الحوار الوطنى

عمر جابر عمر

ستراليا- ملبورن 

 

الحوار الوطنى   : بين الابحاث الاكاديمية والاجندة الاقليمية!؟

 الحوار بين الافراد او الفئات المتنازعة  او المختلفة فيما بينها  يهدف  الى بحث وتشخيص اسباب ذلك الخلاف والوصول الى حل (حلول) تقرب بين المتحاورين .

ذلك الحل قد يكون اتفاقا تاما بين الاطراف  وانهاء اسباب الخلاف وقد ياخذ شكل الاتفاق الجزئى او الوصول الى هدنة وتاجيل الحسم النهائى.

كل ذلك يتوقف على اسباب ودوافع ذلك الحوار والقوى التى تديره وتشارك فيه والقوى الاقليمية ( الخارجية ) التى تراقب وتتابع وتحاول التأُثير على مجرى الاحداث.

شعار الحوار الوطنى فى الساحة الارترية رفع عدة مرات وكان الهدف هو حل الخلافات بين فصائل الثورة الارترية وتوحيد جهودها ومواقفها وان امكن تشكيلا تها وقياد ا تها وتنظيماتها وقواها.

كانت المبادرات فى معظمها خارجية (جامعة الدول العربية – السودان السعودية .. الخ ولكنها فشلت جميعا – ربما باستثناء النجاح الجزئى للتنظيم الموحد .

وحتى بعد التحرير وحينما حاول السودان توحيد صفوف المعارضة (مبادرة اللواء الزبير فى كسلا )فشلت المحاولة وظل ( التجمع ) هو الاطار الذى يجمع المعارضة ثم تحول الى (التحالف ) وقدم التجمع مبادرته الاولى تحت عنوان (ملتقى الحوار ) ولكنها ماتت دون ان يعرف احد كيف ولماذا؟

وظلت فكرة الحوار مطروحة فى ميثاق التجمع والذى اصبح ميثاق التحالف الديمقراطى .

ولم يتحدد بشكل واضح وقاطع ماذا كان المقصود بذلك الحوار – ماهى اهدافه – من هى اطرافه وما هى وسائله ؟؟

وانشغل اعضاء التحالف بانفسهم لفترة – مؤتمرات داخلية لكل تنظيم واخرى للتنسيق وحتى التوحيد !

كانت هناك مبادرة عام 2005 فى (كاسل ) بالمانيا – وهى كانت من قبل بعض منظمات المجتمع المدنى وبعض ممثلى الفصائل المعارضة — لم تكن مبادرة رسمية من قبل التحالف ولكن بعض اعضاء التحالف شارك فيها.

وتلك ايضا مثل سابقتها انتهت الى النسيان–  الان فجأة اصدر التحا لف قرارا بتشكيل لجنة للاعداد للحوار الوطنى !؟ لماذا؟

دول تعاون صنعاء تشاورت فيما بينها وقامت بمبادرة بالدعوة الى حوار ارترى موسع وابلغت التحالف الديمقراطى الارترى بذلك .

ولكن رد التحالف كان غير ما توقعت دول تعاون صنعاء : الحوار شأن ارترى وهو مسؤلية التحالف اعدادا وتحضير ا وتلخيصا .

وتراجعت دول تعاون صنعاء وتركت الامر للتحالف فى انتظار ما تسفر  عنه جهود وابحاث ودراسات اللجنة التحضيرية   

السؤال : ماذا كانت تريد دول تعاون  صنعاءمن الحوار ولماذا دعت اليه اصلا ؟ ولماذا تولى ( التحالف الديموقراطى ) مهمة التحضير للحوار وماذا يريد الوصول اليه ؟

اذا كان الهدف هو مناقشة ( الثوابت الوطنية ) فتلك مثبتة فى ميثاق التحالف واذا كانت من ضرورة لاغنائها وتعديلها فمؤتمر التحالف قا دم.

واذا كان الهدف مناقشة التعايش بين مكونات الشعب الارترى حاضرا ومستقبلا فتلك مسالة موكلة للجهات التشريعية المؤقتة فى المرحلة الحالية وللمراجع التشريعية المنتخبة فى مرحلة تأسيس الديموقراطيه.  ماهو بالتحديد ما يهدف اليه مؤتمر الحوار الوطنى ؟ هل هو اعداد دراسات وابحاث عن قضايا وشئون ارترية داخلية ؟؟ الغريب ان الكثير من الجهد يضيع فى مناقشة من يشارك وكيف يشارك والكثير من الوقت يذهب هباء فى مناقشة تحديد معنى (المجتمع المدنى ) ومنظماته المدنية –البعض يسأل أين هى تلك المنظمات ؟

والبعض يطالب باشراكها فى اللجنة التحضيرية للحوار ولم يسأل الجميع عن القواسم المشتركة بين فكرة الحوار واهدافه لدى التحالف ومبادرة دول تعاون صنعاء بشأن ذلك الحوار ؟

دول تعاون صنعاء لا يعنيها الجدل الدائر حول تعريف المجتمع المدنى ومنظماته ولكن يهمها كثيرا ان يتبنى التحالف اهداف مبادرة الحوار كما يفهمها وكما تريدها اطراف دول تعاون صنعاء.

ولاختصار الجدل حول المجتمع المدنى ومنظماته اليكم هذا التعريف:

المجتمع المدنى  

المجموع الكلى للمنظمات والهيئات المدنية والتطوعية التى تعمل فى اطار المجتمع دون الاعتماد على الحكومة والمؤسسات الرسمية ودن الخضوع لها فى حركتها وتوجيهها

1-   منظمات غير حكومية NGOS لتقديم الخدمات

2-   منظمات شعبية

3-   اندية اجتماعية

4-   اندية رياضية

5-   نقابات عمالية

6-   منظمات خيرية

7-   مؤسسات اكاديمية وهيئات بحوث ودراسات

8-   مؤسسات تجارية

9-   الاعلام – بكل فروعه

10-                    هيئات ومؤسسات دينية.

مرة اخرى ماذا كانت اهداف الحوار فى مبادرة دول صنعاء

1-   توسيع قاعدة المشاركة للتحالف- نوعيا وكميا – بحيث يشمل فئات وقوى اجتماعية فاعلة تتجاوز حدود التنظيمات السياسية

2-   تفعيل التحالف الديموقراطى وخلق اليات جديدة تجعله قادرا على مواجهة التحديات السياسية فى المنطقة ويكون مقبولا لدى القوى الاقليمية والدولية كبديل للنظام القائم

3-   خلق اجهزة ومؤسسات تكون بداية لبناء الدولة الديموقراطية وتصبح فى الوقت ذاته قادرة على تقديم نموزج للمشاركة الحقيقية لمكونات الشعب الارترى واقتسام السلطة . كمثال : برلمان فى المنفى – حكومة مؤقته معترف بها من بعض الدول الاقليمية – الاعلان عن مؤسسات ثابتة كبداية لدولة القانون والمؤسسات .

تلك كانت فحوى الرسالة التى ابلغتها دول تعاون صنعاء للتحالف – فاذا كان التحالف الديموقراطى يريد تحقيق تلك الاهداف ولكن بطريقته – فليس هناك من مشكلة ونسأل له التوفيق اما اذا كان الهدف هو تجميع المزيد من الدراسات والابحاث حول قضايا ارترية جزئية كانت ام مستقبليه فتلك رسالة خاطئة يوجهها التحالف فى الوقت غير المناسب وفى ظل تسارع احداث تتطلب قرارات وخطوات عمليه تجعل من قضية الديموقراطية محور الحركة ومن التحالف الديمقراطى بعد التوسيع والتفصيل والتنشيط راس الرمح فى مواجهة الديكتاتورية.

احيانا تصاب بعض التنظيمات بحالة (استغراق) وانهماك فى (تعبيد الطريق ) يضيع معه الهدف الذى من اجله يجرى تعبيد ذلك الطريق !

وحتى لا يصبح الحوار هدفا فى حد ذاته – لنحدد نقطة الوصول ونقيس فشل او نجاح التجربة بمدى تحقيق ما حدننا من اهداف .

 

وكان الله فى عون الشعب الارترى

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6919

نشرت بواسطة في سبتمبر 4 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010