفسي بين الشباب القادمين من الداخل وبين العمل داخل التنظيمات السياسية .

2/ البيئة المشجعة للعمل من خلال منظمات مجتمع مدني ، حيث تشكل هذه المنظمات قوى يحسب لها ألف حساب في امريكا واروبا ، كما إن أنظمة هذه الدول تشجع العمل في ظل مظلات تهتم بالعمل في مجالات حقوق الانسان والديمقراطية ، ومثل هذه الانشطة يمكن ان تجد الرعاية والتمويل الكلي او الجزئي من هذه الدول ، ويظهر أهمية هذا العامل في أن نفس الشباب الذي لم تتاح لهم فرصة الهجرة الى امريكا  اوربا وبقوا في اثيوبيا والسودان لم يأطروا انفسهم في منظمات مجتمع مدني بقدر ما نحوّ الى تكوين تنظيمات سياسية أو انخرطوا في تنيظمات سياسية قائمة .

3/ قصور خطاب التنظيمات السياسية التي لم تستطع ان تجد لغة مشتركة مع هؤلاء الشباب ، خطاب متدرج يراعي خلفياتهم السياسية ، مشكلاتهم القانونية ، ظروفهم الإقتصادية ، طموحاتهم ورغباتهم ، وعليه حتى التنظيمات التي قدمت خدمات لهؤلاء الشباب في مرحلة من المراحل ، لم تستطع  تلك الخدمات في إيجاد علاقة متوزانة دائمة ، بقدر ما كانت علاقة مصلحة آنية إنتهت بنهاية الخدمة في معظم الحالات .

4/ طبيعة الشباب الناحية الى الإبتعاد عن القيود التنظيمية الصارمة والعمل خلال مظلات فضفاضة ، تستطيع ان تبرز مواهبهم ، وفي ذات الوقت لا تفرض عليهم قيود كبيرة ، ويستطيع الشاب الانسحاب منها متى ما استجد شئ في حياته الاجتماعية او الوظيفية او العلمية من غير المرور بالإجراءات المطلوبة فيما لو كانوا أعضاء في تنظيمات سياسية.

هذه الظروف وغيرها هي التي استطاعت تشكيل مسرح الحراك الشبابي على ماهو عليه ، ولعل أبرز محددين أسهما في تكوين الظاهرة هما شباب من الداخل ، وظروف ملائمة للعمل وهما العاملان المحددان لطبيعة الحراك الشبابي ، وذلك ان بيئة مثل واثيوبيا السودان حيث يوجد شباب من الداخل من غير بيئة مناسبة لم يستطع الاسهام كثيرا في تشكيل الظاهرة ، كما ان بيئة مناسبة مثل استراليا من غير شباب قادم من الداخل لصعوبة الوصول اليها عن طريق الهجرة غير الشرعية للقادمين من افريقيا لم يستطيع ايضاً ان يكون له اسهام في تشكيل منظمات شبابية على غرار ما هو في اروبا وامريكا.

 الحراك الشبابي ومعيقات الانطلاق :-

إن الادعاء بأن الحراك الشبابي هو الوجه الأبرز في ساحة التصدي للنظام في هذه المرحلة ليس قولا جزافاً ، ولكن نظرة سريعة على الساحة تؤكد ذلك ، فمعظم المظاهرات الساعية لإفشال مهرجانات النظام ، او لإظهار المقاومة للدكتاتورية ، والتي شهدتها كل من امريكا ، كندا ، اوربا هي من تنظيم الحراك الشبابي ، كما ان المبادرات الانسانية لتحرير المختطفين من قبل عصابات الإتجّار بالبشر كلها تمت خارج اطار التنظيمات او المظلات السياسية ، وعمل اعلامي كإذاعة وقحتا بما لها من تأثير كبير في الداخل ، واذاعة اسنا ، وإذاعة ارينا ، والمبادرات التلفزيونية كبرنامج ملفات ارترية ، هذه النماذج على سبيل المثال وليس الحصر تمت من غير اسهام القوى او المظلات السياسية بشكل مباشر، ولن ابالغ ان قلت ان بعض قيادات التنظيمات السياسية ربما لم يسمع بها اصلا دع عنك ان يشارك فيها ، برامج مثل جمعة التحرير حيث التواصل مع الداخل عبر الهاتف ، والفيس بوك الذي يدير حواراً حول قضايا تتعلق بالوطن ومشتركيه بالالاف وغرف البالتوك التي يرتادها الالاف ايضاً ، وتمويل كافة هذه البرامج التي تحتاج الى ميزانيات وإدارات تتم في غالبها بعيداً عن القوى السياسية ، كل هذا يدعونا الى القول ان هذا النشاط من الأهمية والخطورة بحيث يحتاج الى تقييم حقيقي ، بيد أن هذا النشاط ليس ربيعاً ارترياً يحمل وجهاً وردياً خالصاً، فهنالك من المثالب ربما ما يماثل التنظيمات السياسية وربما يفوقها  في بعض الجوانب وهذه أبرزها:-

إطار النشاط :-

تحتار كثيراً في توصيف وقولبة ظاهرة الحراك الشبابي الإرتري ذلك أنه في كثير من إطروحاتها تشابه بل تنافس التنظيمات السياسية مما يجعلها اقرب الى وصف التنظيمات السياسية ليس في إطروحاتها السياسية وحسب ، بل وحتى في هياكلها وشكل علاقاتها ، لكنها أحياناً  تأخذ شكل المنظمات المدنية في تركيز على الخطاب المطلبي ، وعلى تحميل المعارضة المسئولية دون إدراك كامل انها شريكة في المسئولية ، وتظهر كحركة مجتمع (Grassroots Movement) في اعتمادها على اللامركزية وتبنى الخطاب التعبوي العاطفي ولكنها لا تكتمل كحركة مجتمع لضعف الترابط او التنسيق بين الخلايا النشطة لتظهر وكأنها تعمل دون قوة ناظمة تستطيع أن تبلور مخرجاتها ، وكل محاولات التكامل فيما بينها لا تتسم بالجدية على الأقل حتى الحظة ،  وعليه التأرجح بين القوالب النشاطية لهذه الظاهرة يضر بها كثيراً ويظهرها كعمل عفوي يقوم على رد الفعل لا يمكن الاعتماد عليه في المدى المتوسط او البعيد ، كما ان ظهورها بمظهر التنظيم السياسي الذي يزاحم القوى السياسية في أخص خصائصها يجعل قوى المعارضة تتوجس منها ومن دوافعها وهو ما لا يساعد الطرفين في ظرف تحتاج فيه ارتريا وشعبها تضافر كافة الجهود المخلصة للخلاص من الحال القائم.

المنافسة مع المعارضة:-

المتابع لنشاط وادبيات هذه الظاهرة لا يستطيع أن يتبين بسهولة ما إذا كان هدفها التخلص من النظام أم من التنظيمات السياسية ، وذلك من خلال الخطاب التعبوى التسفيهي لدور هذه التنظيمات مما يوصلك الى قناعة أن هذا الحراك الشبابي يسعى  لمنافسة مع التنيظمات السياسية وهى بالتأكيد منافسة غير عادلة ولا تحكمها ضوابط المنافسات الشريفة ، فالتنظيمات السياسية هي قوى لها برنامج سياسي وقيادة معروفة ، وبالتالي يمكن محاسبة قياداتها على اساس برامجها السياسية أو التنظيمية ، ولكن الظاهرة الشبابية لاتزال من غير إطار سياسي أو تنظيمي ، وهي بالتالي تعتمد على محاسبة الآخر انطلاقاً من التركيز على إخفاقاته وهو ما لاتنكره التنظيمات السياسية في كافة تقييماتها الدورية ، كما أن ضعف الأول ليس بالضرورة هو قوة للآخر وهذا ما يغيب على أدبيات الظاهرة الشبابية التي تركز على عدم إنجاز التنظيمات السياسية للتغيير السياسي المأمول في الوضع السياسي في ارتريا ، وتجاوز الزمن لطريقة تفكير وإداء قيادة هذه التنظيمات مما يجعلها غير صالحة لهذه المعركة ، وأنّ كل المطلوب منها إخلاء الساحة للقادم الجديد ، وهو تفكير أقل ما يمكن أن يوصف به انه  تبسيط مخّل لدرجة السذاجة ، فعملية الابدال والإحلال في كافة جوانب الحياة التطبيقية او الانسانية تتم وفق عوامل محددة بشكل تلقائي طبيعي أو بقوة غالبة وليس بطلب أحد العوامل من الآخر مغادرة الساحة للقادم الجديد.

التوازن المفقود :-

ونعنى بالتوازن تمثيل الظاهرة لكافة مكونات الشعب الارتري ، ولعل هذا من أوضح أوجه قصور هذه الظاهرة حيث يلاحظ طغيان مكون إجتماعي بثقافة ولغة واحدة على كافة أدبيات الكيانات الشبابية المكتوبة منها او المسموعة ، وإن كانت هنالك ظروف موضوعية لغياب التوازن متمثلة في طبيعة محددات هذه الظاهرة التي اشرنا اليها سابقاً والمتمثلة في أهم عاملين وهما شباب قادم من الداخل ، وظروف مساعدة للعمل ، لكن ما يبذل لتجاوز هذا الخلل الواضح لا يتناسب ابداً وحجم الخلل وأهميته ، فلا الطرف المهّمين على هذه الكيانات يستشعر غياب الآخر بشكل حقيقي وكل محاولاته لا تتعدي التمثيل الديكوري الفلكلوري على طريقة النظام في الداخل ولا الآخر الغائب يبادر لإحداث التوازن بما يتناسب وأهمية هذه الظاهرة.

السقوط في نفس فخ الخلافات النظرية للمعارضة:-

من المؤسف حقاً ان تجد هذه الظاهرة في عمرها المبكر وقد دخلت نفس نفق خلافات المعارضة النظرية عن مشروعية وجدوى تغيير النظام بالوسائل العسكرية ، او بالوسائل السلمية ، وعن هل اثيوبيا عدو يجب الحذر منه ام صديق يمكن الاعتماد عليه ، وهي خلافات أجهضت المعارضة ولا تزال تصرفها عن مهمتها الاساسية التي ندبت برامجها وقياداتها وقواعدها لها وهي احداث التغيير الديمقراطي في إرتريا ، ومع تزايد هذه الخلافات النظرية تبتعد المعارضة عن الاهداف الاساسية وهو للأسف ما ينتظر الحراك الشبابي ، ومنطلق توصيف هذه الجدليات بالنظرية يعود الى ان في ساحة العمل متسعاً لتكامل هذه الوسائل ، وأن حواراً يعتمد على الواقعية آخذاً في الاعتبار الامكانات السياسة واللوجستية المتاحة للمعارضة سلماً او عنفاً كفيل بتجاوز هذه الجدلية ، ذلك انه لا دعاة العمل العسكري حققوا تقدما يذكر ولا دعاة السلمية طرحوا بدائل حقيقية واقعية تقنع حتى المنادين بهذا الخيار، كما ان المعارضة لأي دولة هي التي تختار من اين تنطلق واضعه في الاعتبار عوامل سياسية وجغرافية ، والمعارضة لها حق مغادرة الدولة إذا لم يعجبها الواقع او يتناسب وأهدافها ، وبقدر قوة المعارضة تستطيع ان تجعل سياسات الدولة المضيفة متوائمة مع مصالحها وتقديراتها ، وبالمقابل ضعفها هو مدخل لتقديم التنازل تلو الآخر ، وبالتالي فإن التفكير في تحصين الذات هو افضل من القاء اللوم على العامل الخارجي ، ذلك أن لوم الآخر عن ضعف الذات لا يعدو كونه هروباً من المسئولية اكثر منه سعى جاد لحل المشكلة ، المؤسف ان الخلافات النظرية قسمت المعارضة الى جناحين يركز كل منها على هزيمه الآخر اكثر من سعيه الى تغيير النظام في الداخل هذا الانقسام في المعارضة تكسوه لمحة طائفية في توصيف البعض ، وللاسف فإن نفس الظاهرة قسمت الحراك الشبابي الى معسكرين على نفس المفاهيم ، ومما زاد حال الحراك الشبابي دغساً على إبالة إن الانقسام يكاد يكون على أسس اقليمية يتدثر بالمفاهيم المذكورة لأنه كما سبق ذكره أن الحراك الشبابي يقوم في غالبه على مكون طائفي ثقافي واحد ، وإذا أخذنا في الاعتبار قدرات الشباب وطاقتهم السلبية منها والايجابية سنجد أن الخلافات داخل الحراك الشبابي اكثر ضرواة مما هي عليه في المعارضة.

المعالجات:-

إذا كانت المقولة السائدة تنص أن الشباب نصف الحاضر وكلّ المستقبل وهي حقيقة لا جدال فيها ، فإن الشباب في إرتريا هو كل ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، فهو من رسم حاضر إرتريا ، ذلك أن إرتريا دولة رسمت حدودها بدماء شهداء خيرة شبابها ، ولأن الشعب الإرتري إرتضى منذ وقت مبكر بقيادة البطل الشهيد حامد إدريس عواتي درب الكفاح المسلح ، ومن للكفاح المسلح غير الشباب ، عليه فإن الدور المرتجى من شبابها يفوق ما يرتجى من الشباب بشكل عام ، ولأن المهمة العاجلة المطلوبة الآن هي مهمة تغيير فالشباب هم الأقدر على إحداث التغيير ، وقد اثبتت تجربة الربيع العربي ذلك بما لا يدع مجالاً للشك ، حيث اثبتت إن الشباب يمكن أن يصنع التغيير ولكن ليس بالضرورة أن يخلق البديل بعد التغيير لأن ذلك من إختصاص القوى والتنظيمات السياسية ، إذاً شريحة بهذه الأهمية يجب أن تجد الدراسة الكافية والتوجيه المطلوب حتى تستطيع ان تلعب الدور المرتجى منها ، ولعل أهم المعالجات العاجلة تنطلق من المثالب المشار اليها :-

 1/ مطلوب من الحراك الشبابي تعريف نفسه وإطره بما يخدم فئة عمرية يجمع بينها الرغبة في صناعة المستقبل بعد تغيير الحاضر من غير ان تتفق على برنامج سياسي او ايدلوجيا عقائدية ، يجب أن تحدد إطارها في حركة مجتمع (Grassroots Movement) مهمتها ممارسة الضغط على الدولة من جهة والمعارضة من جهة أخرى ، حركة المجتمع ليس بالضرورة أن يجمع بينها برنامج سياسي ولكن مطالب عامة تتمثل في إيجاد وطن يسع الجميع ويحترم انسانية شعبه من خلال نظام ديمقراطي يلتزم بالمعايير الدولية في الديمقراطية وحقوق الانسان والتدوال السلمى للسلطة والتوزيع العادل للثورة ، أما الباحثون عن البرامج السياسية التفصيلية او يرون انفسهم أهلاً لتنفيذ برامجهم السياسية التي يؤمنون بها عليهم تكوين إحزاب سياسية أو الانضمام الى الاحزاب القائمة.

2/ على الحراك الشبابي أن يخط طريقه بعيداً عن تجارب القوى السياسية في ابتداع القضايا الخلافية الجدلية ، والاعتماد على مبدأ التكامل بدل التنافس ، بحيث عندما تركز حركة ما في العمل الاعلامي على الاخرين دعم الحركة في هذا المجال والعمل في مجال آخر مكمل مثل المجال الجماهيري بحيث يكون إنجازها يعتمد على عدد الذين تخلوّ عن دعم النظام من خلال دفع المساهمات الاجبارية وشبة الاجبارية ، ولا افهم حركة تجادل عن جدوى العمل العسكري وغالب افرادها مقيمون في إروبا او أمريكا ، بينما يمكن أن نتفهم حركات شبابية تؤمن بهذا المسار إذا كان غالب اعضائها يقيمون في الدول المجاورة لإرتريا ، بيد أن جدلية العمل العسكري اصبحت تتجاوز تقدير جدوى الوسيلة الى رفضها المبدئي وهو ما يثير غبار كثيف حول نوايا الذين يروجون لهذا الطرح ، ذلك أن القانون ينص ان الدولة هي الجهة الوحيدة المسموح لها امتلاك واستخدام وسائل العنف ، والدولة بهذا المفهوم المقصود بها الدولة التي توافق سكانها على نظامها السياسي ، بمعنى انه ليس من حق المهزوم عبر الوسائل الديمقراطية اللجوء الى الوسائل العنيفة ( العسكرية ) للوصول الى أهدافه ، بمعنى أن القانون يحرم من حيث المبدأ استخدام القوى لتغيير الانظمة الشرعية ، ورفض البعض من حيث المبدأ للعمل العسكري يكاد يكون شرعنة للنظام القائم وتصوير الخلاف معه على انه خلاف حول شخص او مجموعة وليس نظام يحتاج الى تغيير جذري في هياكلة ومفاهيمة ومنطلقاته ، وهو ما يحشر الحراك الشبابي في خانة البرنامج السياسي الذي يجب ان لا يكون ضمن اولوياتها في هذا المرحلة ، لأن إجتماع فئة عمرية لا يمكن أن تجمتع على برنامج سياسي ولكن على مطالب عامة تعتقد انها عادلة.

3/ السعى الجاد لإيجاد التوازن في الحراك حتى يكون معبراً عن كافة مكونات الشعب الارتري ، وهذا لا يتم إلا من خلال وعيّ كاف ، قناعة كاملة ، رغبة صادقة وبرنامج عمل ، والمسئولية هنا مشتركة بين طرف مهيمن يجب ان يبذل جزء من الموارد المالية والوقتية لتحقيق هذه الغاية ، فمثلاً ليس مبرراً ان تجد حركة تنفق عشرات الالاف من الدولارات على منشط محدد وتعجر عن ترجمة الوثائق التي لا تكلفها 1% من جملة تكلفة المناشط ، ولا تجد عبارات أسف كافية لتعبر عنها عندما تجد حركة شبابية يحتوى حتى شعارها على أخطاء إملائية مما يدلل أنها لا تستشعر اصلاً قضية إيجاد التوازن ومخاطبة كافة فئات المجتمع الإرتري ، بحيث تكون معبرة عن كافة مكوناته ، وبالتالي لا تبذل الجهد الكاف لينعكس ذلك على ادبياتها ، وبالمقابل فإن الطرف الغائب مطلوب منه جهد مضاعف ليكون ممثلاً بما يعتقد انه يستحقه ، فالغياب وإجترار الشكوى ليس كافياً لحل المشكلة ، إن العمل مع الآخر يحتاج الى شجاعة والخروج من الدائرة المألوفة أو ما يعرف (Comfort Zone) والأوطان لا تبنى إلا من خلال تنازلات ، وفكرة الدولة ما هي إلا فكرة تقوم على إدارة مجموع تنازلات الافراد والجماعات كما يفترض العقد الاجتماعي المفسر لتكوين الدولة.

4/ اعتماد مبدأ التكامل لا التنافس في نشاط الحراك الشبابي وهو مبدأ يفترض معرفة الخصائص الذاتية لكل حركة وكل منطقة ومجموعة ، وبالتالي السعى الى التخصص المفيد الذي يبنى على معرفة الخصائص الذاتية والظروف المحيطة ، كما أن التكامل يتطلب  درجة عالية من التنسيق التي تعتمد على الثقة والدعم المتبادل ، بناء على أن نجاح الجزء جزء من نجاح الكل ، وهو ما يخرج الحراك الشبابي من تكرار نفسه وبرامجه ، وللأسف فإن التكرار في كثير من جوانبه هو تكرار لتجارب فاشلة لأنها من غير رسالة واضحة أو هدف محدد ، كما أن الحراك الشبابي يجب ان يستخدم آليات التقييم العلمي والموضوعي التي تحدد حجم الإنجاز بناء على الخطة التي القائمة على ترجمة الأهداف الاساسية لكل حركة على أرض الواقع.

5/ لعل من أعقد ما يواجه الظاهرة الشبابية هي علاقتها بالمعارضة (التنظيمات السياسية) وإذا كان مفهوماً إن العلاقة في بداياتها ستكون متوترة ويغلب عليها الشك بسبب ان القديم بحكم الطبيعة يتوجس من القادم الجديد في نفس الساحة ، كما أن الحراك الشبابي ما جاء إلا كنتجية طبيعية لوجود فراغ لم يستطع القديم (التنيظمات السياسية ) شغله ، وكل قادم جديد يأتي معتقداً انه سوف يأتي بما لم يأتي به الأوائل ، ولكن قلما يصدق ذلك الاعتقاد ، الآن وقد مرّ وقت كاف لم يستطع معه الحراك الشبابي الغاء التنظيمات السياسية ، ولم تصدق قراءة التنظيمات السياسية التي صورت إن هذه الظاهرة فقاعة عابرة سوف تنتهى ، وعليه فإن العلاقة تحتاج الى إعادة تعريف وترتيب ، يبنى على نوع من الاحترام المتبادل ، وتقدير الادوار وتكاملها ، وحتى يحدث ذلك لابد من الأتي:-

أ. على الشباب مهما كانت درجة  المرارة والظلم التي يحسون بها بسبب النظام في الداخل ، ومدى الاحباط الذي يحسون به تجاه المعارضة أن يدركوا ان غالب التنظيمات السياسية هي معارضة أصيلة مبدئية ، وأنها وإن عجزت عن تغيير النظام لكنها حافظت على شعلة المعارضة حيّة متقدة ، وإن هذه القيادات التي ربما لم تستطع ان تقدم الكثير في هذه المرحلة لعوامل ذاتية وموضوعية ولكنها عندما كانت في سن اقلّ بكثير من سن القيادات التي تصف نفسها بالشبابية وتعيش على تسّفيه هذه التنظيمات صباح مساء معتقدة أن مشروعيتها تقوم على أنقاض هذه القيادات ، قدمت أرواحها وأغلى سنوات عمرها لهذا الوطن ، وأنها لا تزال على معتقداتها بمشروعية النضال من أجل الاهداف التي خرج من أجلها مفجر الثورة القائد البطل حامد إدريس عواتي ، وعليه فإن عدم تحقيقها لأهداف المرحلة لا يعني أنها خارج التاريخ ، وأنها يجب أن تسلم الراية ، لأن الذي بيدهم ليس سلطة وإنما راية نضال ، وساحة النضال تتسع للجميع ، مالم نريد ان نعود الى مقولة أن الساحة لا تتسع إلا لتنظيم واحد ، لذا فإن الحراك الشبابي محتاج لإعادة صياغة خطابه ومرتكزات علاقاته مع التنظيمات السياسية.

ب. على التنظيمات السياسية أن تدرك أن الشباب عامل التغيير الرئيسي ، وهمّ اصحاب المصلحة الأولى في التغيير ، لذا فإن الاعتراف بدروهم في التغيير مهم جداً ، وليس بالضرورة أن يكون هذا الحراك الشبابي تحت أطر التنظيمات السياسية ، عليه يجب على التنظيمات ان تشجع هذا الحراك ، خاصة وأنه يرتكز على الشباب في الخارج ، وكون هؤلاء الشباب مرتبطون بقضيتهم ويحاولون أن يسهموا في حلها في حد ذاته أمر يستحق التشجيع ، ذلك أن بإمكان الشباب أن يذوبوا في المجتمعات التي يعيشون فيها ويحققوا مستوى حياة ربما افضل بكثير من الاحلام والطموحات المعلقة على تغيير الوضع السياسي في إرتريا ، وهذا بالضرورة يستدعي توقف التنظيمات السياسية عن محاولات الاستقطاب وخلق التكتلات داخل الحراك الشبابي لأنها لن تصب لا في مصلحة الحراك الشبابي ولا التنظيمات السياسية ، وبدلاً من ذلك عليها انتهاز الفرض لأظهار ترحيبها بالحراك وأنشطته ، ومحاولة المشاركة في المظاهرات وكافة الانشطة من دون محاولة اختطافها ، والتخلص من حالة الشك ، ذلك انه كما ذكر سابقاً فإن الحراك الشبابي يمكن أن يعلب دوراً محورياً في التغيير ولكن ليس بالضرورة في صنع البديل لأنه بطبيعته المتوافقة على رفض الواقع من الصعب ان يتوافق على رؤية سياسية متكاملة للمستقبل لأن هذا دور التنيظمات السياسية التي لها كوادر متفرغه لهذا الغرض بينما اغلب قيادات الحراك الشبابي هم كوادر متطوعة تعمل بجزء من وقتها .

خاتمة:-

لقد حرك الحراك الشبابي ساحة المعارضة عبر انشطة لا تخطئها عين المتابع للساحة السياسية الإرترية ، ولكن ليس بالضرورة أن هذا النشاط متسق مع بعضه البعض ، او مع عمل التنظيمات السياسية ، ولما كانت الحقيقية التي يتناساها الجميع إن المعارضة قديمها وحديثها ، شيبها وشبابها ، تنظيماتها ومنظماتها لم تسطع أن تحقق التغيير الذي تسعى له ، بل لم تستطع حتى أن تشكل عامل ضغط على النظام تجبره على التفاوض ، كما أنها لم تستطع أن تبرز كقوة يوضع لها اعتبار في منظار القوى الاقليمية او الدولية تعتمد عليها او تستصحبها في صياغة سياستها الحالية أو المستقبلية تجاه إرتريا ، فإنه يكون من العبث التنافس بين هذه القوى ، وعليها أن تلجأ الى التكامل في علاقتها والتكامل يقوم على مبادئ الثقة والاحترام المتبادل و تجويد التخصص ، أما الافتراض أن هذا النظام سيزول بعوامل الزمن أو غيرها ، والمطلوب هو الهيمنة على ساحة المعارضة لأن ذلك هو الطريق الى السلطة في إرتريا فهو تعريف خاطئ للمرحلة وطبيعتها ، وهي اشبه بقصة الفئران التي توصلت الى أن الحل هو وضع جرس على رقبة القط ، ولا تزال في إنتظار الفأر الجرئي الذي سيضع الجرس في عنق ذلك القط ، واضعين في الاعتبار أن كل يوم يمر علينا هو دركة يهويها الوطن تجاه الدولة الفاشلة التي يصعب وربما يستحيل إنتشاله منها مرة أخرى.

خارج النص :-

انشغل الكثيرون بمؤتمر بولونيا (Bologna Summit ) الذي نظمه تضامن الشباب الارتري للتغيير (EYSC) في نهاية أغسطس الماضي ، وقد سألنى بعض من أعرفهم عن رأيي في الحدث ، وألخص رأيي في انني مع كل تجمع إرتري يبحث في قضايا الوطن ويحاول ان يجد حلول لأزمة شعب ووطن على حافة الانهيار ، وأكن إحترام كبير للمنظمين والمشاركيين ، ولكن عندما يكون شعار الحدث هو ( حلول إرترية لمشاكل إرترية ) في وقت لم يدعو أو يطلب أحد حلول من ساحل العاج للمشاكل الإرترية ، وبما أن الشعار يعبر عن مضمون الحدث ، أود أن اقول إن الذي يدرك أننا في مرحلة نضال ومواجهة مع نظام مستبد قمعي يحتاج الى كل الجهود التي يتفق معها أو يختلف طالما تسعى الى ذات الهدف ، وعليه فإن التركيز على ما يميزك عن الآخر ويستفزه ، في وقت تحتاج فيه الآخر هو خلط للأولويات  ، ويعبر عن تعريف مخلتف للمرحلة . الأحزاب التي تسعى الى السلطة في البلاد ذات الديمقراطيات المستقرة هي التي تركز عن مايميزها عن الحزب الآخر ، ولكن عندما تستشعر أنك في معركة وطن يكون أو لا يكون تركز على ما يجمعك مع رفاقك في النضال ، وتؤجل ما دون ذلك وهو مالم يسعى اليه منظمو الحدث  عن وعيّ كامل بما يفعلون ، وأعتقد أن هذه الرؤية قد وصلتهم عن طريق كثيرين ممن شاركوا في الحدث ، والملاحظة الأخرى هى الترويج للحدث من خلال موقع مسكرم بما هو معروف عنه في سياسته التحريرية التي تخدم النظام ، وعدم محاولة اللجنة المنظمة النأى بنفسها عن هذه التغطية والترويج للحدث أثارت الكثير من علامات الاستفهام  ولكن أنني مستبشر خيراً بالتغيير الملحوظ في لغة الكتابات التي صدرت عن الذين لعبوا أدواراً محورية في الإعداد للحدث ، وقبل مغادرة محطة بولنيا لفت نظري بعض الزملاء الى أنه في اعقاب مشاركة الاستاذ صالح قاضي في مؤتمر بولنيا قام بنقل موقع مسكرم من المواقع التابعة او المتعاطفة مع النظام الى مواقع المعارضة والمواقع الأخرى ، وهو تصرف اثار الكثير من التساؤلات ، مما لا شك فيه أن موقع عواتي من المواقع ذات الاحترام والمصداقية في أوساط المعارضة الارترية أو الباحثين في الشأن الإرتري ، وقرار نقل موقع اعلامي مثل مسكرم من خط سياسي/تحريري الى خط سياسي/تحريري آخر ، لابد وقد خضع لدراسة عميقة او هذا هو ما ينبغى ان يكون ، ولأنه لم يحدث ما يشير الى أن موقع مسكرم أجرى اى تغيير أو مراجعة في خطة السياسي/ التحريري ، فإن المراجعة لابد وأنها تمت من قبل فريق عواتي في تقييم وإعادة تقييم الموقع ، ولأن موقع عواتي من أهم المواقع التي تشكل الرأى في المعارضة الإرترية وله قاعدة قراء عريضة فإنه مدين لقراءه ومتابعيه بتفسير ذلك ، ولأن الذي لفت نظري خاطبنى قائلاً صديقك صالح قاضي ربما لأنني ترجمت أكثر من مقال للاستاذ صالح قاضي من الانجليزية للعربية ، أعلن أنني أعتز بصداقتي لقاضي أتفقنا أو اختلفنا في بعض التفاصيل ، وكعربون صداقة أعلن مقدماً انني مستعد لترجمة مرافعة فريق عواتي حول دواعي نقل موقع مسكرم من خانة مواقع النظام او المتعاطفة معه لمواقع المعارضة. وسأكون اكثر سعادة لو كانت المعلومة غير صحيحة إبتداءاً رغم ان روايات متواترة وصلتنى تؤكد المعلومة.

حاشية أخيرة:-

اتابع بإعجاب وإكبار شديديين مذيع قناة الجزيرة اللامع الشاب الارتري عثمان أى فرح ، ولا اقصد متابعة تغطياته الاخبارية على قناة الجزيرة فذلك قلما يتاح لنا في هذه البلاد واضعين في الاعتبار فارق التوقيت الكبير ، ولكن اقصد متابعة تغريداته عبر توتير عن إرتريا ، ومدى اعتزازه بوطنه ، وإحساسه بمعاناة شعبه ، ولأن عثمان يتابع تغريداته حوالي واحد واربعون الف حول العالم مضاف اليه الذين يعيدون تدوير تغريداته ، ليجعله دون شك اكبر وسيلة تعريفية بارتريا وشعبها وقضيتها ، وهو عدد أكاد إجزم أنه يفوق كافة عدد متصفحي المواقع الارترية وحتى وسائل الاعلام الارترية بما فيها التي يملكها النظام ، لا أملك إلا ان اقول انني فخور بوطن يجمعنى مع عثمان أى فرح ، وحتماً ان شعبك لن ينسى لك ذلك عثمان … بإختصار أخي عثمان الشعب الإرتري يحبك ويحترمك وهو فخور بك ، فإلى مزيد من الابداع.

للتواصل مع الكاتب: razig2002@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40021

نشرت بواسطة في أكتوبر 26 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010