العلاقات الارترية السودانية الى أين ؟

موقف السودان في القمة العربية  اتبع السيئة الحسنة تمحها

فرجت : كلمة التحرير

في الاسبوع الأول من مارس  قام الرئيس السوداني بزيارة  خاطفة الى اسمرا اشتغرقت يوما واحدا ،  لاحتواء حالة التوتر التي شابت العلاقة الارترية السودانية  وبغرض تأكيد تضامن السودان مع ارتريا وللتنديد بقرار مجلس الأمن رقم 1907 الصادر في ديسمبر 2009م ، وليعلن وقوف السودان مع ارتريا ضد ما تسميه بالتآمر العالمي ضد النظام الارتري.

ورغم ان الزيارة جاءت متأخرة بتقديرات المراقبين الا انها اعتبرت ناجحة من كلا الجانبين في المؤتمر الصحفي  الذي عقده كل من الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ويمانى قبرآب.

ارتريا لم تخفي امتعاضها لعدم وقوف السودان ضد قرار منظمة الايجاد والاتحاد اللذين ادانا ارتريا وطلبا فرض عقوبات عليها ، حيث قال الرئيس الارتري لصحيفة مصرية ” اننا فؤجئنا لهذا الموقف”.

الا ان العلاقة الغريبة وغير المتكافئة استمرت وتوجت بزيارة البشير الأخيرة ، والتي فاجئه فيها الرئيس الارتري بطلب تأجيل الانتخابات السودانية معللا ذلك بالظروف السياسية والعسكرية في السودان. ورغم هذا التدخل الصريح والواصح في الشأن السوداني ولافتقار الجانب الارتري  الى تجربة ديمقراطية حقة  رفض البشير تأجيل الانتخابات وقال انها سوف تتم حسب البرامج الموضوعة لها. ولكن التباكي الارتري استمر ، حيث نشرت صحيفة الشرق الاوسط تقريرا حول زيارة البشير ونقلت موقف ارتريا من اجراء الانتخابات في شهر ابريل القادم. ورغم ان الانتخابات شأن سوداني الا ان كل من اسياس ومستشاريه في الشأن السوداني  اعلنوا ” ان الوقت لا يسمح باجراء انتخابات في السودان وهي العلة التي تمسك بها حزب الشعبية في ارتريا من وجود احزاب وقانون وبرلمان في دولة يحكمها مجموعة من الجنرالات الحمقى.

وتمادت ارتريا وطلبت من المنظمات الدارفورية التي تمولها وتدعمها   ان تتبنى موضوع تأحيل الانتخابات في السودان.

الرئيس السوداني لعلمه ان فاقد الشيئ لا يعطيه اعتذر لرئيس النظام الارتري عن قبول النصيحة وقال ان من مصلحة أهل السودان ان تتم الانتخابات حسب الجدول المقرر لها وعاد البشير الى الخرطوم قبل غروب شمس ذلك اليوم.

منذ فترة والحكومة السودانية قلقة من تحركات ارترية رامية لأفشال الاتفاقات الناجحة التي تم توقيعها مع حركات سودانية سياسية كانت أم عسكرية وكان آخرها اتفاق الدوحة.

كما تأكد للنظام المحاولات الارترية لخلق منظمات متمردة على النظام في الخرطوم حيث بدأت لقاءاتها مع بعض زعماء القبائل العربية في دارفور ، ولقاءات أخرى مع أحدى اجنحة مؤتمر البجا الذي لم يدخل الاتفاق السابق.

ومازالت الكثير من معسكرات ايواء المعارضة الدارفورية موجودة في ارتريا ومنتشرة على طول الحدود الارترية السودانية من حمدايت الى شللوب وتمكرف . واعلام المنظمات السودانية ترفرف على ساريات مكاتبها في تسنى وغيرها من المدن االارترية في المنطقة الغربية ، في وقت يدعي فيه النطام  الارتري علاقاته الحميمة مع السودان وحكومته.

لابد ان عمليات الرصد والمراقبة للحكومة السودانية أكد لها مما لايدع مجالا للشك التحركات الارترية وعدوانية نواياها. ويرى المراقبون ان السودان ارسل اكثر من اشارة عن استياءه عن الدور الارتري منها :

اعتقال العسكري الصومالي علي موسى عيد وهو يحاول عبور الحدود السودانية الى ارتريا ومعه الكثير من الأموال، وكان بامكان الامن القبض عليه في الخرطوم أو حتى في الجنوب  ولكن لتأكيد تورط النظام الارتري في عملية دعم الفصائل الصومالية كان لا بد من القبض عليه في الحدود السودانية  الارترية؟

وفي تطور جديد نشرت صحيفة الانتباهة وهي صحيفة مقربة من الحزب الحاكم في تقرير تفاصيل الدعم الارتري للحركات الدارفورية ، كما شن كاتب أحد الاعمدة الثابتة  في جريد الرائد صحيفة الحزب الحاكم والمعروف بعلاقاته الحميمة مع النظام  السوداني اسحق أحمد فضل الله مقالا وضح فيه نوايا النظام الارتري لزعزعة الأمن في شرق السودان.

الا ان الموقف السوداني الأخير في القمة العربية فاجأ حتى الدول العربية ناهيك عن الشعب الارتري المغلوب على أمره ، ولابد ان دولة مثل جيبوتي تحس بالغبن من تكرار موقف بعض الدول العربية التي اتخذت مواقف سلبية تجاه فرض عقوبات او ادانة النظام الارتري وبالتحديد ليبيا والسودان ، فهل الموقف السوداني هو محاولة لمسح عدم تصويته على قرارى الايجاد والاتحاد الافريقي ، أم ان انجاح الانتخابات في السودان لهو أهم من مواقفه المبدئيه تجاه قضايا الشعوب العربية؟

نحن نعلم مدى تخوف النظام الارتري من ان يكون محاطا من قبل دولتين افريقيتين اتخذتا من المنهج الديمقراطي والحوار وسيلة لحل مشاكلهما الداخلية ، وكلاهما تخوضان التجربة الانتخابية في ابريل في السودان وفي شهر مايو في اثيوبيا وهما دولتان لهما وزنا سياسيا وثقلا اقتصاديا في افريقيا  والمنطقة بصفة عامة ، ولكن  لا نجد تفسيرا لهلع النظام السوداني فحتى الامتناع عن قرار الادانة لكان مشرفا بدلا من الاعتراض عليه.

فرجت



روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2818

نشرت بواسطة في مارس 29 2010 في صفحة كلمة التحرير. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010