الطريق الى المؤتمر الوطنى العام

ان ملتقى الحوار الوطنى للتغير الديمقراطى الذى عقد فى اديس ابابا فى 31/7/ حتى 9/8/2010م ، ذلك الحدث الكبير  فى مسيرة نضالنا الدؤب  من أجل التغير الديمقراطى ، كان حدث كبير بكل المقايس والمعانى  الدالة  الى ذلك لأنه توجه جماهيرى سياسى معارضى عريض أجمع لكى يسلك  طريق الخلاص وفق خارطة تحدد الأولويات وتؤكد الثوابت  وتقر آليات التغير ، ومن ثم رسم ملامح المرحلة الانتقالية بعد التغير ، حدث كبير فى الاتجاه الصحيح لأنه بعث الأمل فى جماهير شعبنا المقهورة التى تعانى مرارة  التنكيل  والاضطهاد  من النظام الدكتاتورى ، ويتجرع مرارات اللجؤ والبؤس فى معسكرات  اللاجئين ، ويعيش حياة الضياع والهوان فى بلاد الشتات ، عُقد الملتقى الجامع   بعد ان انتاب شعبنا الشعور باليأس جراء تاخر سطوع شمس الانعتاق لضمور اصاب مفاصل العمل المعارضى ‘ فى اتجاه ضياع الهوية الوطنية  وتمزق النسيج الوحدوى الوطنى .

لقد كان الملتقى الجامع  البوابة الواسعة  التى فُتحت لتجمع فى ساحة العمل الوطنى كافة مكونات الشعب الاريترى بمختلف مشاربه وتخصصاته وميولاته ، فقد شكل الملتقى  صرخة وطنية مدوية  نادت الجميع نعم الجميع – كل من ينتمى الى هذا الشعب المعطاء الصابر –  دون إقصاء  او تفاضل او تمييز .  وكما تابعنا فان الكم الكبير الذى تجمع تحت سقف واحد  (اكثر من 300 عضو )كانوا يمثلون  ولأول مرة كل القوى السياسية بمختلف احجامها من فصائل واحزاب ( سواء داخل التحالف او خارجه ) ومن عامة الشعب ممثلة فى المجتمع المدنى ،ورجال الدين الاسلامى والمسيحى ، ورجال الاعلام وشخصيات اعتبارية ، قطاع المرأةوالشباب ، الرعيل الاول ، اللاجئين ، المثقفين ……الخ . اتو جميعاً من اصقاع ادنيا  ( القارات الخمسة )، ان الوفود القادمة الى الملتقى  انما كانت محملة بمقترحات  وأراء جماهيرنا  التى انتدبتها ، وبذلك تكون جماهير شعبنا الواسعةحاضرة هذا الملتقى عبر وفودها .  ان الملتقى هو مُلك الجماهير بكل قطاعاتها السياسية ،الجماهيرية ، العسكرية . بهذا التجاوب  الصادق  والتفاعل الكبير  والاستعداد التام  ، انما بعث شعبنا  رسالة قوية جداً الى النظام الدكتاتورى  وقوى التقاعس والتخاذل والتشكيك الاريترية والاصدقاء والاعداء ، بان للصبر حدود  ، واننا بعزيمة قوية واصرار عنيد قادمون  لأنتزاع حقنا المسلوب ، وكفانا معانة وضياع .

وبما ان نجاح  الملتقى دمر كل المراهنات القاصرة وزلزل الارض  ، وخلط اوراق المزايدين والمشككين ، كان من الطبيعى تخرج بعض الاصوات المبحوحة ، ومقولات اصاب النجاح اصحابها فى مقتل ، مما جعل تخبطها ان تبحث  عن ثغرات ضعف ، امر طبيعى تصاحب عمل عملاق كالملتقى ، لأن الكمال لله وكل  القصور يتم مراجعتها ويتم تصويبها  متى ما خلوصت النية. ولكن راح هؤلاء بوضع تلك الثغرات تحت المجهر لتكبير الصورة وتضخيم الحجم  الهدف من ذلك الانتقاص  من نجاح الملتقى ، ومن ثم العمل على تقويض انطلاقة  العمل بعدم  الوصول الى المؤتمر الوطنى  . وبم ان الملتقى  هو من ارادة وجهد الجماهير ، بالتالى  الجماهير وقواها السياسية هى الكفيلة بحماية مكتسباتها  بكل قوة .

التحالف الديمقراطى الاريترى :- هو المظلة  والاطار السياسى والعسكرى  الذى يجمع معظم  قوى المعارضة الوطنية  الاريترية متفقة فى برنامج حد ادنى  منذ سنوات ، وقد نجح التحالف فى مسارات عدة لها مردودها  الايجابى ، ومن ذلك  الجهد الكبير  الذى بذله لتحقيق غاية تجميع الشعب الاريترى  بكل اطيافه  السياسية والمدنية فى ملتقى جامع ، لمناقشة  القضية الوطنية بكل شفافية ووضوح ، وان النجاح فى التحضير ،  والترتيب وتهيئة  المناخ الايجابى مكاناً وزماناً، وكافة المعينات التى تسهل وتيسر عمل الملتقى …..الخ رغم العراقيل والمعوقات والتشكيك …  انما يحسب كانجاز وطنى لقيادة التحالف الوطنى .

المؤتمر الوطنى العام :- ان القرار الذى اتخذه ملتقى الحوار لعقد مؤتمر وطنى جامع بعد عام ، كان قراراً صائباً شاملاً فى رؤيته وذلك :-

1-             ان الوفود التى شاركت فى الملتقى  رغم ضخامة عددها  ، الا انها تلتقى  لاول مرة بهذا التنوع ، حيث لم يسبق ان التقت كقطاعات  ، وشخصيات ، وجهات  فى اطر منظمة ولم تبلور مفاهيمها بشكل مشترك مدروس  … فمثلاً :-المجتمع المدنى المشارك لم يكون له هيكل  قائم انما مثل تحت بند من لم ينتمى الى اى قوى سياسية قائمة  دون ان تكون اى ضوابط او معاير للمشاركة  – الشباب يتعرف بعضهم ببعض لاول مرة ، كذلك الحال بالمرأة المشاركة – ولم يسبق الحوار بين رجال الدين المسلمين والمسيحين …الخ. لذلك شكل الملتقى ساحة لقاء  وتعارف تولدت منه تحديد ملامح القطاعات والجهات و ما هى المهام الملقات على عاتقها والدور المطلوب منها ان تقوم به ، كذلك ما لها من حقوق و ما عليها من واجبات الزامية . عليه بعد ان امكن لكل ذلك الحضور التعرف على المهام  المنتظرة منه كلاً فى اطار انتماءه ، وتزود بالقراءات الصحيحة لمجمل العمل الوطنى .  اصبح من الضرورة ان تعود هذه الوفود الى مواقعها حيث القواعد العريضة  ، لكى  تتمكن فى فسحة زمنية  من الدراسة الفاحصة تساهم فيها كل القدرات المتخصصة فى كافة المجالات والتى لم تتمكن من المشاركة فى الملتقى  . بذلك  سيكون الناتج عظيماً بالمشاركة الواسعة والمقتدرة فى شتى الميادين  التى ستثرى المؤتمر القادم .  الانتقال الى المؤتمر الوطنى العام بعد سنة ، كان خطوة متفهمة للقيام بعمل ناجح  ومدروس ومتأنى وبمشاركة الجميع .

2-            تكون الفرصة مفتوحة امام من لم يشارك فى الملتقى سواء من تغيب او غيب نفسه عن سبق اصرار ، كذلك المجال  يكون واسعاً لبلورة عميقة للقضايه محل الخلاف التى صاحبت جلسات الملتقى وبعد انتهاء اعماله .

مفوضية المؤتمر الوطنى العام :- معلوم ان اى مؤتمر ناجح ومتكامل ، يسبقه إعداد جيد وتحضير كامل ، وكما هو مألوف ان المؤتمرات تعقد لأيام محدودة ، وان هذا الزمن المحدود قد لا يكفى لدراسة عميقة وواسعة امام المؤتمرين  والتى على ضوءها تتخذ وترسم خارطة العمل المستقبلى  . عليه لا بد ان  يسبق انعقاد المؤتمر  الاعداد بوقت كافى  يتم فيه مناقشة  كل القضاية الوطنية من قبل كل الاطر السياسية والجماهيرية ومرحلتها حسب الاولويات المطلوبة ، ومن ثم تنقل خلاصة هذه اللقاءات على شكل وثائق واوراق الى المؤتمر لتعينه على اعماله وايضاً انها نابعة مباشرة من ارادة  الجماهير .

بما ان المؤتمر الوطنى العام سيعقد بعد عام من انفضاض  الملتقى ، لذلك كلف الملتقى مفوضية من 53 عضو من بين الحضور للإعداد للمؤتمر الوطنى . وبما ان جماهير شعبنا  تتطلع  الى انعقاد المؤتمر بكل شغف  عاقدةً فيه آمال عريضة وفيما سيتمخض منه من مسارات الخلاص، عليه وارتقاءاً الى هذا التطلع وتجاوباً معه فان المسؤلية  الملقات على عاتق المفوضية  كبيرة وثقيلة  ليس فقط حجم العمل ، بل مواجهة العراقيل ومحاولات الاجهاض  التى سيتعرض لها  التوجه الى المؤتمر من البعض  الغير راغب  الى انعقاد المؤتمر ونجاحه وهذا ما نلمسه الأن فى الشبكة العنكبوتية .  انطلاقاً من هذا الفهم  فان نجاح المؤتمر  الوطنى هو مسؤلية كافة جماهيرنا اينما كانت وبمختلف تخصصاتها وقدراتها من خلال المساهمة الجادة وحماية مكتسباتها التى تحققت وفى طريقها الى الاكتمال .

نعم ان الإعداد هو مسؤلية المفوضية المباشر  لكنها فى امس الحاجة الى دعم ومؤازرة كل قطاعات الشعب ..

وعلى المفوضية ان تراعى بكل جدية الأتى :-

1-            الزمان :- بما ان الزمن الذى حدده الملتقى لانعقاد المؤتمر  هو سنة  ، وقد مضى على انتهاء اعمال الملتقى اكثر من شهرين ، عليه المتبقى عشرة اشهر وان حجم العمل المطلوب انجازه كبير جداً ، بالتالى السباق مع الزمن من احد التحديات التى تواجه المفوضية ، لذلك مطلوب من المفوضية سرعة انزال البرامج العملية والشروع الى تكوين الأليات المساعدة لها فى تنفيذ البرامج وان تعمل على تكثيف  النشاط الاعلامى .

2-            استفادةً من تجربة الملتقى الوطنى ، لا بد من وضع ضوابط ومعاير دقيقة وصارمة للتمثيل فى المؤتمر ، وبالذات القطاعات التى تفتقر الى هياكل تنظيمية ، بحيث  يستفاد من المشارك بقدراته الاسهامية منطلقاً من خلفية استيعابه لمجمل العمل الوطنى وتعرجاته .

3-            اليقظة التامة لتفويت الفرصة على المتربصين للأنقضاض على الاعداد للمؤتمر وصولاً الى توجيه المؤتمر وافراغه من اهدافه .

4-            الحرص الشديد على اتاحة المجال لكل المكونات الوطنية للمشاركة فى المؤتمر ، مطالبةً الجميع ان يحمل اراءه فى مجمل القضايا الوطنية  الى المؤتمر ، لأن المؤتمر هو المكان الجامع نتناول فيه امورنا بكل شفافية ووضوح ومسؤلية وطنية ، والمجال فيه واسع وعريض امام الرأى والرأى الاخر بكل تقدير واحترام تام ،وبذلك نتمكن بصدق ان نرسم طريق خلاص وطننا وبمشاركة ومساهمة الجميع .

5-             التنسيق الكامل فى مهام العمل مع التحالف الديمقراطى بحيث يشكل التحالف والمفوضية جسم واحد متناغم الأداء الناجح .

توصيات عامة :- الى كافة قوانا الوطنية بمختلف انتماءتها ان تهب بكل قوة للإسهام من أجل انجاح المؤتمر الوطنى ، وان تترك  جانباً الولاءات الضيقة  من ( تنظيمية وحزبية ومواقع المتفرجين )، لندخل جميعاً رحاب المؤتمر الوطنى العام ونحن على ثقة تامة  لصناعة قراراتنا الوطنية النابعة من ارادتنا الفولاذية

2-على كل المواقع الأعلامية  والاقلام الوطنية ان ترفع وتيرة عطاءها  لبلورة مهام المؤتمر الوطنى والدفع فى اتجاه المشاركة الواسعة .

بخلوص النية ، وصدق التوجه  ،ونبذ التشرذم والانفتاح الأمين ، والتعالى على الصغائر ….  نحقق اهدافنا السامية  .

واللــــــــــــــــــــــــــه نســــــــــــــــــأله التــــوفيق

والســـــــــــــــــــداد

بقلم/ محمود ابو رامى

بيرث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9641

نشرت بواسطة في أكتوبر 31 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010