الزواج غير الشرعي بين المشروعين الحضاريين الإسلامي السوداني والمسيحي الارتري

أبو محمد العباسي

أهل الإنقاذ الإسلاميون وأهل الشعبية المسيحيون اتفقوا على محاربة المسلمين الارتريين(وهذا يذكرني بمقولة الصحفي السوداني الراحل سيد أحمد خليفة حينما رأي العلاقة الغريبة بين د.الترابي منظر الإنقاذ السابق وبين أفورقي حيث تساءل قائلاً: هل أسلم أفورقي أم كفر الترابي). والمسلمون الارتريون يشهد لهم التاريخ بأنهم معتدلون ومسالمون ويشهد التاريخ بأن المسيحيين الارتريين في الحكم متطرفون ومعتدون ، المسلمون الارتريون بدءوا الثورة بحرب الإمبراطورية الأثيوبية المسيحية المستعمرة المتخلفة المتعصبة ،  وبعد التحرير بدأ المسيحيون الارتريون في الحكم من حيث انتهت الإمبراطورية  المسيحية الأثيوبية ، المسلمون الارتريون لم يلغوا ثقافة المسيحيين الارتريين والمسيحيون الارتريون بقيادة إسياس وزمرته الغوا ثقافة المسلمين الارتريين ، المسلمون الارتريون لم يعتدوا علي أراضي المسيحيين الارتريين ويهجروهم والمسيحيون الارتريون بقيادة إسياس وزمرته يعتدون على أراضي المسلمين الارتريين ويهجروهم ، المسيحيون الارتريون تدعمهم قوى العالم القوية ما كان منها معلنا وما كان منها مخفيا، والمسلمون الارتريون لا داعم لهم إلا الله سبحانه وتعالي الذي لا يعجزه نصر المستضعفين ، وعندما بدء والثورة كان وكيلهم وحسيبهم هو الله سبحانه وتعالى فانتصروا ، والشعب السوداني قاطبة وقف مع القضية الارترية ولم يبخل في العطاء بمستوى الأفراد والسياسيين والمفكرين والمثقفين والصحفيين ، ولكن الحكومات السودانية كانت ضعيفة أمام الأثيوبيين كما هو الحال أمام أفورقي  ، هدد الإمبراطور هيلي سلاسي حكومة الفريق عبود بالجنوبيين فسلمته قيادات من جبهة التحرير الارترية ، والفريق النميري المتحالف مع الأمريكان خضع لأفورقي  فأرغموا جبهة التحرير الارترية للاستسلام وتم نزع سلاحها من قبل الجيش السوداني ، وبعد استقلال ارتريا سلمت الإنقاذ بقيادة الدكتور الترابي قيادات عسكرية من حركة الجهاد الإسلامي الارترية إلى حكومة اسياس أفورقي وكان مصير الجميع الإعدام ، وفي داخل الأراضي السودانية وتحت مرأى ومسمع الحكومات السودانية قام اسياس بتصفية القيادات العسكرية الإسلامية في كسلا والخرطوم ، والآن وبعد عودة الرئيس البشير من زيارته إلي ارتريا قام رجال الأمن السوداني باقتحام منازل أعضاء في حركة الإصلاح الإسلامية الارترية لاعتقالهم وهم في منازلهم عزل لا يحملون السلاح تنفيذا لطلب اسياس ،  بطريقة استفزازية وبأسلوب عمليات شبيحة الأسد وكتائب القذافي ، فهل وصل الأمر أن تكون مداهمات حادة ترهب فيها العائلات في منتصف الليل ومن قوي الأمن السوداني الملثمين القافزين الأسوار ، وبعد ذلك يعلن والي كسلا بأن حدوده الشرقية آمنة ، وتسارع طغمة الطاغي أفورقي بوفودها العسكرية للمباركة والشكر للوالي ، ورغم كل الاحتجاجات والإدانات وطلب الإفراج عنهم لعدم وجود مخالفات ارتكبوها داخل السودان ، فإذا قام السودان بتسليم أبو العباس ورفاقه السبعة إلي الطاغية أفورقي ، فإن المسلمين الارتريين لهم آلاف أبو العباس لمحاربة نظام الطاغية افورقي ، ذلك ما يعرفه هو جيدا وذلك ما يعرفه أهل الحكم في السودان لأن إرادة المظلومين لا يقهرها الطغيان ، وإذا كان أهل الحكم في الإنقاذ يعتقدون بأن أفورقي سيرضي عنهم بهذا التصرف فإنهم مخطئون ، حتى لو بنوا الأسوار الشائكة والمكهربة في حدودهم لحمايته سوف يدمي قلوبهم متى رضي عنه أسياده الأمريكان وكلفوه بمهمة إسقاط النظام السوداني ، فإذا كان أهل الإنقاذ يدعمون أمن الحدود  كما يقولون فليقنعوا صديقهم معتوه أسمرا بأن يحل مشاكله الداخلية بدل أن يساعدوه في اضطهاد المضطهدين ، وغير ذلك فإن حدودهم غير آمنة ، وأنا كاتب المقال مسلم لا أتحامل علي الإنقاذ فقط أذكرهم أنهم يحملون رسالة إسلامية ومنذ استقلال ارتريا خلال  الاثنان والعشرون عاما من مدينة مصوع إلى قرورة حدود ارتريا الشمالية مع السودان في البحر الأحمر وحتى مدينة قلوج وأم حجر  المحاذيتان لود الحليو لم يسمح أفورقي للمسلمين ببناء مسجد واحد ولا ترميم المساجد القديمة عدا مسجد أقامه أمير قطر في مدينة كرن في نسبة سكان يشكل فيها المسلمون 98% تقريبا بينما سمح للكنائس ببناء عشرات الكنائس في كل المدن والقرى الإسلامية حتى الحدود السودانية ، نقول لأهل الإنقاذ أنتم شيدتم مئات الخلاوي لتحفيظ القران ورفعتم درجة من حفظ القرءان إلى مرتبة الشهادات الجامعية ، فلا تقدموا من حفظ القرآن في خلاويكم القرآنية قرابين لأفورقي. اتقوا الله في دينكم ، ويعلم أفورقي أن معسكرات المعارضة الارترية العسكرية في أثيوبيا وليست في السودان ، وهو لا يعرف إلا ابتزاز السودان ولا يستطيع أن يمد يده للنيل من تلك المعسكرات في الحدود الأثيوبية ، عندما كانت حروب الكنائس محيطة بأركان السودان من كافة حدوده كان هذا الأفورقي الذي يحرسونه ويخشونه يقاتل بجنوده مع القوات الأوغندية في أدغال الجنوب يقودون الدبابات الموجهة بأشعة الليزر لسحق الجيش السوداني ، وكان المسلمون الارتريون من المرتفعات الارترية من أكلي قوزاي وأسمرا ومن عصب ومصوع إلى قرورة مرورا بأودية عنسبة و بركة والقاش يهبون طواعية في قوات الدفاع الشعبي ، استشهدوا هناك دفاعا عن السودان في معارك توريت والميل 21 واستشهد بعضهم مع الدبابين مع الشهيد علي عبد الفتاح ونعرفهم بالأسماء ، واستشهد الكثيرون منهم في الحدود الشرقية ويعرفون معركة توقان ومعركة كسلا وتضحيات المسلمين الارتريين الباسلة ، ويعرفون  عند ما تحررت ارترية تحالفوا مع أفورقي المسيحي المتزمت ، ولإرضائه جردوا كل فصائل المعارضة الارترية وصادروا كل ممتلكاتها التي كانت في السودان ومنعوهم من كل نشاط سياسي ضد أفورقي ، وعندما انقلب عليهم برغبته وبتحريض من الأمريكان لإسقاط نظامهم عوضوا المعارضة الارترية عن كل ممتلكاتها التي صادروها بل وزادوا عليها ، ومنحوهم ركن إذاعي مسموع وغلظوا القسم بأنهم سوف لا يكررون تلك الأخطاء ودارت الأيام وحنثوا بقسمهم وصادروا مرة أخري كل ممتلكات المعارضة وذهبت هاربة منهم إلي عدوها اللدود أثيوبيا وهي كارهة تتجرع كأس الإهانة ، واليوم يطاردونها في أشخاصها وهي بدون سلاح وبدون ممتلكات أنهم يسيئون بمثل هذه التصرفات للمسلمين الاريتريين عامة وأهل البجا في المنخفضات الارترية خاصة والذين ليس لهم مأوي إلا المدن السودانية ويقصدهم افورقي بالتحديد ، وهم يعتقدون أن السودان خلفيتهم ولهذا يتحملون ويصبرون علي الأذى ولكن لا يقبلوا لا من الإنقاذ ولا من الطاغية أفورقي ولا من والي كسلا المتحمس بصداقته لاسياس أن يصبحوا أدوات للمساومة في تحسين علاقة البلدين وتأمين حدودهم ، إن قبائل البجا عامة في المنخفضات الارترية وشرق السودان ليسوا سلع للبيع إن ساءت العلاقات بينهم قربوهم ، وإن تحسنت العلاقات بينهم حاربوهم ، والبجاوي هو الخاسر في كل شيء ، البجا قوم مسلمون ومسالمون ويحبون أوطانهم  ويشهد لهم التاريخ الناصع في الدفاع عن أوطانهم ، إنهم أشداء إنهم قوم بدو حياتهم رعوية ، لا يحبوا الذل والهوان وما يفعله اسياس بهم معروف من طمس لهويتهم وثقافتهم واضطهادهم وانتزاع لأرضهم وتهجيرهم ، أما المسلمون الانقاذيون يعلمون جيدا في مساوماتهم مع أفورقي بالبجا ، ونظرة واحدة تكفي لما حصل لقيادات جبهة الشرق  بعد الصلح ، فموسي محمد أحمد قائد جبهة الشرق وظفوه كحارس مرمي  لفريق كورة لم يؤسس بعد ، وملعب الميدان الذي سيلعب فيه ، تم إلغاءه منذ زمن يوسف عبد الفتاح رامبو الخرطوم ، وحسن كنتيباي وآمنة ضرار أخبارهم في الأرشيف وجنودهم وكوادرهم ذهبوا ضحية الميزانية المقلصة التي كانت مخرجا للتنصل من التزامات اتفاقية الشرق ، و في قرارة أنفسهم يرون أنهم وقعوا الاتفاقية من أجل انقاذ ماء الوجه لجبهة الشرق ، بعد أن تركهم جون قرن وحلفاءه الذين يتباكون اليوم لإثارة البجا بدون عتاد بعد التوقيع علي اتفاقية نيفاشا لذا لا يعتبرونهم ، وقد ساوم بهم اسياس كما يساومون ، والبجاوي يتساقط بالجوع والعطش في هيا ودرديب وطوكر وعقيق  وجفت أعصابه ومصاب بفقر الدم ومرض السل وهو محتار بين جفاف أعصابه ونشفان جسمه ونمو أشجار الزينة المزروعة في شوارع بورتسودان التي تسقي من ماء معين والتي يغرسها الوالي ابنهم البجاوي لإرضاء الإنقاذ وإظهار التطوير الذي يتحدثون عنه في الشرق ، وميزانية صندوق الشرق علمها عند الله وعندهم ، هذا هو وضع البجاوي في ارتريا والسودان  ، مطاردة ، وفقر، وجهل ، ومرض ، واضطهاد ، واغتصاب أرض ، ومساومة ، كان أبو أمنة حامد يقول في الصحف السودانية عندما قضت المجاعة علي البجاويين وهو يتألم ويحذر ، نحن البجاويون قوم سلام ونحب الأمن والأمان ولكن إذا استمرت الأحوال بهذه الصورة فانه بالإمكان إرسال صعاليكنا إلي عقبة بورتسودان وجبال جبيت وبعدها سنري ماذا سيحصل للسودان ، وعندما أفاق بجا ارتريا الذين أضلهم اسياس ببرنامج اليسار الخادع ،  وتيقنوا بأنه كاذب ومسيحي متعصب وقضي علي أمتهم وثقافتهم وأمنهم وأرضهم ، قالوا كما قال امرؤ القيس:

اليوم خمر وغدا أمر لا صحو اليوم ولا سكر غد

ففعلوها نهارا بعيدا عن جنح الظلام واستولوا علي إذاعته المبجلة وقالوا عبرها ما أرادوا وقتها أن يقولوه ، واختبأ أفورقي تحت الأرض في مجاري المياه الصحية في اسمرا ( ماي بلي ) كما يسمونه ، يا أهل الإنقاذ ويا أهل أفورقي ،  البجاوي لا يعرف أكل البطاطس ولا يعرف أكل العدس ولا يعرف أكل الفول إذا وجد الذرة يصنع منها العصيدة ويصنع منها ملاح المديدة وبإمكانه أن يقاتل مئات السنين ليسترد حقه وشرفه ولكنه يؤمن بالسلام ويؤمن بوطنه ويؤمن بأمن وسلامة حدود الدولتين ويري أنه مكون منهما ويريد أن يعيش مكرما عزيزا مشاركا في القرار محافظا علي دينه وتراثه وقيمه وأخلاقه وثقافته و غذائه وصحته وتعليمه وتطوير أرضه وشخصه ، لا أن يقدم كصداق ( مهر ) في زواج غير شرعي بين الإنقاذ الإسلامي  وبين اسياس المسيحي  المتكئ في قصره علي حائط الجدران الساقط وهو يتغذي بالحبل السري الموصول بالمهربات من جبال التاكا أو المتغاضي عنها من البعض ليمنع نفسه من السقوط ،  فلا يخشي أهل الإنقاذ من جثة هامدة مصيرها السقوط ولا يخدعوا أنفسهم بأنه سيحمي مصالحهم ويسيئوا للمسلمين الارتريين ، فلا يكونوا كجن نبي الله سليمان الذين عرفوا بموته من دابة الأرض فقالوا لو عرفنا ذلك لما بقينا في الأصفاد.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39846

نشرت بواسطة في يونيو 30 2013 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010