الطريق إلى عصر الأنوار

متكل أبيت نالاي

تحتفل في بلادنا هذه الأيام مدينة زراعية صغيرة بواحدة من أعظم أيامها, والتي هي مناسبة دخول الكهرباء إليها وهو حدث يحصل لأول مرة منذ ظهور الإنسان الأول على كوكب الأرض.وين كان الأمر هي اليوم تحتفل لتشكر كل من افتكرها وقدم لها هذه الهدية الثمينة المقدرة.

 كان الناس في هذه المدينة يذهبون  بطريق ترابي معين ويرجعون بطريق أخر فأرض واسعة سمها الطليان دومنيالي أي أرض مشاعة للجميع أما تغري يقولون عنها أرض أرض ربي تو- – – أي بمعنى

( الأرض أرض الله ) ولأنها هكذا بدأ المرتفعات يحسدهم عليها.

 عموماً لم يعد يقع أحد في الحفر من الآن وطالع,الناس هنا بدأت تعرف شيئاً اسمه مستقبل يتوقعون لطريق سيرهم الطويل أن يربط في المستقبل بإشارة المرور خصوصا في الأماكن التي تتسلق عليها الجمال ويأملون أن يدخل البريد الممتاز(DHL )مدينتهم وترقم شوارعها ويكون فيها مطافي وبنوك ومحاكم وسيارات إسعاف وغيره من الخدمات الضرورية  واليوم يحتفلون ليقول وداعاً أيها الفانوس والشمعة الصغيرة.

 سألنا أبو همد إذا كان يعرف شيء عن البيجر والجوال؟ ولكنه أفادنا أنه لن يسمع بالبيجريعرف فاته أحداث كثيرة وهو يحافظ على حجار هذه المنطقة, ولكن قال أن وظيفة جوال نوكيا يقوم بها السيد/ حوار شيخ في هذه المدينة,هو الذي ينقل لنا الأخبار وبفضله تأتينا كل المعلومات على وجه السرعة, وسوف يذكره تاريخ المدينة كل أدوره الذي لعبه في الاتصال المحلي حينما تجد مدننا مصير أخر لها. ومع ذلك نشكره حتى الآن لم يتأخر عنا بشيء علماً كل المبادرات هنا فردية يقومون بها أناس مخلصون لأهلهم.

أما  أم عاشه( ستا الوضع ) تفسر  هذا المفاجاء  الغريبة بقولها ربما”  ولآد  مدر لعال كبدوم مالئت” أي  بمعني أولاد المرتفعات ربما ملئت بطونهم ليفتكروا استحقاقاتنا اليوم بعد مرور 15 عام من التهميش.

سيدات الأعمال في الحارة يقولون” استعدوا للفواتير القادمة, شركة البحر الأحمر تريد أن تعرف إيرادات تجاركم وعدد المغتربين من أبنائكم في الخارج”.

بعضهم يقولون ” لا محال الاحتيال النيجيري دخل قريتنا”.

 عموماً هذه المدينة التي يحرصها 30 ألف عسكري ترى فيها الجنود في شوارع يلوحون ببنادقهم ويلاحقون الشباب في كل مكان وكل مشكلة في المدينة تجد فيها هؤلاء الجنود طرف فيها يا إما مانعين أو داعسين على حقوق الناس.

 أما حالت الناس في المدينة كالأتي:-

يصب كل نصيب المدينة من الماء في البحر, وأن أكبر همها هو الماء وهي الآن تواجه تحدي كبير للحصول على الماء النظيف. مستجمع أمطارها المحلي يقع تحت ضغط شديد يشربوا منه 30 ألف نسمه ما عدا البهائم الكثيرة,وبدأ يعاني الجميع من الأمراض الناجمة من تلوث المياه العذبه. جودة المياه ومصادرها وثقافتها كلها مركبه على أخطاء بيئية قاتله. مثلاً الأطفال يلعبون في مجرى الماء وتشرب من قنوات المياه الحيوانات الأليفة والبرية, والمياه نفسها  تحتوي على البكتريا القولونية وزيوت والصابون والمخلفات العضوية والطحالب المؤذية وأجسام غريبة تدخل  المياه العذبه بسبب التربة التي تجرفها الأمطار .

 ومع دخول الكهرباء دخل التلفزيون والقنوات الفضائية ولأول مرة تمكنوا من مشاهدة كأس العالم. ثم أخرجوا كلمة يرددها التلفزيون الإرتري سيماروا  يبهل  ألو – أي بمعنى (الوالي يأمركم أن تتحدوا أوممكن تقراء  الحقوني يا ناس) تناقلها الأطفال في الحارة حتى عرفوا الناس أن سخط الارتريين عم جميع أرجاء الوطن والحكومة قلقة بدأت تناشد رجالها بهذا الرمز للعمل من أجل ايقاق التأكل المتسارع  للنظام .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6842

نشرت بواسطة في يوليو 31 2006 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010