العلوج والطراطير

  بقلم  / متكل أبيت نالاي

 

لعبة يروجها البعض من يدعي الخبرة والعلم لاصطياد الفرائس المتعبة, والضحية هم من الذي يقدر الكلمة الصادقة بين الشعب الإرتري ليضعوهم في فكي الدكتاتور المفترس الجائر. يتزعم هذه الحملات كبار رجالات الدولة والحزب وهي بكل أنوعها تصلح أن تكون أضحوكة ولكن الطراطير حولها لهم مغنماُ وثوابت وطنية واجتماعية لا .يمكن تجاوزها. وإليكم هذه المقولة كما يفهمها الطراطير.

يقولهم الحزب الحاكم: أنتم الذي دفعتم مبلغ  10,000( دولار الأميركي) ثمن لقطعت أرض في أسمرا علينا تبصيركم سلفاُ بأن ذلك الثمن هو نظير الخدمات التي سوف تقدمها لكم الدولة وليس هي ثمن الأرض للمعلومية.

 وأن الأرض كما هو معلوم للجميع, هي ملك الدولة وان الشعب الإرتري يعتبر من الممتلكات الشخصية لرئيس الإرتري.

تتحد الطراطير وتجتهد في تفسير ذلك هناك من يقول الحكومة جادة وتخدم أفراد جاليتها في الخارج وهذه هي التنمية بعينها وآخرون يقولون البلاد في طريقا لتصبح  سنغافورة كما وعد بها الرئيس, البعض يقول الجبهة الشعبية لها مسارها الخاص  ويشعر إنه قصر في حقها ولخدمة البلاد علينا المشاركة في أي من اتحاداتها لتفتح لنا أبواب الاستثمار للإسهام في تطوير البلاد. من هؤلاء يتشكل جزء أصيلاُ من الطراطير.

مره أخرى يخرج إلينا التلفزيون ليقول لنا بطلب من الأهلي لحد من انتشار الظواهر السلبية للإنترنيت في المجتمع الإرتري ولمكافحة أضرارها وخصوصاُ وقاية الشباب منها تقرر أن تكون نشاط الإنترنيت فقط داخل الدوائر الحكومية والمكتبات العامة. كل الأشياء من حولنا أشعلت فيها الحكومة النار ولكن من الذي يجعل هذه الأشياء مقبولة أليس هم الطراطير أم غيرهم؟ ويقول: احدي الطراطير من حق الشرطة أن تشن حملات اعتقالات إذا وجدوا شخص جالس بجوار الإنترنيت, عليه أن يذهب إلى المكتبات العامة التي حددتها له الدولة. ساءلته  لماذا تنكر عليه الدولة  حرية التصفح في الإنترنيت.؟  قال لا يوجد في البلاد حرية الصحافة ولكن يوجد قانون الصحافة وهذا يتعارض مع قوانين البلاد مع رؤية الحكومة في إعداد الشباب الواعد ونحن نعرف بأن دولتنا في حالت نقد مستمر, ولكن سوف نكمل الطريق التي رسمته لنفسها. وما يبدو لك حدث غير طبيعي سوف يسقط عن ذكرت الشعب وتضيع معالمه عن قريب. وكيف ذلك؟ بفضل النهضة المشرقة التي تشهدها البلاد ولكني أعرف بأن في البلاد فيها مجاعة وليس نهضة.؟ وقال: الحكومة تحاول بناء سدود ترابية مؤقتة لذلك. وقلت له ولكن السدود التربية لجمع الماء وليس لمكافحة المجاعة؟ إذاُ ماذا تريد أن تقول؟ لماذا لا تفكروا في بناء صوامع غلال؟  نحن نفكر في جمع الفلوس وليس في إخراجها . وفي زيارة للرئيس لإيطاليا قال نحن لا نحتاج بنا صوامع الغلال لمكافحة المجاعة مازلت أوروبا تؤكد اهتمامها بنا وهذا ما لمسته في زيارتي لإيطاليا وعليه ناقشنا مسألة الاستفادة من ثروتنا السمكية في البحر الأحمر بتعاون مع الحكومة الإيطالية وقعنا اتفاقية مكافحة الإرهاب  مع الجزائر وقال الرئيس  بفضل هذه الخطوات لا يوجد لدينا سجين سياسي ولا نعرف من الذي اختطف تلك الناس المجهولة. أما الطراطير الذي خرجت من الاجتماعات الذي تزعمه الأمين محمد سعيد وشرح فيه أنواع  المعوا قين من وجهة الحكومة الإرترية وقال : من حرم من القدرة على المشي ويعيش عمره كله على الكرسي متحرك ليس معوق ولنا خبرة في ذلك وقادر في تلبية باقي حاجاته ولا يعتبر معاق مئة في المائة,أما الذين  فقدوا جزء من أعضاؤهم أن يحمدوا الله على ما هم عليه من صحة وعافية يقدرون أن يعملوا بها وعليه أن يكفوا من التذمر بعاهات بسيطة, عليهم أن  يوجدوا الحيلة لكي يتقلبوا العاهة, وما الشكوى والتذمر لا يحلان هذه المشكلة ولكن العمل الدءوب الهادف هو الحل لهذه المشكلة. هناك عدد من الجمعيات التي تعنى بالمعاقين وعدتنا ولكن رعاية أسر الشهداء  والمعاقين هي مسؤولية الشعب الإرتري وخصوصاُ المغترب منهم أما نحن مشغولون في بناء مساكن لكم وسيقوم البنك الإرتري عن قريب العاجل توضيح شروط التمليك لكم,  وعليكم أن تعرفوا بأن حكومتكم تحرص على كل ما من شأنه أن يفيد الشعب الإرتري  وتضع الأولوية لمن يخدم هذا التنظيم ويتدرج وتقيم باستمرار وتقدر خدمته التي تدعم النظام ومكانته في قلب الشعب الإرتري , ويهتف الطراطير” حادي لبي حادي حزبي” (شعب واحد قلب واحد) وبدأت الطراطير تفلسف الجرائم  من يقول منهم :أن جيشنا قنوع وراضي على كل شيء, ولا يمكن الإعاٌقة أن تقف عائقة أمامه وهم قادرين بواسطة العكاز من التنقل وأنا رأيت أوناس يعشون حياتهم بصفة عادية لا تحتاج لزوابع إعلامية كبيرة. وهناك من قال بأن الأمين محمد سعيد صور المعاق على أساس إنسان شبعان, بطر وشنت الحكومة حملة على المعوق ربطت فيها بين إعاقتهم وما نادوا به من مطالب مشروعة. ويقول احدي المعوا قين حرب التحرير الإرترية وهو زميل مدرسة لي  أزوره كل عام قال: أشعر الجيش غائب إزاء ردود أفعال الجماهير والأحداث والكل يشعر بأن جيشنا ممسوح دوره في أحداث البلاد وهذا شيء يجب ألا نخجل منه, لا يعرف جيشنا كيف نعيش فقط  يعرفوا ما قال لهم الحزب عنا, وهم بين خائف ومحتار, كنا نتوقع ما حصل لنا أن تثير خلافات كبيرة وسط الجيش ولكن أصبح الجيش مع الحزب الحاكم. وقياداتهم جمعت علينا كل قباحات تأريخهم وسفالتهم وها هم يسعون جاهدين لحماية كراسيهم في وجه مشاكل الشعب المتنامي. ونحن يومياُ تتراجع معيشتنا معللين بأسباب الحرب وتوابعها في المنطقة. فلا أمل لنا في تحسن أحوالنا قريباُ. كلها عود يلقوها كيفما شأوا بمناسبة وبدون مناسبة سياسية. وقد أثر ذلك في أطفالي ولأني لا أستطيع تحمل نظرات الشفقة والعطف والخوف من الحكومة ولأني كنت في قوة الفدائيين (دقي أراويت) أي أبناء الأفاعي وهو مسمى إسرائيلي تقوله( للاجئين عام 1948) ونحن كنا أفضل وقود الذي يغذي هذا الثورة  والتي خطفها السطحيون ثم يواصل ويقول: كنت أقدر أن أعبر لوالدتي التي لا تلد إلا الحزن بأسبابهم.

 أن جرحنا وعذابنا في هذه البيت هم وحدهم, وليس غيرهم واليوم تنكروا حقوقنا ودخلنا مرحلة دمج فيها حقوقنا مع المتسولين ننتظر فيها الجمعيات الخيرية التي سوف تدعمنا. أما الآن كما تراني أحفظ لساني وأجلس في مكان هادئ كل ليلة أراقب وحدتي وكل الأيام التي عشتها في الميدان وكل عمر الذي منحته لهؤلاء الفاسدين والفاشلين.

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5924

نشرت بواسطة في نوفمبر 29 2004 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010