«السجينة والسجان» في إريتريا!

بقلم : يوسف عبدالرحمن

y.abdul@alanba.com.kw

إريتريا بركان أفريقيا الخامد الذي يغلي..!!

الكل يعلم شعوب العالم والحكومات تعلم ان «بركانا» كامنا في إريتريا يغلي لا يمكن السكوت ازاءه والتفرج عليه فهو في حالة غليان مستمر واذا حدث الانفجار المدمر فقد يتعدى المكان والزمان ويصبح من الصعب السيطرة عليه في منطقة القرن الأفريقي في الحبشة والصومال وتنزانيا وبلاد النوبة وكل هذه المنطقة تسمى قديما «شعوب كوش» وقد شهدت هذه المنطقة عبر التاريخ صراع الغزاة وكانت منطقة نشاط تجاري حقيقي وليست كما هو الواقع الآن مسرحا لتجارة الأعضاء والضحية دائما هم الإريتريون المهاجرون وسكان الدول المحيطة.

أقول هذه المقدمة وأنا أرى ان إريتريا تحولت الى سجن كبير ولو كان حلما لعلمنا ان تفسيره: «لزوم الدين وإشارة الى العمر الطويل أو العصمة من المرض وزوال هم وفرج وراحة وخير»!

لكن الواقع ان إريتريا سجينة وسجانها معروف هو الرئيس اسياس أفورقي، وانها حاليا منكوبة بهذا النظام الجائر الديكتاتوري التسلطي بعد ان حول إريتريا بكل مدنها الجميلة الى سجن كبير واكتست كبريات المدن بالسواد في العاصمة أسمرة وميناء مصوع التاريخي وعصب وكرن في المنطقة الوسطى، واغردات ومندفرا ونقفة في الساحل الشمالي، وغيرها من مدن إريتريا المكللة بالسواد بعد ان تحولت الى سجون بيد زمرة حاكمة لا تخاف الله في مواطنيها.

جرائم إنسانية

تشير كل تقارير الأمم المتحدة التي أجرتها لجنة تابعة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمدة زادت عن العام، تشير الى ان الرئيس الإريتري وحكومته ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.

وأشارت هذه التقارير الدولية ومن منظمات حقوق الإنسان المختلفة الى ان عمليات إعدام من دون محاكمات جرت في إريتريا في السنوات الماضية، اضافة الى عمليات تعذيب واعتداءات جنسية وسخرة جرت على نطاق واسع وممنهجة وجسيمة ومازالت ترتكب كل يوم في إريتريا وتحت سلطة الحكومة الديكتاتورية المتسلطة.

وصف الصورة

 أريتريا تنافس كوريا الشمالية بطشاً

ومن التقارير الأممية اللافتة للنظر تقرير صدر في 2016 يفيد بأن إريتريا تنافس كوريا الشمالية من حيث انعدام أخبار الداخل وزيادة وطأة التعسف المطلق الذي يمارسه الرئيس اسياس أفورقي حيث تواصل حكومته وسلطته الغاشمة فرض التجنيد على مواطنيها «مدى الحياة» بينما لا يزال هناك المئات من المعتقلين السياسيين والصحافيين والدعاة والناشطين السياسيين قابعين وراء القضبان بشكل تعسفي ومن غير محاكمات عادلة والوضع يتطلب تدخلا دوليا لمنع هذه الممارسات الديكتاتورية القديمة في زمن العولمة والانفتاح.

الجاليات الإريترية في المهجر والدور المطلوب

آن الأوان ان تقوم الجاليات الاريترية المهاجرة في كل العالم بتوقيت موحد وتاريخ محدد بحشد مظاهرات جماهيرية تجوب المدن وتطالب بالتدخل الأممي في إريتريا ودعم حقوق الانسان والتنديد بكل هذه الجرائم القذرة التي يرتكبها النظام الحاكم في إريتريا ورفع دعوى عاجلة الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

ان العالم الحر اليوم وشعوبه مطالبة بدعم مطالب الشعب الاريتري الذي قدم مئات الآلاف من كواكب الشهداء والضحايا ولا يزال يعاني من انتهاكات هذا النظام البائد.

وصف الصورة

ان المطلوب من المسلمين والمسيحيين ان يتوحدوا مثلما فعلها السابقون الذين أكدوا على ضرورة التعايش بين المسيحيين والمسلمين لاحداث تغيير منشود باعتبار القوتين هما البوابة الحقيقية لتأسيس دولة مدنية تحترم حقوق المواطنة وحقوق الانسان وتدعو للمصالحة الوطنية أمام هذا العدو الجاثم والمحتل لمقدرات إريتريا.

ان الشعب الاريتري العظيم في المهجر عليه دور كبير في تسيير مثل هذه المظاهرات والمسيرات لإدانة هذا النظام الديكتاتوري الذي حول إريتريا الى سجن كبير وآن الأوان لوقف هذه الانتهاكات الفظيعة.

ان النشطاء الاريتريين البواسل مدعوون الى رفع لافتات في هذه المسيرات تطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بتعزيز العدالة وضمان تطبيق العقاب على النظام الحاكم.

وصف الصورة

نداء موحد للشعب الإريتري

النداء موجه للشعب الاريتري في الداخل والخارج للتضامن سويا وتنسيق موحد ضد هذه العصابة التي تحكم إريتريا.

الشعب الاريتري البطل مطالب بتنسيق الجهود وتوحيد المسار وألا يعول كثيرا على «التحرك العربي» لأن الوضع العربي في مجمله في مأزق كبير لهذا كله نرجو من جميع أطياف الشعب الاريتري التنسيق مع الداخل والخارج على حد سواء وان كان الشعب الاريتري في الداخل يعاني من هجمة بطش شرسة وقلة امكانيات مما يستوجب ان يتحمل من هم في المهجر أدوارا مضاعفة.

ان ما رأه العالم أجمع من هجرات اريترية داخلية وحمل عنوان: «المجازفة بالحياة للوصول إلى أوروبا» بحثا عن الأمان والحياة، يتطلب منا جميعا ان نستغله «صح» في هذه المرحلة، فأوروبا اليوم متعاطفة مع هؤلاء اللاجئين وتقدم لهم ما في وسعها من طلب اللجوء للوصول الى الشواطئ الأوروبية مما يجعل هؤلاء المهاجرين الجدد «شهودا ضد النظام» وعلينا استغلال «الميديا» بطريقة صحيحة وتكوين «فرق اريترية إلكترونية» تنشط في توزيع التقارير والصور لتفضح هذا النظام البائد ومتاجرته في الأعضاء وبيع مواطنيه لتجار البشر، وتقدر التقارير الأوروبية ان 5000 شخص يغادرون إريتريا شهريا!!

وصف الصورة

 أطماع إثيوبيا!

أنا كدارس وباحث ومتابع للشأن الاريتري لا أصدق أبدا ان اثيوبيا تفكر حاليا في دق طبول الحرب بعد 30 عاما من الاحتلال الاثيوبي لاريتريا وخروجها المروع المندحر من الأراضي الاريترية مهزومة.

وأنا ايضا لا أصدق ان اريتريا تحررت في عام 1991 لانها مازالت سجينة وسجانها هو اسياس أفورقي.

غير انني أوجه الأنظار إلى الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم في الحبشة وهو جبهة تحرير شعب تيغرايان قد تزايد نفوذه وبدأ يعيد «أسطوانة» الحرب مع إريتريا واعتقد انها تلميحات، وما لم يدعم من الولايات المتحدة الاميركية فلن يدخل الحرب، بمعنى دقيق ممكن جدا في ظل الرئيس الحالي دونالد ترامب ان تدخل اثيوبيا الحرب مع إريتريا لاسقاط الرئيس الحالي اسياس أفورقي لكن بشرط الضوء الأخضر، وإلا تبقى تصريحات أديس ابابا تصريحات دعائية وظاهرة صوتية، لكن تبقى حقيقة واحدة واضحة لي: أميركا منحازة لاثيوبيا في صراعها مع إريتريا.

لقد قرأت عدة تقارير تشير الى ان الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تجهيز خطة للإطاحة بالنظام الحاكم في إريتريا لدواع انسانية، ولقد سبق وكتبت عن المعاهدة الأميركية – الاريترية والتي تخول أميركا التدخل.

دعم الإعلاميين الإريتريين مسؤولية من؟

في ضوء ما تقدم يبقى هناك طلب مرفوع للإعلام العالمي بكل فئاته ومنظوماته وقطاعاته بدعم الإعلاميين الاريتريين من صحافيين ومذيعين يحاولون مساعدة بلدهم للتحرر من «الاستعمار الافورقي»!

لو نظرنا لوجدنا ان إريتريا اليوم تتمركز في «ذيل القائمة» بالنسبة للتصنيف الإعلامي والصحافي وهناك تصور حقيقي في «الميديا» (الإعلام الالكتروني) خاصة في الداخل، لان النظام يمنع ويصادر كل الأجهزة، ولا مكان ابدا لحرية الأخبار أو المعلومات، وعشرات الصحافيين والإعلاميين تم إلقاء القبض عليهم وهم يقبعون في السجون المظلمة، وفي الحبس الانفرادي، وتمارس ضدهم كل أنواع التعذيب، والتهمة الجاهزة دائما ضدهم: «مجموعات تخريبية»!

وصف الصورة

 والتهمة المعلبة الأخرى ان وراء نشاطهم تمويلا أجنبيا!!

ان وضع الإعلاميين والصحافيين الاريتريين وضع بائس، لأن أبناء إريتريا الأحرار الذين نشطوا في الإعلام هم الآن في غياهب المعتقلات، وآن الأوان ان تنظم الحملات الإعلامية للضغط على النظام البائد لاطلاق سراحهم.

الكل يعلم ان الإعلاميين الاريتريين الذين فروا بحياتهم الى الخارج يمارس عليهم الضغط ووسائل الترهيب لاسكاتهم بالتهديد بالتعرض لعائلاتهم داخل إريتريا وفي ظل هذا الواقع المؤلم لابد من التحرك لنصرة هؤلاء المظلومين، وعلى رجال القانون في العالم تقديم العون والاستشارة لهؤلاء الأبطال لتصميدهم ولضمان سلامة أسرهم.

رسالة للمعارضة الإريترية الباسلة

وصف الصورة

 

كلماتي وسطوري من القلب وهو طلب ورجاء لاخواني في كل شرائح المعارضة الأريترية بأن نبدأ الوحدة الحقيقية الشفافة من غير تردد.

أنا لا أشكك في النوايا واعلم علما يقينيا ان اخواني في جميع أحزاب المعارضة في الداخل والخارج هم متفقون على مبدأ تغيير النظام الديكتاتوري الاستبدادي الى نظام تعددي ديموقراطي يلتزم باحترام حقوق الانسان وتحكمه صناديق الاقتراع ودستور جديد يفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية ويعطي دورا لمؤسسات القطاع المدني والأحزاب ان تعمل وفق هذا الدستور الذي يستوعب الجميع.

هنا فقط اسمح لنفسي بأن أوجه «النداء الأخوي» لجميع الأحزاب في جبهة المعارضة بضرورة «تحييد وتأجيل الاختلافات والتناقضات الفكرية والعقائدية والسياسية والتوحد أمام عدو واحد هو النظام الحاكم الآن بقيادة الرئيس اسياس أفورقي».

لنترك الماضي، وننظر الى استشراف المستقبل بالبحث عن أرضيات مشتركة تجمع الفصائل والأحزاب وتفتح الباب أمام الشعب الاريتري لترسيخ خياره الديموقراطي ورسم معالم مستقبله السياسي عبر «الديموقراطية الاريترية الحقة» بعيداً عن لغة العنف والحروب والتطاحن.

 

وصف الصورة

نداء نوجهه لكم المحبين لكم ولاريتريا بالوحدة ووقف التراشق الإعلامي، لان «خياركم الأوحد هو التوحد ضد اسياس أفورقي وزمرته الحاكمة».

انني كمحب وعاشق وداعم لاريتريا ادعوكم للعمل الجماعي بكل تنظيماتكم الحزبية والتنظيمية وفق خطة مدروسة للاطاحة بالنظام الجائر.

انني أوصي بضخ دماء جديدة بدل الزعامات التقليدية لأكثر من عقدين من الزمان.

 

حامد عواتي ..الرمز الخالد

انني ادعو للتوحد خلف الرمز الخالد للمسلمين والمسيحيين، وهو القائد الشهيد البطل حامد ادريس عواتي، مفجر الثورة الاريترية

وصف الصورة

المسلحة ورفاق دربه من مسلمين ومسيحيين سقطوا في 1/9/1961 في منطقة «أدال» ضد العدو وبذلك بدأت الطلقة الأولى لإعلان الكفاح المسلح ولا تزال الفرصة مواتية لاستمرارية هذه الثورة العملاقة، ان ذلك هو التعبير الجميل يوم ان نتذكر هذه المناسبة، ونسعى لتجسيد الوحدة لإرادة شعب يقولها منذ اكثر من ثلاثة عقود: نعم للاستقلال الحقيقي، ومن دون تردد، ومهما كانت التضحيات، ان الداخل الاريتري والخارج متحدان في توافق استراتيجي حاسم لمصلحة حرية إريتريا القادمة لا محالة، وما هي إلا مسألة وقت، ولن يستمر طويلا، لان موازين العالم كله اختلفت، وان الثورة الاريترية العارمة بدأت ولم تنته حتى الآن، وهي تتضاعف ويحملها جيل شبابي بحيوية مما يجعل اسياس أفورقي وحزبه المواجه لـ «غول» لا يمكن ان يواجهه على المدى الطويل.

ختاما

مطلوب ان نكون بصدق أوفياء مع كل الاريتريين الذين سقطوا من أجل حرية إريتريا، وتحدوا كل المعوقات والعقبات، وتكاتفوا سويا لكسر قضبان هذا السجن الكبير الذي لفه اسياس أفورقي وزمرته، ولنقف معا نهتف بما قاله الشاعر الاريتري المتألق المبدع محمد عثمان كجراي:

أغلى ما املك يا قلبي مهر لعيون الحرية

لبلادي في درب الاحـرار تدك جدار الفاشية

ما عاد كفاحك يا وطني صفحات نضال مطوية

أبطالك في ساحات البذل عواصف نار رعدية

فارفع راياتك يا شعبي في المرتفعات الصخرية

وأنا اهتف معكم: اريتريا يا ثورة الحرية

شعارنا المرفوع: لن نفترق.

وموعدنا الاحتفال في أسمرة المحررة..

بعد رحيل السجان وتحرر السجينة.

… نحبك أريتريا مستقلة ونتألم لحبسك.

المصدر : الأنباء

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41725

نشرت بواسطة في مايو 20 2017 في صفحة الأخبار, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010