السودان بين الحركات و المعارضة و الظلم الحاضر القديم

بقلم مهندس طارق محمد عنتر
 
الانظمة المستبدة و الفاسدة و الظالمة سواء كانت محلية او اجنبية تعي تماما ان الشعوب المقهورة  تسعي لنيل حقوقها و حريتها و ممتلكاتها المنهوبة. و بالتالي تعمل بخبث لأجهاض النضال الوطني من اجل الحرية و العدل.
و لا تنتظر تلك الانظمة الفاسدة قيام معارضة صادقة و نزيهة و قوية بل انها بخبث تستبق الوطنيين المخلصين بصناعة حركات مسلحة مرتزقة و معارضة سياسية مزيفة من اجل الايقاع بالوطنيين و سد منافذ التغيير. و كذلك تهدف هذه الاعمال الاستباقية من خلال الانشقاقات و الانشطارات و التناحر لارباك و تفتيت و احباط الشعوب في سعيها الدؤوب للحرية و العدل و التنمية.

 
و قد يبدوا هذا التكتيك ناجح و فعال و ذكي و لكنه في حقيقة الامر ليس سوي محاولات قاصرة البصيرة و تزيد بغباء من تكاليف و مطالب و عمق التغيير المستهدف. و هذا يشابه إجراء عملية جراحية بواسطة فكي او كصيانة الات باهظة الثمن بقطع غيار تالفة و مزورة. فهل هذا ذكاء او شطارة أو مهارة؟؟
كل ما يظهر من الحركات الورقية و الاحزاب الانتهازية  هي لا تعدوا سوي ادعاءات كاذبة و تمثيليات فاشلة لن تقدم شئ و لكن ستظل تخصم من السودان الكثير و ستظل تقيده في مؤخرة دول العالم و تطيل معاناة الشعب
لمعرفة مصداقية اي حركة او حزب او تنظيم يجب متابعة اسهامتهم الفكرية و رؤي المستقبل الموضوعية و تحاليلهم للاوضاع و طرحهم المتكامل لحلول في كافة جوانب الدولة و النظام السياسي البديل و قبل هذا الاستقرار و الاستقامة و النزاهة و هذا كله منعدم تماما في تلك الكيانات المصطنعة
 
الجبهة الثورية السودانية هي تنظيم يضم عددا من الحركات المسلحة من عدة أقاليم سودانية كما ضم مؤخرا عددا من ممثلي الأحزاب السياسية (السيئة) وتنظيمات المجتمع المدني السوداني (الاكثر سؤا) وهو تنظيم معارض. و لكن هل لكونه معارض يجب ان يعني ذلك انه مقبول؟
هيكل اعضاء المجلس القيادى للجبهة الثورية السودانية يضم 1- الفريق/ مالك عقار  : رئيس الجبهة الثورية السودانية و 2- عبدالواحد محمد نور : نائب الرئيس (مسؤول القطاع السياسى) و 3- مني أركوي مناوي : نائب الرئيس(مسؤول القطاع المالى ) و 4- د/جبريل إبراهيم : نائب رئيس المجلس القيادى( مسؤول القطاع الخارجي ) و 5- الفريق/عبدالعزيز حلو : رئيس القيادة الاركان المشتركة.
و القطاع السياسى للجبهة الثورية السودانية يضم 1- بثينة إبراهيم دينار : امين الشؤن السياسية والتعبئة و 2- د/الريح محمود جمعة  : امين الفئات و 3- أحمد ادم بخيت : امين الشؤون التنظيمية و 4- مصطفى شريف محمد : عضو المجلس القيادى.
السؤال المهم جدا و الطبيعي جدا هو ما هي اسهامات كل هؤلاء في الفكر السياسي ليس فقط السوداني بل و ايضا علي المستوي الاقليمي و العالمي. الاجابة لا شئ (صفر كبير) و هذا الوضع يكشف حقيقة الحركات و المعارضة. هذا كدكان مهلهل يصفه صاحبه بانه سوبرمول متكامل. و الحديث عن الانشقاقات و الانشطارات و الادارة الداخلية فيهم تحتاج لكتب لتوضيحها اي انهم انفسهم يحتاجوا لحركة للتغيير لكي يؤهلوا لتغيير السودان. الوضع في السودان حاليا خطير و متردي لابعد الحدود و لا يحتاج لمزيد من التخبط و الظلم
 
الإحتفال البهيج الذي أقامه طلاب حركة/جيش تحرير السودان “قيادة مناوي” المعروفة في أوساط الحركة الطلابية في الجامعات السودانية بإسم “سلما” بمناسبة العيد الخامس عشر لقيام الحركة المطلبية يثبت وجود هذه النوعية من الحركات المسلحة المرتزقة و المعارضة السياسية المزيفة.
بالتاكيد كون ان تقام احتفالات في جامعتى الفاشر والجزيرة علي مرئي و مسمع الحكومة يثير العديد من التساؤلات عن كون هذه الحركة هل هي بالفعل مسلحة و هل هي بالفعل معارضة حقيقية؟؟؟ و من الغريب ان شهداء الحركات ليس منهم قادة
ان مخاطبة و تاييد دينصورات السياسة السودانية كذلك باقي قائمة تشمل كل اشكال السقوط في السودان لذلك الاحتفال لا يصب في صالح اي حركة نزيهة و لا يبهج و لا يشرف اي سوداني يتمني مستقبل عادل و وطني
 
اقام مكتب الحركة بمدينة لندن احتفال ، أمّه كل القوى السياسية السودانية المعارضة فى بريطانيا حضورا وتحدثا ، غير مخاطبة الاحتفال من قبل رموز المعارضة السودانية من خارج بريطانيا وبالهاتف ، منهم على سبيل المثال لا الحصر :
١/ السيد منى اركو مناوى ، رئيس حركة وجيش تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية
٢/ الامام الصادق المهدى ، رئيس حزب الأمة القومى
٣/ الشيخ التوم هجو رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطى المعارض ونائب رئيس الجبهة الثورية
٤/ السيد عبدالواحد محمد احمد النور ، رئيس حركة تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية
٥/ الدكتور جِبْرِيل ابراهيم محمد ، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية ورئيس الجبهة الثورية السودانية
٦/ السيد عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السودانى
٧/ السيد فرح عقار ممثلا عن قوى المستقبل السودانى
٨/ السيد على محمود حسنين المحامى ، رئيس الجبهة السودانية العريضة
٩/ الدكتور صلاح البندر الناشط والسياسى المعروف والرئيس التنفيذي لمنظمة “مواطن”
١٠/ الشاعر السودانى المعروف / الصادق الرضى
١١/ السيد سليمان صالح ضرار ممثل مؤتمر البجا
١٢/ المهندس هاشم محمد ، ممثل النقابات الشرعى ، وآخرون من داخل بريطانيا أتوا من مدن مختلفة تحدثوا ممثلين عن قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدنى سودانية
باللهي دي قائمة اي واحد عاقل ممكن يفتخر بها؟؟؟
حركة/جيش تحرير السودان “قيادة مناوي” ليست الوحيدة و لا المقصودة بمفردها و لكن كذلك باقي الحركات فيما يسمي بالجبهة الثورية و شركائهم و لا يوجد فيهم اي ثورية و لا تشعر القوميات السودانية جميعهم نحوهم بالثقة و بالامان و ليس فقط في الشمال النيلي

بصريح العبارة ما يطلق عليهم التنظيمات الثورية و المعارضة و الحركات اصبحت خطر ليس علي عروبة السودان الشمالي المزعومة بل هي تستهدف حقوق القوميات الاصيلة في كل اقاليم السودان شمالا و جنوبا و شرقا و غربا و وسطا من تمدد جماعات وافدة مصابة بالهلع و ترفض الانصهار في السودان الاصيل و هذا هو ما شكل السودان القديم بكل جرائمه و اخفاقاته و فشله.
 
و هم في ذلك المسعي البائس يشيروا باصابع الاتهام و القذف الي شمال السودان النيلي فقط للتحريض علي الغير و حشد طاقات التغيير باتجاه لا يصيبهم و لتحويل الانتباه عن حقيقة تكوينهم و اهدافهم و مشاريعهم. بالرغم من ان شمال السودان النيلي هو ايضا ضحية لهم و شريك لهم في ما اصاب ككل السودان من ظلم و ضرر
 
و ظاهرة “نحن و هم” لم تصنعها القوميات الاصيلة في السودان بل هي من صنع جماعات وافدة لديهم هلع غير مبرر من قبل المهدية و اثناء المهدية و التعايشية و بعد التعايشية و لازال الهلع هو المحور الرئيس لهم للتمادي في نهب السلطة و الثروة و احتكارها. و التي تتم الان بادعاء انهم اهل الهامش و ان هذه هي حقوقهم المشروعة فى السلطة والثروة. و يدعوا انهم يمثلون هوامش السودان فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق و عندما تتفحص شخوصهم و اعمالهم تجدها مضادة لنفس هذه الهوامش التي يدعون تمثيلها و حمايتها
و الان بالفعل انتقلت و انتشرت عدوي وباء “نحن و هم” الي كافة انحاء السودان و اصبحت الشغل الشاغل للمواطنيين و للسياسيين بل وصلت حتي في الاسواق و التوظيف و الاراضي و لجميع مناحي الجياة في السودان المأزوم. و يجب التساؤل امام هذا الوضع هل معالجة الوضاع بحركات و معارضة تالفة و مزورة تعالج ام تتسبب في التطرف في مطالب التغيير و الاصلاح ام انها شطارة سياسية حميدة؟
 
المطالبة بتسمية الاشياء باسمائها الحقيقية هي من ضمن المطالب المشروعة و ليست جهوية او عنصرية او قبلية.
الخداع و التامر و الاحتكار لن يؤدي الي اي سلام بل سيطيل النزاعات و يضاعف التكلفة
لا مفر من الحقيقة و المصالحة و جبر الاذي
 
بقلم مهندس طارق محمد عنتر

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37827

نشرت بواسطة في سبتمبر 11 2016 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010